الفصل الرابع

3K 49 0
                                    

"طعنات الغدر والحب"
بقــــلـــم...(إيــمــــــــــــى)
..............................................
.........
الفصل الرابع

بعدما انتهى سيف من عشاء العمل مع بعض رجال الاعمل ركب السيارة التى كان يقودها سائقه ثم
قام بالاتصال باحد رجال البوليس الذى تربطه به صلة زمالة وهو صديق مقرب لسيف انه المقدم خالد
سيف:ايوة يا خالد انت فين دلوقتى
خالد :فى البيت
سيف:طب بكره عايزك تعدى عليا فى البيت علشان عايزك ضرورى
خالد:خير فى حاجة ولا ايه
سيف:لا الموضوع ميخصنيش يخص حد تانى هبقى احكيلك عليه اول ماتيجى
خالد: اوك عايزنى اعدى عليك امتى ؟
سيف: انت هتبقى فاضى امتى؟
خالد:على بعد العصر كده
سيف:خلاص هستناك بس اوعى ماتجيش بس ياريت متجيش باللبس الميرى
خالد:طب ممكن تلمحلى بس انت عايزنى فى ايه؟
سيف:لا الموضوع مينفعش فى التلفون لما تيجى هقولك
خالد:خلاص ماشى معادنا بكره باذن الله
اغلق سيف الهاتف وهو يتنهد ويحدث نفسه قائلا :هو ده اللى كان لازم يحصل لازم اخلص من الموضوع ده فى اقرب وقت

كانت نيرمين تجلس مع دادة فاطمة امام المدفأة وبينهما منضدة عليها قهوة دافئة يتبادلان الحديث والضحك
فيما وصل سيف الى القصر وبادره السائق بفتح الباب له واخذ الحقيبة ليوصلها للمكتب
كان سيف فى طريقه للمكتب فمر على دادة فاطمة ونيرمين التى عندما راته احست بحياء شديد وبعض الحرج فنظر اليها برهة ثم نظر لدادة فاطمة وقال :مساء الخير يا دادة
دادة:الحمد لله على سلامتك احضرلك العشا؟
سيف:لا اتعشيت بره انا داخل المكتب يا دادة وبعدين هدخل انام اوك؟
دادة: ماشى يا حبيبى تصبح على خير
سيف :وانتى من اهله
استاذنت نيرمين من دادة فاطمة لتصعد غرفتها لان الوقت اتاخر
وقامت دادة فاطمة هى الاخرى لتنام فقد تاخر الوقت بما فيه الكفاية
*********************************************************
اليوم التالى
مرت الساعات الاولى من اليوم ولم تدرى نيرمين ان سيف قد حضر لها تلك المفجأة الغير متوقعة ولم تعلم دادة فاطمة بالامر
كانت الساعة الثالثة والنصف عصرا وكانت نيرمين تجلس برفقة رقية وزينب وهند يضحكن ويتكلمن فى امور تخصهن وبعض الطرائف التى مرت بحياتهن وكانت تسمع نيرمين بسعادة وتشاركهن ببعض التعليقات المضحكة
لقد احبوا نيرمين وتعلقوا بوجودها لقد اضفت على البيت الكثير من السعادة لهن ولما سمعت دادة فاطمة ضحكهن انضمت اليهن وجلست تستمع هى الاخرى وتشاركهن الضحك
بالفعل كان يوم رائع
مر الوقت سريعا فى ظل هذا الحديث الممتع وخرجت دادة فاطمة ونيرمين وهن يضحكن وتصادف مرور سيف الذى نظر الى دادة فاطمة متجاهلا نيرمين تماما ثم قال:عايزك يا دادة
دادة نظرت لنيرمين وقالت:ثانية واحدة بس هشوفه عايز ايه استنينى فى اوضتى على ما اجيلك علشان نكمل كلامنا
انتظرت نيرمين فى غرفة دادة فاطمة
بينما جلست دادة فاطمة مع سيف فى حجرة المكتب
سيف:شوفى يا دادة انا فكرت كتير فى موضوع نيرمين ولقيت ان الحل الوحيد هو اننا نبلغ البوليس
رفعت دادة فاطمة حاجبيها متعجبة وقالت :بوليس؟
سيف:هو ده الحل الوحيد هو اللى هيقدر يساعدنا نلاقى اهلها اومال هنقعد نحط ايدينا على خدنا لحد ما يفوت سنة ولا اتنين مستنين على ما تتكرم علينا وتفتكر حاجة
مينفعش يا دادة وبعدين اكيد ليها اهل قلقانين عليها وعايزين يطمنوا صح ولا غلط؟
