الفصل الخامس (وداعاً)

10 3 0
                                    

أعتاد إكليو على حياته في القرية أصبح يعرف الجميع ويحيهم كل صباح، شتان بين حياته السابقة والحالية. هو قدرها جيدا لكن الانسان يتعلم من أخطائه لم يكن خطأ إكليو او أي أحد أخر هو فقط سوء حظ او هو قدر ذلك الفتى ليكمل رحلته نحو حقيقة العالم.

بعد ان مضى شهر كامل من بقاء إكليو في قرية المرجان وبينما كان يتجول حول القرية في صباح باكر لمح مجموعة من الخيول قادمة بتجاهه، توقفت الخيول عندما وصلت له وقال أحد الفرسان له 'مرحبا يا فتى' كان الفارس عريض المنكبين طويل القامة ورغم ضخامة الحصان الا انه بدا وكأنه راكِباً حمار، رد إكليو بتعجب من ضخامته 'أهلا، من أنت؟' تعجب الفارس من كونه لا يعرفه فقال 'الى أي قرية تنتمي يا فتى؟' هو لا يعرف اسم قريته السابقة لحسن حظه فأجاب بكل غباء 'أنا أعيش في قرية المرجان' تهجم وجه الفارس وقال 'تعيش إذا، رافقني الى القرية' قال كلمته وتابع سيره بالحصان ببطء حتى يستطيع إكليو مجاراته.

تابع الفرسان مسيرهم بصمت قاتل حتى وصلوا الى باب المعبد، ترجل الفارس الضخم الذي بدا انه القائد ثم جر إكليو من ذراعه بعنف الى داخل المعبد الى ان رماه بين قدمي الكاهن ثم قال بنبرة عنيفة 'من هذا الفتى؟ ولماذا يعيش في قرية المرجان؟'

بهدوء أجاب الكاهن 'انه أحد الفتية الذين اهتدوا على يدي'

الفارس 'إذا فل يتلوا الصلاة امامي'

نظر الكاهن الى إكليو وقال له 'انطق' فقط بدون مقدمات امره بالكلام وهو يعلم ان إكليو لا يجيد الصلاة، بدون شعور او تردد نطق إكليو 'إلهانا إلهي انت يا من تسكن في قلوب عبادك و يا من تستقر له نفوس من أهلكته ذنوبه نرجوك ان تنعم علينا بالسكينة وان ترزقنا فضلك يا من احسنت الاستجابة انا عبدك الذي افتقر الى رزقك ورحمتك فشكرا لك حتى ترضى وشكرا لك حتى ترضى' ختم كلامه بالصمت الذي اطبق على المكان ثم قال الكاهن 'هل رضيت الان؟' تجهم وجه الفارس ثم قال 'اتيت لكي افحص المكان مثل كل سنة' قال الكاهن 'حللت اهلا و وطئت سهلا جب الارض حتى ترضى' غادر الفارس وتبعه باقي الفرسان.

ادار إكليو وجهه للكاهن بهدوء وقال 'ماذا حدث؟ انا لا افهم ما الذي جرى؟'

قال الكاهن 'هناك امور من الافضل ان تبقى كما هي، كل ما عليك معرفته هو ان الفرسان ليس عليهم ان يعرفوا من اين اتيت او ماذا تفعل هنا وعن وجهتك القادمة والا قتل احدنا إما انت او انا'

كلام الكاهن ادخل الخوف في قلب إكليو ماذا لو ان احد رجال القرية تكلم حينها قد يموت الكاهن ويكون خطئه.

على الرغم ان إكليو اجتاز اختبار الفارس إلا انه ما زال مرتاب من إكليو ويرغب في معرفة حقيقة امره فأرسل فارسا خلفه حتى يراقبه اين يذهب وماذا يفعل. تابع إكليو يومه بشكل طبيعي ينفذ المهام ويقوم بالتنظيف وكأنه تلميذ الكاهن قدم الفارس تقريره لرئيسه قائلا 'يبدوا انه ليس صبي عادي ان الكاهن يرغب بجعله تلميذا له فهو يقوم بمهام الكاهن' ارتاب اكثر وفكر وتدبر ثم نطق فسقا 'ذلك الفتى ليس بمؤمن' تعجب الجميع من الامر لكنه القائد لذا ما يقول هو الحق نطق الفارس الاخر 'هل نقتله؟' رد الفارس 'ليس اليوم دعونا نرتاح في ضيافة الكاهن هذه الليلة' توجه الفارس الى المعبد وفتحه ودخل دون اخذ إذن لم يرى الكاهن حينها وكان إكليو هو الموجود فقط فقال الفارس 'اين الكاهن يا فتى؟' إكليو 'انه منعزل بنفسه'

البحر السابع Where stories live. Discover now