Part 198

247 26 23
                                    

الجزء الثامن والتسعون بعد المئة

نعود مع جنيفر التي دخلت للمصعد عائدة من الصيدلية وهي تعيد وتكرر مااخبرها به الصيدلي : اكثار من السوائل وحبة بعد الطعام وواحدة اعطيها للزوم ... اااه حبة مسكن عند الحاجة ...
وصلت للطابق المطلوب ودخلت للغرفة لتجد ادوارد على نفس وضعه والعرق ملأ ملابسه بالكامل ... اقتربت وهمست بقلق : ادوارد ...
فتح عيناه بتعب :عدتي ؟ ...
اخذت بعلبة الماء وفتحتها واخرجت حبة : اخبرني الصيدلي ان اعطيها لك الان ... ويجب ان تشرب بعدها علبة الماء كاملة ...
حاول رفع نفسه وبالكاد جلس واخذ بالحبة والماء وبدأ يتناولهما وهي تنظر نحوه بقلق وفي داخلها : شعره مبتل بالكامل من شدة التعرق ... بالتأكيد يعاني ...
اخذت منه علبة الماء وعاد ليستلقي مرة أخرى ...
اخذت بالغطاء ووضعته عليه ...
نطق بصوت منخفض : سأكون بخير ... لا ترسمي ملامح القلق هذه على وجهك ...
جنيفر بابتسامة : لا يمكنني السيطرة على ملامح وجهي ... اسفة ... 
لم يجب عليها فذهبت لتغلق الأضواء وابقت على الاباجورة ...
اخذت بهاتفها وجلست على السرير من الطرف الثاني وفتحت محادثتها مع هنري ... نظرت نحوها بضيق وخرجت لتدخل على احدى برامج التواصل الاجتماعي وبدأت تتصفحه بهدوء حتى لاحظت تحديثات كل من سارة وكاثرين وابتسمت ابتسامة طفيفة وفي داخلها : انهن يحظين بالمتعة كما العادة ... كم اود لو اعلق تحت منشوراتهن وان اخبرهن كم اشتقت إليهن ولكن ...
تنهدت وفي داخلها : لا اريد ان أكون مصدر للشائعات عليهن مرة أخرى ...
اخذت تتصفح لعدة دقائق وفجأه رفع ادوارد نفسه سريعاً وركض لدورة المياه ليغلق الباب من بعده ...
من الداخل بدأ ادوارد يتقيأ بشدة وألم ... حتى جلس على الأرض بارهاق وتعب كبير واغمض عيناه ليرتسم وجه هنري في عقله ونطق بصوت متأمل : شخص لم يخب ظني به ابداً ...
فتح عيناه ونطق بتأمل : لو كان هنا سيموت ليعالجني حتى اعود بخير مجدداً ...
رفع نفسه وفتح دش الاستحمام ...
من الخارج سمعت جنيفر صوت الدش فنطقت : آمل ان يكون بخير بعد الاستحمام ...
توقفت وفتحت حقيبتها وبدأت تغير ملابسها ... عادت واخذت بهاتفها وهنا رأت منشور جديد من جاين ألتقط فيه صورة لنفسه وكتب تعليق [ حفلة في ليلة دراسة انها ليست حفلة وانما عذاب ... في الطريق للجحيم ]
ابتسمت على تعليقه : وأصبحت الجامعة جحيم لك يا جاين ! ...
شعرت بحماسة : اااه اريد مكالمته ... اريد ان اتحدث معه حتى يصل للجامعة ...
تذكرت تنبيه ادوارد لها ثم نطقت : لو استخدمت الرسائل الخاصة في البرنامج لن تعلم عنها ماريا ...
