الفصل السادس والستون

1.6K 28 0
                                    

"طعنات الغدر والحب"
بقــــلـــم...(إيــمــــــــــــى  )
.......................................................
الفصل السادس والستون

استطاع سيف ان يمارس حياته الطبيعية مع احب انسانة الى قلبه الا وهى حبيبته وزوجته نيرمين
فكم كان سعيدا فى تلك الليلة ولكن يبدوا ان فرحتهما بتلك الليلة لم تتم فقد حدث شيئا غير متوقع قضى على فرحتهما
فما كان ينتظره كل منهما لم يحدث، فالملاءة البيضاء التى ظن انها ستتلون باطهر اثر سيراه فى حياته ظلت بيضاء كما هى كم كانت صدمة بالنسبة اليه والى نيرمين من قبله
ظل سيف جالسا على طرف السرير وهو يعطى ظهره لنيرمين بوجه مصدوم ،اما نيرمين فكانت جالسة وهى واضعة زراعيها حول ركبتيها
مطأطئة رأسها على ركبتيها فى حزن شديد وصدمة
ظلا هكذا للحظات دون ان يكلم كلا منهما الآخر وبعدها قام سيف
واتجه الى الدولاب فأخرج منه ملابس للخروج وذهب ليأخذ حماما
اما نيرمين فظلت على وضعها دون ان تفعل شئ سوى الصمت
اخذ سيف حمامه وارتدى ملابسه وخرج ،وقف امام المرآة بوجه قاطب
ومشط شعره ثم القى المشط بضيق وخرج دون ان يتكلم باى كلمة واغلق الباب خلفه بعنف
بعد ان خرج رفعت نيرمين رأسها وهى تنظر أمامها بعينين مصدومتين
فهى لا تصدق أمن الممكن ان يكون عمر قد كذب عليهما ولكن كيف ذلك
وهو من ألح عليهما ليتزوجا معه فى يوم واحد فلو انه كذب عليهما لما فعل ذلك بل وانه اصر على ان يقضى شهر العسل فى نفس الفندق
اذن هو متأكد من انه لم يلامسها
قامت نيرمين من سريرها وهى تلف حبل البرنص حول خصرها
ودخلت الحمام ووقفت امام المرآة وهى تنظر الى نفسها
ظلت هكذا للحظات ثم فتحت صنبور الماء ونثرت القليل منه على وجهها
ثم تنهدت بألم وهى تنظر الى نفسها فى المرآة وقد لمعت عيناها بشدة كأنها تجاهد فى كتم بكائها
بعد ان أخذت نيرمين حمامها ظلت جالسة على السرير وعينيها تبكيان بصمت
وهى تنتظر قدوم سيف فكانت تنظر الى الساعة من وقت لآخر
فكانت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ولم يأتى
غلبها النوم من شدة ارهاقها فنامت بعد بكاء مرير
جاء سيف بعد ان نامت بنصف ساعة فدخل الغرفة
ليبدل ملابسه
شعرت به نيرمين ففتحت عينيها ثم اغمضتها وتظاهرت بالنوم وظلت تنصت الى حركاته وهى مغمضة عينيها ،بعد ان انتهى سيف من تبديل ملابسه نام بجانبها
ولكنه اعطاها ظهره ونام دون ان يقبلها من جبهتها مثلما يفعل فى كل مرة
فتحت نيرمين عينيها وادمعت عينيها بصمت شديد وحاولت ان تنام هى الاخرى
...........................................
فى صباح اليوم الثانى امسكت منى بالهاتف واتصلت على نيرمين
استيقظت نيرمين من نومها على صوت الهاتف فالتفتت فلم تجد سيف بجانبها فتذكرت مادار بالامس فتألم قلبها بشدة
مدت يدها لتمسك بالهاتف عندما وجدتها منى فتحت بسرعة وقالت بصوت حزين:الو!!
منى :ازيك يا نيرمين
نيرمين بصوت هادئ حزين:الحمد لله
لاحظت منى تغير فى صوتها
منى:مالك يا نيرمين انتى تعبانة ولا ايه؟؟
قبل ان ترد وجدت سيف قد خرج من الحمام فقد اخطأ ظنها عندما ظنت انه خرج فقالت لمنى:ابدا مافيش
منى:طب اعملى حسابك بقى علشان عمر عاملكوا مفاجأة وعايز يخرجكوا معانا ده عامل برنامج هايل هتنبسطوا منه اوى قولتوا ايه؟؟
نيرمين بصوت حزين:لما اشوف سيف رايه ايه
منى:طب شوفى كده وردى عليا انا مستنياكى اهو
نظرت نيرمين الى سيف والذى كان واقف امام المرآه وهو يمشط شعره
وقالت:منى عايزانا نخرج معاهم وبتقول ان عمر عامل حسابنا
التفت اليها بملامح جادة ونظر اليها نظرة قاسية ثم التفت الى المرآة مرة أخرى ولم يرد عليها
شعرت نيرمين بالالم الشديد من تلك المعاملة الجافة وقالت لمنى بصوت هادئ وبحزن مكتوم:معلش يا منى متعمليش حسابنا
منى بحزن شديد:ليه بس كده يا نيرمين انا كنت معشمة نفسى اننا هنقضى اليوم مع بعض انتى متتصوريش لما بنكون مع بعض ببقى سعيدة قد ايه
نيرمين وهى تحاول تحسين صوتها من اثر البكاء المكتوم:متزعليش يا منى تتعوض يوم تانى ان شاء الله
منى بحزن:اوك يا نيرمين
نيرمين:مع السلامة
منى:الله يسلمك
نظرت نيرمين الى سيف وقد ارتدى سترة الخروج فنظرت اليه وهى مترددة فى محادثته
وضع سيف برفانه المفضل واخذ هاتفه واستدار باتجاه الباب ليخرج
نظرت اليه نيرمين وتغلبت على ترددها وقالت بصوت مخنوق:انت خارج؟؟
سيف بصوت جاف:ايوة
نيرمين:وهتسيبنى لوحدى؟؟
نظر اليها سيف بملامح جادة وفتح الباب ليخرج فانتفضت نيرمين وقالت بصوت باكى:استنى يا سيف
ممكن اعرف بقى انت بتعاملنى كده ليه؟؟
من ساعة اللى حصل وانت مش طايق تبص فى وشى
تنهد سيف بضيق وقال:انت عايزة ايه دلوقت يا نيرمين؟؟
نيرمين وهى تحاول ان تمنع نفسها من البكاء:عايزة اعرف سبب معاملتك الجافة دى،انت عارف معاملتك دى معناها ايه؟؟
معناها انك بتشك فيا
اغمض سيف عينيه وهو يحاول ان يتمالك اعصابه والا يتلفظ بلفظ جارح ثم تجاهل الرد عليا وقال بجفاء:انا خارج ولو عوزتى اى حاجة ابقى اتصلى بيا
خرج وتركها فارتمت على السرير واخذت تبكى بحرقة فمعنى هذا انه يشك فيها
قالت بصوت منخفض وباكى:كده يا سيف!!بعد كل اللى حصلى بسبب اخلاصى ليك برده بتشك فيا؟؟
قامت بسرعة وامسكت بالهاتف واتصلت على منى وهى منهارة من شدة البكاء
فقالت:ايوة يا منى ارجوكى تعاليلى دلوقتى انا محتجاكى اوى
منى:مالك يا نيرمين انتى بتعيطى
اتى عمر من خلفها فقال:فى ايه يا منى؟؟
اشارت له منى ان ينتظر قليلا حتى تفهم
نيرمين:لما تيجى هقولك بس ارجوكى متتأخريش عليا انتى عارفة انك انتى الوحيدة اللى بعرف افضفض معاها والموضوع اللى هكلمك فيه مش هينفع اقوله لماما
منى:طب سيف عندك؟؟
نيرمين:لأ خرج
منى:طيب يا حبيبتى هدى نفسك بس
وانا جيالك حالا
اغلقت منى الهاتف وهى تقول:يا ترى ايه اللى حصل يا نيرمين
نظر اليها عمر بقلق قائلا:فى ايه يا منى نيرمين مالها؟؟
منى:مش عارفة يا عمر كانت بتكلمنى وهى بتعيط وقالتلى انها عايزانى فى موضوع مهم
عمر:طب وسيف فين؟؟
منى:بتقول خرج
عمر:غريبة يا ترى فى ايه؟؟
منى:انا هروحلها دلوقت وافهم منها ايه اللى حصل
..................................................
اتجه كارم الى الخزنة ووضع فيها مبلغا كبيرا من المال ونظر الى فؤاد قائلا:الشحنة هتيجى النهاردة وصيت الرجالة ياخدوا بالهم كويس ويتأكدوا ان المكان خالى؟
فؤاد:اطمن يا باشا كل شئ تمام النهاردة بالليل البضاعة هتكون ملت المخازن
وعلى فكرة يا باشا انا جيبتلك خبر انما ايه هيفرحك اوى
كارم:خبر ايه؟؟
فؤاد:عرفتلك مكان المدام
كارم:بتتكلم جد؟؟
فؤاد:طبعا يا باشا انا عمرى هزرت معاك فى حاجة زى كده؟
كارم:يااااااااه اخيرا
دى حسابها معايا هيكون عسير اوى
فؤاد:بس يا باشا الموضوع مش سهل زى ما انت فاكر
دى بتتعالج فى مصحة وعليها حراسة كمان يعنى صعب نقربلها
فؤاد:مصحة!!!ومين اللى وداها وكانت غطسانة فين طول المدة دى كلها
فؤاد:احنا كنا مراقبين والدتها على اساس انها اكيد هتتصل بيها او هتروحلها فى وقت من الاوقات واليوم اللى اتنقلت فيه للمصحة والدتها راحت لشقة الظابط اللى حقق فى حادثة سيف كان اسمه..
اسمه..
اه اسمه خالد والظاهر انها كانت مستخبية عنده طول الفترة دى
واكيد هو اللى نقلها المصحة علشان تتعالج
انتفض كارم وقال بصوت غاضب:كانت عند الظابط وقاعدة عنده؟؟
وقاعد ساكت من الصبح
انت عارف ده معناه ايه معنها انها اكيد حكتله على كل حاجة وعرف احنا بنتاجر فى ايه واكيد كلنا متراقبين
فؤاد بوجه مخضوض:ماهو يا باشا..
كارم:ماهو ايه وزفت ايه
فؤاد:ازاى تقوله وهى عارفة انها متورطة معاك فى كل حاجة يعنى هتودى نفسها فى داهية؟؟
كارم:مش بقولك انت معندكش مخ خالص؟؟ماهى لو اعترفتله بكل حاجة وساعدته هتبقى شاهد ملك وهتخرج منها واحنا اللى هنتعك
اخذ كارم يجول بعينيه فى ارجاء المكان لعله يجد شيئا مثل كاميرات مراقبة او اجهزة تصنت
فؤاد:انت بتدور على ايه يا باشا؟؟؟
كارم بغضب:ششششششششش
بعد بحث دقيق منه اخيرا وجد اجهز مثبته اسفل خشب المكتب وخلف الخزنة وبمناطق محيطة بالمكتب
نزع جميع الاجهزة ووضعها على المكتب وقال بغضب شديد:آه يا بنت ال....
اشارالى فؤاد بالخروج خرج الاثنان خارج المكتب فقال له فؤاد:هنعمل ايه دلوقت يا باشا احنا كده روحنا فى داهية
ياترى مين اللى دخل الاجهزة دى هنا
كارم بعينين يتطاير منها الشر:هيكون مين مافيش غيرها
والله لادفعك التمن غالى انتى والظابط بتاعك
نظر الى كارم قائلا:تجرى تتصل بالرجالة يأجلوا استلام الشحنة لحد مانتصرف فى المصيبة دى ونلهى البوليس عننا انت عارف لو ملحقتش تلغى المعاد هيحصل ايه؟هنروح فى داهية
فؤاد:اطمن يا باشا مافيش تسليم هيحصل النهاردة
كارم:وابقى اتصل بيا طمنى هاه؟؟
فؤاد:امرك يا باشا
غادر فؤاد بينما تنهد كارم بغيظ وهو يقول:
استنى عليا يا سلمى
بقى كنتى عايزة تضيعينى؟؟
بس لما افوقلك واصلح كل اللى انتى بوظتيه واللعه لخليكى تكرهى اليوم اللى فكرتى تبعينى فيه
.........................................
نظرت منى الى نيرمين والتى مازالت تبكى وكانت عيون منى تنظر اليها بصدمة بعد ما سمعته فقالت بصوت مصدوم:قصدك ان عمر....
