الفصل السادس والعشرون والسابع والعشرون

ابدأ من البداية
                                    

لم تنم نيرمين منذ البارحة الا ساعتين بعد ان صلت الفجر واستيقظت وهى مرهقة للغاية وامسكت بالموبايل ونظرت فيه لعلها تجد رسالة او ميسد كول ولكنها لم تجد شيئا
احست باحباط شديد وزاد قلقها
ظلت طيلة النهار بدون طعام وهى فى غاية التوتر
لم تستطع ان تصبر اكثر من ذلك فاتصلت على دادة فاطمة لعلها تستطعيع مساعدتها،ردت عليها دادة فاطمة
فسلمت عليها نيرمين وسألتها عن سيف واخبرتها انه لم يتصل بها وانها اتصلت به كثيرا وبعثت اليه برسالة ومع ذلك لم يرد وانها قلقة عليه للغاية
فطمأنتها دادة فاطمة وقالت لها انها ستتصل به لترى ماذا حدث
وبالفعل اتصلت دادة فاطمة عليه
كان سيف ساعتها يتكلم مع طبيبه وهو يتحدث عن ميعاد سفره
وعندما راى سيف اسمها على الهاتف رد عليها ولكن حالته لم تكن جيدة فكانت حالته النفسية سيئة جدا وحاول بقدر الامكان الا يظهر ذلك لاحد
دادة:طمنى عليك يا حبيبى عامل ايه؟
سيف:الحمد لله يا دادة اطمنى
دادة:نيرمين اتصلت بيا وحالتها وحشة اوى علشانك
انت مرديتش عليها ليه؟؟
سيف:معلش يا دادة كنت مشغول
دادة:كده برده يا سيف؟؟
لو مشغول مش تعرفها بدل متقلقها كده؟؟
ابتسم سيف باستهزاء وقال:حاضر هطمنها يا دادة
حاجة تانى؟؟
دادة:تسلملى يا حبيبى
انهى سيف مكالمته مع دادة فاطمة وتجاهل امر اتصاله بنيرمين ورجع الى طبيبه ليكمل حديثه معه
اما دادة فاطمة فاخبرت نيرمين ان سيف بحالة جيدة وانه كان مشغولا لذا لم يستطع ان يرد عليها وانه سيتصل بها ليطمئنها
عندما علمت نيرمين ذلك شعرت بحزن شديد فهذه ليست عادته ما الذى الهاه عن الاتصال بها ليطمئنها وما سبب تجاهله لها بهذه الطريقة الغريبة احست نيرمين
ان هناك شيئا ما لا تعرفه
امسكت بالهاتف وهى تشعر باستياء شديد من تصرف سيف الغريب
واتصلت عليه
عندما راى سيف اسمها جعل الهاتف صامتا ولم يرد عليها
تألمت نيرمين كثيرا من عدم رده كيف رد على دادة فاطمة من دقائق بينما لم يرد عليها الان
حاولت مرة اخرى وهى عازمة فى نفسها انها ستكون آخر محاولة وبعدها لن تتصل مرة اخرى
لاحظ سيف ان الهاتف يضئ عندما نظر فيه وجد انها ما زالت تتصل فقام من مكانه مبتعدا عن طبيبه ووقف جانبا وقال :الو
عندما سمعت نيرمين صوته دق قلبها وقالت:ازيك يا سيف
سيف:الحمد لله
نيرمين:اتصلت عليك كتير اوى لكن انت مبتردش
انت كويس؟؟
سيف:اطمنى انا كويس
بس معرفتش ارد عليكى علشان كنت مشغول ومعايا ناس
ابتلعت نيرمين ريقها وهى تحاول ان تخفى اثر اختناق صوتها مما لاحظته
من جفاء فى مكالمته الخالية من اى لهفة او شوق ثم قالت:سيف انت زعلان منى فى حاجة؟؟
سيف:ليه هو انتى عملتى حاجة تزعل؟؟
احست نيرمين من طريقة كلامه انه يلمح لشئ ما
نيرمين:كلامك مش مريحنى
تقصد ايه بتلميحك ده؟؟
سيف:مقصدش حاجة
وبعدين انا مبلمحش لحاجة انتى اللى بيتهيألك
نيرمين:طب انت هترجع امتى علشان وحشتنى اوى
سيف بجفاء :لسة مش عارف ظروفى
نيرمين:انا حاسة انك زعلان منى
خليك صريح معايا
لو انت مضايق منى فى حاجة قولها ومتخبيش
حاول سيف ان يمسك لسانه والا يندفع فى الكلام حتى لا يخبرها بما علمه عنها من سلمى وتنهد قائلا:انا مش مخبى حاجة
لكن انتى لو مخبية حاجة قوليها
قلقت نيرمين من هذه الجملة كثيرا وتذكرت ركوبها السيارة مع عمر وقبولها الجلوس معه فى مكان عام وانها تكلمت معه بامر خاص به ليس هذا فقط بل قبلت منه هدية دون ان تستأذن فى كل هذا من سيف
حينها ايقنت انها ارتكبت الكثير من الاحموقات وكان عليها الا تقدم على اى خطوة من هذه دون الاستئذان منه
خشيت ان يكون عمر قد اخبر سيف بكل هذا لذلك كانت النتيجة ما تلقاه الان من سيف من معاملة جافة وتجاهل
دار هذا فى راسها خلال اللحظات التى سكتت فيها بعدما قال لها:لكن انتى لو مخبية حاجة قوليها
ايقنت ساعتها ان عليها الاعتراف له بما فعلته ربما يسامحها
فقالت:هو حد قالك حاجة عنى؟
سيف:انتى عملتى حاجة وخايفة حد يقولى ولا ايه؟؟
نيرمين:سيف انا عملت حاجة وغلط فيها اوى وعارفة انك هتزعل منى بس والله كان غصب عنى
سيف:وايه اللى انتى عملتيه وهيزعلنى وكان غصب عنك؟؟!!
نيرمين:يوم ما خرجت علشان اسأل على صاحب بابا حصلت حادثة فى الطريق واحنا راجعين
والعربية عطلت مننا وصادفنا وجود عمر فى المكان اللى كنا فيه
فتح سيف عينيه بصدمة عندما سمع اسم عمر ولكنه لم يقاطعها
استكملت نيرمين:وفضلت قاعدة فى العربية على امل ان عم حسين يعرف يصلحها ونتحرك لكن لقينا ان مافيش فايدة وكنت هاخد تاكس لكن عمر صمم يوصلنى
اغمض سيف عينيه وزم شفتيه بألم
وقال:يعنى ركبتى معاه ومن غير ماتقوليلى؟؟
نيرمين:انا اسفة والله يا سيف سامحنى
انا عارفة انى غلط بس صدقنى كان غصب عنى
سيف:حصل ايه تانى ومخبياه عنى يا نيرمين
نيرمين:أأأ أنا هقولك بس ارجوك متنفعلش عليا
سيف محاولا اخفاء غضبه:قولى
نيرمين:هو طلب يتكلم معايا فى موضوع مهم وو........
و....