دخلت للخاص وكتبت [ جاين ... انها انا جنيفر ]
نظرت في انتظار الجواب وجاءها الرد في وقت قصير [ ماذا ؟ ]
-[ اعلم انه حساب ادوارد ولكنها انا ...  انا من تستخدمه حالياً ... ]
-[ حقاً !... ما هذا التصرف الغريب ]
-[ اسمع اريد مكالمتك ولكن لا اريد اتصال ... اعني هل لديك برنامج للمحادثة بالمكالمات ولا يمكن التجسس عليه ؟ ]
-[ يمكنك ان تفعلي ذلك من البرنامج هنا ]
-[ حقاً ! ]
-[ نعم هل اتصل واريك ؟ ]
-[ نعم افعل ! ]
ما ان رن حتى رن هاتفها وهاتف ادوارد كذلك كونهما يحتويان على نفس الحساب ... صدمت جنيفر لهذا الامر وأغلقت الخط وكتبت [ ااااه جاين لنحذف المحادثة حالاً ... ااااه انه حساب ادوارد لا اريد ان يرى المحادثة ]
-[ حسناً اسمعي هل لديك برنامج تغريد ؟ ]
-[ نعم ]
-[ بحسابك او حساب ادوارد ؟ ]
-[ حسابي ]
-[ جيد هيا احذفي المحادثه من عندك وانا كذلك وستختفي من عنده ولنذهب لبرنامج تغريد ]
-[ حسناً ]
بدأت تحذف كل المحادثة بتوتر وما ان انتهت حتى توجهت لهاتف ادوارد للتأكد ان الرسائل لم تظهر وهنا قرأت رسالة على الواجهة والتي كانت من ماريا [ عودا لا يجب ان تبعدها هكذا يا ادوارد ... قد يتواصل آرثر او ابوها مع جنيفر في أي لحظة ... ]
بفضول وضعت اصبعها ورأت رسالة أخرى من آرثر [ لذا سأقابل كاثرين غداً واخبرها بشأن هنري ... يجب ان تعرف عن قضية هنري ]
اعتلت علامات التعجب ملامح وجهها : ما الذي يحدث ؟ ...
رن هاتفها رنة اتصال من برنامج تغريد على هاتفها فرفعت المكالمة لتسمع صوت جاين : هل صوتي واضح ؟ ...
ابتسمت لسماع صوته : اشتقت لسماع صوتك ...
جاين : وانا كذلك ... ما هذا جنيفر لم نتكلم منذ تلك المرة ؟ ظننت انك قررتي حظري انا كذلك ...
جنيفر : كان شبه حظر ...
جاين : إياك ان تجرؤي ...
جنيفر بضحكة : امزح اسفة ولكن كانت لديك اختبارات ولم ارغب بأن ازعجك ...
جاين : لا بأس ازعجيني حتى اخبرك ان تتوقفي عن ازعاجي ...
جنيفر بضحكة : لا اظنني ارغب بسماع طردك لي ...
جاين : هيه المهم ما قصة حساب ادوارد والاتصالات ...  بالتفاصيل قولي لي كل شيء حالاً ...
جنيفر : الامر معقد بعض الشيء ...
جاين : امامي ساعة حتى اصل للجامعة يمكنني سماع الامر بتفاصيله ...
مشت جنيفر بعض الخطوات حتى فتحت باب الشرفة فأتاها نسيم عليل : انا تحت حماية شارلوت حالياً وماريا اخت ادوارد الكبرى تراقب هاتفي من باب الحماية لذا فقط لا اريدها ان تعرف ما يجري بيننا ...
جاين : وما قصة حساب ادوارد ؟ ...
جنيفر : لنفس السبب ... عندما اخبرت ادوارد انني تواصلت معك المرة الأخيرة حذرني واخبرني ان ماريا تراقب هاتفي ولأنه رأني اشتاق لكم اخبرني انه سيعطيني حسابة واتابعكم عن طريقه ... بفضل فكرته شعرت انني اعرف يومياتكم ... ذلك اراحني كثيراً ... معرفة اخباركم دون التواصل معكم لن يجعلكم تتعرضون للاذى بسببي ...
جاين : لهذا لم تكلميني منذ آخر مرة ...
جنيفر : نعم ولكن للتو عندما رأيت منشورك لم اتمالك نفسي وحادثتك ...
جاين : حسناً اذاً لنتواصل دائماً على برنامج تغريد بما انه حسابك الخاص ...
جنيفر : نعم سأفعل شكراً لاخباري بهذه الخاصية ...
جاين : على الرحب ...
جنيفر : المهم ... هل انتهت اختباراتك ؟ ...
جاين : تقريباً نعم ولكن لدّي بحوث ومشاريع لن تنتهي ابداً ...
جنيفر : اوه اذاً يجب ان لا ازعجك ...
جاين : سأقتلك لو انقطعتي عني مرة أخرى ...
ضحكت ضحكة بسيطة : امزح امزح ...
جاين : حسناً ما هي امورك المعقدة هيا انا هنا استمع ...
جنيفر : ليس لدّي رغبة في الحديث عنها ... اريد ان اسمع حديثك ... عن حفلة اليوم وما جرى فيها ...
جاين : انها حفلة ذكرى افتتاح خط أزياء خالة هنري وكاثرين وبسبب انها عن الأزياء امي كانت مدعوة واخذتني معها انا وسارة ... انها حفلة مثالية بحق ... كل شيء كان مثالياً ويليق بسمعة خط ازيائها ...
جنيفر : اها نعم كانت الصور توضح كيف انها حفلة مذهلة ...
جاين : هناك إلتقينا بحبيب كاثرين الجديد واظن انه السبب الرئيسي في ذهابنا ...
جنيفر بتعجب : حبيب كاثرين ؟ ...
جاين بتنبه : اوووه صح انتي لا تعرفين ... او لحظة هل تذكرين ابن خالتهم ذاك من المخيم ؟ الذي يرتدي نظارات ...
جنيفر : اااه نعم نعم هو الذي كان متخرج من الجامعة ...
جاين : نعم نعم ... انه هو ... على ما يبدو ومن القصة التي نعيشها هو ان كاثرين تحبه وهو يحبها ولكن لم يعترفا لبعضهما ... اااه انها قصة معقدة ولكن سارة هي من تعمل حالياً في جذب الأطراف ...
جنيفر في داخلها : ان كانت تحب ابن خالتها ماذا عن آرثر ! ...
جاين : المهم وباختصار انا مجرد شخص يرى دراما رومانسية معقدة حالياً وليس لي دور كبير ... اوووه لو تتواصلي مع سارة ستتشرف باخبارك بالامر بتفاصيله ...
جنيفر بابتسامة بسيطة : قريباً ... لعله قريباً ... اتواصل معهم جميعاً ...
اخذت نفساً وهي ترى المشهد المطل : شيئاً فشيئاً كل شيء يأخذ مجراه الصحيح ببطء ...
جاين بتساؤل : ما هو مجراك الصحيح الذي انتي به الان ؟ ...
جنيفر بتأمل : مع الشخص المناسب الذي يهتم بي في المكان المناسب الذي طالما اردت الذهاب إليه ...انني هنا معه في مدينته ...
جاين : ماذا تقصدين ؟ ...
جنيفر : ااه هل اخبرتك بذلك ام كانت كاثرين ! ... اااه لا أتذكر تماماً ... حسناً سأقول كل شيء كما لو انني اخبرك لأول مرة ...
جاين : كلي اذان صاغية ...
جنيفر بتأمل ونبرة هادئة : هل تتذكر ... قديماً عندما اخبرتك انني كنت احب فتى من قبل ...
جاين : اااه نعم أتذكر ذلك ...
جنيفر باستهلال : ااه ذلك جيداً ... حسناً اذا سأقول الامر بتفاصيل ادق ...
