الفصل الخامس والثلاثون

1.6K 27 0
                                    

"طعنات الغدر والحب"
بقــــلـــم...(إيــمــــــــــــى  )
.......................................................
الفصل الخامس والثلاثون

تقدمت نيرمين ببطء وهى تبتلع ريقها بخوف
رفع سيف رأسه وهو معتقد انها زينب عندما رآها فتح عينيه بصدمة وهو لا يصدق انها نيرميننظرت اليه نيرمين وهى تمسك بأطراف الشال بتوتر وعيناها تلمعاننظر سيف اليها واثر المفاجأة ظاهر على وجهه وهو يقول:نيرمين!!!!

نظرت اليه بوجه عابس و الحزن باد على وجهها وقالت:كويس انك لسة فاكر اسمى
نظر اليها بتشفى قائلا:انتى ايه اللى جابك هنا
انا مش قولتلك قبل كده مش عايز اشوف وشك تانى
نظرت اليه بعينيها الحزينتين وقالت:كنت متوقعة ردك ده
بس اوعى تفتكر انى جيتلك هنا علشان اترجاك تسامحنى
انا معملتش حاجة غلط علشان اعتذرلك عليها
واللى جابنى هنا هو انى عايزة اثبت براءتى من التهمة البشعة اللى اتهمتنى بيها
نظر اليها سيف باستخفاف وقال:دا انتى بجحة اوى وكمان ليكى عين تتكلمى بعد اللى انا شوفته
انتى ايه؟؟
بجد انا مشوفتش كده
نيرمين:من غير غلط لو سمحت
انا جاية اقولك الحقيقة وبعدها همشى ومش هوريك وشى تانى
سيف بسخرية:حقيقة؟؟
حقيقة ايه بعد اللى شوفته
دا انا شايفك معاه وفى اوضة نومه
دا انا اللى اسمى خطيبك عمرى ما شوفتك باللبس اللى شوفتك بيه عنده
انا مش عارف
مش عارف انتى جيبتى الجرأة اللى انتى فيها دى منين علشان تيجيلى هنا بعد اللى حصل
لكن انا مش مستغرب
ماهى اللى تفرط فى نفسها بالطريقة دى
تعمل اكتر من كده
نيرمين وهى تبكى:كفاية تجريح بقى
انت ايه حرام عليك
انتو بتعملوا فيا كده ليه
اوعى تفتكر انك احسن من عمر
انت زيه بالظبط هو قتلنى وانت ساعدته يعنى انتوا الاتنين عندى واحد
اترجيتك تاخدنى معاك حتى لو هترمينى فى الشارع لكن انت زقتنى برجليك كانى كلبة ومحاولتش تفهم اللى حصل
مش كده وبس
دا انا كنت بموت عنده الف مرة وحضرتك هنا عايش حياتك ومبسوط مع الست سلمى اللى هى اصلا سبب البلاوى دى كلها
سيف:اولا متجبيش سيرة سلمى على لسانك
كفاية انها فضلت مخلصة ليا لحد دلوقت ومرضيتش تتجوز اى حد تانى علشانى
ثانيا انتى اللى روحتيله برجلك وبمزاجك بالرغم من انى عرفتك حقيقته وحاولت احميكى منه وانتى مسمعتيش كلامى
وخونتينى بعد كل اللى عملته علشان
يبقى تستاهلى كل اللى يجرالك منه
نيرمين بصوت عالى:انا مخونتكش انت ليه مش عايز تصدق
كفاية بقى
انتوا عايزين منى ايه عايزين تموتونى ؟؟
رفع سيف كفيه وهو يصفق باستهزاء قائلا:برافو
بجد ممثلة هايلة
بس انا معونتش باكل من الكلام ده
ومش هسمحلك تأثرى عليا بكلامك الناعم ده واسلوب الاستعطاف اللى هو اصلا سبب اللى انا
فيه دلوقت
ممكن بقى تخرجى برة ومتورنيش وشك تانى
ولا اقولك
ممكن تروحيله تترجيه يرجعك ويلمك من الشارع اللى انتى اصلا جاية منه
وقعت تلك الكلمات على قلبها كوقوع طعنات سكين حاد
اغمضت عينيها بالم واحمرت شفتيها وجفونها من اثر البكاء وقالت:
بقى انت شايفنى كده ؟؟
على العموم انا هعمل باصلى ومش هجرح فيك
بس انا مخونتكش وروحت شقة عمر وانا معرفش انها شقته
اتصلت بيا واحدة وقالتلى انها بنت عم رجب صاحب بابا وان والدها سابلها الامانة اللى ليا عندها
وروحت على اساس كده
وهو اللى اتفق مع سلمى انهم يوقعوا بينا علشان سلمى تخلص منى ويخلالها الجو معاك
وعمر يقدر يستفرد بيا ويعمل اللى هو عاوزه
سيف:يعنى انتى عايزة تفهمينى ان عمر بالذكاء الخارق ده علشان يقدر يعمل كل اللى انا شوفته
اخرج الصور من الدرج والقاها فى وجهها وقال:
دا انا شوفت صورك معاه وهو ماسك ايدك وانتى قاعدة جنبه فى العربية
وانتى بتودعيه قدام البيت
سمعتك بودانى وانتى بتمدحى فيه ومعجبة بشخصيته
وشوفتك بعينى عنده فى اوضة نومه بلبسك اللى عمرى ماشوفتك بيه
وبعدين تعالى هنا هو عمر عارف منين حكاية صاحب والدك ولا عرف منين ان له بنت متجوزة وحاول يستدرجك بالحكاية دى؟؟
نيرمين وهى منهارة:معرفش
معرفش
بس اكيد عرف من اى حد هو مش هيغلب
تنهد بألم وهو يقول:
متعرفيش؟
للاسف انتى اقل من انى احاول اسمعك
او حتى ابص فى وشك
ادمعت عيناها وقالت بصوت مخنوق:والله العظيم هو اللى رتب كل ده علشان يبعدك عنى
وسلمى هى اللى ساعدته
سيف:انتى برضه مصرة انك تدخلى سلمى فى الموضوع
عايزة تشوهى صورتها وخلاص علشان لاقيتينى اهتميت بيها ونسيتك مش كده؟؟
اتجه ناحية الخزانة وعيون نيرمين الدامعة تنظر اليه
اخرج الطرد والهاتف ووضعهما امامه على المكتب وهو يقول:وايه رايك فى دول؟؟!
ماتردى
هزت نيرمين رأسها بالم وهى تقول:انت جيبت التلفون ده منين؟؟
سيف بابتسامة ساخرة:اصل الراجل اللى سرقه ضميره انبه ورجعه تانى
انتى بتسألينى انا متسألى نفسك
وبعدين ليه علقتى على التلفون ومعلتيش على الهدية الجامدة دى
هاه؟؟
ماهى اصلها مش هينة برضه
لما تكون اسورة الماظ باكتر من 300 الف جنيه تبقى حاجة تستاهل
مش خاتم؟؟
قال ذلك ملمحا لها على الخاتم الذى اراد ان يعطيه لها ولكنها رفضته
وبالمقابل رضيت بالاكثر منه
نيرمين:انت بتقول ايه
الاسورة دى بالتمن اللى انت بتقول عليه ده؟؟
سيف:انتى كنتى فكراها اغلى من كده ولا ايه؟؟
على العموم متزعليش
تتعوض مع حد تانى ان شاء الله
نيرمين:صدقنى يا سيف انا كنت هرجعها لماعرفت انك مش على علم بيها
ووالله ما كنت اعرف انها كده انا فاكرة انها فالصو
تنهد سيف بغضب وقال بنظرات حادة:انتى كل حاجة لاقيالها رد؟؟
انتى ايه
مبتمليش من الكدب
يدخل عقل مين اللى انتى بتقوليه ده
وايه اللى خلاكى تقبيلها من الاول اصلا
ولا شوفى حبيب القلب كاتبلك فى الجواب ايه
ابتسم باستهزاء وقال:باعتهالك علشان انتى ساعدتيه كتير وقدرتى تسعديه
ممكن اعرف بقى ياهانم انتى اسعدتيه ازاى علشان يديكى هدية بالتمن ده؟؟
ثم امسك بالهاتف وعينيه قد احمرت من شدة غضبه وهو يفتحه متفقدا الرسائل العاطفية المتبادلة قائلا:والموبايل اللى انتى قولتى عليه اتسرق
ده كمان هتقولى عليه ايه
والرسايل اللى انتى باعتهاله واللى باعتهالك والمكالمات اللى انتى عملتيها لرقمه والاتصالات
اللى هو اتصلها عليكى
انا بقى بقولك كفاية
كفاية كدب
كفاية غش
اخرجى من حياتى انا خلاص شيلتك من حياتى وللابد
معونتش طايقك
احست نيرمين بثقل فى قدميها وارتعد جسدها وحاولت ان تتماسك ثم قالت بصوت مخنوق:انا معرفش انت جيبت الموبايل ده منين والرسايل دى والله مابعدتها ولا عمرى اتصلت على عمر فى يوم من الايام
والموبايل من ساعة ما اتسرق منى مشوفتوش
سيف:انا لقيته فى شقتك يا هانم
يعنى مش حد بعتهولى علشان تقولى حد بيوقع بينى وبينك
ياريتك بقى تخرجى من حياتنى خالص وتسبينى فى حالى
اخرجى بره ومتورنيش وشك تانى
هزت نيرمين راسها وهى تضغط على شفتيها بالم وعينيها لم تتوقف عن البكاء وقالت:
طب ادينى فرصة اشرحلك اللى حصلى حرام عليك انت متعرفش لما سيبتنى مع عمر جرالى ايه
دا انا علشان اوصلك مت الف مرة
سيف:مش عايز اسمع اى حاجة
ومش عايز اشوف وشك هنا تانى
انتى اللى زيك بيعرف يأثر على اللى قدامه بنظراتك البريئة وكلامك المعسول لكن مخبية ورا كل ده سموم
بتعرفى ازاى تستخدميها وقت اللزوم
مش هسمحلك تخدعينى تانى
وعلشان تبقى عارفة
انا خلاص
قررت اتجوز سلمى
علشان متحطيش جواكى امل انى ممكن افكر فيكى فى يوم من الايام
تسمرت نيرمين فى مكانها واثر المفاجأة على وجهها
احست ان دموعها قد جفت من كثرة البكاء ولم تعد تستطع ان تنزل دمعة واحدة
استدار سيف واعطاها ظهره وهو يقول:المقابلة انتهت
وبمجرد ان استدار ترغرغت عيناه بالدموع لقد قال كل ما قاله لينتقم منها على خيانتها له
وكانت كل كلمة تخرج من لسانه تطعن فى قلبه قبل ان تطعنها فى قلبها
ولكن للحفاظ على كبرياءه وكرامته كان لابد له من فعل ذلك
اراد ان يرد لها الطعنات التى طعنته بها
ابتلع ريقه بمرارة وهو يكتم دموعه
اما نيرمين فنظرت اليه وهو يعطيها ظهره وقالت بصوت هادئ:
انا ماشية ياسيف
بس افتكر انى جيتلك هنا علشان اقولك على الحقيقة لكن انت مصدقتنيش ومرضيتش تسمعنى
واوعدك انك مش هتشوف وشى تانى مهما حصل
حتى لو هموت من الجوع
بس انا عمرى ما خونتك
ولا عمرى رضيت انى اغضب ربنا مع حد سواء عمر
او غيره ولو انت مش عايز تصدق فانت حر
كان سيف يستمع اليها وقد تأثر قلبه بكلامها
اراد ان يستدير لها ولكنه منع نفسه حتى لا يقع تحت تأثير خداعها مرة اخرى فظل واقفا دون ان يلتفت لها
مشت ناحية الباب ثم التفتت اليه لفته اخيرة لتملى نظرها منه
وهى لا تصدق ان هذا هو سيف
لقد اصبح قاسيا لدرجة غير معهودة فيه
ابتلعت ريقها بمرارة وقالت:على فكرة انا واثقة ان ربنا هيظهر براءتى فى يوم من الايام
وهتعرف انى عمرى ماعملت اى حاجة تغضب ربنا
وانا عمرى ماهسامحك ابدا على كل كلمة قولتهالى
وعلى فكرة انت بالنسبة لى زى عمر بالظبط
مافيش فرق بينكوا انتو الاتنين قتلتونى
همت لتخرج فالتفت قائلا بجفاء:ممكن تباتى هنا للصبح
الوقت متأخر ومينفعش تمشى لوحدك بالليل كده
عندك اوضة رقية او زينب او اى واحدة منهم ممكن تباتى عندها
والصبح تقدرى تمشى
ثم اخرج مبلغا من المال ووضعه امامه قائلا:وخدى المبلغ ده مشى حالك بيه
ماهو مش معقول هتمشى من غير مايكون معاكى ولا مليم مينفعش
زمت شفتيها ثم ابتسمت باستهزاء وقالت:لا كتر خيرك
انت عملت الواجب وزيادة
خرجت نيرمين من المكتب واغلقت الباب خلفها وعيون سيف تترقبها فى الم
وبعد ان خرجت انسابت دموعه من عينيه وهو يضغط على يديه
نظرالى المال الذى اخرجه لها ثم اسند راسه على كفه متألما
**************************
خرجت نيرمين الى الحديقة بخطوات سريعة دون ان تلتفت ورائها واحست ان قلبها ستيوقف من شدة الالم
وضعت يدها على قلبهاثم جرت لتخرج من البوابة الكبرى
جرت على الطريق وهى تبكى ولا تصدق مافعلته الدنيا بها
حاولت ان تصبر نفسها على كل ما لقيته فى حياتها وان ترضى بقضاء الله
توقفت عن الجرى ووقفت فجأة تلتقط انفاسها وهو تنهج ثم انكبت على الارض فى بكاء شديد
ظلت هكذا لعدة دقائق بسيطة وبعدها رفعت رأسها لترى سيارة قادمة من بعيد وضوء السيارة يضرب فى عينيها
لم تستطع ان ترى من شدة ضوءها فعقدت حاجبيها ورفعت كفها فى محاولة لمنع وصول الضوء لعينيها ثم قامت لتقف
واقتربت السيارة
بمجرد ان وقفت دققت النظر وفتحت عينيها فى ذهول ثم صرخت وهى تقول:
لأ لأ
لالالالالا
التفتت حولها كالمجنونة وجرت فى الاتجاه المعاكس للسيارة
باقصى سرعتها
زادت سرعة السيارة حتى لحقت بها ثم وقفت السيارة امامها فجأة
ونزل منها عمر
وسارع بخطواته الواسعة وامسك بيديها قائلا:مش عيب؟؟
مش عيب تهربى من عمر؟؟
فاكرة مش هعرف اجيب؟؟
نظرت اليه بخوف ثم التفتت حولها وهى بين يديه وصرخت باعلى صوتها حتى انقطع صوتها ولم تستطع ان تصرخ
ما اصعب ان يستنجد الانسان باحد ولكنه لا يستطيع ان يخرج صوته من شدة الخوف والالم
عندما يئست من ايجاد احد حولها يستطيع ان ينقذها وكان الطريق مظلم وخالى من وجود السيارات المارة
وهو نفس الطريق الذى اتت منه بعد ان تحطمت سيارتها وخرجت منها باعجوبة لتصل الى القصر
فوصولها الى هذا القصر اشبه
بالوصول لبداية النهاية
نظر اليها عمر وهو يمسك بزراعيها بقوة وهو يلاحظ انها كفت عن الصراخ فقال بابتسامة باردة:ما تصرخى ساكتة ليه؟؟
عايزك تصرخى من هنا لبكرة
يا حبيبتى انا قولتلك قبل كده انك مهما تحاولى تهربى برده هوصلك
ودى كانت بروفة
جرها من زراعيها وهى تقاومه بشدة
ولكنه اقوى منه فجذبها بقوة حتى كاد ان ينخلع زراعها ودفعها داخل السيارة
ركب سيارته بسرعة وحاولت هى ان تفتح الباب وهى منهارة
سارع عمر باغلاق ابواب السيارة
ولما فشلت نيرمين فى فتح الباب
تيقنت نيرمين انها رجعت لقبضته مرة اخرى
توقفت عن محاولتها لفتح الباب وهدأت حركاتها العنيفة وسكتت وهى تنظر امامها
تعجب عمر من سكوتها وهدوءها
نظر اليها قائلا:ايوة كده؟؟
بحبك وانتى هادية
عندما فكرت نيرمين فى كل ما حدث وما يحدث
فكرت مع نفسها ووجدت انه لا فائدة مما تفعله وعليها الاستسلام للزواج من عمر
فماذا عساها ان تفعل
لقد فشلت فى الهرب اكثر من مرة
حتى الامل الوحيد المتبقى لها و هو سيف قد تبخر
وعندما استنجدت به لم تجد عنده الا القسوة والاهانة والالم وتخلى عنها للمرة الثانية
فكان هذا الامر بالنسبة اليها هو الحل الوحيد
لاحظت نيرمين ان عمر يتجه الى طريق غير الطريق المؤدى لشقته وبدأ يسير من عدة طرق
لم ترها من قبل
دق قلبها بخوف وقالت بتوتر:انت رايح على فين
لم يرد عليها وظل ينظر امامه بوجه عابس
نيرمين:رد عليا انت رايح فين؟
التفت اليها قائلا:مالك قلقانة كده ليه
متخافيش
هكون رايح فين يعنى
نيرمين:انت بقالك ساعتين ماشى بالعربية
وماشى فى طرق انا مشوفتهاش قبل كده
عمر:هتعرفى دلوقتى انا رايح فين
انهارت نيرمين وضربت على ركبتيها وقالت:ارحمنى بقى ارجوك
نزلنى هنا انا مش مطمنة للمكان اللى انت رايحه
بقولك نزلنى
عمر بعصبية:ماتهدى بقى يعنى هكون رايح فين
ظلت نيرمين تترقب الطرق بتوتر
حتى وصل عمر الى حيث يريد
فتح باب السيارة ونزل منها قائلا:يلا انزلى
نظرت نيرمين الى الرمال من حولها وصوت الامواج العالية تحيط بالمكان فقالت بخوف :ايه المكان المقطوع اللى انت جايبنى فيه ده
عمر:متخافيش
الشاليه اللى قدامك ده بتاعى
نيرمين:شاليه؟؟
شاليه ايه انا ماليش دعوة
قرب رجعنى انا لايمكن انزل هنا
تحرك عمر ناحيتها دون ان يرد عليها وفتح باب السيارة وجذبها من ذراعها وهى تصرخ وتقول :سيب ايدى
انزلها عمر رغما عنها واغلق باب السيارة واتجه بها الى الشاليه الذى كان يطل على البحر مباشرة
كانت تتململ فى يده كالعصفور الضعيف وهى تقول:انت ناوى على ايه ياعمر
كفاية بقى اللى انت بتعمله فيا ده
انا تعبت
والله العظيم تعبت
فتح عمر الباب ببرود دون ان يرد عليها
دفعها داخل الشاليه ثم اغلق الباب بالمفتاح و التفت اليها
وقفت نيرمين بعيدا عنه وجسدها يرتجف من نظراته الحادة
عمر:بقى انا ابقى مجهز للفرح وعامل حسابى اننا نتجوز بكرة وحضرتك تهربى وتروحى لحبيب القلب
وتسبينى ادور عليكى وانتى عارفة كويس ايه اللى هيحصلى لو سيبتينى؟؟
كنت متأكد انك هتجرى عليه وتستنجدى بيه
لكن هو مرضيش يصدقك وطردك مش كده؟؟
انا لولا انى توقعت انك هترجعيله مكونتش عرفت اوصلك
خسارة فيكى اللى انا بعمله علشانك
اقترب عمر منها بينما تراجعت نيرمين للوراء بخوف وقالت:عمر أنا.......
ظل عمر يقترب منها وهو ينظر اليها بحدة دون ان يتكلم
نيرمين:ارجوك يا عمر
انا اسفة
انهال عليها عمر بعدة صفعات على وجهها وهى تصرخ بين يديه
وقالت بصوت مبحوح من اثر البكاء:خلاص ياعمر
كفاية
كفاية
ولكنه لم يتوقف بل زاد فى ضربه حتى نزل الدم من شفتيها
بعد ان صفعها عدة صفعات امسكها من زراعها بعصبية وهو يتنفس بسرعة وجرها على الغرفة ودفعها داخلها وهو ينظر اليها بغضب قائلا:
انا مش حذرتك قبل كده انك لو حاولتى تهربى هخليكى تكرهى اليوم اللى شوفتينى فيه؟؟
كانت نيرمين واضعة كفيها على خديها من شدة الخوف وجسدها يرتعد والدموع تنساب من عينيها بغزارة
وهى لا تصدق ما فعله
عمر:انا جيبتك هنا فى المكان ده وانا متأكد انك مش هتعرفى تهربى منه
ابقى اخرجى بقى وورينى هتهربى ازاى
المكان هنا مقطوع
يعنى لو خرجتى هترجعيلى هنا تانى غصب عنك
ظلت واقفة وهى ضامة كتفها الى رقبتها فى خوف
توجه ناحية الباب واغلق الباب وراءه بعنف
وضعت نيرمين اصابعها على شفتيها وهى تتحسس موضع الالم وعندما اخفضت يدها رات اثار الدماء على اصابعها
فبكت فى صمت وهى لا تصدق ما جرى معها
وعندما خرج عمر جلس على ركنة بالخارج وهو يتنفس بسرعة وبغضب
زفر انفاسه بغيظ وهو يقبض على يديه
بعد لحظات مدد رجليه على الطاولة التى امامه واسند راسه للخلف وهو يدلك جبينه باصابعه
ظل على وضعه هذا لفترة ليست بالقليلة
كان مسندا راسه للخلف وهو ينظر لاعلى
زم شفتيه بندم على مافعله مع نيرمين
لقد كان فى غاية القسوة معها
لم يكن ينبغى له ان يفعل معها ذلك وكان يجب ان يكتفى بتنفيذ ما خطط له
للحفاظ على بقائها معه دون استخدام العنف
احس بندم شديد على استخدام العنف معها ولكنها تستحق ذلك من وجهة نظره لانه حذرها
من الهرب اكثر من مرة ولكنها لم تستمع له
حدثته نفسه بالذهاب اليها والاعتذار لها
ولكنه متردد فى تنفيذ ما فكر فيه
اينفذه اليوم ام لا
فأقراص المنوم بحوزته وكل شئ قيد التنفيذ
فكر قليلا فى تردد
ثم عزم على التنفيذ فى تلك الليلة حتى يضمن بقائها معه دون ان تفكر فى الهرب مرة اخرى
اما نيرمين فكانت جالسة فى سريرها وهى تحيط ركبتيها بزراعيها
والدموع تنساب من عينيها
وعزمت فى قرارة نفسها على ان توافق بالزواج من عمر
فهذا هوالحل الوحيد وليس لها غيره
وعزمت ايضا على اخباره بذلك
فلم يعد بيدها حيلة بعد كل مافعلته للخروج من هذا المأزق الذى وقعت فيه
بعد قليل طرق عمرعلى الباب
ارتعدت نيرمين ونظرت الى الباب فى خوف ورعب
اخفت وجهها فى ركبتيها
دخل عمر اليها وهو يمسك بكوب عصير ثم وضعه جانبا
جلس بجانبها وهو ينظر اليها باشفاق
لم ترفع نيرمين نظرها اليه
وعندما احست بجلوسه بجانبها رفعت راسها ونظرت اليه بخوف وهى تبتعد عنه
عمر:متخافيش يا نيرمين
انا مش هقربلك ولا هضربك تانى
انا عارف انى كنت قاسى عليكى اوى
بس انتى اللى خلتنينى اخرج عن شعورى
انا كنت مجهز كل حاجة للفرح وعامل حسابى اننا خلاص هنتجوز بكرة
اقوم ارجع البيت الاقيكى هربتى وكمان روحتيله؟؟
تنهد بحزن ثم قال:انا اسف
متزعليش منى اوعدك انى مش هعمل كده تانى
ممكن بقى تشربى العصير ده علشان تهدى
نيرمين بصوت متقطع:مش عايزة اشرب حاجة
عمر:تبقى لسة زعلانة منى
علشان خاطرى اشربى ده مفيد جدا
وهيهديكى
نيرمين:قلتلك مش عايزة اشرب حاجة
ضغط على شفتيه بغيظ ونظر اليها بحدة
خافت نيرمين من نظرته واحست انه سيتغير
مد يده بالعصير وقال:وانا مبحبكيش تكسرى كلامى
هتشربى ولا لأ
مدت نيرمين يدها وهى ترتعد وامسكت بكوب العصير ويديها تهتز من شدة خوفها
وضعت الكوب على شفتيها وهى تنظر اليه بخوف
عمر:ايوة كده
شاطرة
كملى
نيرمين:كفاية مش عايزة
عمر بحدة:قلتلك كملى
شربته نيرمين رغما عنها لتأمن شره
امسك الكوب من يدها وهو يبتسم قائلا:برافو عليكى
اسيبك ترتاحى بقى ولو عوزتى اى حاجة نادينى اوك؟
هزت نيرمين راسها بخوف دون ان تنطق
تركها عمر واغلق الباب خلفه بهدوء

طعنات الغدر والحب بقلم إيمي Where stories live. Discover now