Part 176

595 54 6
                                    

الجزء السادس والسبعون بعد المئة

:: السبت :: 14 ابريل :: الساعة الرابعة مساءً :: داخل محكمة جلسة الصلح ::
اغمض هنري عيناه في حالة من التوتر العظيم ليتذكر مواجهة حدثت بينه وبين إيميليا قبل بداية الجلسة :: الساعة الثانية إلا ربعاً مساءً ::
كان هنري خارجاً من دورة المياه في مبنى المحكمة بوجه اصفر وملامح باهته حتى واجه إيميليا ... مشى متجاهلاً وجودها ...
فتكلمت : كان عليك ان تصدقني ...
نظر نحوها بكراهية فأكملت حديثها : صدّقني لم ارغب بأن اقحمك في الامر ... لقد بذلت قصارى جهدي لأجعلك تصدقني وتبتعد عن الفوضى ...
هنري : ...
إيميليا : انظر للمكان الذي نحن به الان ... نحن نتواجه هنا بسببك ... لما بحثت خلف الامر ! ... لما لم تصدّقني فحسب ... لما جعلت النهاية هكذا يا هنري ! ... انظر لوضعك ! هل يعجبك انك تواجهني ! ... هل تظن انه بمقدورك حقاً مواجهتي ! ... هل تظن انك ستكون بطلاً ! ...
هنري : ...
إيميليا : اين هم !؟ ... من تناظل لاجلهم ... اين كاثرين ! ... اين جنيفر ! ...
ضحكت بسخرية : ااااه نعم انت بطلهن لذا لم تخبرهن أنك هنا بسببي ! او بمعنى اصح أنك هنا بسببهن ...
مشى هنري وتركها خلفه وهو يحاول التماسك ...
إيميليا : سأعطيك اليوم فرصة لينتهي الامر ... لذا ما رأيك ان تجثوا على ركبتيك طالباً المغفرة ! ...
توقف مكانه فأكملت : لننهي القضية اليوم ... انها محكمة صلح لذا يمكنني ان اغفر لك ونعود لما كنّا عليه ...
التفت ناحيتها وبنبرة حادة : هل ستفعلين حقاً ! ...
ابتسمت ابتسامة طفيفة : انا لن اخسر شيئاً كما تعلم ...
مشت وتعدته : حظاً موفقاً ...
نعود للحاضر في لحظة فتح فيها عيناه والتفت ناحية والده ليتذكر جملة قالها له والده قبل دخول المحكمة [ لننهي كل شيء اليوم بسلام ... لا تعاند فالعناد ليس في مصلحتك ...لنصلح وضعك ونعود ...] ...
اعاد نظره نحو إيميليا ونظر نحوها بحدّة ...
من الخارج وصل آرثر للمحكمة وبينما كان يمشي نطق بقلق : ما معنى كلامها ؟ إيميليا ما الذي تفعلينه بحق .. لما تدعوني لمحكمة ! ...
وتذكّر رسالة وردته من إيميليا قبل ساعة [ ألم يكن اسبوعاً كافياً لتتمتع بعنادك ! ... حتى لا تندم كن احد الحاضرين حتى تصنع فرقاً ! ... * ارفقت موقع الجلسة ورقمها * ]
وصل للقاعة وفتح الباب ليدخل بشعور كبير من التوتر لما سيراه ... من الداخل التفت كل من إيميليا وهنري نحو الداخل ليفتح هنري عيناه على اوسعها تفاجؤً بوجود آرثر ...
ضرب القاضي بمطرقته لرفع الحكم فالتفت كل من في المكان نحوه لينطق بالحكم : وعليه ستحال القضية للاستئناف بسبب اعتراض المدعي عليه السيد هنري ويلز ضد التهم الموجهة إليه ... رفعت الجلسة ...
ما ان سمعت إيميليا بالحكم حتى نظرت نحو هنري الذي أغمض عيناه واخفض رأسه وفي داخلها : كيف ! كيف طلب الاستئناف ذلك ليس من طباعه !! .. أيها الغبي هل تتوقع أنك ستنتصر علّي ؟ ...
من ناحية آرثر فقد كان ينظر لهنري بصدمة وفي داخله : ما الذي اوقعك بين يدا إيميليا يا هنري ! ...
بدأ الناس بالانصراف فتبع هنري والده متجاهلاً وجود آرثر ليتجه آرثر لا ارادياً نحو إيميليا... ما ان انتبهت لقدومة حتى نظرت لوالديها : سأتحدث مع آرثر اسبقاني ...
ما ان ذهبا حتى وصلها آرثر وبنبرة غاضبة : ما الذي تفعلينه مع هنري ! ...
إيميليا : حاول المساس بي فنال جزاء افعاله ...
آرثر : توقفي ...
ابتسمت إيميليا : هل تعني انك تريد فرصتك الجديدة ! وانك عرفت انني لن اكذب وسأوفي بوعدي ؟...
آرثر : ...
إيميليا : فكّر في الموضوع كما تشاء وبحسب قرارك سنرى نتيجة المحاكمة القادمة ...
مشت وتركته ليركض في اتجاه البوابة ليلحق بهنري وما ان خرج حتى ادرك انه تأخر فسيارتهم ليست موجوده ... رفع هاتفه واتصل ...
من ناحية هنري فقد استلم المكالمة وهو داخل السيارة مع والده ... اغلق هاتفه فنطق والده : اريد اجابة مقنعة على ما فعلته هناك ...
هنري بصوت هادئ : انا لم اخطئ .. ونحن لم نفهم الموقف بشكل خاطئ .. هي ارادت اتهامي وادخالي للسجن .. فعلت ذلك تعمداً .. اريد ان استمر في حضور المحاكمات والدفاع عن نفسي .. انا لن اسجن حتى تظهر انها محقة ولكنني انا اعرف انها ليست محقة لذا لن تطأ قدمي السجن .. مهما طال الامر سيظهر الحق في النهاية ..
صمت هنري منتظراً ردأ من والده وهو في كامل توتره ..
قليلاً حتى نطق : هل اقنعتك ؟ ..
الاب : طالما كنت عنيداً لذا رأيي لن يغير رأيك .. المحامي سيكون معك وان لم يجدي سأجد لك آخر .. أرني نتيجة قراراتك ولكن ..
نظر نحوه : يجب ان لا تعلم والدتك ولا حتى اختك ..
هنري : سأذهب لكل المحاكمات بمفردي لا تأتي بصحبتي .. سأكون بخير لوحدي ..
هناك ومن ناحية اخرى عند إيميليا فقد وضعت الشيك في مكان داخل المواقف ثم ركبت السيارة مع والديها واخذت نفساً ... فتحت هاتفها واخبرت دين بمكان الشيك ... اغلقت هاتفها واخذت نفساً وفي داخلها : شخصية هنري من الشخصيات المتسرعة من الغريب انه اختار الاستئناف ..
اتضحت الحيرة على وجهها ونظرت للخارج وفي داخلها : انني متأكدة انني ضغطت عليه وملامح وجهه وقتها بدت لي كما لو انه سيتبع ما قلته .. ما الذي غيّر رأيه ؟ ...
استاءت ملامح وجهها وفي داخلها : لا اريد الاستئناف .. يجب ان اضغط على آرثر .. ان لم يجدي الامر مع آرثر سيكون الامر صعباً ..
نعود لهنري في لحظة نطق فيها : أبي .. اريد ان انزل هنا .. اوقف السيارة من فضلك ..
اوقف الاب السيارة بالقرب من رصيف مجاور للبحر ونطق : سنتناول وجبة العشاء معاً ..
أومأ هنري برأسه ونزل من السيارة .. مشى على الرصيف بهدوء حتى ذهبت سيارة والده ليجري حتى زاوية شجرة ويتقيأ فقد كان التوتر يقتله طوال الوقت ولم يكن بحالة جيدة بسبب القلق والاجهاد النفسي .. جلس بتعب واضعاً يداه على وجهه وفي داخله : هل حقاً لا بأس بالثقة بها !! ...
عادت به الذكرى لليلة البارحة :: الساعة 11 مساءً :: كان هنري مستلقياً على سريره يفكر بعمق حتى رن هاتفه .. امسك بالهاتف ونظر انه رقم غير معروف .. اجاب : مرحباً ..
صوت امرأة : هاتف هنري ويلز ؟ ..
هنري بتعجب : نعم هذا انا ..
المرأة : انها انا ماريا ألكساندر ..
هنري : ...
ماريا : اعلم ان الوقت متأخر نسبياً ولكن ليس لدينا وقت آخر يمكنني ان اقابلك فيه قبل موعد محاكمتك ..
هنري : اقابلك ؟ ..
ماريا : انا بالقرب من منزلكم .. لنلتقي في الحديقة ..
اغلقت الخط فقفز هنري من مكانه ونزل .. مر من عند صالة المعيشة حيث والدته فنادته بتعجب : خارج ؟ ..
هنري : جولة على الاقدام ..
خرج سريعاً ومشى حتى وصل للحديقة حيث ماريا .. توقف امامها فنظرت نحوه : كيف حالك ؟ ..
هنري : لما تريدين مقابلتي فجأة ؟ ..
ماريا : اجلس اولاً ..
جلس مواجهاً لها فنطقت : حديثنا سيعتمد على اجابتك لسؤالي ..
نظرت في عيناه : أين كنت في ليلة السابع من ابريل .. انت خرجت من منزلنا بعد ان جلبت جنيفر .. إلى أين ذهبت ؟ ..
هنري بضيق : ذهبت لمنزلنا اولاً بعدها ذهبت لمنزل إيميليا وليسلي ..
ماريا : لما ذهبت لمنزل إيميليا ؟ ..
هنري : كان هناك سؤال اردتها ان تجيبني عليه ..
ماريا : متى خرجت من عندها ؟ ..
هنري : لم اخرج .. غلبني النعاس فنمت على الاريكة ..
ماريا : هل فعلت لك شيئاً بينما كنت نائماً ؟ .
هنري بتعجب : كيف عرفتي انها فعلت شيئاً ؟ ..
ماريا : ما الذي فعلته ؟ ..
هنري بضيق : مسحت رسالة كانت لتكون دليل قاطع على انها هي من تسببت في حبس جنيفر داخل المدرسة ...
ماريا : فقط ؟ هل هذا ما فعلته فقط ؟ ..
هنري بريبة : هل فعلت امر آخر لم اعرفه بعد ؟ ..
ماريا : هل تعرف شخص يدعى جوزيف أوريل ..؟
هنري : لا ..
ماريا : متأكد ؟ ..
هنري : اصدقائي ليسوا بالكثر لذا انا متأكد ..
ماريا : هو ليس صديقك ..
هنري : من هو إذاً ؟ ..
ماريا : انه صحفي ..
اعتلت نظرة التعجب ملامح هنري : لما تسألينني عن صحفي ؟ ..
ماريا : هل يفتح هاتفك بالبصمة ؟ ..
هنري : نعم ..
ماريا : في تلك الليلة استلم الصحفي جوزيف رسالة ذكر في محتواها ان جنيفر في منزل شارلوت ليكتبه الصحفي كسبق من طرف موثوق .. تلك الرسالة اتت من هاتفك ..
اعتلت نظرة الصدمة ملامح هنري : هاه ! ..
ماريا : هل كان انت فعلاً من ارسلها ؟ ..
هنري بصدمة : مستحيل .. لن افعل ذلك ...
ماريا : إذاً لقد كانت إيميليا .. لقد استخدمت هاتفك بينما كنت نائماً وقامت بذلك ...
هنري بغضب وضيق : إيميليا مرة اخرى ! ..
ماريا : هنري .. أخبرني باختصار .. ما قضيتك معها .. ما الذي جعلك تعود لمنزلها لتقبض عليك الشرطة وتتورط معها إلى هذا الحد ؟ ..
هنري بضيق : بعدما فقدت الدليل الذي مسحته أردت ان احصل على واحد آخر .. انني متأكد انها خلف كل ما حدث لاختي وجنيفر واعلم انها لم تخرج من المنزل لذا هي بكل تأكيد استخدمت هاتفها .. لا أحد سيسدي لك خدمة دون مقابل لذا كنت متأكداً انهم سيعاودون الاتصال بها .. فقط أردت ان احصل على هاتفها ليوم واحد حتى استلم منهم مكالمة تكون دليل قاطع ضدّها ..
استاءت ملامح هنري : لقد كانت اذكى وأدهى منّي .. هزمتني واوقعتني في قضية انا بريء منها ..
ماريا : هل تجسست فعلاً على محتوى هاتفها ؟ ..
هنري : لا ... انا لا اعرف رمزها السّري .. فقط اخبرتها انني سأبقيه معي ليوم واحد .. انا فقط اردت ان استلم تلك المكالمة عبر هاتفها لارتاح .. ولكن عندما اخذته كان مفتوحاً بالفعل وهذا سبب في صالحها وضدّي ...
ماريا : كيف تسير معك القضية ؟ ..
هنري : غداً سينتهي امرها .. انها جلسة اصلاح للطرفين واظن أنني بحاجة للخضوع ..
ماريا : لما ستخضع ؟ ..
هنري : حجتها أقوى من حجّتي وانا ...
تضايقت ملامح وجهه : لا اريد ان اصرّح بحقيقة سبب فعلتي .. لا اريد ان اذكر اختي ولا اريد ان اذكر جنيفر .. الاصلاح سينهي الامر بهدوء ..
ماريا : هل تظن انها ستتركك ؟ ..
نظر هنري في عينا ماريا ولم يجب ..
ماريا : ان انتهى الصلح ستكون هي الغالبة .. هي لن تجعل الامر يمضي .. ستلصق بك التهمة بين الناس وستجعل النظرة نحوك كشخص متهور متجسس ومعتدي .. لن تتركك وهي تعلم أنك تعرف حقيقتها .. ان خرجت من هذه القضية ستلّبسك قضية اخرى .. ستكون اقوى وستنهيك .. هي تريد ان تنهي امرك ..
هنري : هل تعرفين شيئاً عن إيميليا ؟ ..
ماريا :انا مدعية عامة واعرف شخصيات الناس جيداً .. إيميليا من النوع الذي يحمي نفسه جيداً باستخدام الاخرين ..هي لن تتوقف عن استخدامك حتى تكتشف امر ضدها وهنا ستبدأ بالتخلص منك .. هي استخدمتك بالفعل لذا انها تحاول التخلص منك الان ..
اخترقت كلمات ماريا عقلة وأستوعبها جيداً حتى نطق : ماذا علّي أن أفعل معها إذاً ؟ ..
ماريا : غداً ... اعترض واطلب الاستئناف ...
نعود للحاضر في لحظة فتح فيها عيناه ونظر نحو مكينة مشروبات ... رفع نفسه بصعوبة وتوجه نحوها حتى اخذ بعلبة ماء وشربها ... اخذ يتنفس بتعب ومشى عدّة خطوات ثم اخرج هاتفه الذي كان يرن ... نظر لاسم المتصل فاستاءت ملامح وجهه : هل كان ادوارد من اخبره ام الحقيرة ! ...
تنهد وبضيق : آرثر لم ارغب بأن تراني هكذا ! ...
وضع هاتفه على وضع الصامت وبقي يمشي بملامح باهته على ذلك الرصيف الموازي للبحر الشاسع ... وعلى ذلك الشارع الموازي له كان هناك تلك السيارة التي كانت تتبعه من المحكمة ... نعم انها سيارة ادوارد الذي كان يراقب هنري من هذا البعد القريب ... بقي يتبعه ويتبعه وفي داخله : اسف لكوني صديقك ... ولكوني صديقك الجبان ...
وتذكر ما حدث من قبل وهو متوقف امام المحكمة ... رن هاتفه فاخرجه ليجد المكالمة من ماريا : مرحباً ...
ماريا : اياك ان تذهب لمحاكمة هنري ...
ادوارد : انه صديقي ...
ماريا : العين عليك وان ذهبت سيعلم العالم بأمر محاكمته ... هل تريد ان يعلم العالم اجمع عن قضيته ! ...
ادوارد : ...
ماريا : اليوم هو يوم حفلك يجب ان تستعد ... لنلتقي في صالة المعيشة الساعة السادسة ...
ادوارد : ...
ماريا : اجبني ...
ادوارد : امرك ...
اغلق ادوارد الخط واستاءت ملامح وجهه : هل سيعرف هنري ان ذلك لمصلحته ! ...
نعود للحاضر في لحظة احس برنرنرة رسائل متعدده من مواقع التواصل الاجتماعي ليفتحها [ لقد شوهد آرثر يدخل للمحكمة اليوم وكذلك شوهدت إيميليا تخرج منها ]
[ ما الذي يحدث بين هذان الشخصان ألم ينتهي امر الزواج بعد ! لما محكمة ! ]
[ هل رفعت العروس اعتراضاً للمحكمة على انهاء الزواج دون رضاها ههههه ]
[ دخل لوحده وخرج لوحده ... لقد خرجت العروس من بعده ... ما الذي حدث يا ترى بينهما ]
[ ما قصة هذا الزواج الدرامي كل يوم له حدث جديد ! ]
[ هل هذه اجراءات الطلاق ام ماذا ! ]
[ محور اهتمام الكون آرثر وليسلي ... اتركوه عنكم وانشغلوا في اموركم الخاصة ]
[ سأموت لما لم ينتبه الاعلام لوجود امر في المحكمة اكاد اموت من شدة الفضول ]
[ من ذا الذي لا زال يراقب ابن وليسلي ألم يصرح ان الامر انتهى ! ... ]
[ اتركوا الناس وذاكروا لاجل مستقبلكم ]
[ صدقوني غداً سنعرف ما حدث داخل المحكمة ... انهم وليسلي محور اهتمام الناس لذا لن يجعلون الامر سرياً للأبد ]
[ حان الوقت ليمتلك آرثر حارساً شخصياً يصد الملاحقين ... تباً لهم ]
اغلق ادوارد هاتفه باستياء : وآرثر مركز للاهتمام اكثر مني ... يجب ان اوقفه عن اية خطوة اخرى قبل ان يكتشفوا الناس ان الامر متعلق بهنري ...
رفع هاتفه واتصل بآرثر ليجيبه مباشرة : اهلا ادوارد ...
ادوارد : اين انت الان !...
آرثر : لما تسأل فجأه ! ...
ادوارد : بالتأكيد انت قريب من المحكمة ... انا قريب منها ايضاً لنتقابل ...
آرثر بردة فعل سريعة : سأذهب لاقرب مقهى من عندي وسأرسل لك الموقع لتأتي
ادوارد : حسناً ...
اغلق ادوارد الخط ونظر ناحية الرصيف فلم يجد هنري ... تفاجأ للحظة فاوقف سيارته جانب الرصيف ونزل لينتبه لدرج ينزل منه الناس للشاطيء ... القى نظره لجانب الشاطيء فلمح هنري هناك جالساً ... نظر نحوه بتمعن فنزل من الدرج حتى اقترب شيئاً فشياً حتى توقف مكانه عندما شاهد هنري وهو يمسح دموعه ... شعر بالضيق لما رآه فاقترب اكثر حتى جلس بجواره ليلتفت هنري نحوه بصدمة ويحاول مسح ما تبقى من دموعه ...
ادوارد : كيف سرت الجلسة ! ...
هنري : طلبت الاستئناف ...
ادوارد بتعجب : لماذا !...
هنري : لأن الصلح يعني انني فعلاً اخطأت وانني ارجوا العفو منها ...وذلك ليس صحيحاً ...
ادوارد بنبرة هادئة : هل ندمت على قرارك ! ...
هنري : لا ولكن ...
اخذ نفساً : كنت افكر كيف سأنتصر دون مسهنّ بأي اذى ...
نظر ادوارد نحوه بتعجب : ما الذي تقصده ! ...
هنري : كان لدّي خياران واضحان ... اما ان اقبل بمحكمة الصلح وينتهي الامر كما يريد ابي ... لا احد يعلم لا امي ولا كاثرين ولا جنيفر ... واتحمل الذنب وحدّي ... او ان اقوم بحضور جميع المحاكمات واعترف بسبب أخذي لهاتفها دون رضاها ... ذكر السبب يعني ان اقحم كاثرين وجنيفر في القضية وهذا امر لا اريد القيام به ... كنت سأختار الخيار الاول ولكن بما ان عدّوي إيميليا فهي ستنشر الامر ليعيروني الناس بذلك للأبد واصبح في اعينهم مجرم ...
اجتمعت الدموع من عينيه : الان انا اخترت الخيار الثاني ولكنني لا اريد ان اعترف ... ولكن لو لم اذكرهن سينتهي بي الامر بالسجن لقوة ادلتها وضعف حجتي ... وفوق ذلك قد أضطر لجركم معي في المحاكم لتشهدوا من أجلي .. فمنزل شارلوت هو المنزل الوحيد الذي دخلته بعدما أخذت منها الهاتف ..
رفع يداه وعصم بها عيناه : احتاج لأفكر أكثر ... اريد ان اصدّق انه يمكنني ان اجد خياراً آخراً ... لا اريد ان الحق الضرر بهن مهما حدث ...
نظر ادوارد نحوه وشعر بقلّة حيلته وفي داخله : لما لا امتلك شيئاً لأقوله ... لما لا يمكنني مواساته وتشجيعه او التخفيف عنه ... انني ارى الحمل ينحني منه ظهره و لا يمكنني ان افعل شيئاً تجاهه ... لما كان علّي ان اختار بينه وبينها من بين كل الناس ! ...
نطق : كنت انوي ان احضر الجلسة اليوم ولكنني خشيت ان يعلم الناس بأمر محاكمتك بما انني مركز اهتمام في هذه الفترة ...
هنري : ...
ادوارد : فكّرت انه من مصلحتك ان لا اجر الاهتمام لك سلبياً ... اااااه ما فكرت به صحيح ليتني اخبرت آرثر ألا يذهب ... بسببه اصبح الناس الان تتساءل عن سبب ذهابه للمحكمة ...
ابعد هنري يده ونظر نحو ادوارد : ألم تكن انت من اخبره عن المحاكمة ! ...
ادوارد : لا لم افعل ...
اعاد هنري نظره نحو البحر : اذاً كان هي ... بالتأكيد هو مصدوم الان ...
ادوارد : سأذهب لاقابله بعد قليل ... انني اخطط ان اخبره بتجنب حضور المحاكمات القادمة ... الناس اليوم لم يعلموا بعد لما ذهب للمحكمة لذا ...
ونظر لهنري : ولمصلحتك وحدك نحن يجب ان لا نظهر فيها ...
أومأ هنري برأسه ...
ادوارد : لقد كنت مع والدك ... هل اعيدك للمنزل ! ...
هنري : يمكنني ان اعود بسيارة اجرة ... اذهب لمقابلة آرثر اريد ان ابقى عند الشاطيء لوقت اطول ...
وضع ادوارد يده على كتف هنري وطبطب عليها : اذاً لنلتقي الليلة مرة اخرى ...
نظر هنري نحوه وابتسم ابتسامة صفراء : ااااه من شدة تفكيري غاب عن بالي احتفالك ... اسف لا يمكنني القدوم الليلة ... لا احب جو الاعمال ...
نظر في عينا ادوارد : عيد ميلاد سعيد ... يا صديقي ...
ادوارد : ما دامت تلك رغبتك فلن اجبرك ...
توقف ادوارد فنطق هنري : كيف حالها الان ! ...
ادوارد : انها بخير ... لم تتواصل معك !؟ ...
هنري : اظنها لا تتواصل مع احد قط فحتى كاثرين لم تتحدث عنها ...
ادوارد : لكي تبقى في امان تحتاج لبعض الصمت .... ولكنني معها ... انا ارى كم هي بخير لذا اطمئنوا ...
هنري : ان كانت كذلك فأنتما بخير معاً إذاً ...
ادوارد : نعم نحن كذلك ...
هنري : اوصل تحياتي لها ...
ادوارد : سأفعل ...
مشى ادوارد بضع خطوات ثم التفت ناحية هنري ليجده ينظر للبحر مرة اخرى وفي داخله : هل ستضحي بنفسك لحمايتها ! ... ذلك ليس عادلاً يا هنري ... كيف يمكنك ان تحبها اكثر من نفسك ...



معلومات تم الكشف عنها -١٤٦-
/ اليوم هو ١٤ ابريل والذي يوافق جلسة الصلح وعيد ميلاد ادوارد /
/ علمت ايميليا ان هنري لم يخبر لا كاثرين ولا جنيفر عن قضيته /
/ طلب هنري الاستئناف معارضاً التهم التي وجهتها إليه إيميليا /
/ تقبل الاب قرار هنري بشرط ان لا تعلم امه او اخته عن القضيه /
/ سلمت إيميليا الشيك لدين بسلام /
/ إيميليا لا ترغب بالاستئناف وستضغط على آرثر /
/ قابلت ماريا هنري خفية في الليلة الماضية /
/ سألته عن مكانه في وقت رسالة اشاعه وجود جنيفر في منزل شارلوت /
/ اخبر هنري ان ايميليا قامت بحذف رسالة كانت دليلاً قوياً على ان ايميليا خلف ما حدث لجنيفر /
/ اخبرت ماريا هنري عم قصة رسالة الصحفي جوزيف /
/ سبب تعقيد قضية هنري هو ان هاتف إيميليا وقتها كان مفتوح بالفعل /
/ اعترض هنري بسبب نصيحة ماريا له على خلاف شخصيته التي تعرفها إيميليا جيداً /
/ ادوارد لم يحضر للمحاكمة /
/ انتشر امر المحكمة بين الناس ولكن لم يعلموا ان الامر عن هنري /
/ اخبر ادوارد ان عدم قدومه كان في مصلحة هنري /
/ عرف هنري ان من اخبر آرثر كان إيميليا /
/ اعتذر هنري عن القدوم لحفل ادوارد /
/ قال هنري ان جنيفر لا تتواصل معه ولا مع احد ابد /

خلف اقنعة الحب - Behind the masks of Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن