الفصل الثالث والخمسون (بحر الصحراء)

4 1 0
                                    

في صباح حار كعادة الصحراء وجو خانق، خرج الارنب ليبحث عن طعامه بينما كان الثعلب يراقبه ليناله…

خرج الزعيم من قبيلته لوحده يمتطي حصانه الأسود الضخم، مناسبا حجمه الضخم، لحقه الفتية بهدوء يتبعون أثار الحصان، لم يشعر الزعيم بهم بسبب بعد المسافة بينهم، وبسبب انشغاله بأمر مملكته.

بينما كانوا يسيرون على الاقدام يتبعون الاثار سمعوا صوت حصان قادم فاختبأوا بين الرمال بمساعدة سحر ليڤ وما أن غادر حتى نهضوا مسرعين تجاه البحر.

وصلوا الى واحة حقيقية هذه المرة وكانت أول واحة يروها منذ وصولهم الى الأن، خضراء مشعة توسطها بحيرة كلؤلؤ منثور على رمال الصحراء، لا يعرفوا ماذا أسعدهم رؤية الماء أم عثورهم على البحر.

ركض إكليو ممسكا بيد مادي الى البحيرة وبدأا بالعب بالماء كطفلين وهما كذلك، وراقبهما كلا من دان وليڤ، ما هي إلا دقائق حتى أشرك إكليو دان في اللعبة ورماه بالماء فأغضبه وتوجه للبحيرة في محاولة لإغراق إكليو فقال ليڤ بهدوئه المعتاد 'لو كنت مكانكم لما بقيت لوقت أطول في هذه البركة' فقالت مادي 'ولماذا الماء منعش' فقال 'هذا ليس ماء' غادر الثلاثة مسرعين حتى قبل أن يعرفوا ماذا يكون، صوت أمرأه تضحك، في العادة لا يمكنهم سماع أو رؤية البحر دون أن تمسك مادي الحجر لكن هذه المرة مختلفة، ظهرت فتاة من العدم جالسة فوق أحد النخيل وكأنه كرسي صنع لها، تأكل من رطبه وهي تضحك عليهم ثم قالت 'لقد كان هذا مضحكا' قال دان بغضب وتوجس 'من أنتِ' فقالت 'أنا؟ يا لك من مضحك' تابعت ضحكها فقالت مادي هامسة 'أنها البحر' تعجب دان وقال 'كيف' فقال ليڤ 'كل بحر له ميزة مختلفة عن الأخر' فقال إكليو 'ربما هذه البحر لا تملك حجر' صرخت مادي 'هل انتِ البحر' فقالت بعد أن قفزت وأصبحت أمامهم 'أتيتم لي ولا تعرفون من أكون؟' فقالت مادي 'بلى أنا أعرف، هل أنتِ تعرفين من أكون' ضحكت البحر وقالت وهي تستدير في مكانها 'الجميع يتحدث بشأنكم، أنتم مشهورين أكثر من مما تعتقدون' تابعت ضحكها جاعلة الجميع يتعجب منها.

كانت تبدوا صغيرة السن كما حجمها، فكانت فتاة ضئيلة وتبدوا مرحة، كثيرة الضحك والمزاح، لها ضحكة لطيفة معدية، تميزت بشعرها الملون بالأحمر والازرق الطويل، يتراقص معها كلما تحركت، وعينين ثاقبتين تخبرك أنها تعرفك رغم أنه لقائكم الأول، نظرت بعمق لهم ثم قالت 'أليس ليدكم اسأله؟' قالت مادي بانفعال 'مللت الأسئلة، وبت أعرف ما أريد' ضحكت البحر من كلامها ثم قالت 'يا لكِ من طريفة، إذا هل تعرفين من يكون هذا؟' أشارت الى دان الواقف بجانبهم، توجهت الأنظار له بتعجب فقالت مادي 'إنه دان من' قاطعتها الجان ضاحكة وهي تقول 'خطأ، جوابك خاطئ' انزعجت مادي وقالت 'ومن يكون غير ذلك؟' فقالت البحر بخبث 'لماذا لا تسأليه' نظرت له وإذ به يتعرق بشدة ويضغط على كفه بقوة مما جعلها تتوتر وقالت 'دان… من أنت؟' نظر لها بصدمة وقال 'هل تصدقينها؟ أنا دان ولا يوجد شيء أخر' ثم نظر للبحر وقال غاضبا 'لا تعبثي بصداقتنا' ضحكت البحر ثم قالت 'أنا لا أعبث بشيء غير موجود' غضب دان وكاد أن يقول شيء فقاطعته قائلة 'أنظر الى رفيقيك فهما لم يتعجبا كما الفتاة' عرفت مادي في قرار نفسها أنها مختلفة عنهم، وأنهم لا يخبرونها ما يجول في خاطرهم، وأنها دائما ما تثق بالأشخاص الخطأ. نظر دان بغضب نحوهم وبادلوه نظرات الا مبالاة فقال يخاطب إكليو 'أنت لا تصدقها أليس كذلك' صمت ولم يجب فقال بصدمة 'أقبلها من ليڤ ولكن لا أقبلها منك' غضبت مادي منهما فهما دائما ما يبعدانها عن كل شيء هي فقط الحمقاء بينهم، فقالت بغضب 'تكلما قولا شيء!! أخبراني بالحقيقة لمرة واحدة' تعبت مادي من دورها وهذه المرة هي تريد أجوبة فقال ليڤ 'نحن أيضا لا نعلم، هو فقط شعور مثل شعورك فأنتِ تتجنبين دان لسبب' صمتت ولم تجب فهي كانت تعتقد أن سبب تجنبها له عقدة في نفسها سببها ماضيها البائس، ولكن هناك سبب أخر تلك الابتسامة خاصته تجعلها تشعر بالريب منه، هي ايضا عاشت مع الأكاذيب لذلك هي باتت تميزها جيدا.

نظرت الى دان بريب وقالت 'قل الحقيقة من أنت؟' تراجع دان بوجه حزين لا لأن مادي بدأت بالشك به بل لأنه مجبر على الكلام، لكنه لم يقوى عليه، على قول الحقيقية فقالت البحر نيابة عنه بمرح 'دااان فقد والديه منذ الصغر وأخبرته عصفورة سوداء انه يمكنه استعادتهما وايضا.......تغيير الماضي والمستقبل لذلك لذلك' غضب دان وصرخ 'أصمتِ' ضحكت البحر لغضبه، نظر بجدية الى مادي ثم قال 'كنت أتمنى أن نبقى معا للنهاية' قاطعته غاضبة 'من أنت' فقال صارخا 'أنا هو دان' نظر بإصرار نحوها فهي كانت كل ما يهمه ولا أحد غيرها، بعدها أكمل كلامه بحزن 'بقيت معكم لأتم مهمتك فأنتِ لن تقدري عليها' تعجبت مادي وقالت بصوت هادئ حزين 'أي مهمة' فقال وهو ينظر نحوها تارة ونحو إكليو تارة اخرى 'مفتاح البحر' نظرت الى إكليو بصدمة ثم عادت لتنظر الى دان غير فاهمة كلامه، تتمنى من كل قلبها أن ما فهمته خاطئ فقال مؤكدا عليها 'أنت الشخص الوحيد الذي يمكنه دخول البحر، وإكليو مفتاحه' عم الصمت المكان إلا داخل مادي، فكانت هناك حروب قائمة، هي تعلم أنها الشخص الوحيد بينهم الذي كان لا يعرف، وكلهم كانوا على علم بالأمر، غضب اعتراها من الجميع، أخرجت سكينتها التي تستخدمها للطبخ وهاجمت دان بهما أخرج سيفه وصد هجمتها قالت والدموع منهمرة على خديها 'لن أسمح لك و لأحد أن يلمس إكليو بسوء' أحزنه كلمتها وغضبها وخوفها على شخص أخر غيره، ما كان بيده إلا أن يدفعها نحو حجر إكليو الذي التقطها وضمها ليهدئها، وقف ليڤ امامهم مخرجا سيفه مستعد لهجوم دان، لكنه أخرج شيء من جيبه أشبه بالصفارة نفخ فيها فلم تخرج صوتا، ولكن ظهر رجل من العدم يرتدي السواد خلفه أمسك بيده ثم أختفى الأثنان بلحظة.

بقيت مادي مهزوزة، مدمرة، غاضبة، أسفة، فهي لم تستطع حماية عزيزها إكليو، وأما هو فقد ضمها من خلفها وبقي يهدئها استشعرت مادي تغير جسمه فقد أصبح أطول منها وأعرض، وكأنه بين يوم وضحاها تحول الى رجل، سقطت على الأرض فلم تعد ساقيها تحتمل الواقع ولا قلبها المنكسر، اقتربت منها البحر ووضعت يدها على رأسها وبدأت تمسح على شعرها وقالت لها 'لا بأس ففي البحر السابع يمكنك إعادة كتابة العالم، أنتِ فقط من يمكنه فعل ذلك' نظرت لها مادي كالغريق الذي وجد حبل نجاته فتابعت كلامها 'أعرف أن الأمر صعب عليكِ ولكن أرجوكِ ثقي بي' لأول مرة بدت الفتاة اللعوبة جادة…

البحر السابع Where stories live. Discover now