الفصل الخمسون

1.9K 35 1
                                    

"طعنات الغدر والحب"
بقــــلـــم...(إيــمــــــــــــى  )
.......................................................
الفصل الخمسون

اخرجت دادة فاطمة منديلا من العلبة التى بجانبها واعطته لنيرمين كى تمسح دموعها وهى تنظر اليها بحزن شديد
اخذته نيرمين ومسحت به دموعها ثم قالت بصوت باكى:تعرفى يا دادة؟؟ساعات بحس ان ربنا غضبان عليا لكن برجع استغفر واقول لأ اكيد اللى بيحصلى ده ابتلاء من ربنا علشان يشوفنى هصبر ولا لأ وانا الحمد لله راضية وصابرة على كل اللى يجيبه ربنا
دادة بصوت حزين:بقى كده يا نيرمين؟؟
كده تخبى عنى كل ده ومتقوليليش؟؟ازاى يا حبيبتى تفضلى ساكتة وشايلة فى قلبك ومتفضفضليش مش انا زى امك؟؟
بس برده انتى غلطانة ازاى تتنازلى عن حقك ومتبلغيش عن البوليس بكل اللى عمر عمله فيكى
مكنش المفروض تخافى من تهديداتهم انتى مظلومة وربنا كان هيقف جنبك
نيرمين وهى تبكى:انا مش قدهم يا دادة ،ده هددنى انه هيثبت انى روحت لعمر بمزاجى وهيجيب شهود يشهدوا انهم شافونى طالعاله صحيح الكلام ده حصل وروحت شقته بس مكونتش اعرف انها شقته والله والمصيبة انى روحت بالليل وفى ناس شافتنى فعلا من اللى ساكنين فى العمارة
وطبعا لوقولت الحقيقة محدش هيصدقنى،ده غير الحاجات اللى لفقوهالى علشان يثبتوا لسيف انى بخونه ممكن يستخدموها ضدى
وبكده هكون دمرت نفسى بايدى
دادة:بس الحاجات اللى لفقوهالك موجودة مع سيف وهو عمره ما هديهالهم ،بالعكس ده هيقف جنبك وهيجيبلك حقك منهم
نيرمين:مش بعيد يكون عمر شايل عنده نسخة من الصور ويقدمها للمحكمة ده غير الرسايل اللى بعتها من تلفونى على موبايله
يا دادة كل الادلة ضدى وانا الوحيدة اللى هخسر كل حاجة
الجرايد هتكتب وتنشر اللى هيتقال وتبقى فضحتى مالية البلد وساعتها هكون دمرت نفسى وقضيت عليها للابد
دادة وقد ترقرقت عيناها بالدموع:مش عارفة اقولك ايه
نيرمين:متقوليش حاجة يا دادة انا خلاص عرفت انا هعمل ايه
انا هعيش حياتى لربنا وهفضل بعيدة عن كل الناس لحد ما اموت انا مش عايزة اى حاجة تانى من الدنيا خلاص
دادة بحزن شديد:لا يا حبيبتى متقوليش كده
انتى هتعيشى حياتك زيك زى اى واحدة فى سنك وهتتجوزى سيف وهتخلفوا ولاد زى القمر ويقولولك يا ماما
وربنا هيعوضك عن كل اللى شوفتيه لان ربنا مابيظلمش حد وانتى معملتيش حاجة وحشة علشان ربنا يسيبك تتعذبى كده بقية حياتك
سيف بيحبك ولا يمكن يتخلى عنك
نيرمين:وهو فين سيف،ده من ساعة ما واجهته باللى حصل مورنيش وشه تانى وبعدين ازاى هيقبل على نفسه يتجوزك واحدة ابن عمه اعتدى عليها
دادة:والله يا نيرمين انا قلبى موجوع عليه وحاسة ان فى حاجة هتحصله بس مش عارفة ايه هى ،حاسة انى قلقانة عليه اوى
من ساعة ما خرج من عندك وهو مالوش اثر انا خايفة يكون عمل حاجة فى نفسه
نيرمين:متقوليش كده يا دادة ان شاء الله هيرجع وهتلاقيه كويس
هو بس اتفاجئ باللى قولتهوله فبعد عن الناس شوية علشان حالته النفسية وبعدين هيرجع تانى
دادة:انتى لسة بتحبيه يا نيرمين ،عنيكى بتقول كده
نيرمين:مالوش لازمة الكلام ده دلوقت يا دادة الله يخليكى
طرق الباب عدة طرقات فقالت دادة وهى تبتسم:شكله كده د وليد
زمت نيرمين شفتيها بسأم وهى تقول:بدأنا
دخل د وليد وهو يبتسم قائلا:ازيك يا آنسة نيرمين اخبارك ايه النهاردة
نيرمين بصوت هادئ:الحمد لله
دادة:هى نيرمين بس اللى قاعدة مافيش سلام ليا خالص؟؟
د وليد وهو يبتسم:لأ ازاى بقى يا طنط ده انتى الخير والبركة
دادة:تسلملى
اخذ جهاز قياس الضغط وتوجه ناحية نيرمين ليقيس ضغطها فقالت فى نفسها:شغلانة بقى كل شوية اشمر دراعى
د وليد وهو ينظر اليها بابتسامة:ممكن تشمرى دراعك يا انسة نيرمين؟؟
شمرت نيرمين زراعها وهى تتنهد بضيق
نظر د وليد الى الجهاز وهو يراقب المؤشر ثم قال وهو ينزع السماعة من اذنه
لاااااا ده انتى اتحسنتى خالص واحنا معدش لينا لازمة
دة:ازاى بقى يا دكتور دا انت الخير والبركة كفاية تعب حضرتك معانا والمجهود اللى بذلته علشان نيرمين تقوم بالسلامة
د وليد:انا معملتش غير واجبى
نظرت دادة الى نيرمين وقالت:بقولك ايه انا نفسى هفتنى فجأة كده على ايس كريم ايه رايك اجيبلك معايا
كتمت نيرمين ابتسامتها وهى تقول بصوت منخفض:ايس كريم ايه بس يا دادة
ده وقته
دادة:نفسى فيه
الله!!
د وليد وهو يمازحهم:انتوا بتتوشوشوا على ايه من ورايا
دادة:ابدا ،كنت بقولها اجيبلك ايس كريم معايا لكنى هى مش راضية
د وليد وهو ينظر الى نيرمين:ومش راضية ليه يا انسة نيرمين
فى حد مبيحبش الايس كريم؟
دادة:انا هقوم اجيب واجيبلك معايا
اخذت نيرمين تنادى على دادة بصوت منخفض ود وليد يقف بعيدا وهو يحضر الحقنه فقالت:دادة
استنى
ولكن دادة لم تسمعها فخرجت وهى تقول هجيلك على طول مش هتأخر
تنهدت نيرمين بضيق واخفضت بصرها وهى تشعر بحرج شديد
فلا يوجد احد بالغرفة سوا هى ود وليد
استدار د وليد ليعطيها الحقنة وقبل ان يعطيها لها قالت له:اومال مدام هدى مجتش ليه؟؟
د وليد:مدام هدى مجتش النهاردة خالص يظهر تعبانة او يمكن عندها ظروف الله اعلم
انتهى د وليد من اعطائها الحقنة وانزلت نيرمين كم بلوزتها وهى مازالت تشعر بالحرج
لاحظ د وليد انها تشعر بالاحراج منها فقال لها:انا حاسس انك مكسوفة حبتين
نيرمين وهى تحاول التغلب على حيائها:لأ ابدا
د وليد :ممكن اسألك سؤال يا انسة نيرمين وارجوا انك متعتبرنيش بدخل فى مسائل شخصية؟؟
قلقت نيرمين من كلامه فقالت بقلق:اتفضل
د وليد:انتى مخطوبة ولا لأ
نيرمين :وحضرتك بتسأل السؤال ده ليه؟؟
د وليد:اصل او ماجيتى المستشفى هنا مكونتيش لابسة دبلة
وبعد كده الاستاذ سيف لما جه آخر مرة قالى انه خطيبك واتفاجئت فى اليوم ده انك لبسة الدبلة ودلوقت انتى مش لبساها
فحاسس ان فى لخبطة شوية
تنهدت نيرمين بضيق وقالت:مافيش لخبطة ولا حاجة انا فعلا كنت مخطوبة
د وليد:كنتى؟؟!!
افهم من كده انك حاليا مش مخطوبة
نيرمين بسأم :لأ
احس د وليد بالراحة فابتسم لها قائلا:حضرتك مبتفكريش فى الارتباط حاليا؟؟
نيرمين :حضرتك بتسأل الأسلة دى كلها ليه؟؟
سمع د وليد صوت احدينادى عليه بالخارج
فقال لها:ممكن آخد رقم موبايلك؟؟
نيرمين وهى متعجبة من طلبه:انا معييش موبايل
د وليد:طب التلفون الارضى
نيرمين:برده معنديش
د وليد:طب ممكن تدينى عنوانك؟؟
نيرمين:ليه ده كله
د وليد:هبقى اقولك بعدين هاا؟؟ عنوانك ايه؟
نيرمين:لسة مش عارفة
د وليد بتعجب:طب لما احب اوصلك اعمل ايه؟
نيرمين:مش عارفة
اخرج القلم من جيبه وكتب رقم هاتفه فى ورقة بسرعة وقال لها وهو يعطيها الورقة:ده رقم تلفونى خليه معاكى اضربى بس على الرقم ده وانا هبقى اتصل عليكى علشان فى حاجة مهمة عايز اقولهالك
نيرمين:متقولها دلوقت ايه لازمة التلفون؟؟
د وليد:اصل انا دلوقت مش فاضى وبينادوا عليا ده غير انك خلاص قربتى تخرجى من هنا فعايز يكون فى حاجة توصلنى بيكى علشان ابقى اقولك اللى انا عايزه
وضع الورقة بجانبها عندما لاحظ انها لم تمد يدها لتأخذها قائلا
:ارجوكى خليها معاكى وحاولى تتصلى بيا من اى تلفون علشان اقولك على الموضوع اللى عايزك فيه
خرج د وليد من عندها وهى تنظر الى الورقة بدهشة فماهو الموضوع الذى يريد طرحه على الهاتف ورفض ان يقوله لها الآن
..............................................
كان خالد واقفا ينتظر خروج عمر من المكتب بعد الانتهاء من عمل الاجراءات اللازمة لخروجه
عندما رآه عمر اقبل عليه يحتضنه بشدة،
خالد:حمد الله على السلامة يا عمر
عمر:الحمد لله يا خالد ومتشكر اوى على وقوفك جنبى
خالد:وهو انا كنت عملت ايه يعنى خروجك مالوش علاقة بيا
عمر:كفاية انك حاولت بكل جهدك تساعدنى
خالد:انت زى اخويا ياعمر واللى بينا عشرة عمر بس انا بعتب عليك
عمر:ليه بس؟؟
خالد:ايه اللى انت عملته مع سيف ده؟؟للدرجة دى هان عليك؟؟
انا مرضيتش افتح الموضوع ده معاك وانت فى السجن علشان كنت مقدر ظروفك لكن دلوقت اسمح لى اقولك انك غلطت غلط جامد جدا ولازم تصلحه
تنهد عمر بألم وهو يقول:متقلقش يا خالد انا خارج من هنا وعازم فى نفسى انى لازم اصلح اللى انا عملته
خالد:اتمنى يا عمر ،سيف ميستاهلش ابدا اللى حصل وانا متألم جدا علشانه
عمر:انا عارف انى كنت ندل جدا معاه بس انا مش هرتاح ولا هيهدالى بال الا لما اقابله واعتذرله واطلب منه يسامحنى
ولو طلب منى اسيبله البلد كلها وامشى قصاد انه يسامحنى هعملها
جاء علاء من خلفه وهو يضع كفه على كتف عمر قائلا:مش يالا؟؟
الجماعة مستنيين بره
ابتسم له عمر قائلا:اعرفك بصديقى المقدم خالد،ثم اشار الى علاء قائلاالاستاذ علاء المحامى بتاعى سلم علاء على خالد قائلا:تشرفنا يا فندم
خالد:الشرف ليا انا يا استاذ علاء ثم نظر الى عمر قائلا:زى ماقولتلك بقى يا عمر متنساش،
خرج عمر مع الاستاذ علاء ليجد مختار وندى وكمال بانتظارهم امام السيارة الجيب الفخمة
نظر عمر الى علاء وهو يقول:مقولتليش ان اونكل مختار هنا يعنى؟؟
علاء:انا قولت اعملهالك مفاجأة،والمفاجأة الاكبر بقى ان عمك مختار هو اللى طلعك منها
عمر وهو يرفع حاجبيه:يا سلااام !!
ازاى بقى؟؟
علاء:هو بقى يبقى يحكيلك
تقدم عمر ناحيتهم فجرت ندى عليه واحتضنته قائلة:حمد الله على السلامة ياعمرثم تقدم مختار قائلا بجفاء:كويس انك خرجت بالسلامة ،بس ياك تكون اتعلمت ومتكررش اللى انت عملته ده تانى،نظر عمر اليه بسأم قائلا:كتر خيرك انك وقفت جنبى بس ياترى بقى انت قدرت تخرجنى ازاى؟
مختار:طريقتى الخاصة بقى
عمر:ايوة يعنى عملت ايه؟؟
مختار باستعلاء:روحت للبنت بتاعتك دى وعرضت عليها فلوس
لما مرضيتش هددتها انى هخرجك منها سواء هى اتنازلت او متنازلتش
تغير وجه عمر وقال :هددتها؟؟هددتها بايه
مختار:انى هجيب شهود تثبت انها جتلك البيت بمزاجها وانك ما اجبرتهاش على حاجة
تطاير الغضب من عينه ونظر الى علاء قائلا بغضب:هو ده اللى اتفقنا عليه يا استاذ علاء؟؟
انا مش قولتلك مش عايز اى حد يتعرضلها راحين تهددوها مش كفاية اللى انا عملته معاها
علاء:والله ما اعرف الموضوع ده الا من حضرته دلوقت مش كده يا مختار بيه؟؟
مختار:انت بتتعصب على ايه ده بدل متشكرنى انى خرجتك منها؟
كان زمانك دلوقتى مرمي جوه مع المجرمين
عمر بغضب شديد:ياريتك كنت سيبتنى مع المجرمين ولا انك تعمل كده اهى دلوقتى هتفتكر انى انا اللى باعتك ليها انتوا باللى هببتوه ده بوظتولى كل حاجة اهى دلوقت لا يمكن تسامحنى
ندى وهى تكتم عصبيتها:ميصحش بقى يا عمر كفاية كده وتعالى نتكلم فى بيتنا هنفضل نتخانق فى الشارع كده؟؟
مختار:سيبيه يا ندى خليه يقول اللى هو عاوزه
ثم قال باستهزاء :ولما انت خايف عليها وعلى مشاعرها اوى كده
اغتصبتها ليه هو اللى بيعمل حاجة زى كده بيبقى عنده مشاعر اصلا
ضغط عمر على يديه محاولا ان يتمالك اعصابه قائلا:
انتوا مش فاهمين اى حاجة
ثم استدار ليتركهم
نادت عليه ندى قائلة:ياعمر
استنى بس رايح فين؟؟
تركها ولم يرد عليها
كمال:خلاص يا ندى سبيه
يلا يا جماعة نمشى وهو لما يهدى اكيد هيرجع وهيعرف اننا عملنا كل ده علشان مصلحته
....................................
كانت نيرمين جالسة مع دادة فاطمة فى حديقة المستشفى بعد ان اتت لها دادة بالايس كريم فجلستا تستمتعا بآشعة الشمس الدافئة ونسيم الهواء يلاطف وجههما
نظرت نيرمين الى دادة قائلة:كده برده يا دادة
كده تسيبينى مع الدكتور لوحدى وتخرجى
هو ده وقت الايس كريم ما كنتى تجيبيه فى اى وقت تانى
دادة:ههههههه بصراحة مقدرتش اقاوم
نفسى فيه اعمل ايه وعلى فكرة انا من صغرى وانا مدمنة ايس كريم،ولحد دلوقت ادينى عجزت اهو وبرده مدمنة ايس كريم
نيرمين:هههههههه ضحكتينى يا دادة
المشكلة انك اشتاقتيله فى وقت انا مكونتش عايزاكى تسبينى فيه لوحدى
دادة:الدكتور وليد محترم وكويس انتى اللى دايما بتتكسفى من اى حد يكلمك ولا يبصلك بصة
عايزاكى تتجرأى كده شوية
نيرمين:يا دادة
يا دادة انتى مشوفتيش كان بيبصلى ازاى
وبعدين رايح جاى يعاكس فيا صحيح كلامه مدارى بس بيضايقنى
دادة:متكبريش الموضوع يا نيرمين طب انا متأكده بقى ان اى مريضة بتيجى هنا اكيد بيقولها نفس الكلام اللى بيقولهولك يعنى بيرفع من حالتك المعنوية مش اكتر
تنهدت نيرمين بضيق وهى تنظر الى الايس كريم الذى ساح على يدها فقالت:ايه ده انا ايدى اتبهدلت
دادة:اهو انتى فضلتى ترغى لحد ما ساحت روحى اغسلى ايدك بقى وتعالى
نيرمين:طب انتى قايمة ليه؟؟
دادة:علشان اوصلك انتى لسة تعبانة
نيرمين:لا يا دادة خليكى انا بقيت كويسة الحمد لله
انا هغسل ايدى وهاجى على طول
دادة :طب انا مستنياكى متتأخريش
نيرمين :حاضر
ذهبت نيرمين الى الحمام بينما ظلت دادة فى انتظارها
................................
وقف التاكسى امام المستشفى ونزل منها عمر
دخل من البوابة الكبرى للمستشفى ومر بالحديقة وهو متجه الى المبنى فلمح دادة فاطمة تجلس بعيدا احس فى بادئ الامر انه هويئ له فلما دقق النظر تأكد منها فاتجه اليها
اقبل عليها من الخلف قائلا:ازيك يا دادة
التفتت دادة فاطمة لتجده عمر فوقفت وهى تنظر اليه بتعجب مصحوبا بالضيق قائلة:عمر!!
انت ايه اللى جابك هنا؟؟ليك عين تيجى هنا بعد اللى عملته؟؟
عمر بصوت هادئ:ليكى حق تقولى كده واكتر كمان بس عايزك تسمعينى الاول وبعد كده هسيبك تقولى اللى انتى عايزاه
دادة:نيرمين لو جت وشافتك هنا ممكن يجرالها حاجة انا مصدقت اخرجها من الحالة اللى كانت فيها
عمر:انا مش عايز منها اى حاجة غير انها تسامحنى على اللى عملته فيها انا بعترف انى كنت ندل وانانى ومبفكرش غير فى نفسى وبس،ارجوكى يا دادة عرفيها انى مش جاى علشان ارجعها ليا ولا جاى أأذيها انا جاى اطلب منها تسامحنى
دادة:بعد ايه ؟؟بعد ما اعتديت عليها ؟؟
انت دمرتها حرام عليك هى كانت عملتلك ايه
كل ده علشان مرضيتش تخون خطيبها؟؟
تقوم تلفقلها الحاجات دى كلها وتوقع بينها وبين سيف ؟
عمر :طب ممكن تقعدى ميصحش كده الناس بتتفرج علينا
جلست دادة وهى تنظر اليه بضيق وجلس عمر امامها
اخفض عمر رأسه لاسفل لحظات ثم قال:هى حكتلك على كل حاجة؟؟
دادة:فى الاول مكنتش راضية تقولى بس بعد ما ألحيت عليها حكتلى كل اللى حصل وخصوصا بعد ما عمك جه سمعها الكلمتين اياهم كانت ناقصاه هو كمان جاى يكمل عليها؟؟
عمر:والله العظيم يا دادة انا ما كونت اعرف ان عمى جه من السفر اصلا ولو كنت اعرف انه هيعمل كده مكونتش وافقت
حتى اسألى الاستاذ علاء اللى كان بيترافع عنى هيقولك انى رفضت انه يتعرض لنيرمين وطلبت منه ميضايقهاش
دادة:حتى لو كلامك صح كفاية انك اغتصبتها دى لوحدها جريمة المفروض تقضى بقية حياتك فى السجن بسببها
عمر:ماهو ده الموضوع اللى انا جاى علشانه
انا ما اغتصبتش نيرمين ولا اعتديت عليها
صدقينى يا دادة ،انا كل اللى عملته انى اوهمتها بكده بس علشان توافق على جوازها منى ومتفكرش تهرب تانى
لكن والله العظيم ما لمستها
تغيرت نظرة دادة اليه وانتبهت اكثر فقالت:ازاى الكلام ده؟؟!!
عمر:زى ما بقولك كده
انا فعلا حطتلها منوم فى العصير وشربتهولها وفى اليوم ده كنت ناوى فعلا انى اخد منها اللى انا عاوزه، بس مقدرتش
صعبت عليا وحسيت انها متستاهلش انى اعمل فيها كده
كانت نيرمين قد انتهت من غسل يديها وهندمة نفسها وخرجت لتكمل حديثها مع دادة ولكنها تفاجأت بجلوس عمر معها
فتحت عينيها من اثر الصدمة وابتلعت ريقها بخوف وتذكرت حينها كل لحظة الم مرت بها وهى تحت قبضته
فتراجعت للخلف واسرعت الى غرفتها
"فى الحديقة"
دادة:انا مش داخل دماغى الكلام اللى انت بتقوله ده معقول متكونش لمستها وهى تحت ايدك وفاقدة الوعى كمان ؟؟
عمر:مستغربة ليه يا دادة ؟؟نيرمين كانت قريبة من ربنا على طول واكيد ربنا عمل كده علشان يحميها منى انا لحد دلوقت مش عارف ازاى انا مقربتلهاش مع انى كنت هموت عليها
دادة:لو كلامك صح ازاى الموضوع ده دخل على نيرمين وصدقته؟؟
عمر:ماهو انا حبكت الموضوع كويس اوى
علشان لما تصحى تفتكر انى عملت حاجة
وخليت فى اثر دم على السرير علشان تصدق ان فى حاجة حصلت
طبعا مش هينفع احكى التفاصيل كلها علشان ميصحش
ولو انتى مش مصدقانى ممكن تخليها تكشف وساعتها هتتأكد انها لسة بنت
دادة وآثار البهجة على وجهها:لو الموضوع اللى انت بتقوله ده صحيح
دى هتفرح اوى مش هى بس
سيف كمان هيفرح انا مش عارفة اقول ايه الفرحة مش سيعانى
عمر:يعنى هتتوسطيلى عندها وتخليها تسامحنى؟؟
دادة:انا مش هقدر اوعدك بحاجة كل اللى اقدر اعمله انى هقولها الخبر الحلو ده وهى حرة بقى عايزة تسامحك ماشى مش عايزة يبقى انا ماليش دخل بالموضوع ده
عمر:طب ممكن اتكلم معاها؟؟
عايز ابلغها الخبر ده بنفسى
نفسى اشوف الفرحة فى عنيها علشان احس انى عملتلها حاجة حلوة
دادة:انا مش عارفة هى اتأخرت كده ليه؟؟
انا هقوم اشوفها
ذهبت دادة الى الحمامات واخذت تتفقده فلم تجدها هناك فذهبت الى غرفتها ربما تكون قد ذهبت اليها
دخلت الغرفة فلم تجدها فاحست بالقلق الشديد
لمحت ورقة موضوعه على السرير كأنه جواب فالتقطته وقلبها يضطرب فقرأت مافيه:
حبيبتى دادة
انا عارفة انك لما تقرأى الجواب ده هتزعلى منى اوى
بس انا عايزاكى تسامحينى لانى مش هقدر افضل هنا بعد ماشوفت
عمر قاعد معاكى فى الجنينة
وانتى عارفة كويس ان كل المصايب اللى انا فيها دى بسببه
انا مقدرش اعيش فى اى مكان يربطنى بالبنى آدم ده
انا تعبت اوى يا دادة ومعونتش قادرة استحمل انا خلاص هخرج من المستشفى ومعونتش هوريكوا وشى تانى،ارجوكى يا دادة لو بتحبينى متدوريش عليا ولا تخلى سيف يدور عليا انا مش عايزة حد فيكوا يعرف مكانى
ولو عمر وسيف عايزنى اسامحهم يبقى يسبونى فى حالى وميحاولوش يعرفوا انا فين
استودعكى الله يا اجمل دادة فى الدنيا
اخفضت دادة الورقة وعينيها تدمعان بشدة وهى تقول:ليه كده بس يا نيرمين لو كنتى استنيتى شوية؟؟
خرجت دادة من الغرفة وهى تنظر يمينا ويسارا ربما تلحقها
خرجت من المبنى وسط الحديقة وهى تنظر فى جميع الاتجاهات بارتباك
اتاها عمر قائلا:فى ايه يا دادة؟؟
انتى بتتلفتى كده ليه؟؟
اعطته الورقة وهى تبكى قائلة:خد اقرا الجواب ده
اخذه عمر وقرأه فاخفض الجواب وهو يشعر بالالم
نظر الى دادة قائلا:متقلقيش يا دادة انا هلاقيها اكيد ملحقتش تبعد عن هنا
خرج عمر من البوابة المؤدية للطريق واخذ يتفقد الطريق ربما يلحق بها
تفقد الاماكن المحيطة جيدا ولكنه لم يجدها
اخرج هاتفه واتصل على سيف ولكن هاتفه كان مغلقا
فاتصل بالاستاذ مجدى ليسأله عليه
...............................
كانت سلمى جالسة على حافة حمام السباحة وهى تستند للخلف وهى ترتدى نظارتها الشمسية واخذت تتنفس باسترخاء وهى تضع سماعات فى اذنها تستمع لموسيقى هادئة
جاءتها والدتها من الخلف ونزعات السماعة من اذنها قائلة:عايزة اتكلم معاكى
سلمى:اتفضلى يا مامى
انا سامعاكى
سوسن:عايزاكى تنتبهى ليا وانا بكلمك شيلى الزفت ده من ودانك
نزعت سلمى السماعات وهى تشعر بالسأم وقالت:فى ايه يا مامى
سوسن:احنا لازم نرجع انا خلاص مبقتش طايقة اقعد هنا
سلمى:حاضر هنرجع
سوسن:يعنى هتيجى معايا؟؟
سلمى:طبعا هاجى بس استنى كده كام يوم على ما ارتب حاجة كده فى دماغى
سوسن:تاااااانى رجعنا للكلام ده تانى؟؟
سلمى:لا يا مامى متخليش دماغك تروح لبعيد
انا فعلا محتاجة كام يوم فى حاجة عايزة اعملها قبل ما امشى
وبعد كده هنسافر ومش هنيجى هنا تانى
................................
اخيرا فتح سيف هاتفه بعد ان اغلقه طيلة هذه المدة التى غاب فيها عن الانظار
فجاءه اتصال من الاستاذ مجدي مدير الشئون القانونية للشركة
رد عليه سيف ببرود:الو!!
مجدى:انت فين يا سيف بيه لازم حضرتك تحضر حالا
سيف:خير يا مجدى ايه اللى حصل
مجدى:يا سيف بيه فى مستندات متأخرة بقالها فترة ومحتاجة تعتمد من حضرتك وعمالين نتصل على حضرتك بقالنا كام يوم وتلفونك مقفول
سيف:طيب طيب
انا هاجى
مجدى:نسيت ابارك لحضرتك عمر بيه طلع براءة
الجرايد كلها ناشرة الخبر
تطاير الشر من عيون سيف وهو يقول:انت متأكد من الكلام ده؟؟
مجدى:طبعا يا سيف بيه متأكد
اتصل بيا من شوية وسأل على حضرتك وقال انه عايزك ضرورى وهييجى على الشركة دلوقت
يارب تكون النفوس بينكوا صفيت والمية ترجع لمجاريها
اخفض سيف الهاتف وهو ينظر امامه بغضب
بينما ظل مجدى يردد:ألو!!
الو!!
سيف بيه!!
سيف بيه!!
زم شفتيه متعجبا ثم اغلق الهاتف
اما سيف فأمسك بسلاحه وتفقد الرصاص المحشو بداخله ثم وضعه بين ملابسه واخذ مفتاح سيارته وانصرف ليستقل سيارته متجها الى الشركة
وصل عمر قبله الى الشركة فسأل على سيف ربما يكون قد حضر ولكنه لم يجده
جاءه الاستاذ مجدى وسلم عليه وبارك له خروجه من السجن وبارك له جميع العاملين
ثم انصرفوا جميعا وتبقى معه الاستاذ مجدى واخبره ان سيف مؤخرا اصر على فض الشراكة بينه وبين عمر وانه حاول ان يقنعه لكن هذه المرة سيف مصر على رأيه
وكان معه الاوراق والمستندات الخاصة بعقد الشراكة فقال له:
انا مجهز كل حاجة لو حضرتك موافق تمضى وتخلص الموضوع مافيش مانع ولو شايف اننا نستنى شوية يمكن حضرتك تقدر تقنعه فده افضل لانى شايف ان وجودك فى الشركة مكسب لينا ولو انت سيبت الشركة هتبقى خسارة كبيرة اوى
ابتسم له عمر بحزن قائلا:لا يا استاذ مجدى انا هعمل اللى سيف عاوزه ،المرة دى مش زى اى مرة وانا مش هعاندوا وافضل موجود فى الشركة وانا عارف انه مش عايزنى فيها
امسك عمر بالمستندات واعتمدها لتنفض شراكته بسيف بعد مدة عمل دامت بينهما لفترة طويلة وكانت مكللة بالنجاح بفضل تعاونهما المستمر كيد واحدة
تنهد عمر بألم لانه سيفارق تلك الشركة التى ساهم فى تكبيرها مع سيف يدا بيد وظل يتذكر اللحظات الجميلة التى قضاها مع احب واقرب انسان الى قلبه انه سيف الاخ الحنون والقلب الطيب
ولكنه خسر كل ذلك لحماقته وانانيته
نظر اليه مجدى بحزن قائلا:انا كان نفسى ده ميحصلش
انا مش عارف انت بعد ما تمشى الشركة دى هتقف على رجليها ازاى؟؟
عمر بابتسامة حزينة:سيف قدها يا استاذ مجدى ومش انا بس اللى وقفت الشركة وكبرتها سيف كمان بعقله وذكاءه وكفاءته قدر يخليها من اكبرالشركات الموجودة ومافيش منافس بيقدر يقف قدامه
تنهد مجدى بألم قائلا:عن اذنك يا عمر بيه
ورايا اعمال مهمة لازم اخلصها
وياريتك تبقى تيجى تزورنا من وقت للتانى لانك هتوحشنا اوى
عمربحزن:ان شاء الله
سلم مجدى عليه بحرارة ثم تركه وذهب
بينما قام عمر بتفريغ مكتبه من جميع الاوراق المهمة والاغراض المتعلقة به ووضعها فى الحقيبة التى كانت موضوعة جانبا
دخل سيف مكتب عمر بلا استئذان وهو ينظر اليه بنظرات حارقة
تفاجأ عمر بقدومه المفاجئ فنظر اليه وهو يبتلع ريقه بارتباك قائلا:سيف!!
وضع سيف يده فى جنبه ليخرج مسدسه دون ان يظهره وهو يتقدم للامام وعينيه يتطاير منها الشر
قلق عمر من نظرته فترك الاغراض التى كان يلمها وتقدم ناحيته بخطوات بطيئة وهو يقول:كويس انك جيت يا سيف لانى كنت عايزك فى موضوع مهم جدا
اخرج سيف مسدسه من جيبه وشهره فى وجه عمر دون ان ينطق بكلمة
توقف عمر فى مكانه وهو ينظر الى المسدس ثم نظر الى سيف قائلا:ايه ده يا سيف!!
بترفع المسدس فى وشى !!
ممكن تهدى وانا هفهمك كل حاجة؟؟
سيف بصوت غاضب يحمل رغبة حقيقية فى الانتقام:انا قولتهالك قبل كده يا عمر
لو لمست نيرمين هقتلك
رفع عمر كفيه فى مواجهته ليهدئه قائلا بصوت مرتبك:اهدى يا سيف
اسمع منى الاول ارجوك
متضيعش نفسك
سيف بحزن شديد وعينين لامعتين:هو انا لسة هضيع
ما انا ضعت خلاص
نظر الى عمر وقد زرف دمعة من عينية علم منها عمر انه سيطلق عليه الآن وانطلقت الطلقة لتخترق صدر عمر
اصابته الطلقة على الفور
وضع عمر يده على موضع الطلقة وهو ينظر الى سيف بعيعين حمراوين ثم خر على ركبتيه والدماء تسيل منه بغزارة وعينيه تنظر الى سيف
ظل سيف واقفا وعينيه تدمعان حزنا عليه فهو صديقه وابن عمه واخيه وكل ما كان له فى الدنيا طرأ على ذهنه فى تلك اللحظة جميع اللحظات الجميلة التى قضياها سويافاقترب منه ووقف ينظر اليه بعينيه الدامعتين وهو لا يصدق الحالة التى وصلا اليها
كان عمر قد وقع بجنبه على الارض وهو غارق فى دمائه ورفع يده التى اسطبغ لونها بلون الدماء التى عليها وامسك بساق سيف وهو يقول بصوت ينازع:تق تل أأخوك يا سسيف
آه
وقع المسدس من يد سيف وهو يبكى عليه ولا يحرك ساكنا فى حركاته
اجتمع جميع الموظفون واسرعوا الى مكتب عمر بعد سماع صوت العيار النارى ودخلو المكتب ليجدوا عمر غارق فى دمائه وسيف يقف امامه وعينيه تدمعان
حدث هرج ومرج بالمكان واسرع الاستاذ مجدى الى عمر الذى كان ملقى على الارض واقام رأسه لاعلى وهو يقول بصوت مفزوع:
ليه كده يا سيف بيه
اتصلوا بالاسعاف بسرعة الراجل هيموت مننا
نظر عمر الى مجدى قائلا بصوت متقطع ومتعب للغاية:سيف
معملش حاجة
أأنا اللى ضربت نفسى
لو البوليس جه قولهم كده
ارجوك يا استاذ مجدى
مجدى وهو يبكى:حاضر يا عمر بيه بس متتكلمش اهدى خالص الاسعاف جاية دلوقت
نظر سيف بعينيه الدامعتين الى هاتفه الذى رن اكثر من عشر مرات ليجدها دادة فاطمة
فتح عليها فقالت له:بقالى كتير بتصل عليك يا سيف
انت فين يا حبيبى انا عايزاك ضرورى
سيف بصوت باكى:انا قتلت عمر يا دادة
قتلته
دادة بصوت مفزوع:ايه؟؟
قتلته ازاى ليه كده يا سيف ليه تضيع نفسك
عمر جه هنا وحكالى كل حاجة
عمر ما اعتداش على نيرمين يا سيف
نظر سيف بصدمة الى عمر الملقى على الارض بين زراع مجدى ووقعت عينيه على دمائه وهو يقول:ما اعتداش عليها ازاى
نيرمين قالت........
قاطعته دادة وهى تبكى قائلة:ما انت لو كنت فتحت عليا من اول ما اتصلت عليك كنت فهمتك كل حاجة الحكاية وما فيها.......
حكت له دادة ما قاله عمر بالضبط وسيف ينظر لعمر بعينين دامعتين واحس ان قلبه يعتصر الما عندما علم الحقيقة
اخفض الهاتف من يده بعدما سمعه وهو ينظر الى ابن عمه
ثم اسرع اليه وهو يبعد الناس الملتفين حوله بيده ثم خر بركبتيه على الارض وهو يمسك بيده الغارقة فى الدماء ونظر فى عينيه وهو يبكى قائلا:عمر
عمر انت سامعنى
فتح عمر عينيه بصعوبة وهو يتألم وقال بصوت ينازع ومنخفض
ونزلت دمعة من عينه وهو يقول:ملمستهاش
ملمستهاش يا سيف
بكى سيف بشدة وهو يقول:متتكلمش ياعمر ارجوك
ثم قال بصوت غاضب جدا:الاسعاف لحد دلوقت مجتش ليه؟؟
مجدى:اتصلنا بيها وجاى فى الطريق يا سيف بيه
عمر وهو يتنفس بصعوبة:سامحنى يا سيف

طعنات الغدر والحب بقلم إيمي Where stories live. Discover now