الفصل الثانى والستون

ابدأ من البداية
                                    

ظلت سلمى بالمستشفى بعد مقابلة خالد باربعة ايام وفى كل يوم كانت تأخذ الحقنة بانتظام
بدأت سلمى تشعر انها لا تستطيع الاستغناء عن تلك الحقنة لدرجة انها كانت تربط بين رؤيتها
لتلك الممرضة وبين شعورها بالسعادة والراحة
طلبت سلمى من تلك الممرضة ان تعطيها رقم هاتفها حتى اذا ما احتاجت اليها

علمت سلمى من الاعراض التى بدأت تظهر عليها انها اصبحت مدمنة
وما آالمها انها فشلت فى السيطرة على نفسها ولم تعد تتحمل الالم
وعلمت ايضا ان كارم هو من ارسل تلك الممرضة لكى تنفذ ما طلبه منها
فازدادت رغبتها فى الانتقام منه

رجعت سلمى الى الفيلا وظلت حبيسة غرفتها لفترة
ثم بدأت فى تنفيذ خطتها مع خالد
فاتصلت على كارم كى ترمى له الطعم بانها ستقبل العمل معه لانها اقتنعت
بانها لن تستطيع ان تقف فى وجهه وليس لها خيار آخر سوى القبول بالامر الواقع
حينها شعر كارم بالندم على الحل الذى بدأ فى تنفيذه وهو ان يجعلها تدمن المخدرات حتى تأتى له رغما عنها وحاول ان يوقف عنها تلك الحقن فطلب من الممرضة ان تختفى عنها
حتى تتوقف عن تعاطى مثل هذه الاشياء
ولكن الاوان قد فات واصبحت سلمى مدمنة بالفعل
حاولت سلمى التغلب على ادمانها بان تتحمل كى تستطيع الاستغناء عن تلك المخدرات
ولكن الالم كان اقوى منها
اخذت سلمى تتصل على تلك الممرضة حتى تحصل على الحقنة فهى تشعر بصداع يكاد راسها ينفجر منه كما انها تشعر بآلام شديدة فى جميع انحاء جسدها
عندما يئست سلمى من رد الممرضة عليها وكانت لا تحتمل الالم الذى تمر به
لم يكن لسلمى خيار آخر سوى الاتصال بكارم لكى يبعث اليها بتلك الحقنة او اى شئ
يسكن تلك الآلام
وعندما رأى كارم ان سلمى تلح عليه وانها لا تستطيع ان تتحمل وسيكتشف امرها
ارسل اليها نوعا جديدا تأخذه عن طريق الشم بدلا من الحقن
وسيعطى نفس المفعول
لاحظت سوسن ان ابنتها دائما تغلق على نفسها غرفتها ولا تكلم احدا وبدأ يظهر عليها الارهاق الشديد بل احيانا كانت تسمع صوتها وهى تتأوه بصوت منخفض
كأنها تخفى عنها ألما تشعر به
دخلت اليها سوسن وحاولت ان تفهم من سلمى ما تعانيه ولكن سلمى حاولت اظهار تماسكها امام والدتها حتى لا تشعر بشئ وقالت لها
انه مجرد صداع عادى فعرضت عليها سوسن ان تأتى بالطبيب ولكن سلمى رفضت وبشدة
وهكذا اخفت سلمى حقيقة الامر عن والدتها لانها تعلم ان والدتهالوعلمت بالامر ستمنعها من الخروج وستمنعها من الحصول على ماتريد من الجرع التى لا تستطيع الاستغناء عنها
كلما اخذت سلمى الجرعة واحست براحة وذهب الالم عنها فكرت فى مصارحة خالد بالامر
ولكنها خشية من ذهابها الى المصحة وتعرضها لعذاب شديد اثناء العلاج
ولاحظ خالد اثناء حديثه معها عن بعض الامور الخاصة بكارم انها احيانا تفقد التركيز وتنسى اشياءا اخبرته بها من قبل
شك خالد بامرها وخشى ان تكون قد انكشفت او تعرضت للضغط من قبل كارم
فارسل احدا ليراقبها دون ان تشعر به
.................................................. .....
اما نيرمين فأقنعت دادة فاطمة بان تقيم فى شقة والدها الى ان يتم زواجها من سيف
لكن قبل ذلك فلن تقبل بالاقامة بالقصر وبعد الحاح من نيرمين على سيف وافق
لانه يعلم ان حفل الزفاف ليس ببعيد وسترجع نيرمين ودادة مرة أخرى
عندما دخلت نيرمين الشقة مع والدتها احست دادة فاطمة ان تلك الشقة لم تتركها الا البارحة
فكل شئ كما هو باستثناء بعض التغييرات البسيطة التى حدثت بسبب
عملية التنظيف التى قام بها سيف ونيرمين بالشقة
شعرت دادة ان الذكريات الجميلة بدأت تراود عقلها واسترجعت الايام الجميلة التى قضتها مع ادهم والد نيرمين
كانت تعلم بمكان الاشياء التى تركتها بالشقة بعد انفصالها عن ادهم
والتى تحوى اجمل الذكريات
فوجدت كل شئ فى مكانه
الصور التى تجمعها بادهم وصور نيرمين وهى طفلة ولعبها التى اشترتها لها وهى صغيرة
والمفاجأة التى لم تتوقعها نيرمين انها وجدت صورة وسط تلك الصور القديمة لعمر وهو صغير ونيرمين جالسة على قدميه الصغيرتين فكان اكبر منها باربع سنوات
كانت نيرمين تشبه عليه وعندما سألت والدتها عنه فاخبرتها انه عمر فابتسمت وهى تنظر للصورة وتعجبت جدا اذن عمر كان يلاعبها وهى صغيرة
من يصدق ان ذلك الطفل الحنون الذى يداعب طفلة صغيرة فى سن الستة اشهر
سيفعل معها مافعل عندما كبر فكانت مفاجأة بالنسبة اليها
ابتسمت نيرمين وقالت:انا مكونتش متخيلة ابدا انى الاقى صورة ليا مع عمر
وكمان شايلنى على رجله؟؟بس كان عسول اوى
دادة وهى تنظر فى الصورة هى الاخرى:اهو اليوم ده عمر جه القصر مع والدته وفضل هو وسيف يتخانقوا مين فيهم اللى يشيلك
نيرمين بحزن:اشمعنى بقى صورتينى مع عمر ومصورتنيش مع سيف؟؟
لان سيف ساعتها اتخانق مع عمر ومرضيش يتصور ههههههههههههه اتقمص يعنى
نيرمين:انتى هتقوليلى على قمصته
اسألينى انا
طب مافيش صورة لسيف هنا ؟؟
ابتسمت دادة وقالت:كان فى صورة ليه وهو صغير مع والدته كنت خدتها من ثريا هانم الله يرحمها هنا وسط الصور بس مش عارفة راحت فين شوفيها عندك فى الظرف القديم ده كده؟؟
بحثت نيرمين فى الظرف فأخرجت عدة صور قديمة واخذت تنظر فيها
وهى مستمتعة للغاية كانت هذه الصور لخالتها نادية وزوجها
وصور لوالدها ووالدتها وهما معا وفجأة برزت صورة
لامرأة جميلة وجذابة تحمل طفلا يشبهها فى جمالها
فقالت نيرمين وقلبها يخفق:اكيد ده سيف واللى معاه والدته مش كده؟؟
دادة:ورينى كده
اه مظبوط هى دى؟؟
اعجبت نيرمين بهذه الصورة كثيرا فاحتفظت بها معها

طعنات الغدر والحب بقلم إيمي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن