السابع و العشرون

3.3K 141 15
                                    

ازيكم عاملين ايه
جاهزين؟؟؟
يلا نبدأ


عقد حاجبيه في استغراب يشوبه عدم استيعاب مشاعر مختلطة انتابت عليه لوهلة وتحدث في صوت خفيض: حقيقة!! حقيقة إيه؟؟

قبل أن تتحدث، سمعت صوت هاتفها يصدح أخرجته من الحقيبة ونظرت إليه وهتفت: طب عن اذنك هرد الأول على التليفون
قالتها وذهبت بعيدًا عنه قليلًا.. أخذ ينتظرها على أحر من الجمر يهون على نفسه الأمر " مفيش حاجه كله هيكون تمام" يخربيت التشويق والإثارة..
عادت إليه مرة أخرى واردفت في ابتسامة مصطنعة: كنت حابة اقولك إن شاهستا حساسة أوي أوي فأرجوك راعي الحتة دي في تعاملك معاها، اعتبرها وصيتي ليك عليها نظرا إلى إنها صاحبتي وكده
استنشق الهواء الطلق في راحة واردف: يا شيخة وقعتي قلبي، يا جماعة مش كده شكلك كان يوحي إن كأنه فيه مصيبة إنتي عرفاها عنها
اطرقت...
_ متقلقيش شاهستا في عنيا اصلا وأنا عارف جو الصحاب أما يجوا يوصوا على صحبتهم ويصورا اللحظة وكده
نظرت إليه في شفقة واردفت: انت طيب أوي يا وليد ونيتك صافية
ابتسم ابتسامه صغيرة واردف: وده علاقته إيه باللي بنقوله دلوقتي؟!
_ ولا حاجة.. ربنا يتمملك على خير
_ أمين يارب

استدارت حتى ترحل، ولكنها توقفت لحظة عندما سمعته ينادي عليها، والتفتت إليه وهتفت: نعم
_ انتي كويسة؟
_ اه أنا تمام..
_ متأكدة؟
_ اه.. أنا بس يمكن مطبقة شوية مش بنام بسبب الامتحانات انت عارف
_ بس أنتوا مش عندكم امتحانات النهارده نزلتي الجامعة ليه؟؟
اطرقت...
_ روحتي فين؟
_ معاك.. اه جيت عشان اشوف طارق بقالي فترة مش بشوفه
ابتسم واردف في تفهم: آه حلو، عقبال ما ربنا يجمعكم في الحلال انتوا كمان يارب
_ إن شاء الله، يلا همشي أنا
            ******
_ محدش ليه دعوة، قلت بنتي هتتجوز الراجل ده يعني هتتجوز الراجل ده
هتفت تهاني والتي كانت تتحدث مع  أخيها وزوجته، ليعقب محرم: هو إيه اللي محدش ليه دعوة ده!! البت مش عايزاه
_ مش بمزاجها
_ تهاني استهدي بالله واغزي الشيطان
_ لا إله إلا الله، بس بردو بنتي هتتجوز عادل
_ هو إيه العند ده؟؟

علت نبرة صوتها على غير العادة التي تتحدث بها مع أخيها: عشان محدش فيكم حاسس بيا عمالة اقول البت كبرت وفرصها قلت اكتر ماهي كانت قليلة اصلا وانتوا ولا هنا، عايز إيه يا محرم، مانت خلاص بقى جوزت بنتك ومش همك حد
_ وطي صوتك يا تهاني احنا مش في خناقة و اتكلمي عدل، الجواز لازم يكون موافقة من الاتنين مش أي حاجة كده وخلاص
_ هي مش عارفه مصلحة نفسها أنا أمها ووجب عليا اوعيها
_ خلاص خلينا نتكلم معاها ونقنعها بلاش الغصب
هتفت سعاد متدخلة في الحديث
_ مش عايزة تتنيل تقتنع، أهي عندك جوا في الاوضة متلقحة خشي اقنعيها لو تقدري
_ هقدر إن شاء الله
قالتها وذهبت..
              *******
_ أنا أول ما عرفت إن حضرتك عايز تقابلني جيت بسرعة والله وفرحت اوي إن حضرتك يعني طلبتني
هتف عامر وهو يسحب أحد الكراسي في أحد المقاهي حتى يجلس وكان يوجه كلامه إلى وليد الجالس أمامه وما إن جلس حتى هتف وليد: بص يا عامر، أنا هنا اختي بتقولي كل حاجة مش بتخبي عني أي شيء، ولو انت لسه متعرفش هنا فهي هنا شعبان صلاح الحسيني، هنا بتنتمي للعيلة المحافظة والمتدينة دي، أنا مليش إني اغيرك او اتعرف حتى على ميولك واعرف هي شبهنا ولا لا، بس ليا إني اقولك أنا هنا ليه وليه اتصلت بيك. أولا أنا أما حبيت اطلب مراتي واللي فرحنا بعد خمس تيام كنت جدي أوي وواضح وجاهز يعني عارف إنها وقت ما تقول موافقة هروح البيت علطول مفيش هزار..
_ أنا كمان جاهز يا أستاذ وليد والله
_ سبني اكملك
_ اسف اتفضل
_ المهم انا عرفت انها موافقة اتقدمت، وعلى نفس النهج زي ما بيقولوا انت بردو في دماغك اختي في الحلال طبعا، يبقى منك لباب بيتنا بعد ثانوياتها لأن ده الوقت المناسب معاها، خلاص بقى معاك رقم أخوها اهو وعنوان بيتها انت بس مستني الوقت المناسب، وعليه مفيش أي كلام بينك وبين هنا نهائي لا في الحلو ولا في الوحش اعتبر نفسك مش شايفها انت كده بتحافظ عليها وهتعمل كده لو انت فعلا نيتك سليمة وجادي ومش لعبي، أي حاجة عوزت تعرفها..تسأل فيها، رقمي معاك، حابب تسأل عنا العنوان معاك، اعتقد الأمور واضحة، لو حاولت تتكلم مع هنا تاني اعرف إنك ضيعت أي فرصة حلال ممكن تجمع بينكم، لأني مش هسكت، مش على آخر الزمن هيجي أي إنسان خلقه ربنا ويمسك على اختي أي حاجة فمتساعدش الناس اللي نفسها تمسك علينا حاجة ومستنيانا نغلط، لأني زي ما قلت مش هسمح، وده كمان بجانب إن اختي مبتغلطش اساسا..
كلامك معاها عمل مشاكل آخر مرة فامنع بقى خلاص. آخر حاجة حابب اوضحها نسيت اتكلم عنها فوق أما ذكرت العيلة بمعنى لو انت مش حد محافظ مش حد شبه العيلة المتمسكة شوية بالعادات والتقاليد والأخلاق وكده بلاش هنا خالص لانكم مش هتتوافقوا، وبابا هيرفض بقولك ده علشان متستناش على الفاضي.
_ أنا عايز أقولك إني مش عايز أي حد غير هنا بجد، أنا مش شايف غيرها بفكر فيها طول اليوم..
_ خلاص يا برنس راعي إني قاعد
_ مانا بفهمك إني ممكن اعمل أي حاجة عشان أسعدها وأكيد مش هضيع الفرصة اللي انت ادتهالي، هنا دي بالنسبالي زي الوردة اللي ....
_ ما خلاص يا عم الشاعر، احترم نفسك الله!!
هتف وليد في غيظ .
_ اصل حضرتك بتقولي إني لو مش مناسب مش عارف إيه، لا أنا مناسب ومش بفكر غير فيها ومحدش بعد اذنك هياخدها غيري
_ شوف اللي مُصر يخليني امسكه افتح دماغه وأدخل السجن قبل ليلة العمر ده!! ما تتهد يابا ولم نفسك
ضحك عامر من طريقته واردف وهو لا يزال يبتسم: بتحبها اوي كده؟؟
_ واكتر دي العشق دي الصغنن بتاعي وبغير عليها من الهوا الطاير مش عارف ازاي هتقبل إنها هتتجوز اصلا وراجل غيري يحقله يتكلم معاها غيري
ابتسم عامر واردف في خبث: يتكلم معاها بس؟!
_ قوم غور في داهيه يا عامر يلا أنا مش ناقص حرقة دم
قالها بعدما نهض في ضيق
ليضحك عامر بشدة ويهتف وهو يحاول أن يتوقف عن الضحك: طب اقعد اقعد أنا آسف خلاص والله
زفر وليد في غيظ وارتمى على الكرسي وهو يهتف: كتك القرف عيل غتت
_ خلاص بقى يا عمو وليد قلبك ابيض
_ عمو!! ما علينا انت زي ابني بردو لو كنت اتجوزت وانا عندي خمس سنين كنت جبت شحط زيك
_ ندم، غلطان بصراحة
_ نسبت اقولك حاجة مهمة يا عامر قبل ما نبدأ الحديث المقرف ده
_ قول
_ تشرب إيه؟!
               ********
_ يا شاهي بجد رجلي وجعتني من كتر اللف ننزل تاني بكرة يا ستي احنا من الساعة ٢ الضهر واحنا بنلف نجيب المكملات بس وادي المغرب هيأذن اهو
هتفت ندى في ارهاق وهي تسير في أحد المولات بجانب أختها التي سرعان ما ردت: يا ندى بجد مش قادرة اطلع من المول ده بجد عندهم حاجات تحفة وكلها حاجات انا فعلا محتاجاها.
زفرت ندى في ضيق وردت في سخرية: حاجات مهمة فعلا أوي.. تقدري تقوليلي المج اللي على شكل بقرة ده لزمته ايه؟؟ ولا الشوكة اللي على شكل عربية؟؟ ولا الدبدوبة الباندا اللي فضلتي تدوري عليها سنة وآخر ما زهقت اقولك إيه اللي عمالة تدوري عليه ده وشوية وهتعيطي إنك مش لاقياه تقومي تصدميني وتقوليلي ده قطبي وشهاب، ويطلع في الآخر كارتون اسمه الدببة الثلاثة!! لا وكله كوم والحلة السمكة كوم تاني، الناس بتجيب حلل تيفال ومش عارفه إيه، وانتي رايحه تقولي للراجل بكل بجاحة عمو هاتلي الحلة اللي عليها نيمو دي

اردفت شاهستا في جدية: الله!! الحلة دي عشان احط فيها الفشار، مهمة ولا ومش مهمة؟؟ وبعدين ده طبق بس هو غويط حبتين يعني
_ ما بعدين يا شاهي نبقى نجيب الحاجات دي يعني هو الفشار لو اتحط في طبق تاني هيشتكي؟؟!
_ أيوه، ايش فهمك انتي، وبعدين المج البقرة مهم جدا عشان شكله كيوت وعسول وعشان اشرب فيه كمان النسكافيه بتاعي
_ والله انا ما متخيلة لو جوزك  اتصل دلوقتي وقالك كل ده تأخير ليه واقترح يتفرج على الحاجات دي ليموت من الضحك على التفاهة
_ اخص عليكي يا ندى، بقى أنا تافهة؟!
_ إيه عالم ديزني اللي اشترتيه ده يا شاهستا!!
_ عشان انا بحب ديزني اوي استني كمان هشتري مارد وشوشني وقطتي عشان احطهم جمبي على السرير وأنا نايمة
هتفت في ابتسامة
_ اه طبعا وماله دول حاجات مهمة جدا ماينفعش تتجوزي من غيرها
_ طبعا
_ رجلي يارب
_ شدي حيلك كده شوية يا ندى لسه لسه هجيب كل الحاجات العسولة والقمورة على شكل الحيوانات اللطيفة
_ طب رفقا بحالة الانسان القمور العسول اللي نازل معاكي من ٧ الصبح! انتي بعد كده خدي حد من صحابك أنا تبت
صرخت شاهستا في فرحة عارمة أمام أحد المحلات واضعة يدها على فمها غير مصدقة واردفت في ابتسامة عريضة: ندى بصي الله! ايه الجمال ده! طبق بينور أنا نقطة ضعفي الطبق اللي بينور من تحت ده وفيه الوانات الطيف الجميلة

عضت ندى على اصبعها من الغيظ، لتنظر إليها شاهستا وتهتف في تمسكن: عشان احط فيه السلطة لوليد، وابقى كرييتف، تخيلي قاعد حبيبي بياكل سلطة ألوان في طبق ألوان وبينور، ده هينبسط مني أوي وهيقول انا فعلا عرفت اختار

_ وليد لو طفح سلطة في علبة بلاستيك مش هيتكلم

_ خليكي في حالك.. أنا هروح اشتري منهم دستة، امسكي الشنط دي وخليكي هنا لحد أما اشتري واخلص، واه فكريني اجيب الصبارة الراقصة عشان لو وليد زهقني زن وطلبات احطها قصاده ألهيه عني

تمتمت ندى في غيظ وهي تتبع أثرها: هو وليد ده عيل صغير يا ربي وأنا معرفش!! عايزة تجبله طبق بينور وصبارة بترقص كأنه طفل رضيع .. وبعدين فعلا ما هما اصحاب المحلات دي بيبيعوا لمين؟! ماهو للهبل اللي زي اختى كده..
              ******
كان وليد يسير في الحي متجهًا إلى منزله وبينما هو يسير وجد هدى والدة زينة تشتري بعض الأشياء من محل البقالة، فهتف في صوت عالي رافعًا يده في استعداد إلقاء التحية: خالة ازيك

التفتت خلفها في ابتسامة عريضة واردفت: ازيك يا مولانا أنا الحمدلله بخير وانت إيه اخبارك؟؟
_ أنا كله تمام الحمدلله، كنت بس عايز اشكرك على آخر مرة، واعتذرلك يعني بدل ما اصلحلكم اللمبة جيت مُتلكم في البيت وخضتكم عليا ونزلتك تجيبي دكتور وكده فأنا بعتذر بجد..
تنظر إليه في استنكار مما يقوله حتى أنها لا تعرف عن ماذا يتحدث!!
تابع وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة: إيه يا خالة مش مسمحاني ولا إيه؟!... خالة!! خالة! انتي معايا؟!
التفتت إليه في انتباه بعدما شردت بعيدًا لوهلة وتحدث في صوت خفيض: لا يا حبيبي حصل خير مفيش مشكلة طبعا..
قالتها وشردت بعيدًا تارة أخرى وعادت إلى ذلك الواقع الأليم عندما هتف البائع أكثر من مرة: يا خالة خدي الطلبات اهي

مدت يدها وأخذت منه الاكياس في ابتسامة مصطنعة ثم ذهبت كما هي في صدمتها، ليتبع وليد أثرها في استغراب من ردة فعلها تلك، وقد أحس أن هناك خطب ما قد حدث..
              *****
_ ادخل يا سيد اتفضل
هتفت شهد وهي تفتح باب شقتها لاستقبال ابن اخت زوجها، الذي سرعان ما دخل وهو يلتفت يمينًا ويسارًا ويردد: هي فين اللي كل شوية تسيب بيتها وتروح تغضب عند ناس شكل دي هي فين اللي عايزة تتربى من أول وجديد دي
_ جرا ايه يا سيد مالك ومالها الله!! البيت بيتها تيجي براحتها
_ لا يا مرات خال مش براحتها ولا زفت أنا اتخنقت منها ومن عمايلها..

وبينما هو يتحدث يشتكي علا تارة ويسبها تارة أخرى، سمع صوت ذلك الذي كان يقف خلفه يوجّه له الحديث بنبرة صوت حادة وجدية: احترم نفسك شوية يا سيد ومتبقاش غلطان وجبان

التفت إليه في غيظ واردف في غضب: ملكش دعوه محدش طلب رأيك يا فضيلة الشيخ المفتي
_ تعالى يا سيد محتاجين نتكلم شوية
زفر سيد في ملل وسار خلف وليد الذي سبقه بعدة أمتار متجهًا إلى غرفته، وما إن دخلا الغرفة حتى جلسا على سرير وليد وهتف وليد وهو يلقي اللوم على سيد: مراتك دي البنت الضعيفة المكسورة المراهقة دي متجوزاك عشان تكون مأمنها وحمايتها عشان تلجأ إليك تستخبى ورى ضهرك أما كل الأبواب تتقفل في وشها، وأما تحس إنها خايفة تجري تخفي رأسها في صدرك وتقولك كل حاجة هزمتني ومش باقي غيرك نصيري لأنك شريكي إلى الأبد في الرحلة. فبدل ما تخليها تعمل كده تخليها تكره تبص في وشك وتخاف منك وتشوفك وحش بيضربها وبيغتصبها لأنه اقوى منها جسمانيا ولأن كل أهلها في صفه!! فين المودة والرحمة اللي ربنا أمر بيهم؟! فين السكن الطيب والمحبة اللي المفروض تكون بينكم؟!
_ وليد، علا قليلة الأدب ولسانها طويل اوعى تفتكر إن علشان سنها صغير ورفيعة وقصيرة تبقى غلبانة، اطلاقا دي عليها طولة لسان وقلة ادب مشفتهاش في حد غيرها، في ست محترمة يا مولانا تشتم جوزها كده كل شوية؟! وتقعد تقلل منه ومن رجولته؟!
أخذ وليد يقلب كفيه في تعجب واردف: لا حول ولا قوة الا بالله، يعني هي جت لقيتك قاعد كده فقالت يلا أنا فاضية وعايزة اهزق سيد واقلل منه؟!
_ لا بنتخانق مثلا فبتروح شتماني وتقل ادبها عليا
_ وانت وانت بتتخانق معاها يا ترى بتوزع عليها كريم كراميل؟!
_ الله! هو في إيه يا وليد هو أنا هقولك الكلمة هترد بعشرة؟! أنا اشتمها وازعق وهي تخرس مش كفاية بتكون غلطانة
_ اولا ملكش الحق إنك تهنها اصلا انت واخدها من بيت أهلها عشان تعززها، ثانيا انت كمان بتكون غلطان يعني هو مين أذن لك تمد ايدك على دهبها! معذور، ضاعف شغلك ولع في نفسك وطلع فلوس مش مشكلتها هي انت الراجل يا إما تستأذنها وإن هي وافقت بكل حب ورضا كنت خده، أما دي تعتبر سرقة
_ مفيش حد بيسرق مراته
_ لا فيه عادي، وفي حد بيسرق أبوه وأمه وكله، أما تمد ايدك على حاجة مش تخصك دي سرقة، ثم إنه لا يحق لك ولا يجوز لك إنك تضربها بالشكل ده حرام اصلا، بقى الدين الجميل اللي حرم أي وأقل أذية على الحيوانات، دخلت امرأه النار في هرة حبستها، الدين نفسه بيأمرك تحافظ على الطبيعة الجماد يعني والنبات ومتهدرش الماء بحيث لا تكن من المفسدين في الأرض كل ده وصى بيه الدين والعقيدة الاسلامية، فما بالك بالإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم وهو أحب المخلوقات إليه!! تفتكر ربنا هيسامحك باللي بتعمله فيها ده؟! لا وكمان دي امرأة يعني وصية رسول الله.. سورة كاملة في القرآن الكريم اسمها النساء ولا توجد أي سورة باسم الرجال، المرأة التي خلقها الله عندما استوحش آدم لتؤنس وحشته ووحدته وتصبح معه ورفيقة دربه. خلقها من ضلعه ليصبح حاميها وناصرها.. ليضمها به لا يضربها. مراتك ليها حق عندك ولو مأخدتهوش في الدنيا هتاخده في الآخرة أمام الله..
_ يا وليد أنا فاهم كل ده وعايز أعرف قصره
_ قصره!
_ بالظبط كده
_ تروح تعتذر منها وتستسمحها ونشوف شروطها عشان تقبل الصلح ده
_ كل ده!!
_ أقل حاجة اصلا، واه حاجة كمان، الاغتصاب الزوجي ظاهرة نشأت مؤخرًا وبدأت اسمع عنها كتير وأما بسمع عنها بقرف وبشمئز، اللي هو ازاي انسان يقبل على كرامته وكبريائه اهانة زي دي!! واحدة رفضاك ومش طيقاك إزاي انت مكمل و طايق نفسك!! بجد بقيت بشوف العجب. الموضوع ده حلله ربنا عشان تزداد الألفة والمحبة بين كلا الطرفين ولأجل الاستمتاع، فين الألفة و الاستمتاع مع انسانة عمالة تحسبن عليك اصلا!! ماحنا مش بهايم يا سيد ربنا ميزك بقى وخلقك انسان يبقى اتصرف زي البني ادمين بقى الله يرضى عنك
هُنا اعترض سيد ورد في ضيق: لا بقى كله إلا الموضوع ده دي بتفضل زعلانة بالأيام و رمياني على الكنبة، اروح ازني بقى يا شيخ! هو ده اللي أمر بيه ربنا!!
_ يا عبيط الموضوع بسيط، هدية حلوة وكلمتين حلوين هتتصالح
_ لا ماهي مكنتش راضية تتصالح
_ عشان انت غشيم، لو روحت كده قعدت قصادها ومسكت أيديها بوستها وطيبت بخاطرها وقولتلها يكش كانت تتشل ايديا قبل ما تتمد عليكي يكش كان خدني ربنا قبل ما اعمل اللي عملته ده. سامحيني يا احلى حاجة في حياتي وأي كلام من ده هتلاقيها حنت، اصلا مفيش اعبط من الستات ولا فيه في طيبة قلبهم دي فطرة يا بني ربنا غرزها فيهم، طبعا باستثناء منة يعني..
_ اتشل في أيدي!! بعد الشر عليا يا عم
_ يا عم اهو كلام يعني هو الكلام بفلوس يا سيد!! يلا قوم صالحها
_ لا هتكسفني
_ ما تكسفك ولا تولع فيك حتى ده انت عامل وشها خريطة وزعلان من كلمتين هتقولهم؟! وخد في بالك دي آخر مرة هتمد إيدك فيها عليها أنا المرادي اتكلمت باللسان بس المرة الجاية لا..
             *******
_ زينة.. بت يا زينة
دخلت هدى منزلها بعدما فتحت الباب في قوة وغضب، وهي تصرخ باسم ابنتها، التي سرعان ما خرجت إليها من المطبخ وهي تحمل الملعقة في يدها لأنها كانت تعد الطعام وهتفت في خوف: نعم يا ماما بتزعقي ليه خير؟!

اقتربت منها في سرعة يشوبها غضب شديد وامسكتها من ذراعها في قوة وصاحت: دكتور إيه اللي أنا نزلت اجيبه لوليد يا بت ها!!
ارتعد جسدها في رعب وأبى لسانها أن ينطلق وأخذت ترد بكلمات غير مفهومة، وقد أصاب لسانها التلعثم: مين وليد.. دكتور إيه.. ايه ده
لتصرخ امها بنبرة أعلى: لا والله!! عليا أنا؟ فهميني انتي عايزة إيه؟! عايزة توصلي لايه؟ إن سيرتنا تبقى على كل لسان!!

ما إن قالتها حتى هجمت عليها وأخذت تبرحها ضربًا على وجهها في قوة تارة وعلى جسدها تارة أخرى ولم يسلم شعرها من ذلك الهجوم.. تصرخ زينة وتحاول أن تتخلص من والدتها وتفر هاربة من ضربتها وكلامها الذي كان كالسم القاتل المتدفق داخل دمها.. ولم تتركها ولا تسلم زينة منها إلا عندما دخل عبدو المنزل في رعب وهو يركض جهتهما هاتفًا: إيه يا هدى في إيه هتموتي البت في ايدك، عملت إيه؟ صوتكم جايب لآخر الشارع ليه؟؟
شرعت هدى تهدأ وهي تلتقط انفاسها في سرعة وتنهج، اقترب الوالد من ابنته الملقية على الأرض والخاسفة بوجهها في السجادة والتي تتعالى أصوات شهقاتها وتنهدها.. واردف: عملتي ايه يا زينة عشان امك تضربك كده؟؟ ده كان من رابع المستحيلات امك تضربك بالشكل ده، حصل إيه خلتيها تتجنن عليكي كده!!
لم ترد بل لا تزال تبكي وتبكي.. لتجيب هدى: مفيش حاجه يا حاج كل الموضوع إن الهانم حرقت الأكل و كسرت اطباق بسبب إنها مسطولة ومركزة في التليفون طول اليوم وبوظت كمان الحلة الجديدة الغالية فأنا كنت بخزنلها بس وجي على دماغها اهو في الآخر
عبس وجهه واردف في غضب: اوعي يا هدى تضربيها عشان التفاهات دي تاني كل حاجة تتعوض يا شيخه هبقى اجبلك أنا حلة لكن أما تعملي فيها عاهة لا سمح الله وهي عروسة، هنستفاد احنا أي بقى من الحلة والكلام الفاضي ده؟!
قالها واقترب منها وتحدث في صوت خفيض: هدى، زينة هي اللي باقية من اولادنا من بعد ما حامد (الابن الاكبر لهما) سافر بلاد بره واتجوز واستقر هناك واخد مؤمن( الابن الأصغر)   يتعلم ويدرس هناك و سامر (الذي يلي حامد) عايش في محافظة بعيدة في آخر الدنيا وفين وفين أما بيجوا زيارات كلهم.. والرابع بقى الله يرحمه مات غرقان وكل اما افتكر الحادثة افضل ابكي لوحدي.. ارجوكي بلاش تعملي فيها كده
قالها واقترب من ابنته وأخذ يطيب خاطرها.. وهدى تنظر إليهما في صمت تام
إذًا ما علمته الآن أن زينة وحيدة على أربع رجال الأكبر حامد ثم سامر ثم صالح ( الذي توفى) ثم هي ثم مؤمن.
             ******
عاد كلًا من شاهستا و ندى إلى منزلهما وذلك في تمام الساعة العاشرة مساءً وما إن دخلا حتى ارتمت ندى على الأريكة وهتفت في تعب وإرهاق: آه يا رجلي، رجلي هتموتني من كتر المشي واللف بتاع النهاردة حرام عليكي يا شاهي بجد حرام

جلست شاهستا جوارها واردفت: استني أما اطمن وليد إني خلاص رجعت عشان آخر مرة رن عليا كنا لسه في الشارع
_ ماشي، ناقصك حاجة تانية كده؟!
_ لا بس نودي أنا محتارة اجيب فستان الحنة لونه إيه؟!
_ ... اعتقد السيلفر حلو
_ حد يلبس سيلفر في يوم حنته؟!
_ وايه المشكلة ماله؟!
_ هسأل ليدو
_ اسألي ليدو يا اختي، هو صح الفرح هيكون اسلامي خلاص؟
_ اه
_ طب ما يا شاهستا محدش فينا عايزه اسلامي ومامي و بابي عاملين مشكلة كبيرة بسبب الموضوع ده
_ وليد عايزه اسلامي، اعمل إيه؟؟
_ حاولي تقنعيه، قوليله محدش راضي خالص بالفرح ده
_ حاولت والله بس لا هو مصر جدا ومش قابل اصلا نقاش في الموضوع ده
_ هو إيه اللي مش قابل هو كل حاجة بمزاجه كده؟!
_ ندى خلاص، وبعدين أنا اللي اخترت اتجوز شيخ وأكيد لازم اقبل بأي حاجة يطلبها
_ مش عارفه ليه انا اصلا!!

اكتفت شاهستا بالنظر إليها كرد. ثم حملت الاشياء التي اشترتها وذهبت، تتبع ندى أثرها وهي تتمتم: مش هنعرف نرقص على اغاني حلوة يعني!!
             ******
وكانت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل عندما كان عمر يجلس في أحد النوادي الليلية وفي يده كأس من الجعة، ينظر إلى العالم الذي يرقص حوله وقد شرد بهم يتذكر..

_ Ami gusta la gasolina
_ Dame màs gasolina

تلك الأغنية هي التي كانت مشتعلة في الإرجاء حينئذ، والتي رددت أول مقطع من الأغنية، كانت شاهستا التي تظهر لنا وفي يدها كأس من الجعة وهي ترقص وتغني وتردد وبجانبها منة تمسك كأسها هي الأخرى وترد عليها بالمقطع الثاني من الأغنية وتكرر كل منهما مقطعها عندما يكرره المغني وهما يرقصان بجانب بعضهما البعض، وعمر يجلس جانبًا ينظر إلى حبيبته في اعجاب وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة عريضة....

ولم يخرجه عن شروده سوى تلك التي وضعت يدها على كتفه وأخذت تهزه وهي تهتف: عمر، بقالي ساعة بنادي عليك..
التفت إليها واردف: نور ازيك عاملة إيه؟!
_ أنا تمام اوي
قالتها وجلست جواره وهتفت وهي تقترب منه: إيه يا عمر بقى هتفضل سينجل كتير!! والله السنجلة ما لايقة عليك خالص يعني ينفع كل الجمال ده يفضل سنجل؟!
نظر إليها في برود وفتور واردف: نور أنا بائس وهفضل طول عمري كده
_ ليه بس بتقول كده؟؟
_ عشان هي مش معايا، أنا مش عايز غيرها، حتى الآن مستني ترجع وتحن لي
_ هي مين دي؟؟
_ شاهستا هو فيه غيرها معذبني!! ده انا حتى مش عارف اذاكر من كتر التفكير

نظرت إليه في غيظ وعقدت حاجبيها في ضيق واردفت: شاهستا مين اللي ممكن تفكر فيك دي!! شاهستا حنتها بكرة وانا اتعزمت

سقط الكأس من يده عندما صعق بذلك الخبر. شعر بغصة في حلقه وصدمة قد ملئت قلبه، وصرخ في عدم تصديق: انتي بتقولي ايه انتي؟؟ شاهستا أطلقت منه
_ مانا عارفه بس باين رجعت تاني ليه والله هي عزمتني وانا رايحة
_ ازاي!! ازاي!! ازاي يعني!! ده المفروض فرحه هو ومنة اللي قرب
_ هو مين ده؟؟
نظر إليها ثم قام من مكانه وركض جهة الخروج كما هو في صدمته، لتتبع أثره وتمتمت: مش عارفه أنا هي عملالك سحر ولا ايه؟!
              *******
وفي صباح اليوم التالي، استيقظ وليد مع السادسة صباحًا في نشاط وأخذ يغسل أسنانه ويراجع للمرة الأخيرة مودعًا اليوم آخر امتحان في الترم الأول لسنة التخرج، ولم تكن الغرفة تسع اجنحته في ذلك اليوم الذي أخذ يسجل تاريخه حتى يظل محفورًا في ذاكرته، كان يومًا مميزًا لسببين رئيسيين ولو تعددت الأسباب، الأول أنه سينتهي من امتحاناته والآخر أن مساء اليوم حنته...و انتهى من المراجعة وفتح باب غرفته حتى يرحل ليجد سيد يقف أمامه وهو يهتف: علا مرضيتش تصالحني وقالتلي هفضل غضبانه هنا لحد فرح وليد وبعدها هبقى اسمحلك تتكلم معايا، شايف طريقتها يا وليد؟؟
_ معلش يا سيد سبها تعمل اللي هي عايزاه يا أخي مفيش مشكلة هي واخده على خاطرها منك، مشي الدنيا عندنا فرح يتم بسلامة وبعدها نرجع تاني نتخانق كلنا

قالها وأسرع جهة الباب وهو يهتف في صوت عالي: سلام عليكم أنا عريس أنا عريس يا جدعان
ثم غلق الباب وذهب، لتخرج أمه من غرفتها وذلك بعدما سمعته ينسب إلى نفسه لقب عريس في هذه الآونة في كل تلك السعادة، لتطلق زغرودة عالية يسمعها هو بينما ينزل الدرج، ليرقص قلبه في فرحة ويهز كتفه وهو يغني: اجمل فرحة في حياتكم الليلة حلوين والله، الله الله، ما شاء الله، الله الله، يا سلام يا سلام..
ثم صاح بصوت عالي: زغردي اكتر يا أم وليد سمعيني كمان..
              ******
دقت الساعة العاشرة، لينطلق معها طلاب كلية الإعلام خارجين من اللجان في فرحة عارمة، وذلك بعدما انهوا آخر امتحان لهم في هذا الترم، ومن ضمن الطلاب الذين كانوا يصرخون في فرحة وسعادة، شاهستا تلك التي لم تتوقف عن الصراخ والتصوير مع اصدقائها في كل مكان بالجامعة، أما منة فبعدما انهت الامتحان لم تنتظر أحد ولم تحتفل معهم ولم تفعل أي شيء سوى أنها خرجت من الجامعة كلها تاركة كل شيء خلفها بحجة أن زفافها قد اقترب بما فيه الكفاية ويجب عليها أن تنهي بعض الأشياء اللازمة لذلك ذهبت في سرعة..
بينما شاهستا تلتقط الصور مع صديقتها، اتجه عمر نحوها في خطوات سريعة يشوبها حنق وصاح: عايزك
نظرت إليه واردفت في ملل: خير
_ تعالي بقولك
_ لا
صرخ: هتيجي ولا اجي اشدك واجيبك بمعرفتي؟!
نظرت شاهستا إلى صاحباتها واردفت: طب عن اذنكم
وسارت بجانبه واردفت محذرة إياه: لو حاولت تقل ادبك او تلمسني او تحضني او كل ده هنادي الأمن وانت حر
توقف وعقد ذراعيه أمام صدره واردف: طبعا لازم تقولي الكلام ده مانتي بقيتي مدام وليد شعبان رسمي
ابتلعت ريقها في توتر واردفت: ايه!!
_ انتوا مكنتوش مطلقين اصلا انتوا كنتوا بتضحكوا علينا صح؟؟ حنتك النهاردة يا شاهستا؟؟ هتقدري فعلا تكوني لغيري!! هتخلي حد غيري يلمسك!!
اطرقت.. ثم تحدثت في جدية: شاهستا اللي مكنتش تقدر تعمل كده فعلا خلاص ماتت، كان زمان وجبر. اللي واقفة ادامك دي نسخة جديدة من شاهستا لا انت تعرفها ولا هي تعرفك، فأرجوك لا تعيش الدور بصوت جوزي حبيبي
نظر إليها في غيظ يشوبه انتقام وشر واردف: جوزك حبيبك!! تعرفي إني لحد دلوقتي مقولتش لمنة، والسبب إنها لو عرفت هتقتلك انتي وجوزك حبيبك في الحقيقة هو مش فارق معايا، أنا بس خايف عليكي انتي، لأن منة مجنونة، بس اللي انتي بتعمليه ده هيخليني اتجنن أنا كمان
_ ما تتجنن يا عمر، اعملك ايه يعني!! عمر خلاص انسى بقى انسى وياريت تطلعني من دماغك
_ مش قادر أعمل كده
_ مليش فيه حاول، ويلا بقى همشي مش فاضية ورايا تجهيزات حنة سلام..

يتبع أثرها وقد شرد..
             ******
_ دادي دادي يا دادي
هتفت منة في فرحة عارمة وهي تدخل من الباب الرئيسي لڤيلتها
ترك ما في يده من أعمال وأسرع إليها هاتفًا: إيه يا قلب دادي؟!
_ خلاص اهو خلصنا امتحانات الهدنة خلصت ووليد نفسه خلص بردو وأنا طول الهدنة معملتش أي حاجة وحشة تدايقه اهو، كلمه بقى علشان نحدد الفرح بليز
_ حاضر يا حبيبي بليل هطلب منه معاد ونقابله و احدد معاه.
ركضت إلى حضنه في فرحة وهتفت: انا فرحانة أوي يا دادي بجد مش مصدقة نفسي خلاص هتجوزه!!
أخذ يلمس شعرها بأطرافه واردف: وأنا لا يمكن اسمح إن فرحتك دي تبوظ..
            *******
_ يارب يا ساتر اخيرا جبنا البدلة بعد لف ميت ساعة
قالها أسر وهو يدخل مع وليد الشقة، لترد شهد: بسم الله ماشاء الله اللهم صلي على النبي، ارقيك يا حبيبي من كل عين تأذيك..
تقولها وهي تقترب من ابنها و ترقيه من كل حاسد وحسود وتابعت: جبت بدلة ولا اتنين؟!
_ جبت واحدة. عندي واحدة كنت جايبها من فترة جديدة هلبسها في الحنة واللي جبتها دي في الفرح
_ يا حبيب قلب امك مش قادرة اقولك أنا مبسوطة ازاي يا روحي وانا شايفاك فرحان كده
_ مبسوط أوي يا ماما وربي
ما إن قالها حتى جذبته إلى أحضانها وأخذت تقبله وهي تبكي تارة وتضحك تارة، لتخرج هنا من غرفتها في ثورة عارمة مصاحبة فرحة كبيرة وهي تطلق زغرودة والثانية وتصرخ: مبارك يا قلب اختك مبارك يا صاحبي، يخربيت الثانوية يا أخي اللي مش مخلياني عارفة أعيش معاك الأجواء كلها لحظة بلحظة وانزل اشوف معاك بدلة وكده

قالتها وانطلقت ناحيته ضامة إياه في قوة، اخذت تقبله من خديه ويقبلها من جبينها واردف في فرحة: الصغنن بتاعي عقبالك يا قلبي
ليصرخ أسر في الخلفية في فرحة هستيرية وهو يشير إلى وليد: عرسنا اهو اه والنعمة اهو اه
ليضحك وليد من طريقته ويهتف: المجنون اهو، أتوقع أسر جاتله الحالة
ليكمل أسر: صاحبي توب صاحبي توب ده الشقيق وبحبه حب.
ضحكت هنا وهتفت: انت هتعمله الفرح دلوقتي!! لسه يا أسر بليل الحنة والفرح بكرة
_ يا ستي خلينا نفرح هو وليد هيتجوز كل يوم!!
_ اه صح يا وليد خدني عند شاهستا أو شوفلي طريقة اروح بيها عندها
هتفت هنا
_ ليه؟؟
_ قالتلي تعالي ارقصي معانا في الحنة وكده وأنا شايفة إني اروح يعني هنا هيكون أصحابك بس رجالة
_ ماشي بس مش هعرف أنا اوصلك خدي علا وروحوا وشوفوا جومانة لو تحب
_ ماشي هقول لعلا تيجي معايا، جومانة لسه هكلمها!!
_ عادي في وقت، مشّي حالك يا هنا أنا مش فاضي، وعايز انزل لسه عند الحلاق وفي ألف حاجة في دماغي عايز اعملها
_ طب يا حبيبي ربنا معاك، أنا عارفة إنك اكيد متوتر ومضغوط
_ اوي يا هنا أوي بجد، خير خير..
               ******
وعقب آذان المغرب، كانت شاهستا تقف أمام المرآة تتجهز حتى تظهر اليوم في أروع صورة. وبينما هي تتزين، دخلت عليها ندى وهي تغني بصوت عالي وتهز كتفيها في فرحة، اندلعت ضحكات شاهستا في الإرجاء وأخذت تردد الأغنية مع أختها التي احتضنتها من ظهرها وأخذت تقبلها..

وكانت ريناد ( والدة شاهستا) تقف في بهو الڤيلا تستقبل المدعوين إلى الحفل في ابتسامة مصطنعة وبوجه لا ينضره أي بشاشة.. وفي ذلك الحين قد وصل كل من هنا وعلا وجومانة إلى الڤيلا، واتجهن إلى المكان الذي ينتظر فيه اصحاب العروس مجيئها، وكانت أكبر غرفة في الڤيلا حتى تسع جميع أصحابها، وما إن دخلن حتى وجدن الفتيات أصحاب العروس رؤوسهن مكشوفة ويرتدين ملابس مفتوحة وقصيرة، لتسرع جومانة بنزع حجابها والاندماج سريعًا معهن.. اما هنا فقد استغرقت وقت حتى تتعود على الأجواء لذلك وقفت بعيدًا عنهن واخذت تصفق وتبتسم، أما علا فقد همت بالرقص..

مر الوقت، وانتهت شاهستا من اعداد نفسها ونزلت إلى أصحابها بجوار ندى وكانت ترتدي فستان قصير للغاية لا يصل حتى إلى ركبتيها وقد تركت شعرها حر يرتص على ظهرها وكان ضيقًا يبرز تفاصيل جسدها، وكان مفصلًا دون أكمام ( بكب)، أما عن لونه فكان اسودًا مختلطًا باللون الفضي( السيلفر).. بحيث كان الجانب الأيسر منه اسود والجانب الأيمن فضي له لمعة. ما إن دخلت شاهستا الغرفة حتى صرخن الفتيات كاستقبال لها، وبدأت كل واحدة بأن تقترب منها وتضمها لتبارك لها... تنظر إليها هنا في فرحة واعجاب .. وما إن انتهت شاهستا من الترحيب بالجميع حتى اشتعلت الأغاني في الإرجاء ووقفت في منتصف الدائرة التي كانت عبارة عن صاحباتها الآتي التفين حولها، وهمت بالرقص.. رويدًا رويدًا بدأن الفتيات أن يدخلن الدائرة ويرقصن معها ومن ضمنهن جومانة التي اختارت الأغنية بنفسها حتى ترقص عليها مع شاهستا، لتنظر إليهما علا في تعجب وتمتمت: سبحان الله النصيب غلاب فعلا كان المفروض ده يبقى يوم جومانة وتبقى هي العروسة زي ما كلنا كنا متخيلين..
            *******
_ الف مبروك يا وليد ربنا يتمم بخير يا اخويا
قالها طارق وهو يحتضن وليد ليرد عليه وليد في ابتسامة عريضة: الله يبارك فيك يا طارق عقبالك انت وآية ويارب
_ آمين يارب، اومال يعني انت وشاهستا رجعتوا امتى؟! مش كنت قلت انكم أطلقتوا؟!
_ اه بس رجعنا بقى ولما رجعنا حبينا نعمل فرح علطول كله جيه فجأة كده
ليتدخل أسر هاتفًا في سخرية: اه فعلا كله جيه فجأة يعني عندك مثلا وليد كان نايم قاموا صحوه وقالوله قوم يا بني حنتك، وبكرة فرحك، راح قالهم بجد والله! من غير ما اعرف!!
ليضحك طارق، بينما وليد نظر إلى أسر في برود واردف: روح يا أسر مش عايزين النهاردة
_ كداب أوي ولا تقدر تستغنى عني، وبعدين ما تنجز بقى يا وليد النهاردة حنة مالنا قاعدين في صمت كده ليه!! يارتني اقدر اروح حنة البنات زي هنا وجومانة يبختهم
رمقه في غيظ واردف: لم نفسك يا بني شوية هنزل احلق الأول وبعد كده اجي اشغلكم أغاني
رد طارق في سخرية: اغاني اه، دي اللي هي ادي الزين وادي الزينة!!
_ لا دي فيها موسيقى
ليهم الاثنان بالضحك..

وكان الحاج شعبان يقف في الأسفل مع الرجال يستقبلهم في احسن استقبال ويباركون له ولابنه.. وفي ذلك اليوم لم تخرج شهد من المطبخ فكانت منشغلة بإعداد العشاء للضيوف برفقة تهاني وهدى والدة زينة وبعض من سيدات الحي جيرانها الآتي جئن حتى يساعدنها..
               ******
كانت آية تقف في أحد الجوانب لا ترقص مع الفتيات بل كل ما كانت تفعله أنها تبتسم في صمت وتصفق في برود، لتراها شاهستا والتي أسرعت بتشغيل أغنية خاصة لهما وامسكتها من ذراعها لتضعها داخل الدائرة وكانت الأغنية ( لسه زي ما انتي قمر في عيني). وما إن جاء المقطع الذي به ( بحبك حب رباني يا اكتر واحدة فهماني) بكت آية بشدة وضمت إليها صديقتها في قوة، احتضنها شاهستا بنفس القوة وأخذت تهتف: هعيط والله هعيط والميك أب هيبوظ
اخذت آية تزيل دموعها وتهدأ والفتيات يحاولن أن يجعلنها تبتسم وهتفت احداهن: خلاص يا آية متزعليش مش هتسيبك أما تتجوز متقلقيش..
ابتسمت آية لتظهر ابتسامتها تلك المختلطة بالدموع.. تنظر شاهستا حولها ثم تشير إلى هنا لكي تأتي، اخيرًا تحركت هنا من مكانها وامسكت بيد شاهستا واخذت ترقص معها..
               ****
كان وليد يجلس في محل الحلاقة ويلتف حوله أصحابه الذين أخذوا في أن يغنون بصوت عالي ويهتفون باسمه ويضربونه من بين الآن و الآخر بينما هو ينظر إليهم في استغراب من هذا الجنان ولكنه كان يضحك، أما الحلاق نفسه فقد بدأ أن يتضايق من تلك الحركات وذلك لأنه لا يستطيع أن يؤدي عمله، فعندما يبادر في العمل، يقترب أحد الشباب ليلتقط صورة مع وليد وهو واضعًا كريم الحلاقة على ذقنه والمنشفة حول عنقه، ويطلب منه أن يضحك في الصورة ، وتارة أخرى يضربه أحدهم على مؤخرة رأسه ويهتف (مبارك يا ويل)، وعندما طفح الكيل صاح الحلاق: يوه اقعد انت وهو في حتة، مش عارف اشوف شغلي
وما إن قالها حتى التفوا جميعهم حول وليد وأخذوا يضربونه ويلتقطون الصور ويهتفون باسمه واحدثوا فوضى أكثر من الأول، ليصبح هو: في إيه ياض انت وهو هتموتوني قبل ما اتجوز البنت بكرة، الحقوني..
            ******
مضى اليوم في سلام تام، واشرقت شمس اليوم الموعود ( يوم الزفاف) والجدير بالذكر أن وليد لم ينم تلك الليلة من شدة التفكير والتوتر ومع الساعة السادسة صباحًا بدأ أن يتجهز، بعدما صلى ركعتين يشكر فيها الله على أنعمه..
وعلى الجانب الآخر استيقظت شاهستا وهمت بالاستحمام ثم حملت اغراضها وذهبت إلى صالة التجميل ( الكوافير) برفقة اختها..
             *****
بينما استيقظت منة وأخذت تتقلب في السرير حتى تفيق، وبالفعل قامت في همة ونشاط وقررت أن تذهب لوليد حتى يتفقا على كل شيء ليتم زواجهما...
أما عمر فكان يبكي في غرفته بكاءً هستيريًا لا يصدق أن حبيبته ستزف اليوم إلى رجل غيره، كان مكتف اليدين لا يعرف ماذا عساه أن يفعل، وعلى نفس الحال زينة التي لم تنم منذ البارحة غارقة في بكائها و قهرتها التي سكنت جوفها عندما اخترقت فرحة الحي كله بوليد أذنها.. تورمت عيناها من كثرة البكاء ولكنها فعلت كل ما يمكن فعله وليس في يدها أي حلول أُخر...

مضى الوقت وأخذت عائلة وليد أن تتجهز حتى يذهبون إلى القاعة وكذلك الحال مع عائلة شاهستا التي لم تكن راضية كامل الرضا عن هذا الزواج..

حل الظلام ووصلت منة إلى منزل وليد فلم تجده، ولم تجد أي شخص في المنزل كله استغربت الأمر، وما إن رآها أحدهم تقف أمام المنزل حتى هتف: عايزة مين يا هانم؟!
_ عايزة الشيخ وليد هو فين؟؟
_ الشيخ وليد عقبال عندك النهاردة فرحه
تجمدت مكانها واصابتها الصدمة لدرجة أنها لم تستطع أن ترد...
             ******
وصلت السيارة التي بها وليد مركز التجميل الذي به شاهستا، والسيارات التي ستزفهم ينتظرون خلف سيارة العريس حتى إذا تحركت تحركوا خلفها.
هتفت ندى في فرحة: شاهي وليد جيه وليد جيه يلا عشان الفيرست لوك
ابتسمت شاهستا واردفت في توتر: أنا كده حلوة وكله تمام صح؟؟
_ زي القمر يا روحي

طرق وليد الباب، لترد السيدة التي زينتها: اتفضل يا عريس
دخل وليد ليجد شاهستا تقف وهي تعطي له ظهرها، ابتسم واقترب منها وهو يحمل باقة الورود و همس جانب أذنها: تسمحيلي يا آنسه إني اخطف نظرة في جمال عيونك عشان ادوب فيهم؟! تسمحي تديني وشك وتبصيلي عشان اتسحر فيكي واسمع دقات قلبي المتلهّف على نظرة منك و ينتهي أمري؟!
كلما تسمع منه ذلك الكلام يحمر خديها أكثر فأكثر، ويدق قلبها المشتعل بحرارة عشقه.. والتفتت إليه في هدوء وبطء وما إن التفتت حتى اتسعت شفتيه في ابتسامة عريضة واردف: سبحان الذي خلقك فأبدع، وسبحان الذي يلهمني الصبر حتى لا أقع صريعًا في جمالك...
قالها واقترب منها وقبل جبينها ثم ضمها إلى صدره في قوة، لتطلق الزغاريد من الخارج، وخرج بها..
وبعد الانتهاء من التصوير ( الفوتو سيشن)  اتجهوا إلى القاعة التي بها الناس..
ودخلوا القاعة على أسماء الله الحسنى، وجلسا العروسان وأخذ الجميع يبارك لهما، وبدأ الشباب في أن يلتفون حول العريس و الفتيات حول العروس، وكانت زينة تجلس على بعد في صمت منشغلة بهاتفها، أما أسر فلم يترك وليد ولم يغفل عنه لحظة واحدة.. وبينما الجميع منشغل بشيء ما، نهض وليد و أمسك بمكبر الصوت ( الميكروفون)، ووقف في منتصف القاعة، وهتف: اولا السلام عليكم
رد الجميع: وعليكم السلام
تابع: انا احب اشكر كل حد جميل جيه فرحي انهاردة واحب اقول إني اخترت فرحي يبقى اسلامي مش عشان ادايقكم لا عشان انا محبتش عشان يبقى فرحي تقليدي وحبيت أول يوم ليا في حياتي الجديدة مع زوجتي أبدأه برضا ربنا علينا بإذن الله وعشان كده أنا هستغل صوتي أنه حلو زي ما البعض قالي وهبدا الحفل الأول بتلاوة هذه الآية: بسم الله الرحمن الرحيم "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)"
وما إن انتهى من تلاوتها، حتى تابع: حابب اهدي الأغنية دي لزوجتي أنا اللي اغنيها بنفسي
قالها ودخل الفرقة والذين كانوا يحملون الدفوف والطبول الغير مصطحبة بأي موسيقى، وقفت الفرقة خلفه وأخذوا يستعدون، بدأ وليد في الغناء وهم يقرعون الطبول وبدأوا بالغناء هاتفين"  جمع ووفق ..وفق ..وفق
ثم يتوقفون عن الغناء ليبدأ وليد بالغناء: جمع ووفق بنت الاصول لابن الاصول
جمع ووفق، طيب و ينول طيبة و تنول...
وفي إعادة المقطع نفسه من الأغنية ،أخذ وليد في أن يشير إلى نفسه لينسب أنه ابن الاصول ثم إلى زوجته ابنة الأصول.. ثم تابع وهو يشير إلى كلا العائلتين: عيلة و نسب .. و جمال و حسب
لترد الفرقة: جمع ووفق
ويتابع وليد وهو يشير إلى نفسه و زوجته: وكفاية الاتنين .. عندهم الدين ويارب.. يوفق..
أخذ الجالسون في أن يرددون المقطع وهم يصفقون...
ليكمل وليد وهو يشير إلى الجميع: من بين بنات..وبنات..وبنات ..ثم نظر إلى زوجته وتابع: حبها هي الوحيدة...وان شالله نجيب صبيان و بنات ..صبيان و بنات ..ونعيش دنيا سعيدة ..دنيا سعيده
وما إن انتهى حتى أخذ الجالسون بترديد المقطع نفسه ثم إعادة المقطع الأول من الأغنية: جمع ووفق.. وما إن انتهوا حتى تابع هو: هتعدي ايام ..وايام..وايام ..والحب هيكبر فينا...وهنحقق كل الاحلام..كل الاحلام ..وتحلي و تحلي ليالينا
عاد المقطع مرة أخرى وهم يرددون معه...
تنظر إليه شاهستا في ابتسامة عريضة وتصفق وهي تهز كتفيها في هدوء واتزان.. انتهت الأغنية وشرع الجميع بالتصفيق الحار...
صعد وليد إلى جانب زوجته تارة أخرى وبدأ الجميع يأكل... وبينما الكل منشغل بالطعام، دخلت منة القاعة وهي ترتدي بدلة رسمية وخلفها تسير فرقة موسيقية تحمل الطبول، ما إن رآها وليد حتى وقف الطعام في زوره وتفاجأ الجمع، وما إن دخلت حتى اخذت مكبر الصوت واردفت: سمع هوس، انا جايه النهاردة أوجب مع اعز صديقاتي شاهي الجميلة وبسم الله نبدأ، سمعني يا بني احلى سلام..
قالتها ثم ألقت المكبر وبدأت الفرقة بالتطبيل و بدأت منة في أن ترقص على موسيقى الدبكة الشامية والجدير بالذكر أنها كانت محترفة في الرقص على الدبكة فكانت تحرك رجليها في سرعة وخفة وتتحرك برشاقة دون أن تزل قدميها أو تخطئ.. ينظر إليها العروسان في استغراب وصدمة من ذلك الجنان لا أحد يفهمها حقًا.. وكذلك شهد اخذت تدعي الله أن يمر اليوم بسلام دون أن تخربه تلك المجنونة.. وما إن انتهت فرقتها والتي ادهشت الجميع بها، صعدت إلى. العروسين واردفت: مبروك احب اقولكم اللعبة بدأت..
قالتها ثم نظرت إلى وليد وهتفت: ملقتش احسن من الدبكة أرحب بيها بيك لانك شيخ بقى وكده، بس مش كنت تعزمني على فرحك
ابتسم واردف: مانا عارف إنك بتحبي المفاجآت فقلت افاجئك
ابتسمت في سخرية واردفت في خبث: لا حلوة المفاجأة.. دوري بقى عشان افاجئك
قالتها ثم اختفت ابتسامتها ورمقتهما بنظرات حادة انتقامية وذهبت حيثما جاءت، والجميع لا يزال لا يفهم أي شيء..
ولكن المهم أنها قد ذهبت وكل شئ حتى الآن على ما يرام..
انتهى الاحتفال وذهب الجميع إلى منازلهم بعد قضاء وقت ممتع في ذلك الزفاف المميز والمختلف، ودعت شاهستا أهلها وبالأخص أختها التي استقبلت وداعها بالدموع الحارة، لتنتقل إلى حياتها الجديدة في منزل زوجها..
دخل وليد بها الشقة وودع جميع أهله في الأسفل تلك هي المرة الأولى التي لم ينم فيها وليد في غرفته، وما إن دخل حتى أردف: ادخلي يا عروسة ادخلي يا عروستي
دخلت الشقة وأخذت تنظر إلى الشكل الأخير الذي تبدو عليه..
أردف وليد وهو ينزع الجاكيت: قبل أي حاجة بقى يلا نصلي ركعتين الأول عشان ربنا يبارك ويوفق
رفعت إليه عيناها في هدوء واستحياء واردفت في صوت خفيض: مش هينفع اصلي
أخذ الصدمة دفعة واحدة والتفت إليها واردف في سخرية: ليه خير؟؟
_ عندي ظروف تمنعني عن الصلاة
ابتلع ريقه في ضيق يشعر بالاختناق وهتف: نعم؟؟ عندك مين؟؟
           *****
إيه رأيكم في بارت النهارده؟
وياترى متحمسين للبارت الجاي؟؟ سمعوني رايكم

دمتم بخير
سلمى خالد احمد
لقاؤنا الاثنين القادم بإذن الله



















الجعة يشوبها الأخلاق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن