الفصل الثالث عشر

1.9K 35 0
                                    

"طعنات الغدر والحب"
بقــــلـــم...(إيــمــــــــــــى)
.......................................................
الفصل الثالث عشر

نيرمين واقفة بمواجهة الغابة تنظر اليها وآثار الخوف على وجهها،وسيف ينظر اليها محاولا تهدئتها فقال
:نيرمين بصيلى
قوليلى حاسة بايه؟
وجهت نيرمين نظرها اليه فاستكمل سيف:ممكن تقوليلى كل اللى افتكرتيه بالظبط
نيرمين وهى تحاول ضبط انفاسها:كنت سايقة العربية وانا منهارة اوى
مكنتش مركزة وانا سايقة ،وفجأة لقيت عربية قدامى كنت هصطدم بيها :حاولت اتفادها فانحرفت العربية عن الطريق جوا المكان ده وانقلبت بيا اكتر من مرة
كنت هموت فضلت متعلقة جوا العربية وانا بصرخ لان النار كانت مسكت فى العربية
بس الحمد لله قدرت اخرج منها باعجوبة
نظر سيف فى عيون نيرمين وهو متأثر بما يسمعه منها فقال:وبعدين؟
ايه اللى حصل تانى ؟حاولى تفتكرى
جلست نيرمين على جزع شجرة طويل ملقى بجانبها ووضعت يديها على وجهها محاولة ان تسيطر على بكائها ولكن لم تستطع
جلس سيف بجانبها وهو يتأملها وقال:انا عارف ان اللى مريتى بيه كان صعب ،بس خلاص ربنا نجاكى
نيرمين وهى تمسح دموعها:كنت خايفة افتكر اللى فات لانى كنت حاسة ان فيه حاجة هتوجعلى قلبى وطلع احساسى صح
سيف بحزن:ايه اللى افتكرتيه ووجعك يا نيرمين؟
نظرت نيرمين اليه ودموعها تنساب بغزارة وقد احمرت وجنتاها وشفتيها من كثرة البكاء وهى صامتة
سيف:خلاص مش هضغط عليكى علشان اعرف
انا شايف انى اسيبك تهدى الاول وبعد كده لو حبيتى تقوليلى انا هسمعك
سكت للحظات ثم وقف ومد اليها يده لتقوم قائلا:انا شايف ان الوقت متاخر يللا نمشى من هنا ونبقى نشوف الموضوع ده بعدين
نظرت اليه نيرمين بعد ان جففت دموعها التى مازالت تنهمر وامسكت بيده لتقوم
قبل ان تمشى استوقفها قائلا بصوت حانى:هتركبى العربية بحالتك دى
ممكن بقى تبطلى عياط
انا مش عايز اشوف الدموع فى عنيكى الجميلة دى
انتى متعرفيش انا قد ايه بتألم لما بشوفك كده
ثم ابتسم لها قائلا:ممكن بقى تبتسمى؟
نظرت اليه وهى تشعر ببعض الراحة من كلامه الذى خفف عنها بعض الالم وحاولت ان تبتسم
سيف:لا انا عايز الابتسامة تبقى اكتر من كده
فابتسمت نيرمين له بعد ان جففت باقى دموعها
سيف:الله شوفتى الابتسامة على وشك حلوة ازاى
صحيح بتبقى زى القمر وانتى زعلانة بس برده لما بتضحكى وشك بينور
زادت بسمتها فامسك بيدها واصطحبها الى السيارة لتذهب بهما الى القصر
*************
كانت نيرمين تحاول ان لا تبكى لما تذكرته من فراق والدها وظلت فى حيرة بعد ان تذكرت كل شئ عن نفسها لقد اصبح الامر اكثر تعقيدا
كانت تمكث فى القصر لانها لا تتذكر شئ عن نفسها
الان وقد تذكرت فاين ستذهب ام ستظل طيلة عمرها فى هذا القصر ولكن باى حجة فقد زالت حجتها
صحيح ان سيف يحبها ولكنه لم يتقدم بخطوة رسمية تجاهها
كان هذا الامر يجول بخاطرها وكاد قلبها يختنق من شدة حيرتها
0000000000000000