سيف:وايه؟؟
نيرمين:طلب نقعد فى مكان هادى علشان يعرف يشرحلى الموضوع
بس انا والله العظيم ما وافقت اقعد فى مكان مقفول انا اشترطت انه يبقى مكان مفتوح وكمان منقعدش اكتر من خمس دقايق
تنهد سيف وهز راسه باحباط والم فلم يزد اعتراف نيرمين له بذلك فى قلبه الا شكا فيها
ظن سيف انها قالت ذلك خوفا من ان يكون قد وصله شيئا عن علاقتها بعمر فاضطرت الى هذا التبرير
لاحظت نيرمين سكوته وزاد المها وخوفها من رد فعله فقالت:سيف
رد عليا
ارجوك سامحنى
سيف:ايه الموضوع اللى عمر كان عاوزك فيه يا نيرمين؟؟
نيرمين:ايه ده هو مقالكش؟؟
سيف:لأ مقاليش
شعرت نيرمين بالغيظ الشديد من كذب عمر عليها عندما اخبرها انه سيتصل بسيف ويستأذنه بقبول الهدية بمناسبة نجاحها فى التقريب بينه وبين سلمى
وقالت:اصله كان عاوزنى الفت نظر سلمى ليه علشان بيحبها وهى مكنتش تعرف وطلب منى انى احاول اخليها تاخد بالها منه
ابتسم سيف باستهزاء قائلا:بقى عمر بيحب سلمى وطلب منك تساعديه علشان تقربيه منها؟!
نيرمين:ايوة
سيف:طب وبعدين ايه اللى حصل
نيرمين:الحمد لله هما دلوقتى قربوا من بعض خالص
وان شاء الله هيرتبطوا قريب
كان سيف يشعر بالغيظ وود لو واجهها بان عمر لم يحب سلمى فى يوم من الايام وان سلمى لم ولن ترغب فى عمر واراد ان يواجهها بما علمه عنها الا انه تراجع فى آخر لحظة عن ذلك
حتى يكتشف الامر بنفسه
نيرمين:سيف انا عارفة انك مضايق منى جدا
بس بجد انا اسفة واوعدك معملش حاجة من غير ما اقولك بعد كده؟؟
سيف:معدش ينفع يا نيرمين
انتى خبيتى عنى حاجات كتير وانا اكتر حاجة تضايقنى انى احس ان فى حد بيستغفلنى
نيرمين:سيف انا...........
سيف:عن اذنك دلوقتى علشان الدكتور عايزنى
مع السلامة
اغلق سيف الهاتف مباشرة بعد ان قال ذلك
انهارت نيرمين وسالت دموعها بغزارة
ارتمت على السرير وهى تبكى بمرارة من معاملة سيف لها
التى تغيرت
وكان السبب فى ذلك هو عمر
شعرت بالغيظ الشديد منه وودت لو القت هديته فى وجهه
اخرجت الهدية من الدرج والقتها على السرير وامسكت بالهاتف واتصلت بسلمى التى كانت جالسة فى تلك اللحظة مع عمر فى فيلتها
ردت عليها نيرمين وهى منفعلة واخبرتها ان سيف لم يعلم بامر الهدية وان عمر كذب عليها
هدأتها سلمى واخبرتها انها ستتصل بعمر وتفهم منه حقيقة الامر
نظرت سلمى الى عمر بعد ان انهت المكالمة وقالت:شكلنا كده هننكشف يا عمر
نيرمين اتصلت وهى منفعلة خالص وعرفت انك متصلتش بسيف ولا قولتله حاجة
تفتكر سيف يكون عرف اننا بنكدب عليه؟؟
عمر:هى قالتلك ايه بالظبط
سلمى:قالتلى ان سيف زعلان منها علشان ركبت معاك العربية وقعدت معاك فى الكافى
عمر:مقالهاش اى حاجة من اللى انتى قولتيهاله؟؟
سلمى:لا
شكله مقالهاش اى حاجة
عمر:طب اتصلى بيه دلوقتى اكنك بتطمنى عليه وشوفى هيقولك ايه؟؟
سلمى:لأ
انا قلقانة المرة دى انا بجد خايفة منه جدا
عمر:انا متأكد ان المر دى غير المرة اللى فاتت
اتصلى ومتخافيش
امسكت سلمى بالهاتف ويداها ترتعدان واتصلت على سيف وهى متوترة وحاولت الا تظهر توترها
سلمت عليه اولا واطمأنت على صحته وجرت المكالمة بطريقة طبيعية جدا وسألته هل سياتى من السفر غدا كما اخبرها من قبل ام انه أجل سفره
فأخبرها انه عزم على الرجوع غدا
وان تستعد لذلك باعداد الادلة التى جمعتها
وانه سيقيم فى فندق بعيدا عن قصره حتى يستطيع ان يكتشف خيانة نيرمين بنفسه
ارتاحت سلمى كثيرا عندما سمعت منه ذلك وعلمت انه لم يكتشف الامر بعد
بعدما انهت المكالمة ابتسمت لعمر وهى تتنفس بارتياح وقالت:الحمد لله
معرفش اى حاجة خالص
وعلى فكرة هو جاى بكرة
عمر:حلو اوى
كده الموضوع سخن على الاخر
سلم:طب اتصل بنيرمين كلمها وهديها احسن دى ممكن تبوظلنا الدنيا
عمر:متقلقيش
اتصل عمر على نيرمين وعندما رات نيرمين رقمه شعرت بغيظ شديد وردت بانفعال قائلة:انت ليك عين تتصل عليا بعد ما كدبت على سلمى وقولتلها انك عرفت سيف؟؟
عمر:طب ممكن تهدى علشان اقدر افهمك
نيرمين:عايز تكدب وتقول ايه تانى
عمر:كده برده؟
على العموم انا هعذرك ومش هعلق على كلامك الجارح ده
بس عايزك تعرفى انى اتصلت على سيف كتير ومكنش بيرد عليا وكنت ناوى اقوله بس الظروف مسمحتش
نيرمين:شوف يا عمر
انا كل اللى عايزاه منك انك تبعد عنى خالص ومتكلمنيش بعد كده
يعنى لو شوفتنى فى الشارع او فى اى مكان عدى كأنك متعرفنيش
كفاية اللى حصلى بسببك بجد انا غلط انى مسمعتش كلام سيف
هو قالى انى ماختلطش بيك نهائى لكن انا بغبائى مكونتش برضى اكسفك
عمر:كده يا نيرمين؟؟
نيرمين:وعلى فكرة انا ندمانة انى قبلت هديتك دى من الاول
و انا اسفة مش هقدر اقبلها ياريت تبعد حد بكرة ييجى ياخدها وياريت متجيش انت لانى مش هفتحلك لو جيت
ودى اقل حاجة اقدر اعملها علشان اصلح اللى انا نيلته ده
عن اذنك
اغلقت فى وجهه وهى تنفخ بعد ما قالته وكانت فى غاية الانفعال ثم جلست على السرير وهى تلتقط انفاسها
بينما نظر عمر امامه وهو يفكر وقد اختفت الابتسامه من وجهه
فنظرت اليه سلمى متعجبة وقالت:مالك يا عمر
هى قالتلك ايه؟
تنهد عمر وقال:قفلت السكة فى وشى
سكت لحظات وقال:حسابك تقل معايا اوى يا نيرمين
سلمى:ناوى عل ايه يا عمر بعد اللى حصل ده؟؟
عمر:خلاص يا سلمى
اعملى حسابك ننفذ اللى اتفقنا عليه بكره
سلمى:كده على طول؟؟
مش تستنى لما سيف يرتاح من السفر حتى؟؟
عمر:لا كده هيكون احسن
وبعدين التأخير مش فى مصلحتنا
وبصراحة انا مستنى اليوم ده بفارغ الصبر
وخصوصا بعد اللى انا سمعته منها ده
بقى انا تقفل السكة فى وشى وتكلمنى بالطريقة دى!!
بكرة هتقع فى ايدى وساعتها مش هرحمها
وهخليها تندم على كل كلمة قالتها
وعلى المعاملة اللى كانت بتعاملنى بيها دى
لازم اذلها زى ماذلتنى
واعرفها مين هو عمر
مش عمر اللى واحدة تعمل معاه كده ايا كانت هى مين
"طعنات الغدر والحب"
بقــــلـــم...(إيــمــــــــــــى  )
.......................................................
الفصل السابع والعشرون

طعنات الغدر والحب بقلم إيمي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن