الفصل الثاني عشر (البحار الستة و إكليو)

9 3 0
                                    

غرفة مضيئة بدون مصدر للضوء عرش ترابي ضخم يجلس فيه عجوز قزم اكتسى وجهه بالشعر الرمادي حتى اخفت ملامحه كلها يرتدي ملابس بنية اللون كلون الارض الموحلة يضع قدم على قدم وهو ينظر بنظرة مفتخرة الى إكليو افتتح كلامه بضحكه خافته 'هل تريد ان تعرف عن البحار الستة؟…لكنك لست مستعداً بعد… مازال الطريق امامك طويل لكنني سأجيب عن سؤال واحد فسل ما شأت' قال إكليو بثقة وهو يجر انفاسه المتعبة 'قرأت في كتاب في مكتبة كاهن قرية ارجان عن البحار الستة تقول ان البحار موجودة من الخلق والناس عاشت بها لسنين قبل ان يعرفوها وبعد ان عرفها البشر نشأت الحروب لحكرها، هل البحار هي الارض التي نعيش عليها اقصد هل هي المدن الكبيرة؟ هل البحر السابع مدينة مخفية؟' ابتسم العجوز وقال 'قلت اني سأجيب عن سؤال واحد' تجهم إكليو ثم قال 'حسنا اجب عن اخر سؤال هل البحر السابع مدينة مخفية' 'اجل' قالها العجوز القزم بعدها وجد نفسه خارج النفق وسط الجبل في دهشة وعجب لم يستطع مقاومة الصراخ بصوت عالي ثم بدا يحدث نفسه 'هناك ست ممالك وكل مملكة تنتمي الى بحر وإذا وجد بحر سابع إذا مملكة سابعة مخفية ولا احد يعرف عنها شيء……لكن ما علاقتي انا بها هل يمكن ان اكون شخص ذو شأن عظيم فيها كالخليفة الوحيد لها او اخر نسل ملوكها' بدأ يضحك بعبط بعد ان استنتج انه شخص عظيم وله علاقة وطيدة بالبحر السابع حينها تذكر احلامه والصوت اللطيف وذلك الحنين اراد ان يتحدث مع احدٍ ما لذلك اراد ان يعود الى مادي الشخص الذي يستمع له مهما قال من ترهات لكن عليه ان ينتهي من مهمته اولا اثبت وجود اسطورتين وبقيت واحدة.

الاسطورة الثالثة شيطان النهر في الجهة الغربية هناك نهر يفصل بين قريتين ويسكن في ذلك النهر شيطان يحطم اي جسر ينشئه سكان القريتين فيضطرون الى الابحار ذهاباً وإياباً ويمنع الابحار في الليل لأنه سيهاجم القوارب المبحرة ازعج هذا سكان القرية لكنهم تعايشوا مع الوضع لأنه حتى جنود الدولة لم يستطيعوا تحديد هوية ذلك الشيطان للقضاء عليه. ما هي الطريقة المثلى للقضاء على وحش يعيش في المياه؟ الغوص له هذه الفكرة الوحيدة التي طرأت له لكنه لم يجرب الغوص من قبل لذلك عليه تدريب نفسه على كتم انفاسه اصبح طوال الطريق يكتم انفاسه على فترات متباعدة ويحسب لنفسه كم دقيقة بقي كاتما نفسه في المرة الاولى لم يستطع البقاء لمدة عشر ثوان بعدها اصبحت عشرين الى ان وصلت الى دقيقة شعر بالفخر بنفسه دقيقة واحدة ستكون كافية للغوص فالنهر ليس بذلك العمق مثل البحر الجهل يجعل الشخص احمق. وصل إكليو الى القرية التي على ضفاف النهر توجه مباشرتا لكاهنها حتى يعرف اكثر عن الاسطورة والنهر قال الكاهن 'لم نرى الوحش منذ زمن بعيد فنحن التزمنا بالقوانين منذ الازل لا إبحار في الليل وجولة واحدة في اليوم حتى نتجنب غضبه' إكليو ' ألا يوجد مواصفات للوحش في تاريخكم؟' الكاهن 'كلا يا بني الوصف الوحيد الذي لدينا انه مظلم كالليل' فكر إكليو قليلا ثم قال 'حسنا انا سأثبت إذ كان موجودا او لاء وسأحاول القضاء عليه' قال الكاهن بتعجب ' أنت؟ وكيف ذلك؟' قال 'سأغوص له' ابتسم إكليو من الاذن للأذن وقال الكاهن وهو ينضر اليه بتعجب 'إما أنك شجاع او مجرد احمق'. استعار إكليو قاربا من سكان القرية خرج الجميع الى النهر يراقب الفتى الاحمق يتوجه الى منتصف البحيرة بقارب صغير نزع ملابسه العلوية وحذائه ثم غاص كم تتوقع انه بقي اسفل الماء او الى اين وصل حتى؟ الجواب بسيط هو حتى لا يعرف السباحة لذلك هو غاص للأسفل وكأنه يقع من السماء الضغط ازداد على صدره وبدأت انفاسه تنقطع وحينما شعر بالموت سمع صوتاً دافئاً يقول 'لا تنظر للأسفل ابدا ولا ترفع رأسك عاليا انظر للأمام ولن تقع ابداً' هذا اخر شيء شعر به قبل ان يسمع صراخاً يقول 'استيقظ يا فتى انهض' بدأ يسعل ويخرج الماء من جوفه وعندما انتهى نظر للكاهن وقال له 'ماذا جرى' قال الكاهن بنبرة يائسة 'لم تخرج من الماء لمدة لذلك ذهب بعض الفتية لإخراجك من حسن حظك ان جسدك طفى وإلا لكنت ميت' هم الكاهن بالمغادرة لكنه توقف وقال دون ان ينظر لإكليو ' لن اسمح لك بالنزول مجدداً الى النهر كدت تعرضنا جميعاً لخطر الوحش'…

البحر السابع Where stories live. Discover now