الفصل السادس والثلاثين (مملكة بحر النار)

5 2 0
                                    

أفاق إكليو من النوم ولم يجد مادي بجانبه، أجال بعينيه حتى وجدها جالسه على أعلى التلة التي اختبأوا خلفها، صعد التلة وجلس بجانبها، لم تشعر به فقد كانت حبيسة أفكارها، جلس بصمت بجانبها يخالجه نفس الشعور، الغضب، والكراهية من البشر، خُلقنا مثلهم بكياننا، ووجداننا، بدمائنا، وأشكالنا، ولكنّا اختلفنا بمشاعرنا، حتى بتنا نرغب بسلب أرواح بعض، وكأننا مختلفون…

أستيقظ دان بعد أن شعر بالبرد تقلب في مكانه يبحث عن رفيقيه، حتى وجدهم أعلى التلة، راقبهم بصمت كاتما مشاعره، لكل منهم مهمة عليه أنجازها، حتى وإن تقاطعت طرقهم وتبدل حالهم من أصحاب لأعداء…

تابعت العصبة طريقها حتى لاح لهم كيان مملكة بحر النار، اشتهرت بحرارة طقسها، لا لكونها في منطقة صحراوية، بل لقربها من بركان هائج، تعايش الناس مع الحرارة حتى تصلبت جلودهم كالحديد، صاع صيت جيشها بقوته، فكان من الصعب أسقاط أحد جنودهم، عاشوا ببيوت صخرية بركانية، يتنقلون بأرجلهم، فلا يوجد حيوان يستطيع تحمل الحرارة، سوى الزواحف التي عاش سكان المملكة على لحومها، ولم تكن بحجم يسمح لها بجر العربات، أعتاد السكان على هذه الحياة حتى أحبوها رغم قسوتها.

لم يستطع الثلاثة الاقتراب كثيرا من المملكة بسبب شدة الحرارة، وهذا ما حمى المملكة من الغزاة، قالت مادي وهي بالكاد تتنفس 'لن نستطيع الاقتراب أكثر' فقال دان وهو يمسح عرقه 'ماذا سنفعل علينا الدخول' فرد إكليو عليهم 'لا بأس سأعيركم بعض من قوتي' تعجب الأثنان من جوابه، فهو لم يبدي أي ضرر من الحرارة، تمتم ببعض الكلمات التي لم يستطيعا سماعها، بدأت الحرارة تخف عن الأثنان، حتى اختفت فقال دان وهو مرتبك 'ما الذي فعلت؟ كيف حدث هذا' فأجابته مادي وهي تهدئه 'لدى إكليو عقد مع الجان، لا بد أنه استخدم قوتهم' فقال إكليو منزعجا من كلام مادي 'أنا لا استخدم قوتهم، بل أستعيرها' شعرت مادي بالتوتر فقالت وهي تبتسم 'أجل معك حق أنا أسفة' قال دان لكسر الشجار 'وما هي القوة التي استعرتها؟' قال إكليو على مضض 'طلبت منهم إحاطتكم بهالة لتخفف عنكم الحرارة فقط' فقالت مادي مازحة 'كرم منهم' لكن مزحتها لم تعجب إكليو هم دان لمادي قائلا 'كوني صبورة أنه سن البلوغ' وجهت له ضربه في خصره ثم قالت 'أصمت أنت'.

تابع الثلاثة طريقهم الى مملكة بحر النار أوقفهم حارس الحدود قائلا 'من أنتم؟ ومن أين أتيتم؟ وما هي وجهتكم؟' قالت مادي 'أنا مادي، وهذا إكليو، ودان أتينا من مملكة بحر إغريق، ودان من بحر عشير، نحن رحالة نرغب بدخول مملكتكم' قاطعها الحارس قائلا 'لستم مجرد رحالة، تحيط بكم هالة من الجان' صمت الثلاثة بريب فقال إكليو 'أتينا رغبة في العثور على بحر مملكتكم' صُدِم دان ومادي من جرأته فأمسكته مادي من كم ملابسه قائلة 'ما هي مشكلتك؟ هل تريد أن نسجن او نقتل؟' فقال لها هامسا 'لا بأس لقد أخبروني بذلك' فقال دان 'أنت وطيورك هذه' أصمتهم صوت الحارس قائلا 'أتبعوني'.

البحر السابع Where stories live. Discover now