اخذت نفساً : عندما كنت صغيرة اظن في اخر مرحلة في الابتدائية جاء لنا جيران جدد ، كان لديهم ابن واحد يكبرني بعامين ... ذلك الفتى كان يدعى جون ... جون جورج ... منذ اول لقاء اتفقت عائلتينا ان اذهب معه للمدرسة واعود معه كون مدارسنا بجوار بعضها ... وفعلاً فعلنا ... جون جورج كان سباحاً وذكياً وعازف للبيانو وذو شخصية قوية ... مع الوقت انا بدأت اقع في حبه ولكن كان الخجل يتملكني ... كنت اشعر انني صغيرة واراه كبيراً ... كنت سعيدة انه يحب التسكع معي ويترك من هم في نفس عمره ومرحلته الدراسية ... خشيت ان مشاعري واعترافي يغير ما نحن عليه من انسجام لذا كتمت مشاعري داخلي ... وفي وقت ما رحلت عائلة جون كونهم انتقلوا بالاصل من اجل عمل مؤقت لوالده ... عاد جون لمدينته ولكننا كنا على تواصل ... وفي يوم ما وصلنا خبر وفاتهم بسبب حادث سيارة ... وصلني الخبر واضحاً جداً رغم ذلك رفضت تصديقه ... جلست فترة قرابة العام حتى تقبلت فكرة وفاته ... بعدها تجنبت العلاقات العميقة مع الاخرين واصبح لدّي تخوف من الفقد ... بقيت على ذلك الحال أربعة سنوات ... حتى حان وقت دخولي للجامعة فارسلني ابي لوليسلي ... رغم رفض امي الا انه كان مصراً ... وقتها لم اهتم ما نوع جامعتي ... جل همي كان امر واحد ... هو ان اتخصص القانون تحقيقاً لرغبة جون الذي اخبرني انه كان سيفعل ذلك ... من اجله اخترت الطريق الذي أراده ...
اخذت نفساً وتنهدت : قابلتك ... قابلت كاثرين... قابلت هنري ... قابلت آرثر ... انتم الأربعة كنتم اول من حاول التقرّب مني ... عرفت في ذلك الوقت انني لن استطيع تجنب عدم إقامة علاقة معكم كوني أعيش في مهجع الجامعة اساساً ...
ابتسمت بتأمل ونبرة حزن : جاين تلك الأيام كانت اجمل أيام حصلت عليها منذ وقت طويل ... معرفتك ومعرفة كاثرين ومن كاثرين سارة وإلين وميشيل ... هنري ومنه تود وغابريلا ... ارثر ومن ثم ادوارد الذي كان الأخير ... ادوارد الذي امتلك هالة الالفة التي كنت اشعر بها مع جون ... ادوارد ذو الشعر الأسود والعينان الزرقاوان ... ادوارد الذي اعترف لي اولاً بحبه الذي ظننته من اول نظرة ... ادوارد الذي وافقت على مواعدته فقط لانه يشبه جون الذي أحببت ... ادوارد الغامض الذي جعلني في حالة تخبّط ... ادوارد الذي انفصل عني بدون اية كلمة او تبرير ... ادوارد الذي واعد اخت اعز صديق لدّي فور انفصاله عني ...
وبنبرة فيها غصّة : ادوارد الذي اكتشفت بعد الكره انه هو جون جورج الحقيقي ... ادوارد الذي انا معه الان ...
جاين : ...
اعتلت ملامح الحزن الشديد ملامحها : ادوارد الذي لم استطع ان اجد فيه جون الذي أحببت ...
صمتت للحظة ونطقت بصوت حزين : جاين انه يغمرني بحبه ... انه نادم على اذيتي ... لقد برر لي ... لقد سامحته حقاً ... لقد اعترف لي بحبه لي .... الان هو اخذني لمدينته ... مدينة جون ليعيد لي ذكراه ...
شعرت بألم في حلقها : ولكنني لم استطع ان اراه كجون مهما فعل ... رغم حديثه عن ماضينا معاً إلا كأنه يتحدث عن شخص آخر ... رغم ادراكي انه يتحدث عن نفسه الا انني لم استطع ان اراهما كشخص واحد ... عقلي مستمر برؤيتهما كشخصين مختلفين ... بت اعرف ان الشخص الذي احببته كان جون فحسب ولم يكن يوماً ادوارد لذا ...اشعر بالذنب في كل مرة يريني مقدار محبته لي ... اشعر انني كاذبة ... ارغب باخباره عما اشعر ولكن لا اريد جرح مشاعره ... لقد مر بالكثير بالفعل... لقد واجه عالم موحش ... لقد فقد والديه ... لقد فقد قدرته على ممارسة ما يحب ... لقد فقد اسمه ... لقد فقد كل شيء وانا الوحيدة المتبقية له ... انا الوحيدة التي يمكنه ان يخبرها انه جون وان لجون جورج حياة ... انا الوحيدة التي احبها ... كيف يمكنني ان اخبره وكيف يمكنني ان ادّعي الامر وهو ليس كذلك ... اريد ان اشعره بأنه محبوب وانه ليس وحده ولكنني سأبدوا كاذبة ... اشعر بالثقل ...
جاين : ولما يجب عليك ذلك ؟ ...
جنيفر : لانه ...
جاين بمقاطعة : من قال انه يجب عليك ان تتحملي مسؤولية حياة ادوارد ؟ ... ... ما مر به ليس له علاقة بك فلما تتحملي المسؤولية تجاه ذلك ... نعم لقد مر بوقت صعب ... نعم لقد توفي والداه ولكن تم تبنيه ولم يلقى في دار رعاية ... نعم فقد قدرته على مزاولة السباحة ولكنه حي يمشي بعافيته ... نعم تغير اسمه ولكنه اصبح تحت اسم افضل العوائل ... محبوب ! انا بنفسي كنت احلم بأن أكون قربه ... هو ليس وحيداً ولم يكن كذلك ابداً ... فدائماً ما حوله اصدقاؤه ...  لقد حصل على كل شيء ... حتى انتي التي آذاها سامحتيه ...
جنيفر : ...
جاين :  جنيفر ... لا تعيشي من اجل غيرك ...
جنيفر بضيق : ولكنه يحميني ويحبني ... انه يقدّم لي كل شيء ... انا هنا في امان بسببه ... انا فقط اريد ان ارد له افضاله ... وانا اعرف ما يريده مني ... انه يريد حبي فحسب ...
جاين : اذاً هل ستواعدينه من دافع الشفقة ؟ ... حسناً لنقل انك ستملين فراغ الحب الذي يحتاجه ... ماذا بعدها ؟ ... هل ستعيشين بقية حياتك من اجله ؟ ... هل ستكونين سعيدة هكذا ؟ ...
جنيفر : ...
جاين : جنيفر ... ما الحياة التي تريدينها فعلاً ؟ ...
جنيفر :...
جاين : جنيفر ؟ ...
بدأ يسمع صوت بكاء خفيف فردد : جنيفر ؟ ...
جنيفر بصوت منخفض حتى لا يتضح صوت بكائها : سأغلق ...
أغلقت الخط وبدأت تبكي بصوت منخفض وفي داخلها : لما لم استطع ان اجب على سؤاله ! ...
هناك من ناحية جاين فقد تنهد بضيق : جنيفر لا احب رؤيتك هكذا ... ماذا افعل من اجلك ؟ ...
هناك ومن ناحية جنيفر فقد سمعت صوت اغلاق الماء فدخلت للفراش وادّعت انها نائمة بينما كانت تبكي بدون صوت ... دموع غزيرة وحزن وضيق لا تعرف كيف تخرج منه ...
خرج ادوارد من دورة المياه ونظر نحوها مباشرة وفي داخله : نامت ؟! ... هل كانت مرهقة لتلك الدرجة ؟ ...
اخذ ببعض الماء وبدأ يشربه وهو جالس على طرف السرير ... وضع الكأس واستلقى تارة أخرى بتعب واخذ نفساً ... التفت يساره ونظر لظهرها وشعرها الطويل الجميل فمد يده وادخل أصابعه خلاله وفي داخله : غداً ... يجب ان أكون بخير ... لقد اتينا طوال الطريق لنعود لبعضنا لا اريد الخسارة ...
من ناحية جنيفر فقد كانت تشعر بتحسسه وفي داخلها : آسفة ادوارد ... اسفة لعدم قدرتي على اظهار حقيقتي لك ...
هناك وفي مكان آخر ألقت غابريلا تعليق على الفلم ولم يرّد عليها هنري فالتفتت نحوه لتراه قد نام بالفعل ... نطقت بنبرة هادئة : ألم اخبرك انه غير مسموح لك بالنوم ؟ ...
اعادت نظرها للفلم ولكن قل تركيزها في احداثه ونطقت بلا شعور : لست انا من يريده بل انتي ...
اخذت بهاتفها ونظرت للرسائل ثم نظرت للفلم ... اخذت نفساً وفتحت على الكاميرا والتقطت صورة لها ومعها هنري ورفعتها على حسابها في مواقع التواصل الاجتماعي تحت تعليق [ عندما تقرر الاستمتاع ليلة الاثنين ، اشتقت للاجازة بالفعل ] اخفضت هاتفها ونظرت لوجهه بامعان ... استندت ورفعت رأسه برفق حتى تركته على كتفها ... اخذت نفساً ونطقت بصوت خفيف : لا تفهمني بشكل خاطئ ... جل ما اردته هو ان أكون سنداً يمكنك ان تضع رأسك عليه عندما تشعر بالثقل ...
فتحت الفلم وبدأت تكمل المشاهدة ...
هناك عند كاثرين التي خرجت من دورة المياه في غرفتها ...
اخذت هاتفها وجلست على السرير بتعب ... ما ان فتحت الشاشة حتى رأت اشعاراً من آرثر ففتحت رسالته [ مساء الخير كاثرين ... هل يمكننا تناول وجبة الغداء معاً ... لا بأس معي في أي مطعم من حرم الجامعة فقط لنتقابل وحدنا ... لدّي ما اخبرك به ]
شعرت بوخزة في قلبها : لما فجأة يريد رؤيتي ؟ ...
نظرت لوقت الرسالة وإذ بها منذ بضع دقائق ...
بتردد كتبت [ حسناً ]
قرأت الرسالة مرة أخرى ونطقت بتساؤل : وحدنا ؟ ...
استلقت على السرير وبدأت تتصفح مستجدات من تتابعهم على مواقع التواصل الاجتماعي والتعليقات التي كتبت تحت صورها من الحدث : لقد كان حفلاً سريعاً بحق ...
توقفت بتنبه على صورة غابريلا : هنري ! ...
قرأت التعليق ونطقت : هل تحب هنري من طرف واحد ! ... ستصدم لو علمت ان هنري قدمها لسام ...
فتحت حسابها ونظرت لصورها : منذ ان قدمها هنري وانا اتابعها ... انها فتاة جيدة أخرى تناسب سام  ... لما جميعهن يلِقن به اكثر مني ؟ ...
ضغطت زر مشاركه وارسلت الصورة لسارة تحت تعليق : هل تظنين انها تحب هنري ؟ ...
هناك استلمت سارة الصورة ونظرت نحوها : ااه انها تلك من نادي السباحة ... اذكر ان جنيفر تحدثت عنها مرات عديدة ...
ردت على كاثرين [ هل تريدين ربط اخيك بها لو كانت تحبه ؟ ]
-[ احب ان اساعد من يحببن احد من طرف واحد ... ]
-[ هل تعرفين كيف هي شخصيتها ؟ ]
-[ ليس تماماً ولكن يبدو انها مقربة من هنري ... من سيشاهد فلماً مع شخص ليس مقرب منه ... ااه نعم تذكرت لقد كانت رئيسة جنيفر ]
-[ كم عمرها ؟ ]
-[ اذكر ان جنيفر مرة ذكرت انها معها في نفس الكلية وانها تكبرها بعام واحد ...  ذلك يعني انها في نفس عمر هنري ]
-[ هل تعجبك ؟ ]
-[ أليست راقية ولطيفة ... انها سباحة يمكنها ان تشارك هنري اهتماماته ... اظن ان هذا ما يحتاجه كل شخص في كل علاقة ]
-[ الحب لا يعرف الاهتمامات ]
-[ لا يبدو بأنك متحمسة ... اين التي كانت تحب جمع الاحبة ببعضهم ]
-[ بلا انني متحمسة ولكن يبدو بأن حماسي بعلاقتك انتي تهمني اكثر ]
-[ انسي امري ... المهم انها متأكدة ان لديها مشاعر تجاه هنري ... ]
-[ ما الذي يجعلك متأكدة ]
-[ قبل فترة راسلتني لتعرب عن قلقها لعدم ذهاب هنري للنادي ... لو لم تكن مهتمة هل ستلاحظ انه لم يذهب ؟ ]
-[ لديك وجهة نظر ]
-[ هيا لنكتشف من الغد كيف ترى تلك الفتاة اخي ... لنغير الروتين ]
-[ يبدو بأنك نسيتي انني لست معك في الجامعة ]
-[ اااااه يالا حماسي الغبي الذي انساني امر بديهي ]
-[ لا بأس لدي سلاح يمكنني ان استخدمه ]
-[ ما هو ؟ ]
-[ عزيزي جاين ... لقد كان مع جنيفر على الدوام قد يكون سمع منها عن الفتاة ... على الأقل سأجلب لك معلومات ]
-[ اوووه نعم ارجوك اجلبي لي المعلومات وانا سأرى كيف يراها هنري ]
-[ فجأه دخلنا في الجو ]
-[ههههههه كما اعتدنا ان نكون ]
-[ المهم الى اللقاء اريد ان استحم وانام ]
-[ تصبحين على خير ]
عادت للتصفح وتنهدت : اااه لانام فحسب ... لا اريد مزيداً من التفكير ...
من ناحية سارة فقد قامت بمشاركة الصورة مع جاين تحت تعليق [ مناصرة الحب من طرف واحد تريد ان تعرف ان كانت هذه الفتاة تحب اخيها ... كانت رئيسة جنيفر في نادي السباحة ... هل لديك معلومات حصرية عنها من جنيفر ؟ ...]
أغلقت هاتفها واوصلت هاتفها بالشاحن ودخلت لتستحم ...
مر بعض الوقت كان جاين يقود فيه سيارته ولم ينتبه للرسالة حتى وصل ودخل لغرفته ... فتح محادثته مع سارة وكتب [ لقد وصلت بالسلامة ...]
انتبه لرابط مشاركة الصورة وقرأ التعليق ثم دخل للصورة ... ما ان رآها حتى اعتلت ملامحه نظرة متأملة ونطق بتساؤل : هل ستحبين لو رأيتيه معها ؟ ...
تذكر محادثته مع جنيفر واخذ نفساً ... عاد  لقراءة كلام سارة مرة أخرى : اذكر انها كانت لا تحبها ... هل ستفي هذه المعلومة بالغرض ؟ ...
اخذ نفساً :  اااااه انا متعب ... لنؤجل كل شيء للغد ...
في مكان آخر داخل منزل كيت وليسلي وهي تحاول تنويم ابنها الصغير بيتر ...
نظرت للساعة ونطقت بقلق : لما تأخر مرة أخرى ...
عاودت نظرها لابنها الصغير الذي دخل في سبات عميق فقررت الانفصال عنه والخروج من الغرفة ... عادت لغرفتها وجلست على طرف السرير واخذت بهاتفها وارسلت لزوجها [ متى ستعود ؟ لقد نام الأطفال دون رؤيتك ]
جائها الرد سريعاً [ ها قد دخلت للمنزل ]
اخفضت هاتفها ونزلت ليستقبلها عند الدرج متسائلاً : ما بك تبدين قلقة ؟ ...
كيت بنظرة قلقة : لم تتخلف عن وجبة العشاء منذ ان وعدتني بتناوله مع الأطفال ... ما الذي يجعلك تخلف ذلك لثلاثة أيام متتالية ! ...
اعتلت ملامحه نظرة استياء : كيت انتي تعرفين عملي جيداً ...
كيت : نعم اعرفه واعرف انه بيدك تغيير الامر عندما يتعلق بالعائلة ...
اشاح بنظره : انا متعب لنتحدث في وقت لاحق ...
تجاوزها فنطقت : لقد صمت لثلاثة أيام في انتظارك لتتحدث من نفسك ...
التفت نحوها ونظرت نحوه بنظرة حزينة : لا تجعلني انتظر اكثر فالوحده تجعلني افكر بطريقة غير سليمة ...
ستيفن : ما بك حساسة لتلك الدرجة بمجرد تناولي للعشاء خارجاً ! ...
لم تجب عليه وصعدت حتى تجاوزته ودخلت لغرفة طفلها بضيق ونطقت داخلها : كيت ما امرك ! ...
تذكرت حديث له منذ أسبوع ما قبل النوم في لحظه قال فيها : لقد قبلنا اليوم متدربة جديدة ...
كيت : متدربة ؟ ...
ستيفن : نعم نحن عادة ما نقبل طلبة التدريب الميداني ... في العادة يكونون ثلاثة طلاب ... هذه المرة لم تكن إلا واحدة ...
كيت : مقر عملكم حساس ... من المفترض الا تحصوا على متدربين لفترة مؤقته كهذه اساساً ...
ستيفن : نحن لا نحصل على اية طلبة ... انهم طلاب وليسلي فحسب ... هذا سبب كافي لقبولهم ...
اغمض عيناه : غداً قد يعينونني مدرباً عليها ... اكره التعامل مع أطفال الجامعة ... آمل الا احصل على ذلك ...
تذكرت اليوم التالي على وجبة العشاء مع الأطفال وخلال خوض عدة احاديث نطقت : اخبار طالبة التدريب ؟ ...
ستيفن : كما توقعت لقد وضعوني مدرباً عليها ...
تعود للحاضر في لحظة نزلت دمعه من عينيها واخذت تمسحها : يا الاهي ما بال افكاري سوداوية ...
توقفت : لا يجب ان اكبر المواضيع ...
عادت لغرفتها فلحظت انه يستحم ... لا شعورياً وقعت عينيها على هاتفه ... اقتربت واخذت به بقلق : فقط ليطمئن قلبي ...
فتحته وتوجهت للمكالمات الأخيرة لتجد ان من آخر المكالمات رقم مسجل تحت اسم [ المتدربة كلير ] اخفضت هاتفه واخذت نفسا : كيت انها متدربة لديه طبيعي ان تكون بينهما مكالمات ...
اعادت الهاتف مكانه وقررت النوم بقلب قلق ...


معلومات تم الكشف عنها - 168-
/ اخبرت جنيفر جاين عن وضعها الحالي وقصة مراقبة ماريا لهاتفها /
/ اصبح بالامكان لجنيفر التواصل مع جاين بحسابها الخاص ودون علم ادوارد وماريا /
/ اخبر جاين جنيفر عن حب كاثرين لابن خالتها سام /
/ اخبرت جنيفر جاين بقصة حبها لجون /
/ اخبرته كذلك انها تخصصت القانون لانها كانت رغبته /
/ اخبرته انها ترى جون وادوارد مختلفان وانها احبت جون فحسب /
/ تلقت كاثرين رسالة آرثر وسوف تلتقي به غداً لوحدهما /
/ كاثرين تظن ان غابريلا تحب هنري من طرف واحد /
/ اخبر جاين سارة ان جنيفر لم تكن تحب غابريلا /
/ ستيفن هو زوج كيت وهو ابن عمة ابيها /
/ حصل زوج كيت على متدربة ميدانية من جامعة وليسلي /
/ اصبح مدربها في العمل /
/ اسم المتدربة " كلير " /

خلف اقنعة الحب - Behind the masks of Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن