الفصل الثالث عشر

Start from the beginning
                                    

***************
فى غرفة سيف
سيف:سلمى ممكن نخرج علشان وجودك هنا ميصحش
سلمى:ومين اللى هياخد باله يعنى
سيف:لوانتى شايفة ان والدتك ودادة والشغالين مش كفاية على الاقل انا مش راضى بكده
سلمى وهى تنظر بتعجب:مش راضى عن ايه
سيف:عن وجودك فى اوضتى وكمان قافلة الباب ميصحش ثم ذهب الى الباب وفتحه قائلا:ممكن ننزلهم علشان اتاخرنا عليهم؟
اتجه سيف ناحية السلم وهو ينظر باتجاه غرفة نيرمين بنظرات الرجاء ان تخرج لينظر اليها ويعتذر لها عن اسلوب عمته الجاف معها لكنه يعلم ان الوقت غير مناسب لهذا الاعتذار حاليا
قد آلمه كثيرا ما لقيته نيرمين من تلك المقابلة ولكنه لم يشأ ان يتكلم ليلفت انتباه عمته وابنتها الى ضرورة التحدث بشئ من الهدوء مع نيرمين لان الوقت غير مناسب وخصوصا انهم قادمين من سفر طويل وبعد طول غياب فراى ان يتروى قبل ان يكلمهم فى ذلك
**************************
جلست سلمى بجوار سيف وبجانبها والدتها ودادة فاطمة على يمينه ولكن كرسى نيرمين كان فارغا
نظر سيف الى الكرسى ثم سال دادة فاطمة:اومال نيرمين فين يا دادة
دادة:طلعت اوضتها لقيتها نامت حتى مغيرتش هدومها واضح انها كانت تعبانة اوى حاولت اصحيها لكن مرضيتش تصحى
نظرت سلمى الى امها وهى تحرك شفتيها جانبا دليل على تضايقها مما يحدث
وهنا التفتت سوسن الى سيف:مقولتليش يا سيف مين البنت دى
اوقف سيف الملعقة عند فهمه وهو يحاول ان يخفى تضايقه:بعدين
يا عمتو هبقى اشرحلك بعدين
نظرت دادة فاطمة بضيق الى سوسن وابنتها ولم ترتاح لكلامهما ولمعاملتها التى ظهرت من اول مقابلة لهما

استلقى سيف على سريره وهو يفكر فى ما حدث كان متضايق جدا من حضور عمته وسلمى فى هذا الوقت
لانه اوشك على تاكيد وتوثيق علاقته بنيرمين ووجود سلمى سيفسد الامر
وهو لا يود ان يدخل فى مواجهه ومشاكل معهما
فاراد ان يؤجل هذه المواجهه للو قت المناسب
وكان ما يدمى قلبه هو عدم حضور نيرمين معهم على العشاء شعر سيف ان هذا نتيجة ما لقيته من معاملة جافة صدرت من سلمى وامها وما آلمه اكثر انه لم يستطع ان يدفع عنها ما لقيته
ظل يفكر وهو مختنق ولم يستطع ان ينام
قام من سريره وجلس عليه يفكر فى الذهاب اليها انه لا يقوى على تركها هكذا قام من مكانه وهو ينزع الغطاء ونحاه جانبا ثم ذهب باتجاه الباب وفتحه بهدوء شديد ونظر باتجاه غرفة سلمى التى كانت بجواره مباشرة
كان سيف لا يرغب فى اختيار تلك الحجرة لسلمى الا انها وضعته امام الامر الواقع باختيار تلك الحجرة
ظل يتفقد المكان ليتأكد من خلوه من اى احد
ثم تقدم بخطوات هادئة تجاه غرفة نيرمين مترددا فى طرق الباب
انه يخشى ان تكون نائمة فيقلقها
ولكنه لا يقوى على النوم دون ان يطمئن عليها
طرق الباب بخفة شديدة مرتين ثم نظر خلفه حتى يتأكد انه لا احد يراه
كانت نيرمين قد ذهبت فى نومها ولكنها سمعت هذا الطرق الخفيف الذى اعاده سيف للمرة الثالثة
استيقظت وعيناها حمراوين من اثر بكائها قبل النوم وعلى وجهها علامات الارهاق الشديد
توجهت ناحية الباب وقالت بصوت منخفض:مين
سيف بصوت منخفض:ممكن اتكلم معاكى؟
تعجبت نيرمين من قدومه فى هذا الوقت ولكنها فتحت له حتى لا يلاحظ وقوفه احد على الباب
فتحت الباب ولم تنظر اليه واعطته ظهرها بعد ان ابتعدت عن الباب
اغلق سيف الباب بهدوء فاحست نيرمين بذلك فاستدارت قائلة:قفلت الباب ليه؟سيبه مفتوح
سيف بصوت هادئ:انا اسف انى قلقتك،بس مجاليش نوم قبل ما اكلمك
نيرمين وهى تتحدث بصوت منخفض:طب ممكن تفتح الباب الاول
سيف:والله كان نفسى بس مش عايز حد يشوفنى معاكى هنا علشان ميفكرش فى حاجة وحشة
نيرمين ووجها عابس تماما:وانا مش هقدر اتحمل وجودك عندى والباب مقفول وخصوصا ان الوقت متاخر
سيف:طب ممكن تدينى دقيقة واحدة بس
واوعدك انى همشى على طول
نيرمين:خير
سيف:انتى شكلك متضايق اوى كده ليه؟
كل ده علشان قفلت الباب؟ ولا زعلانة من كلام عمتى معاكى
نيرمين وهى تعطيه ظهرها:وهزعل ليه هى من حقها تتكلم معايا كده
انا مين يعنى علشان تدينى اهتمام او تكلمنى بطريقة كويسة هى ولا بنتها
سيف وعلى وجهه علامة التعجب:ليه بتقولى كده ؟انتى زعلتى من سلمى علشان اتريئت هى بس متعرفكيش
نظرت اليه نظرة عتاب:البركة فيك ما انت عرفتها انا ابقى مين
سيف متعجبا:انا؟
نيرمين:على فكرة شكلنا مش لطيف واحنا واقفين كده لو حد شافك هنا هتحصل مشاكل
سيف:انا همشى بس قبل ما امشى عايز اعرف تقصدى ايه؟
نيرمين وهى تدير وجهها:مقصدش حاجة
ادار سيف وجهها اليه قائلا:ممكن اعرف انتى زعلانة ليه؟
نيرمين:وهى تبعد يده عن وجهها:وهزعل من ايه هو انت عملت حاجة تزعل؟
سيف:اومال متغيرة معايا ليه؟
نيرمين:وانا مين يعنى علشان اتغير معاك انت ناسى انا مين وانت مين ولا ايه؟
دقق سيف فى عينيها وقد زادت حيرته:ممكن بقى تفهمينى فى ايه بالظبط ؟تلميحاتك مش عجبانى
نيرمين:من الاخر كده انت عايز منى ايه
سيف بحزن:مالك يا نيرمين فى ايه انا مش فاهم حاجة
نيرمين :مافيش حاجة انا بس قلقانة حد يشوفنا واحنا كده
هز سيف راسه اعلى واسفل قائلا:عندك حق مكنش المفروض اجيلك فى الوقت ده
بس انا عملت كده لانى مقدرتش انام وانتى زعلانة من اللى حصل
وعايزك تفهمى انى مرضيتش اتكلم لانهم لسة راجعين من سفر وبعد غيبة طويلة كان لازم استنى لما يرتاحوا
وبعد كده مش هسمح لحد يجرحك
نيرمين:متتعبش نفسك
الموضوع مالوش لازمة مش لازم تخسر عمتك
ثم نظرت فى عينيه واستكملت:وبنتها علشان السكرتيرة بتاعتك
نظر اليها باندهاش:ايه اللى انتى بتقوليه ده؟
انتى عارفة كويس انتى بالنسبة لى ايه
نيرمين باستخفاف:هكون ايه يعنى
سيف وهو ينظر فى عينيها متأملا:يعنى مش عارفة
نيرمين:لا مش عارفة
ومش عايزة اعرف ثم اعطته ظهرها
ثم قالت :ممكن بقى تخرج قبل ما حد يشوفك هنا
استطاعت نيرمين ان تستفزه بهذه المعاملة الجافة
فجذبها اليه ليصبح وجهها فى وجهه حتى التصق جسدها فى جسده ولاول مرة يجرؤ سيف على فعل هذا الامر ولكنه فعل ذلك دون ان يشعر ونظر فى عينيها بقوة وقال:انتى ليه مصرة تستفزينى
حدقت به نيرمين من اثر المفاجأة لم تتوقع ان يفعل ذلك
سيف:انتى بتحاولى تهربى منى ليه؟
نيرمين وهى تحاول ان تتفلت منه:ميصحش اللى انت عامله ده
لو سمحت سيبنى
سيف :مش هسيبك الا لما تقوليلى فى ايه؟
نيرمين وهى ما زالت تحاول ان تفلت من قبضته:انت اللى عاوز منى ايه
سيف بانفعال:عاوزك
تفاجأت نيرمين بتلك الكلمة وحدقت به وهى مندهشة
ثم غير سيف مسار الكلمة لتصبح اخف حدة قائلا:عاوزك تفهمينى
انا بحبك
تسارعت دقات قلبها وهدأت قليلا وهى تنظر اليه
ثم افلت زراعيها وهو يتنهد قائلا:انا اسف
احست نيرمين باحراج شديد مما فعله فاستدارت ودقات قلبها تتسارع واحست ان الدم يتدفق فى خديها
سيف محاولا ابداء اعتذاره عن جراته فى التعامل معها:يبدو انى زودتها اوى متزعليش منى انا والله مقصدتش اتجرأ عليكى
و لازم تعرفى انى بحبك وبخاف عليكى
وده اللى خلانى اجيلك فى الوقت ده علشان اتاسفلك على التصرف اللى عملته عمتى وسلمى
ثم خطى ناحية الباب ونظر اليها وهى مازالت تعطيه ظهرها
كانت سلمى واقفة خلف الباب تستمع لكل ما جرى بينهما وهى تضغط على شفتيها ويديها من الغيظ
ثم ابتعدت عن الباب عندما سمعته يقول لنيرمين:تصبحى على خير
جرت الى غرفتها ودخلت قبل ان يراها سيف
وقفت سلمى خلف باب غرفتها وهى تحترق غيظا مما سمعته وجلست واثر الدهشة مازال على وجهها
************
اما نيرمين فعندما خرج سيف من غرفتها ارتمت على السرير وهى تبكى
لقد كانت فى حيرة من امرها هل هو صادق فعلا فيما قاله عن حبه لها ام انه يتلاعب بها وبمشاعرها
ظلت تبكى وهى تلتمس موضع يديه التى امسكت بها وهى تتمنى ان يكون ما قاله لها هو الحقيقة وليس ما سمعته اثناء حديثه مع سلمى
*********************
فى الصباح
نيرمين بعد ان تجهزت خرجت من حجرتها لتبدأ يومها ابتداءا من تناول الفطور
نيرمين تقف فى المطبخ تناولت قطعة كيك صغيرة دخلت دادة عليها وهى تتناول فطورها
دادة فاطمة:ايه اللى انتى بتاكليه ده يا بنتى هى دى حاجة تقويكى استنى انا هعملك فطار حالا احسن من ده
نيرمين بع ان ابتلعت قطعة صغيرة:لا يا دادة انا اساسا مبفطرش لكن مضطرة آكل علشان سيف ميزعلش
دادة:طب ما انتى كده اكنك مكلتيش
على فكرة بقى انا هقول لسيف
ابتسمت نيرمين قائلة:انتى كده عايزة تقطعى عيشى يا دادة
دادة:خلاص يبقى لازم تسمعى كلامى
نظرت نيرمين فى ساعتها:لالالا انا كده هتاخر معلش بقى سامحينى المرة دى
دادة:خلاص
المرة دى بس
نيرمين وهى تبتسم :ماشى يا دادة سلام بقى
ثم همت لتخرج ولكن توقفت كأنها تريد ان تقول شئ
دادة: فى حاجة يا نيرمين؟
نيرمين:ممكن اسالك سؤال يا دادة؟
دادة:خير يا حبيبتى
نيرمين:هو سيف ايه علاقته بسلمى بالظبط؟

طعنات الغدر والحب بقلم إيمي Where stories live. Discover now