الفصل الأربعون والواحد والأربعون

2.1K 31 0
                                    

"طعنات الغدر والحب"
بقــــلـــم...(إيــمــــــــــــى  )
.......................................................
الفصل الاربعون والواحد والاربعون

بعد السهرة التى قضاها سيف فى الفيلا التابعة لسلمى بمناسبة شراء الشبكة
تأهبا لاقامة حفل الزواج واتفقوا على ان يكون حفل الزفاف الخميس القادم
بعد اقناع سوسن لسلمى بالموافقة على اتمام الزواج فى اسرع وقت
عاد الى القصر بوجه حزين وهو يعلق جاكيت البدلة السوداء باطراف اصبعيه السبابة والوسطى خلف ظهره وكان يرتدى قميص ابيض وجرافاتة سوداء اتجه ناحية المكتب بخطوات بطيئة وبوجه عابس
نادته دادة فاطمة من خلفه وقالت:استنى يا سيف
توقف سيف لحظات دون ان يلتفت ثم استدار اليها
دادة:كنت فين يا سيف لحد دلوقت
سيف:انتى ايه اللى مسهرك لحد دلوقت يا دادة؟
دادة بسأم:مستنياك
مقولتليش كنت فين لحد دلوقت؟
سيف:كنت عند عند عمتو
دادة:وايه اللى وداك هناك وليه اتاخرت كده؟
سيف بوجه حزين بعد فشله فى اظهار فرحته:كانت عاملة حفلة بمناسبة الشبكة اللى انا جيبتها لسلمى
دادة بانفعال:ايه؟انت خلاص جيبت الشبكة
ازاى تعمل كده من غير ماتقولى هوانا مبقاش ليا لازمة عندك للدرجة دى؟
سيف:ليه بس خدتيها بالحساسية دى انتى عارفة غلاوتك عندى قد ايه
وكمان انتى عارفة انتى ايه بالنسبة لى
بس كل مافى الموضوع انى عارف انى لوقلتلك مكونتيش هتوافقى تيجى معايا
دادة:وهو انا مش موافقة علشانى انا ولا علشان انا خايفة عليك؟
يا ابنى يا حبيبى انت ليه بتعمل فى نفسك كده،انت مش شايف شكلك عامل ازاى بالله عليك
ده شكل واحد جاى من عند عروسته ومبسوط انه كان معاها؟
دا انت زى مايكون مقتولك قتيل
ليه يا حبيبى تعمل فى نفسك كده؟
تنهد سيف بالم وقال:علشان خاطرى
علشان خاطرى يا دادة بلاش الكلام ده انا مش ناقص
ارجوكى سبينى لوحدى دلوقت
دادة:ماشى يا سيف
انا هسيبك
بس يكون فى معلومك
انا ليا كلام تانى معاك بس لما تكون رايق لان فى موضوع مهم عايزة اكلمك فيه
اهتم سيف بعض الشئ وقال:موضوع ايه؟
دادة:بعدين بقى
مش هينفع دلوقت وخصوصا ان الموضوع اللى انا عايزاك فيه يخص سلمى
والوقت مش مناسب خالص انى افاتحك فيه
عقد سيف حاجبيه بتعجب وقال:سلمى!!
لا انت كده قلقتينى خالص
مالها سلمى؟
دادة:ماقولتلك بعدين
تنهد بضيق وهو يقول:ماهو طالما عرفت انك عايزانى فى موضوع مهم وكمان يخص سلمى يبقى مش هعرف انام الا لما اعرف
دادة:طب تعالى نتكلم فى المكتب علشان مش هينفع نتكلم هنا
جلس سيف على كرسى المكتب واسند يده على المكتب ونظر الى دادة بقلق قائلا:خير يا دادة
كنتى عايزة تقولى ايه؟
دادة:انا عرفت من زينب ان اليوم اللى انا سافرت فيه انت اتخانقت مع عمتك وسلمى بسبب نيرمين وسابوا البيت ومشيو
الكلام ده مظبوط؟
تنهد بسأم وقال:مظبوط
دادة:انا بقى عايزة اعرف ايه اللى خلى سلمى تتغير فجأة وتروح لنيرمين وتصالحها وكمان يبقوا اصدقاء
وكأن مافيش اى حاجة حصلت مش غريبة دى؟؟
سيف:لا غريبة ولا حاجة
انا شايف انها حاجة عادية
دادة:لا يا سيف مش عادى انت ازاى قدرت تصدق حاجة زى كده
انت عايز تفهمنى ان سلمى اتغيرت وبقت بتحب الخير للى حواليها لدرجة انها تفرحلك انت ونيرمين وكمان تيجى تباركلكوا فى الخطوبة؟
سيف:انتى عايزة توصلى لايه بالظبط يا دادة؟
دادة:انا متأكدة انها عملت كده علشان تقدر تنفذ خطتها وتبعدك عن نيرمين
انا عارفة سلمى كويس
واللى غايظنى انك عارفها اكتر منى ومع ذلك انا مستغربة انت ازاى مفكرتش فى الموضوع ده
سيف:الموضوع اكبر من ان سلمى تقدر تعمله يعنى سلمى هتفبرك الصور دى وتزور التسجيلات وتودي نيرمين الشقة عند عمر طب الموبايل المسروق والرسايل اللى عليه والمكالمات
بلاش كده الهدية اللى لقيتها فى شقتها واللى نيرمين نفسها اعترفت انها قبلتها منه
لالالا متحاوليش يا دادة كل الادلة بتقول انها كانت على علاقة بعمر
وبعدين انا خلاص معونتش قادر اسمع اى حاجة تخص الموضوع ده
ليه مصرة انك كل شوية تفتحى فى القديم وتوجعينى؟
دادة:لان القديم لسة متقفلش يا سيف وانا مش هسكت الا لما اكشف الحقيقة وانا متأكدة ان نيرمين بريئة وكل الحاجات دى متلفقالها وباتفاق مع عمر وسلمى كمان
واذا كان دخلت عليك لعبتهم فمش هتدخل عليا انا
نظر سيف اليها بجدية وهو يقول:شوفى يا دادة انا مش عايزك تفاتحينى فى الموضوع ده تانى ابدا
انا خلاص شيلت نيرمين من حياتى وللابد ومعونتش بفكر فيها
سكت لحظات ثم قال:انا هبدأ حياة جديدة ومش عايزك تجيبى سيرة الماضى قدامى بعد كده لانى خلاص
هتجوز سلمى الخميس الجاى وده آخر قرار
دادة بعصبية:تبقى اكيد اتجننت
تتجوز سلمى بالسرعة دى
انت ايه يا ابنى مصر تدمر نفسك؟
سيف بحزن:هو انا لسة هتدمر ما انا اتدمرت خلاص
لم تتمالك دادة فاطمة نفسها وقامت فى عصبية وهى تقول:متضحكش على نفسك كفاية بقى
انت لسة بتحب نيرمين والدليل على كده انك لسة شايل صورتها عندك لحد دلوقت
اقتربت دادة من الملفات المرصوصة جانبا وانتزعت صورة نيرمين من بين الملفات واخذت تلوح بها امامه وهى تقول:
تقدر تقولى انت شايل الصورة دى عندك ليه؟
سيف بغضب:انتى بتفشى فى حاجتى من ورايا يا دادة؟
دادة:لا يا سيف مش انا اللى اعمل كده
بس انت عارف انى انا الوحيدة اللى بدخل الاوضة دى علشان ارتبها لان مينفعش حد من الشغالين بيدخلها وانت مش موجود
وشوفتها بالصدفة من غير ما اقصد
مد سيف يده ليأخذ الصورة وبوجه عابس دون ان يتكلم وكانت نظرته حادة
ارتبكت دادة فاطمة من نظرته التى تخفى ورائها غضبا
اعطتها له فامسكها ثم مزقهاوهو ينظر الى دادة فاطمة ببرود
وبعدما انتهى من تمزيقها القاها فى سلة المهملات التى بجانبه ثم قال:وادى الصورة
اظن كده اتأكدتى انى معونتش بفكر فيها خالص
هزت دادة فاطمة راسها اعلى واسفل وزمت شفتيها بحزن ثم قالت:
واضح ان مافيش فايدة على العموم براحتك خالص
بس انا متاكدة ان احساسى صح ونيرمين بريئة
واعمل اللى انت عاوزه بس ماتجيش بعد كده تلوم حد غير نفسك
لانك مش عايز تدى لنفسك فرصة تعرف الحقيقة
توجهت دادة فاطمة ناحية الباب وهى غاضبة وفتحته وخرجت ثم اغلقت الباب خلفها
بمجرد ان خرجت دادة فاطمة وضع سيف راسه بين كفيه وظل هكذا الى ان ادمعت عيناه
رفع راسه ونظر الى السلة ثم مد يده اليها
ليلتقط القطع الممزقة لصورة نيرمين
وضعها امامه على المكتب ورصها برفق حتى تكونت الصورة كاملة
نظر اليها فى حزن وهو يقول:آه لو تعرفى انا بتعذب قد ايه
والله العظيم انا بحبك
حتى بعد كل اللى حصل مش قادر اكرهك
نفسى اشيلك من قلبى لكن مش قادر
زفر انفاسه بضيق وهو يتكئ للخلف ثم نظر الخزانه
قام متجها اليها ففتحها واخرج منها جميع الادلة الدالة على خيانة نيرمين
واخذ يراجعها بتانى ربما يكون مخطئا فى ظنه
ولكن الصور صحيحة والصوت صوتها والهدية وجدت فى شقتها واعترفت بقبولها اياها
والهاتف الذى ادعت سرقته وجد بشقتها اذن كيف تكون بريئة
تنهد بغضب ثم وضع راسه بين كفيه وهو يفكر فى حيرة
********************
اما عمر فكان واقفا امام الشاليه يتحدث فى الهاتف مع سلمى بعد ان اتصلت به لتخبره بامر زواجها من سيف
عندما راى رقمها بدى على وجهه الضيق ثم فتح عليها وهو يقول بسأم:ألو
سلمى:هاى عمر
فينك مش باين بقالك فترة؟
عمر:موجود هكون فين يعنى
سلمى:مال مودك مش مظبوط ليه؟
عمر:اخلصى يا سلمى عايزة ايه؟
سلمى:مالك ياعمر انت زعلان منى فى حاجة؟
عمر:وهزعل من ايه هو انتى عملتى حاجة تزعل؟
سلمى:انت عارف انا بتصل بيك ليه؟
عمر :ليه؟
سلمى وهى مبتهجة:انا خلاص اتخطبت لسيف وهنتجوز الخميس الجاى
عقد عمر حاجبيه بتعجب وقال:بالسرعة دى؟!
سلمى:مش هتصدق ان اللى حدد المعاد ده هو سيف نفسه
ده مستعجل على الجواز بطريقة غريبة
عمر وهو غير مبتسم:مبروك
سلمى:واضح انك مش سعيد بالخبر ده
دا انا كنت فاكرة انك هتفرح جدا لما تعرف
عمر:والموضوع ده يهمنى فى ايه
دى حياتكوا وانتوا حرين فيها
سلمى بتعجب:ازاى بقى؟؟
مش انت اللى كنت بتتمنى ان ده يحصل علشان تضمن ان سيف يبعد خالص عن نيرمين ويخلالك الجو معاها؟
عمر:بالمناسبة بقى
بما انك جيبتى سيرة نيرمين انت مش قولتى انى لو اتجوزت نيرمين مش هكون اول واحد؟؟
سلمى:اه
قولت كده
عمر وهو يكتم غضبه:وانتى بقى قولتى كده بناءا على ايه؟
شوفتيهم بعينك ولا كنتى بتخمنى؟
سلمى:وهو انا لازم اشوفهم بعينى فى السرير يعنى
كفاية المقابلات الغرامية اللى كانت بتتم بينهم
عمر:بس كلامك ليا مكنش كده
انتى كنتى بتتكلمى وانتى متاكدة انها غلطت مع سيف فعلا
سلمى:بقولك ايه من الاخر كده انت بتسالنى السؤال ده ليه؟؟
عمر بغضب:لانى عرفت انها مش زى ما بتقولى
ابتسمت سلمى فى نفسها بشماتة وقالت:وانت عرفت ازاى؟؟
عمر:مش لازم تعرفى عرفت وخلاص
سلمى:عمر
انت.....
انت نفذت اللى اتفقنا عليه ولا ايه؟
زفر عمر انفاسه بغضب وهو يقول:سلمى
انا اكتر حاجة بكرها انى احس ان فى حد بيستغفلنى
او بيضحك على عقلى بس عايزك تعرفى حاجة
انا عندى استعداد اقلب الترابيزة على دماغك واقول لسيف على كل حاجة
بس مش هعمل كده عارفة ليه لانى عارف ومتاكد ان جوازكو عمره ماهيستمر
خليها تيجى منه هو احسن
وانا لو كنت عارف من الاول ان نيرمين معملتش حاجة غلط مع سيف انا مكونتش هفكر انى افرق بينهم ابدا لكن انتى السبب
سلمى باستهزاء:ياااااااااه
ضميرك صحى كده فجأة
ماتفوق يا بابا وتعرف انت ايه؟
دا انت كل يوم مع واحدة شكل وعلشان توصل لاى واحدة انت عايزها ممكن تبيع اى حد قدامك
متعملش فيها شهم وتنسى انك انت اللى خططت لكل حاجة
ولو ضميرك مأنبك اوى كده
خلاص روح لسيف وقوله معلش يا سيف انا غلطت فى حقك وخطفت خطيبتك منك
وخططت لانى اطلعها خاينة قدامك
وجيبتها شقتى وكنت عايز اعتدى عليها
ساكت ليه ما ترد
سكت عمر وهو يسمع كلامها فى غضب
ردت سلمى وهى تقول:ايوة كده
خليك شاطر واسكت احسن
لانك لو فكرت بس انك تعرف سيف اى حاجة ساعتها هتكون اول واحد خسران وانت عارف كويس اوى سيف ممكن يعمل فيك ايه
ضغط عمر على شفتيه بغيظ ثم قال:ماشى يا سلمى
ماشى
مش عمر اللى واحدة زيك تلوى دراعه
بس انا مش هعديلك اللى انتى قولتيه ده
وبكرة تقولى عمر قال
اغلق الهاتف فى وجهها وهو يزفر انفاسه بغيظ شديد وقال
والله لاوريكى يا سلمى
انا بقى هعرفك مين هو عمر
القت سلمى الهاتف بغضب وجلست بغيظ وهى تقول:ضميرك صحى دلوقتى يا استاذ عمر وعايز تبوظلى كل حاجة؟؟
لكن لأ
قبل ما تقلب الترابيزة عليا
هتتقلب على دماغك قبل منى
******************
دخل عمر الى الشاليه وهو فى غاية الغضب من كلام سلمى
واكثر جملة استفزته انها اظهرت ضعفه امام نفسه ونه غير قادر على مواجهة سيف فعمر لا يحب ان يبدو ضعيفا امام احد مهما كان
وما اغضب عمر انه يعلم ان كلامها صحيح
فهو لن يجرؤ على مواجهة سيف باى شكل من الاشكال
دفعه هذا الاحساس الى الاصرار على الزواج من نيرمين فهو يريد ان يثبت لنفسه انه افضل من سيف
اتجه عمر الى غرفة نيرمين وطرق الباب برفق
ولكنها لم ترد عليه
طرقه عدة مرات
ولما لم ترد عليه فتحه ببطء ونظر اليها فوجدها نائمة
اقترب منها وهو ينظر الى ملامحها الهادئة ولكنه لاحظ ان لونها اصفر ووجهها مرهق للغاية
وضع يده على جبهتها فوجد درجة حرارتها عالي جدا
اخذ يهزها وهو فى غاية القلق قائلا:نيرمين
نيرمين حاسة بايه
ردى عليا
تمتمت بكلمات غير مفهومة دون ان تفتح عينيها
حاول ان يفهم ما تقوله
فقال:انتى بتقولى ايه يا نيرمين
نيرمين فوقى
فسمعها تقول بصوت منخفض ومتقطع :لا يا سيف
متسيبنيش
تغير وجه عمر ونظر اليها بغضب
هزها بقوة وهو يقول بغضب:فوقى بقى
انت لسة برده بتفكرى فيه؟
ظلت تخطرف بكلمات غير مفهومة وبين الحين والآخر تنطق اسم سيف
تيقن عمر انها مازالت تحبه
فاشطاط غضبا ولم يطق ان يسمع ماتقوله
خرج من الغرفة وهو متضايق للغاية
وظل يذهب ويجئ دون توقف
ثم دخل اليها مرة اخرى وجلس بجانبها وهو يفكر ولم يفعل شئ لها كى تنخفض درجة حرارتها كانه يعاقبها
فكان يشعر بالغيظ من نطقها لاسم سيف حتى فى مرضها
*****************************
بعد مرور عدة ساعت فاقت نيرمين من نومها بعد ان انخفضت درجة حرارتها تلقائيا
فتحت عينيها ببطء وهى تشعر بآلالام متفرقة فى جسدها فوجدت عمر ينظر اليها بغضب وهو جالس على الكرسى
قلقت نيرمين من نظرته ودق قلبها
ابتلعت ريقها وهى تقول:فى ايه يا عمر
انت بتبصلى كده ليه؟؟
عمر بجفاء:مافيش
اخفضت نيرمين بصرها عنه وهى لا تدرى لماذا ينظر اليها هكذا
نظر اليها بحدة وهو يقول:مش سيف هيتجوز سلمى الخميس الجاى
وقعت تلك الكلمات على قلبها كطعنة قاسية
وحاولت ن تخفى المها فقالت:وانت بتقولى الكلام ده ليه؟
عمربنظرات غير مريحة:
عايز اعرف رايك
نيرمين بارتباك:وايه علاقتى بالموضوع ده ما كل واحد راح لحاله خلاص
عمر:بجد؟؟
مش باين يعنى
نيرمين:انا مش عايزاك تجيبلى سيرته بعد كده
عمر:ماشى
مش هجيبلك سيرته
بس ياريت انتى كمان متجيبيش سيرته بعد كده
نيرمين:وانت شوفتنى بجيب سيرته قدامك؟
عمر باستهزاء:ابدا
هربت نيرمين من نظراته وابعدت بصرها عنه
عمر:نيرمين
انتبهت اليه بقلق
عمر بنبرة حادة:لو حسيت انك لسة بتفكرى فيه
ساعتها متلومنيش على اللى هعمله
نيرمين بارتباك:قلتلك خلاص
انا معونتش بفكر فيه
كل واحد راح لحاله
هز عمر راسه بابتسامة غير مريحة وقال:طب قومى نقعد بره مع بعض شوية
نيرمين:ومن امتى وانا بقعد معاك فى مكان واحد
انت ناسى ان مافيش اى ارتباط بينا اصلا
عمر:ماهو هيبقى فيه؟
نيرمين:لما يبقى يحصل
عمر:ان شاء الله هيحصل
وهسيبك على راحتك لحد مايحصل
لما اشوف ساعتها بقى هتبقى تتحججى بايه
خرج عمر من غرفتها بينما ترقبته نظرات نيرمين بقلق من نبرته التى لم ترتاح لها
*****************
فى صباح اليوم التالى اراد عمر ان ياتى بالمأذون كما رتب لذلك ولكن جاءته مكالمة من الاستاذ مجدى بضرورة وجوده بالشركة لامر مهم
حاول عمر بكل الطرق تاجيل ذهابه للشركة فى هذا اليوم ولكن الامر لم يحتمل التاجيل
فقرر ان يؤجل زواجه ليوم اخر يكون متفرغا له
ارتدى ملابسه وذهب الى غرفة نيرمين ليخبرها انه ذاهب الى الشركة
فقال:انا رايح الشركة دلقت اتصلوا بيا وعوزنى فى موضوع مهم
تحبى ابعت اجيب عطيات تعد معاكى لحد ما ارجع؟؟
نيرمين:مالوش لزوم
وبعدين كده كده مش هحاول اهرب متخافش
ابتسم عمر وقال:دى حاجة انا متاكد منها
لانك لو حاولتى تهربى
مش هتلحقى المكان هنا اللى بيتوه فيه مش بيرجع تانى
اشار الى رقبته ملمحا لها على موتها فى حلة هروبها قائلا:بيموت على طول
اكمل قائلا:لو عوزتى اى حاجى اتصلى بيا فورا
تركها عمر وانصرف
استقل سيارته واتجه الى الشركة وهو مطمئن تماما من انها لن تحاول الهرب
وكانت نيرمين تقف خلف النافذة وهى تترقب عمر وهو يتحرك بسيارته
بعدما ذهب استدارت واعطت ظهرها للنافذة وهى تبكى قائلة:كده برده يا سيف؟!
للدرجة دى لحقت تنسانى
وانا اللى قلت انك هتفوق وتحاول تعرف الحقيقة؟؟
اتجهت الى غرفتها بخطوات بطيئة وهى تفكر
حدثتها نفسها بالانتحار
ذهبت الى الحمام وامسكت بشفرة حادة وهى تنظر اليها بتردد
وضعتها على وريد يدها وهى تغمض عينيها وقالت:
يارب سامحنى
*********************************
وصل عمر الى الشركة دخل الى مكتبه
جاءه الاستاذ مجد وسلم عليه
جلس امامه وهو يقول:فينك يا عمر بيه؟؟
انت ماصدقت تاخد اجازة ورحت قلت عدولى
عمر:وهو انا لحقت
دا انا قلت هاخد اسبوع كده ولا حاجة
مجدى:ما نت عارف يا عمر بيه ان الشركة متقدرش تستغنى عنك
عمر:طب خير بقى
كنت عايزنى فى ايه
مجدى:فى عميل لينا بعد ما اتفقناه معاه على كل حاجة وخلاص اقتنع بعرضنا
اتفاجئنا انه غير رايه وعايز يتعامل مع شركة تانية غيرنا
وبصراحة لو ده حصل حنا هنخسر كتير
وانا قلت مافيش غير عمر بيه هو اللى هيقدر يحللنا المشكلة دى
عمر:ازاى الكلام ده هو لعب عيال
ومين العميل ده اللى عمل كده
**************************
القت نيرمين الشفرة من يدها بعد ان صابت يدها بجرح
سطحى فلم تستطع ان تكمل هذا الامر فلم ترد ان تخسر دنياها وآخرتها معا
بحثت عن شاش فى صندق الاسعافات الاولية الموجود بالحمام
اخذت شريطا منه ولفت يدها المجروحة وهى تفكر ثم خرجت من الحمام
جلست بالخارج وهى تفكر فى كلام عمر تذكرت كل مافعله معها
كيف اعتدى عليها
كيف اذلها واهانها
كيف جرح كرامتها
ظلت تلك الكلمات التى قالها لها تتردد فى اذنها:انا لو ليا اخت زيك كنت قتلتها
اللى متعرفش تحافظ على نفسها تستاهل القتل ولا لأ
انتى لسة فاكرة نفسك محصلتيش انتى دلوقتى زيك زى كل اللى اعرفهم
انتى هنا مجرد خدامة خدامة وبس
حتى لو اتجوزتك هتبقى برده خدامة
كم هى رخيصة فى نظره
كانت تلك الافكار تدبحها وتؤلمها الم لا حدود له
فقررت ان تبعد تماما عن هذه العائلة واما ان ينجيها الله من هذا المكان وتستطيع ان تبدأ حياة جديدة بعيدا عن الماضى والمه واما ان تموت وحينها سترتاح من
هذه الدنيا التى لم ترى فيها سوى العذاب والالم والظلم
خرجت نيرمين من باب الشاليه وهى تنظر حولها فى حيرة
من اى الاتجاهات تذهب
فالمكان يشبه بعضه من جميع الاتجاهت
اختارت طريقا عشوائيا لتذهب منه
*********************
بعد ما انتهى عمر من اعماله امسك بالهاتف ليطمئن على نيرمين
ظل يتصل عليها وهو ينتظر ان ترد عليه فى قلق
فهذه خامس مرة يتصل عليها ولكنها لم ترد
انطلق الى السيارة وقادها باقصى سرعة وهو يمسك بالهاتف لعلها ترد عليه
ضرب على مقود السيارة بغيظ وهو يقول
هو ده اللى انا كنت خايف منه
*********************
اما نيرمين فكانت تسير وسط الرمال وهى خائفة تنظر يمينا ويسارا
وجدت نيرمين نفسها قد ابتعدت كثيرا عن الشاليه والرمال تحيط بها من جميع الجهات ولا تستطيع ان تكمل طريقها
وفى نفس الوقت لا تستطيع ان ترجع الى الشاليه مرة اخرى

طعنات الغدر والحب بقلم إيمي Where stories live. Discover now