الفصل الستون

1.7K 24 0
                                    

"طعنات الغدر والحب"
بقــــلـــم...(إيــمــــــــــــى  )
.......................................................
الفصل الستون

اقتربت نيرمين من سيف وهى تنظر اليه بحزن شديد وكان مستلقى على السرير وتم تجريد الملابس من الجزء العلوى من جسده ليتم لف منطقة الصدر وجزء من عضلات بطنة باربطة ضغط
كما تم تجبيس زراعه الايمن وقدمه اليسرى،وتم لصق شريط طبى على الجرح الجانبى الذى اصيب به فى جبينه وكان نائما بملامح هادئة كما لو كان نائما
نومته العادية ،ظلت جالسة بجانبه وهى تبكى بصمت حتى لا تقلقه
ظلت تنظر اليه وهى تدقق فى ملامحه ،كم يؤلمها هذا المشهد فها هو حبيبها مستلقى على السرير لا يحرك ساكنا وقد اصيب فى اجزاء متفرقة من جسده كم تألم وكم عانى
قالت بصوت باكى ومنخفض:الف سلامة عليك يا حبيبى
ياريتنى كنت مكانك
انت متعرفش انا بحبك قد ايه ،لو كان جرالك حاجة انا كنت هموت
سيف انا بحبك اوى
اوعى تسيبنى يا حبيبى،انا مقدرش اعيش من غيرك
تحرك راسه بعد ان قالت تلك الجملة الاخيرة وهو يتأوه بصوت منخفض
ظنت انه قد فاق فقالت:سيف
حبيبى انت سامعنى؟؟
تأوه مرة اخرى ثم قال:سلمى
سلمى
تغيرت ملامح نيرمين عندما سمعته ينطق اسمها وتعجبت
فمن الاولى ان ينطق اسم من يحب فلم نطق اسمها
تنهدت نيرمين بحزن واسندت ظهرها على الكرسى وهى تنظر اليه بحزن شديد
كان نطق سيف لاسم سلمى طبيعى جدا لما تعرض له فى سبيل انقاذها من الاغتصاب
وكان عقله مشغولا بالحدث وظلت تلك الاحداث تراوده فى نومه
.................................................. .......
اما سوسن فدخلت لترى ابنتها حتى تطمئن عليها فوجدتها مستلقية على السرير وهى تنظر امامها بنظرات حزينة ووجهها شديد الصفرة من اثر النزيف الذى نزفته وكانت تنظر امامها وعينيها تلمعان
وقفت سوسن بجانبها وهى تنظر اليها بحزن شديد وعينيها تبكيان ثم سحبت كرسى وجلست عليه
لم تنظر اليها سلمى بل ظلت على حالتها تلك،فتنهدت سوسن بحزن ثم قالت:
ليه كده يا سلمى؟؟
ليه تعملى فى نفسك كده؟؟انا مش نصحتك تبعدى عن الراجل ده وقولتلك ان سمعته وحشة؟؟
عاجبك اللى انتى وصلتيله ده؟؟
لم ترد عليها سلمى واكتفت بالصمت المصحوب بالدموع
سوسن:ايه اللى وداكى عنده بالليل كده؟؟
ما تردى؟؟أدى اخرت دلعى فيكى اديكى دلوقتى جيبتيلنا الفضايح وسيرتنا هتبقى على كل لسان
طول عمرك وانتى دماغك ناشفة ومبتنفزيش الا اللى فى دماغك وبس
وادى اخرت تنشيف دماغك
فيها ايه لو كنتى سمعتى كلامى وسافرنا
كان زمانا دلوقت عايشين فى امان ومكنش حاجة من دى حصلت
نظرت اليها سلمى وعيونها تدمع وقالت:ده على اساس ان ربنا مش هيقدر يخلص ذنب نيرمين منى لو سافرت معاكى؟؟
حتى بعد اللى حصلى لسة تفكيرك هو هو متغيرش
كل اللى همك الفضايح وكلام الناس
ثم قالت بسأم:
الناس
الناس
الناس
كل حاجة عندك كلام الناس
جاية دلوقت ترمى اللوم عليا لوحدى وانتى معملتيش حاجة خالص
على اساس ان ربنا خلقنى كده مافيش حد أثر عليا
نسيتى تربيتك ليا؟؟
خلتينى اقضى نص عمرى فى بلد اجنبى مختلفة تماما عن تقاليد بلدى
عمرك مانصحتينى اخلى بالى من تصرفاتى ولا قولتيلى ده يصح وده ميصحش
كنت بصاحب ده وده وتشوفينى وانا ماشية مع اولاد واكلمهم فى التلفون قدامك وانتى عادى جدا
عمرك ما قولتيلى فى يوم ميصحش تروحى لواحد بيته وهو لوحده علشان ميتفعش
لبسى انتى راضية عنه مع انه جرئ فى بعض الاوقات
حتى صحباتى كنتى دايما بتنبهى عليا ابعد عن بنات الحوارى او اللى انتى مسمياهم بيئة
ياريت علشان هم وحشين لكن العيب اللى فيهم من وجهة نظرك انهم مش هاى زينا
احنا فوق وهم تحت فميصحش اللى تحت يبص للى فوق
صحباتى كلهم وانتى عارفاهم مافيهمش واحدة تقدر تنصحنى نصيحة ولو صغيرة لاى مشكلة ممكن امر بيها لانهم سطحيين زيى بالظبط
طول عمرك بتزنى عليا انى مابصش للى اقل منى وان اخلى راسى دايما فوق
خليكى فوق يا سلمى
مافيش حد زيك يا سلمى
متمشيش مع اللى اقل منك يا سلمى
سيف ابن خالك لازم يبقى من نصيبك ماتسبيهوش لاى واحدة غيرك يا سلمى
قربى منه وزنى عليه هتلاقيه بين ايديكى يا سلمى
خلتينى معنديش كرامة وقعدت اتمسح فيه علشان يرضى بيا
صنعتى منى شيطانة فضلت ساكنة جوايا سنين وانا بكبر وهى بتكبر معايا
بقيت شايفة نفسى افضل من كل الناس ومينفعش حد يبقى افضل منى
مسيبتيش ليا فرصة واحدة انى ابقى انسانة كويسة
انا لو ليا صاحبة عدلة وقريبة منى كانت ممكن تنصحنى
لكن لا اب ولا ام ولا صاحبة ولا اى حد فى الدنيا قريب منى ينصحنى ويحمينى من نفسى
انتى فضلتى تبنى جوايا فى سنين كول الشر ده
وبعد ما خلتيه جويا قد الجبل عايزة تهديه فى كم يوم؟؟
للاسف
جيتى متأخر اوى
انتى دمرتينى
اجهشت سوسن فى البكاء ثم قالت:ياااااااااااااااااااه
يعنى انا السبب فى كل اللى انتى فيه دلوقت؟
دى صورتى اللى انتى شايلهالى جواكى؟؟
انا بالنسبة لك منفعش اكون ام ؟؟
سلمى وهى تبكى:انتى عارفة كويس انى بحبك لانك امى ومهما حصل هتفضلى امى اللى بحبها وبخاف عليها بس كان نفسى تنصحينى وتربينى صح
كان نفسى تحمينى من نفسى انا دلوقت معنتش انفع اى حد والحياة بالنسبة لى معدلهاش اى قيمة
انا خلاص انتهيت
سوسن:متقوليش كده يا حبيبتى انتى منتهتيش ولا حاجة احنا معانا فلوس كتير هنسافر وهتعملى عملية وهتتجوزى وهتعيشى حياتك بعيد عن الارف والهم ده
سلمى بحزن:برده؟؟
لسة بقولك عايزاكى تنصحينى وتحمينى من نفسى
عايزانى اعمل عملية واغش اللى هتجوزه؟؟
خلاص انا قررت انى متجوزش طول حياتى واظن ده هو الحل الوحيد لحالتى
ومتهيألى ده لوحده عقاب كافى على كل اللى عملته
انى افضل وحيدة ومتجوزش اى حد حتى لو بحبه وبيحبنى
سوسن:يا حبيبتى انا مش قصدى نغش حد بس انتى اتعرضتى لجريمة بشعة مالكيش ذنب فيها
هتشيلى ذنب انتى ما ارتكبتهوش؟؟
سلمى:لأ ارتكبته
ارتكبته لما زنيت على عمر علشان يعتدى على نيرمين مع انها بنت زيى
والمفروض انى مأذيهاش لكن انا مشوفتش غير مصلحتى وبس ان شالله ادوس على غيرى مش مشكلة واهوه
ربنا خلص ذنبها منى
وهى ربنا نجاها من عمر
لكن انا منجنيش و كارم اعتدى عليا لانى استاهل
وربنا مبيظلمش حد
لو ربنا شايف انى استحق وقوفه جنبى كان سيف قدر يلحقنى لكن للاسف
سيف عمل المستحيل وبرده ملحقنيش
انهارت وهى تبكى ثم قالت:انا اول مرة اعرف يعنى ايه اغتصاب
انا مش لاقية كلمة توصف العذاب اللى شوفته وانا بتعرض للجريمة دى
سوسن وعينيها تدمعان:خلاص بقى يا سلمى علشان خاطرى كفاية تعذبى فى نفسك وسيبك من اللى فات وتعالى نبدأ صفحة جديدة ومن النهاردة اوعدك انى هتغير وابقى حاجة تانية
سلمى وهى تبتسم بحزن شديد:تتغيرى؟؟
ياريتك كنت اتغيرتى من زمان
فات الاوان خلاص
.................................................
وقف عمر امام شقة منى وضغط على الجرس وهو ينتظر امام الباب بقلق
فتحت له ماجدة والدة منى فابتسم لها وقال:حضرتك والدة منى مش كده؟؟
ماجدة وهى تبتسم:ايوة انا ،حضرتك مين؟؟
عمر:ممكن اتكلم مع حضرتك فى موضوع مهم وجوه هبقى اشرح لحضرتك انا ابقى مين
ماجدة:اتفضل
اتفضل
ادخلته ماجدة واجلسته فى الصالة الصغيرة وعم ينظر الى ارجاء الشقة البسيطة بخلسة
وقفت امامه ماجدة وقالت:تشرب ايه؟؟
عمر:متشكر اوى مش عايز اشرب حاجة انا بقول ادخل فى الموضوع على طول
ماجدة:اتفضل انا سامعاك
عمر:انا سألت منى قبل كده على والدها وقالتلى انه مسافر وانى لو عوزت اكلم حد اكلم حضرتك او جدها
علشان كده انا جيت لحضرتك اطلب ايد منى وارجوا انها توافق لانى مش هلاقى واحدة فى ادبها واخلاقها
ابتسمت ماجدة بفرحة وقالت:طب هى عارفة انك جاى تتقدملها؟؟
عمر:الحقيقة لأ
ماجدة:انا عن نفسى معنديش مانع بس اهم حاجة رأيها ولا ايه؟
عمر:اكيد طبعا يا طنط لازم تاخدى رايها
ماجدة وهى تقف:طب عن اذنك هدخلها اشوف رايها ايه
مقولتليش صحيح انت اسمك ايه؟؟
عمر وهو يبتسم:عمر
دخلت ماجدة الى منى فى غرفتها وكانت منى ساعتها جالسة على السرير وهى تحيط زراعيها حول ركبتيها وهى تنظر امامها بحزن شديد
جلست ماجدة بجانبها وقالت:فى واحد جه بره وعايز يتقدملك
بس شكله ابن ناس اوى
نظرت اليها منى بوجه قاطب وقالت:ومين ده بقى ان شاء الله
ماجدة:انا معرفوش بس قال ان اسمه عمر
عندما سمعت منى اسمه انتفضت بغضب وقالت بصوت عالى:
ايه اللى جابه هنا انا قولتله ميورنيش وشه تانى
ماجدة بصوت منخفض:عيب يا منى ميصحش كده ده برده ضيف عندنا
منى:اسكتى انتى يا ماما انتى مش عارفة حاجة
خرجت منى من الغرفة بغضب وماجدة تتبعها كى توقف حالة الغضب التى انتابتها
خرجت له منى وقالت:لما لقيت السكة التانية مش نافعة قولت ادخلها من سكة المأذون؟؟
ومش بعيد بعد ما تتجوزنى وتاخد اللى انت عايزه وتكون شبعت ترمينى رامية الكلاب
لكن لأ مش انا اللى يحصلها كده من واحد زيك
نظرت ماجدة الى عمر بحرج وقالت:معلش يا استاذ متزعلش منها هى بس اعصابها تعبانة اليومين دول شوية
منى بغضب:انا اعصابى حديد وعارفة انا بقول ايه كويس اوى
ياريت تتفضل تخرج من هنا ومتورنيش وشك تانى
كفاية بقى حرام عليك
تركته وذهبت الى حجرتها واغلقت الباب خلفها بعنف
اما عمر فظل واقفا ينظر بعينين حزينتين وماجدة واقفة وهى فى قمة الحرج
تحرك عمر باتجاه الباب وخرج سريعامنه
اما ماجدة فجلست وهى تشعر بالغيظ من ابنتها التى ضيعت من يدها تلك الفرصة
بعد دخول منى الى غرفتها انهارت فى البكاء الشديد فهى تحبه وتتمنى ان ترتبط به
ولكنها لا تثق به بعدما علمته عنه
استقل عمر سيارته وقادها وهو ينظر امامه بحزن شديد وبعد فترة اوقف السيارة ونزل منها
ومشى بمحازاة النيل ثم وقف ينظر اليه بألم شديد وهو يتذكر كل الاخطاء التى ارتكبها فى حياته
ابتداءأ من العلاقات التى كان يقيمها مع الفتيات والسهر فى الملاهى الليلية انتهاءا الى مافلعه بنيرمين فكم اضاع من حياته اوقاتا كان يرتكب فيها الكثير من المحرمات
ظل يسير وهو يضع يديه فى جيبه وعينيه سارحتان فيما مضى
مشى مبتعدا عن سيارته حتى وجد استراحة فجلس عليها وهو يفكر
وبينما هو يفكر ترددت فى اذنه تلك الكلمات التى انطلقت من جوال شخص يعبر الطريق
ولكنها اخترقت اذنه
" أنا العبد الذي كسب الذنوبـــا وصدته الأماني أن يتوبــــــــا

طعنات الغدر والحب بقلم إيمي Where stories live. Discover now