وصلت السيارة الى القصر وفتحت نيرمين الباب ولم تنتظر من السائق ان يفتح لها الباب كما يفعل مع سيف فبادر سيف هو الاخر بفتح الباب لنفسه عندما رآها تفعل ذلك ووقف امامها قائلا:بقيتى احسن؟
ابتسمت نيرمين ابتسامة خفيفة تحاول بها اخفاء الحزن الذى بداخلها وهى تومئ براسها دليل على تحسن حالتها
وقفت امام الباب بجوار سيف
فتح سيف الباب واشار لها بالدخول اولا تقدمت نيرمين بخطوات بطيئة وقلبها ينزف حزنا انها تشعر بالضيق
ويتخللها احساس انه لا حق لها فى الاقامة فى هذا البيت بعد اليوم
تقدمت وهى تسرح فى خيالها المعبأ بالآلام تجاه الماضى وفوجئت امامها بوجود امراة تبلغ بضع وخمسون عاما ترتدى ملابس انيقة جدا وتضع مكياجا هادئا وشعرها مرفوع لاعلى بطريقة جذابة تناسب عمرها وتضع قدمها اليمنى على اليسرى بطريقة ارستقراطية
وبجوارها فتاة تبلغ من العمر ست وعشرون عاما تقريبا هذا ما خمنته نيرمين ترتدى منى جيب قصير وفوقه بادى كات ضيق وعليه جاكيت طويل بفرو على الرقبة والاكمام وشعرها ينساب على كتفيها تضع مكياجا صارخا
لقد كانت جذابة بحق وتفوح رائحة هاتين السيدتين برائحة جذابة
استوقف نيرمين هذا المشهد وحدقت بهما دون ان تنطق كل هذا حدث فى لحظات
عندما رآهما سيف اندهش بشدة وقال:عمتو؟
انتى جيتى امتى؟
نظرت نيرمين وعليها علامات التعجب والاندهاش فى نفس الوقت ولم تتحرك من مكانها
تقدم سيف اليها ومد يده وسلم عليها وهو يبتسم:مقولتيش ليه انك جاية علشان استناكى فى المطار
عمته:يعنى هو انت كنت بتسأل
انت ولا اكن لك عمة
سيف:صدقينى يا عمتو انتى متعرفيش انا مشغول جدا
عمته وهى تنظر الى نيرمين باستهزاء:واضح فعلا انك مشغول
ثم التفت الى سلمى قائلا:ازيك يا سلمى؟عاملة ايه؟
نظرت اليه سلمى بدلال:ازيك كده من غير ما تسلم
شعر سيف بالاحراج فمد يده مسلما عليها فسلمت عليه سلمى وهى تنظر فى عينيه قائلة:وحشتنى اوى
سيف:قبض يده وقربها على فمه:احم احم
ما تتفضلى واقفة ليه ياسلمى
ابتسم لنيرمين محاولا تلطيف الجو
تعالى يا نيرمين اعرفك على عمتو
تقدمت نيرمين وهى تشتعل غيظا من سلمى لما راته من جرأة فى ملابسها وافعالها
بدأت الغيرة تتسلل اليها
سيف:اقدملك عمتى سوسن هانم
ودى سلمى بنت عمتى
ابتسمت نيرمين لهما وهى تمد يدها الى سوسن هانم فابتسمت سوسن بابتسامة جافة وسلمت عليها بجفاء
احست نيرمين بشئ من الذل ولكنها تجاهلت الامر وسلمت على سلمى التى لم تختلف كثيرا عن امها
ثم قالت سلمى باستخفاف:مش تعرفنا؟
سيف:ودى بقى نيرمين
سلمى وهى تنظر لوالدتها بابتسامة سخرية نيرمين؟
افهم منها ايه الاجابة دى
تضايق سيف من رد فعل سلمى قائلا:
بعدين هبقى اشرحلكوا
المهم انتوا اتعشيتوا ولا لسة
سلمى:لا طبعا احنا مستنيينك
سيف:خلاص انا هخلى دادة تقول للشغالين يحضروا الاكل علشان زمانكوا ميتين من الجوع
نيرمين:طب عن اذنكوا
قررت نيرمين ان تصعد الى غرفتها بعد ما راته من تجاهل شديد لها من قبل عمته وابنتها وكانت تشعر بالغيظ الشديد
كل الاشياء السيئة تحدث لها فى وقت واحد
دخلت نيرمين غرفتها واغلقت على نفسها وجلست على السرير وقلبها يشعر بضيق شديد فلم تخلع ملابسها وظلت جالسة تفكر فى سلمى وهى تقول فى نفسها :وانا كنت ناقصاها دى كمان
يا ترى هيحصل ايه تانى انا مش قادرة استحمل اللى بشوفه ده
لبسها استغفر الله العظيم يخلى الحجر ينطق
معقولة هى بالنسبة لسيف عادى يعنى
اكيد لا دى مهما كانت حلوة وجميلة وبنت عمته وغنية زيه
ايه اللى يخليه يسيبها ويحبنى انا
بدات الوساوس تراوضها وامتلا قلبها حنقا وقررت ان
لا تجلس معهم على العشاء
اخذ سيف حمامه وارتدى بنطاله ومشط شعره ثم اخذ قميصه ليرتديه
فسمع احدا يدق الباب
سيف وهو مازل يرتدى القميص:مين؟
فتحت سلمى الباب وتقدمت بدلال اليه وهى تقول:ايه ده انا افتكرتك جهزت خلاص
سيف وهو يشعر بالحرج والضيق فى نفس الوقت واستكمل ارتداء القميص وهو يقول:فى حاجة يا سلمى؟
سلمى وهى تقترب منه بدلال:مالك بقيت بايخ كده ليه ده بدل ما تقولى وحشتينى
سيف محاولا تجاهل الامر :انا جاى مرهق جدا من الشغل يا سلمى
سلمى :طب يلا علشان تتعشى ولا دى كمان مالهاش لازمة
**************
بينما كانت سلمى تحدث سيف فى غرفته كانت نيرمين لا تصبر على الجلوس فى غرفتها تاركة سلمى بتلك الملابس المغرية تنفرد بسيف
وكانت تشعر بحنق وودت ان تخرج لسيف لتحاول ان تتغلب على هذا الشعور
ارادت ان تقضى على ماتشعر به بان تساله عما يدور بداخلها لم تنتظر ولم تصبر فخرجت من حجرتها ومازالت بملابس العمل لم تغيرها بعد
اقتربت من حجرته وقلبها يدق عندما اقتربت من الباب سمعت صوت سلمى بالداخل وضعت يديها على فمها وعقدت حاجبيها من المفاجأة كان الباب شبه مغلق ولكن لم يكن محكم الاغلاق ظلت واقفة
(داخل الغرفة) سلمى:ممكن اعرف انت بقالك كتير ما بتتصلش ليه؟
سيف:معلش يا سلمى مشغول حبتين
سلمى :مشغول ولا البنت دى هى اللى واخداك مننا
ممكن اعرف كنت فين انت وهى؟
سيف:كنت فى الشركة
سلمى:وكانت بتعمل معاك ايه فى الشركة ؟
سيف:هتكون بتعمل ايه يعنى هى تبقى السكرتيرة بتاعتى
سلمى بغيظ:وجايب السكرتيرة بتاعتك تبات عندك؟انا مش مصدقة نفسى
سيف:ايه اللى انتى بتقوليه ده؟
سلمى:مش هى دى الحقيقة ؟ممكن اعرف بقى البنت دى تبقى مين وايه اللى جابها وبتعمل ايه هنا؟
سيف:ممكن نتعشى وبعدها ترتاحى وتنامى وبعدين ابقى اشرحلك؟لانى مافيش فيا دماغ اتكلم فى اى حاجة دلوقت
سلمى:اوك بس لازم تقولى دلوقتى ايه علاقتك بيها
سيف: ماقولتلك تبقى السكرتيرة بتاعتى
سلمى :وهى تدقق فى عينيه قالت برقة:السكرتيرة وبس
سيف محاولا التهرب من الاجابة:اومال هتكون ايه تانى
سمعت نيرمين ذلك الحوار واحست ان شيئا ما يضغط على قلبها
كان الالم قد زاد فى قلبها وتراجعت عن مقابلته وذهبت حجرتها والدموع متحجرة فى عينيها واغلقت الباب عليها
وبلعت ريقها وهى مختنقة ثم نامت وهى ضامة ركبتيها الى صدرها وتحضن ركبتيها بيديها وحاولت ان تذهب فى النوم لعلها تهرب من هذا الواقع الاليم واغمضت عينيها وهذه الكلمة تتردد فى اذنها(لازم تقولى دلوقتى ايه علاقتك بيها
سيف :ماقولتلك تبقى السكرتيرة بتاعتى
سلمى : السكرتيرة وبس
سيف:اومال هتكون ايه تانى)

طعنات الغدر والحب بقلم إيمي Where stories live. Discover now