نيرمين مقاطعة:لأ يا منى
متخليش دماغك تروح لبعيد انا واثقة ان عمر معملش حاجة
يمكن زمان كانت تدخل عليا الحيلة اللى عملها لكن دولوقت لأ
منى وهى مازالت تشك فى عمر:وايه اللى خلاكى متأكدة كده
ان عمر مالوش دعوة
نيرمين بصوت باكى:انا محكتلكيش علشان اشكك فى جوزك انا قولتلك علشان تفكرى معايا ايه اللى ممكن يكون السبب فى ده؟
انا لو ينفع احكى لماما كنت حكتلها لكن انتى عارفة ان ماما صحتها متستحملش
تنهدت منى بألم وهى فى منتهى الحيرة ثم قالت:طب مش يمكن يكون بسبب طبيعى افتكرى كده يمكن يكون يحصلك اى حادثة عادية زى اللى بتحصل لاى بنت
نيرمين:ماهو لو حصل مكونتش سألتك وكنت اكيد هعرف
سكتت منى وهى تفكر
نظرت اليها نيرمين وكأنها تعلم بما تفكر فيه منى فنظرت اليها قائلة:
منى!!
اوعى تحكى لعمر اى حاجة من دى
ولا تواجههيه انا متأكدة ان عمر ملمسنيش لانه بالعقل كده عمر كان مصمم ان انا وسيف نتجوز معاكوا فى يوم واحد حتى شهر العسل كان مبسوط جدا اننا هنقضيه فى نفس الفندق ده ان دل فهيدل على انه معملش اى حاجة
وبعدين لو كان عمل حاجة كنت هعرف متنسيش انى انا دلوقت متجوزة
وده يختلف عن زمان لانى زمان مكونتش هعرف افرق
منى:مش عارفة اقولك ايه،انا محتارة زيك واكتر
نيرمين بعيون لامعة وصوت حزين:تخيلى يا منى سيف معدش بيكلمنى ولا حتى بيبص فى وشى
ده خرج امبارح مجاش الى على الفجر واول ما صحى لبس وخرج
حتى لما قولتله ان المعاملة دى معناها انه بيشك فيا مردش
انا هموت يا منى من كتر القهر مش متخيلة انه يظن فيا كده
نظرت منى اليها بحزن وقالت:معلش يا نيرمين اعذريه الموضوع برده مش سهل
احتضنتها بحنان وقالت:اكيد هو لما يفكر مع نفسه هيهدى وهيرجع عن تفكيره
تراجعت نيرمين للوراء وقامت وهى تمسح دموعها قائلة:
ومين قالك انى هستنى لما يهدى
وبعدين يهدى من ايه؟؟وازاى اسامحه على حاجة زى كده
واحد بيشكك فى عرضك وشرفك صحيح مقالهاش بس تصرفاته بتقولها تفتكرى هتقدرى تبصى فى وشه؟حطى نفسك مكانى وشوفى ساعتها هتعملى ايه؟؟
منى:يعنى ناوية على ايه؟؟
نيرمين وهى تستعيد ثقتها بنفسها:ناوية اطلق
منى:انتى اتجننتى؟؟تطلقى بعد 5 ايام من جوازكوا ؟؟الناس يقولوا عليكى ايه؟؟ولا طنط فاطمة دى ممكن تروح فيها
نيرمين:يعنى عايزانى استحمل الوضع ده واسكت
منى:استهدى بالله كده وسبينا نفكر بهدوء وان شاء الله هنلاقى حل
..............................
سمع رجال الشرطة الحديث الاخير الذى دار بين كارم وفؤاد
واستشفوا انه قد كشف خطتهم فى الامساك به وهذا ما قد كان
فافراد الشرطة قد اتخذوا مواقعهم حول المكان الذى سيتم فيه التسليم حسب الخطة المرسومة ولكنهم ظلوا فترة طويلة دون ان يأتى احد وكان خالد على رأس هذه المجموعة ظل مختبئا وهو يراقب المكان وبجانبه زميل له
فقال بصوت منخفض:واضح انه كشف خطتنا وغير معاد التسليم
قام خالد من مكانه وهو يضرب الارض بغيظ
وامسك بالجهاز اللاسلكى وطلب من جميع الافراد الخروج فقد الغيت المهمة
ثم نظر الى زميله قائلا:كده سلمى بقت فى خطر انا وديتها المصحة على اساس انى هقبض عليه ومش هيبقى فيه خطر عليها
زميله:طب انت ناوى تعمل ايه
خالد بحيرة:مش عارف
مافيش قدامى غير انى اشدد الحراسة عليها ولو ان ده مش هيغير حاجة لانه جوزها وممكن اوى يخرجها على اساس انه هيعالجها فى مكان تانى
زميله:انا كنت فاكر اننا هنخلص منه بقى ونرتاح
خالد:وانت فاكر انى هسيبه!!
انا وراه والزمن طويل
انا مش هرتاح الا لما احط الكلابش فى ايده وبنفسى

طعنات الغدر والحب بقلم إيمي Where stories live. Discover now