دادة فى حزن:بس انا مش عارفة هى رد فعلها هيكون ايه لما تعرف
سيف:يكون زى ما يكون ده ميهمنيش فى حاجة اومال هى عايزة ايه تفضل قاعدة هنا لحد ما ربنا يكرمها وياعالم بقى هتفتكر اصلا ولا لا؟انا مينفعش معايا الكلام ده
وبعدين انا مش باخد رايك ولا هاخد رايها انا اتصلت بالعقيد خالد خلاص وهييجى كمان ربع ساعة كده
دادة:بالسرعة دى طب كنت قولى على الاقل امهدلها علشان متتخضش
سيف بسخرية:الف سلامة عليها من الخضة ،جرى ايه يا دادة هو انا هسلمهاله هو بس هيقعد معاها و يسالها شوية اسئلة
دادة:طب انت عايز منى ايه دلوقتى؟
سيف:عرفيها انه بس هيقعد معاها وهيسالها شوية اسالة علشان يقدر يساعدها واكدى عليها انها لو تعرف اى حاجة لازم تقولها مهما كانت بسيطة خلاص يا دادة؟
تنهدت ثم قالت :اللى تشوفه يا سيف انت ادرى
ننتقل الى نيرمين التى كانت تمسك بالبوم صور وجدته على التسريحة قدرا ففتحته واخذت تقلب فيه
دخلت دادة فاطمة حجرتها لتجد نيرمين تنظر فى الالبوم فقالت نيرمين:معلش يا دادة انا اسفة ان كنت فتحته بدون اذنك بس كنت نفسى اعرف صور مين اللى فيه
دادة:لا عادى مفيهاش حاجة الالبوم ده فى صور اعز واغلى انسانة على قلبى
نيرمين:فعلا انا لاحظت صورة بيبى امورة اوى هنا وحضرتك متصورة معاها بعض الصور بس كنتى لسة شابة عن دلوقتى هى مين دى يا دادة
دادة:وهى تتنهد بحزن:دى صور بنتى
نيرمين:وهى فين دلوقتى؟
دادة:فى مكان افضل من هنا
نيرمين وقد خمنت ما تريده دادة فاطمة:قصدك........
دادة:الله يرحمها
نيرمين فى حزن:انا اسفة اوى يا دادة مكنتش اعرف
دادة:لا ابدا ولا يهمك الموضوع ده فات عليه عمر بحاله
نيرمين:قصدك انها اتوفت من زمان؟
دادة:وهى عندها 9 شهور
نيرمين بحزن:يا حرام اسفة ان كنت بقلب عليكى المواجع بس ممكن اعرف هى اتوفت ازاى؟
دادةوهى تمسح دموعها:للاسف ماتت وهى بعيد عنى ربنا يسامحه ابوها حرمنى منها وخدها وسافر هى لسة صغيرة كان عايز ينتقم منى بعد ما اطلقت منه كانت البنت فى حضانتى ولما جه بحجة انه يشوفها سهانى وخرج بيها على المطار وكان مجهز بسبوره وكل حاجة وبلغت البوليس واكتشفت بعدها انه سافر بيها علشان يحرمنى منها
وفضلت اعانى واحاول ارجعها بس للاسف بعد مرور 3شهور من سفره بعتلى تلغراف ان البنت ماتت بالحمى وبعتلى شهادة الوفاة و....
ثم لم تكمل دادة فاطمة كلامها حتى اجهشت فى البكاء وهى تقول يا حبيبتى يا بنتى كان نفسى احضنها اوى
وهنا حضنتها نيرمين وهى تبكى لبكائها :علشان خاطرى يا دادة متبكيش سامحينى انى قلبت عليكى المواجع
ثم مسحت نيرمين دموع دادة فاطمة وهى ترجوها الا تبكى
نيرمين :خلاص يا دادة كفاية الله يخليكى
دادة: خلاص مافيش حاجة
وهنا تذكرت دادة فاطمة كلام سيف وانها لابد ان تخبر نيرمين بما سيفعله
دادة: صحيح انا نسيت اقولك حاجة مهمة بس اوعدينى انك متزعليش
نيرمين:خير يا دادة
دادة:فى واحد هييجى دلوقتى وسيف عايزك تقعدى معاه هو جايبه علشان يساعدك
دق قلب نيرمين وهى تقول:مين ده يا دادة وهيساعدنى فى ايه؟
دادة:ده صديق سيف وهو عقيد هيسالك شوية اسئلة كده علشان يقدر يساعدك تلاقى اهلك
نيرمين :بوليس؟
دادة:قلتلك ده صديق سيف متقلقيش خالصى لو انتى عارفة اى حاجة مهما كانت بسيطة قوليهاله علشان يقدر يساعدك
نيرمين:انتوا جايبينه علشان يساعدنى ولا علشان تشوفوا ان كنت بكدب عليكوا ولا لا
دادة:كده برده يا نيرمين بقى ده تفكيرك فيا؟
نيرمين: انا مقصدكيش انتى يا دادة
دادة:صدقينى يا بنتى الموضوع مش زى ما بيدور فى دماغك انما بس عايزين نساعدك مش اكتر
هو مش انتى بتثقى فيا؟
نيرمين:طبعا يا دادة
دادة:يبقى خلاص اعملى اللى قلتلك عليه اتفقنا
نيرمين هزات راسها بلايجاب وبحزن:اتفقنا
خرجت نيرمين الى الصالون بخطوات بطيئة عندما علمت بمجئ العقيد خالد وكانت بصحبتها دادة فاطمة
كان سيف واقفا عند باب مكتبه وطلب من دادة فاطمة ان تترك نيرمين والا تحضر معها اثناء المحادثة مع القيد خالد
وهو سيتولى الامر بحضوره
دخلت نيرمين المكتب وهى فى غاية القلق وكان العقيد خالد جالسا على ركنة ومتكئ عليها وكان يبدو عليه الطيبة
وليس كما تخيلته نيرمين وكان يرتدى قميصا ابيض وبنطال اسود كان لباسه مدنيا وليس لباسه الميرى
وحتى يخفف العقيد خالد من خوفها طلب منها الجلوس وطمأنها انها مجرد اسئلة بسيطة لمساعدتها وان وجوده هنا هو مجرد محاولة لحل مشكلتها
وبدأ العقيد خالد بأسئلته التى يرجوا ان يجد اجاباتها لمساعدة نيرمين
وكان سيف واقفا وقد اسند ظهره على المكتب متأملا ما يدور فى المحادثة
مر من الوقت نصف ساعة دون ان يخرجوا بشئ يفيد فى البحث عن عائلة نيرمين او حتى شئ يدلهم على حقيقة ماحدث لها
كانت اجابات نيرمين على جميع الاسئلة بهذه الاجابة:مش فاكرة حاجة
صدقونى مش فاكرة
كان سيف ينظر اليها غاضبا من اجاباتها التى هى فى الاصل اجابة واحدة فخرج عن شعوره قال بطريقة مخيفة:كل حاجة مش فاكراها ؟اومال هنساعدك ازاى ركزى شوية
لمعت عين نيرمين بدموعها التى تحبسها لألا تظهر ضعفها امامه وقالت:ايوة مش فاكرة ولو مش مصدقنى انت حر
تدخل خالد لتخفيف حدة المناقشة قائلا:طب يا انسة نيرمين ركزى معايا انتى مش فاكرة اى حاجة وانا مصدقك واكيد سيف كمان مصدقك بس عايزين نفهم بس الحادثة اللى حصلتلك دى حصلتلك ازاى ومين اللى عمل فيكى كده
سيف بيقول انك كنتى مصابة بجروح كتير منها جرح فى الرأس وخدوش فى ايدك وبعض الجروح البسيطة فى القدم
علشان بس نحدد حصلك ايه ممكن تساعدينا
نيرمين:عايزنى اساعدكوا ازاى
خالد:يعنى لما وصلتى هنا قبل متخبطى على الباب حد وصلك؟
نيرمين :مش فاكرة ........................... سيف:اووووووووووووووووووووووووف
خالد مقاطعا سيف:طب بلاش كده حد كان بيطاردك؟يعنى ممكن يكون اللى حصلك ده نتيجة حد كان بيطاردك وعمل فيكى كده وانتى كنت عايزة تهربى منه وده بيحصل عادى لو انتى حاسة بان ده ممكن يكون حصلك قوليلنا واحنا هنتصرف بهدوء ومن غير شوشرة اوعدك الموضوع هيكون فى سرية تامة
نيرمين: مش فاهمة
تدخل سيف بنبرة حادة قائلا:يعنى ايه مش فاهمة ،يعنى حد حاول يعتدى عليكى؟ وعمل فيكى كده؟واكيد يعنى لو حصل هيبان ودى مش محتاجة ذاكرة علشان تقوليلنا
وقعت تلك الكلمات على نيرمين كدش ماء بارد واحمرت وجنتيها واصيبت بصدمة كيف استطاع ان يقول لها ذلك لذلك قامت من مقعدها بعصبية وقالت:انا مسمحلكش
سيف:يعنى ايه متسمحليش احنا بنتكلم فى واقع ممكن يكون حصل مش بنتبلى عليكى
نيرمين:انا مش هرد عليك لان كلامك ده ميتردش عليه
سيف بغضب:يعنى ايه كلامى ميتردش عليه؟
خالد محاولا تخفيف وطأة الموضوع:اهدوا يا جماعة مش كده،انسة نيرمين احنا اسفين لو كنا جرحناكى احنا منقصدش والله احنا بس عايزين نساعد
بس الظاهر ان الموضوع اصعب مما كنت متخيل ومافيش قدامنا غير حل واحد
سيف: ايه هو ؟
خالد:هو اننا نشر صورة الانسة نيرمين فى الجرنال يمكن اى حد يتعرف عليها ويقولنا
نيرمين: بشئ من الغضب :وانا مش موافقة طبعا انا مقبلش على نفسى كده
سيف بحدة:اومال عايزانا نعملك ايه لا انتى عارفة تقوليلنا حاجة ولا راضية ننشر صورتك اومال نعملك ايه يعنى
نيرمين:انا مطلبتش من حضرتك تعملى حاجة ولو حضرتك مش عايزنى فى بيتك قولها بصراحة مش تجيبلى ظابط يستجوبنى علشان تعرف ان كنت بكدب ولا لا؟ وكمان تتهمنى الاتهامات دى وتقولى الكلام الجارح ده ولو تفتكر حضرتك انى مشيت وانت اللى رجعتنى هنا تانى
وعلشان اشيل عنك الحرج انا همشى من غير متقولهالى واسفة انى وافقت احضر الجلسة دى ثم اعطته ظهرها لتخرج
فقام بجذبها من زراعها بقوة ليصبح وجهها فى وجهه ثم نظر اليها بحدة وقال :انا مأذنتلكيش بالخروج
نيرمين وهى تحاول سحب يديها:سيب ايدى
سيف:انتى هنا مسؤلة منى وانا اللى اقولك تعملى ايه ومتعمليش ايه انتى فاهمة؟ وبعدما اكمل هذه الجملة كانت عينيه فى عينيها، لاول مرة يرى عينيها مباشرة هكذا فسكت قليلا وهو ينظر اليها ولم يتكلم وخفت حدة يده الممسكة بيدها قليلا
نيرمين تحبس دموعها فى عينيها اللامعتين وهى تنظر اليه بخوف شديد
لاحظ سيف ان يدا نيرمين ترتعد بشدة وكأن شيئا ما سيحدث لها وكانت عينيها تلمعان من الدموع المحبوسة بها وبدت كطفلة رقيقة بصمتها وبدت على ملامحها البريئة علامات الخوف
تدخل خالد:اهدى يا سيف مش كده بالراحة عليها علشان متخافش
ظلت نيرمي تقف خائفة وجسمها يرتعد وسيف تدراك ما فعله واحس انه اخافها بشدة فترك يدها وقال:انا اسف
انا مش قصدى اجرحك بكلامى احنا بس عايزين نساعدك
ضمت نيرمين يديها تدلكهما من الالم الذى سببه لها سيف وهى تنظر فى الارض بدون ان تنطق بكلمة
اخذ سيف ينظر اليها ورق قلبه لحالها فقد عاملها بعنف والقى عليها بعض الكلمات الجارحة فكان لابد ان يتروى قبل ان يجرح مشاعرها بهذه الطريقة
قام خالد وقال لسيف:هنأجل بقية الكلام بعدين على متهدوا شوية وعلى ما الانسة نيرمين تريح اعصابها واضح انها متوترة حبتين تقدرى تروحى انتى يا انسة نيرمين
خرجت نيرمين ومازالت الدموع محبوسة فى عينيها وما ان خرجت وقابلتها دادة فاطمة فلاحظت عليها الحزن وصوتها المخنوق
دادة:مالك يا نيرمين
نيرمين بصوت مخنوق:مافيش يا دادة
دادة:حد ضايقك بحاجة؟
نيرمين لا ابدا انا بس حاسة بارهاق وعايزة اطلع انام
دادة:ماشى يا حبيبتى حتى شكلك مرهق خالص
نيرمين:عن اذنك يا دادة
وما ان وصلت غرفتها وقفلت عليها الباب حتى القت نفسها على السرير واجهشت فى البكاء الشديد
اما خالد فاستأذن من سيف وطلب منه ان يهدأ والا يتهور فى التعامل مع نيرمين لانه يرى ان اسلوب سيف غير مجدى ومستفز وجارح للغاية ولابد ان يتروى قبل اى رد فعل له
خالد:مكنش لازم تحضر معايا وانا بسالها انت عقدت الموضوع كده
سيف:انا مقصدتش اجرحها بس هى اللى مش مديانا فرصة نساعدها
خالد:ياريت بس تخفف من اسلوبك معاها علشان نديلها الامان وتقدر تحكيلنا على اى حاجة تعرفها
سيف :اوك حاضر
وانصرف خالد فيما دخل سيف حمام حجرة نومه ووضع راسه تحت صنبور الماء ثم رفع راسه وقطرات الماء تسيل على وجهه وهو ينظر فى المرآة التى تعلو الصنبور وهو يستنكر ما فعله اليوم كانه يلوم نفسه

طعنات الغدر والحب بقلم إيمي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن