الفصل عشرون (مادي)

9 3 0
                                    

خرج الاثنان من بيت العجوز متوجهين الى منزل الشجرة بصمت… كل واحد منهم يفكر بما شاهده في الحلم…

وصل الاثنان واخذ كل واحد زاوية ليستلقي عندها عم الصمت المكان لوقت طويل ولو انك كنت عندهم لظننت أنهم جثث هاوية، لم يجرأ أحد منهم على الكلام خوفا من فقد ذلك الشعور… حينها فكر إكليو هذا هو ثمن المعرفة (الضياع) لا يمكنك أدراك ما عليك فعله وما كان عليك فعله ما هي الخطوة التالية ما هي الفائدة من تلك الذكريات اسئلة كثيرة بدون اجوبة…

بعد صمت دام دهر او اكثر قال إكليو 'هل تشعر بالجوع؟' قال مادي بتنهد 'هل لديك شعور غير الجوع؟' قال إكليو 'لا أعلم' عاد الاثنان للصمت ثم قال مادي 'يبدوا انني انتمي الى العائلة المالكة' قال إكليو بهدوء 'يا الروعة' غضب مادي وقال 'أنا لا امزح هذه القلادة التي أملكها هي أرث العائلة المالكة ولا يحملها إلا وريث العرش' قال إكليو 'إذا أمك كانت وريثة العرش فكيف قتلت؟' صمت مادي ثم قال 'لا أعرف لماذا كانت في عربة صغيرة مع والدي؟ ولماذا لم يكن معهم جنود؟ كانوا كمن يهرب من شيء من أحد ربما الخلاف على العرش هو من أودى بها أو ربما شيء أخر' أدار إكليو نفسه تجاه مادي ثم قال 'شيء مثل ماذا؟' قال مادي 'لا أعلم لكني سمعت في الحلم أحدهم يقول مهما حدث علينا الحصول على الروح' قال إكليو 'قرأت في كتاب قديم يقول أن روح البحر لدى العائلة المالكة هل تظن ان القلادة هي روح البحر؟' قال مادي بعدما ادار نفسه تجاه إكليو 'هل تظن ذلك؟' قال إكليو 'لا أعلم لكن ألا يعني هذا أنك وريث العرش؟' صمت مادي للحظة ثم قال 'لا أشعر أني أرغب بأن أكون ملك' قال إكليو 'حتى أنا أظن أنك لا تستحق أن تكون ملك لكن الاسطورة تقول أن روح البحر هي من تختار الملك القادم' قال مادي 'كوني أملك القلادة هذا لا يعني أني الملك القادم' بعد صمت قال إكليو 'أمك لم تكن تهرب لتحمي نفسها بل كانت تحمي الملك القادم كانت تحميك أنت، ربما يصعب عليك تقبل الأمر لكن هذه المملكة تحتاج الى ملك' غضب مادي ونهض من مجلسه وقال صارخا 'أخبرتك أني لست الملك أيها الاحمق طفل مثلك ما الذي يعرفه تتحدث وكأنك تفهم كل شيء اللعنة عليك أنا لن أصبح ملك أحد' غادر مسرعا نحو الا مكان هو فقط كان حزينا وغاضبا انه السبب في موت أمه لكن مجددا هذا هو ثمن المعرفة…

ركض دون توقف والدموع تحرق عيناه لا وجهة لديه لكن الاقدار تكفلت بتوجيهه بعد أن تعب من الركض توقف ليلتقط أنفاسه حينها بدأ يسمع همسا 'حللت أهلا و وطئت سهلا' فتح عيناه بقوة وبدأ يلتفت يمنا ويسرا 'من هناك من أنت أخرج نفسك' لكن لم يجبه أحد تسلل الخوف إليه هو وحيد في منتصف الغابة بدأت قلادته بالتوهج أخرجها من جيده فإذا بالضوء يشير الى مكان ما، لم يكن مادي شجاعا مثل إكليو اتصف بالحذر منذ صغره لذلك فضل أن يعود على ان يتبع الضوء لكنه لا يعرف طريق العودة ففكر انه إذا بقي في مكانه وتأخر الوقت سيأتي إكليو للبحث عنه، مر وقت وهو جالس يراقب الضوء هل سيأتي إكليو للبحث عني حقا؟ انه شخص مهمل ربما هو نائم الان او هو لا يعرف اين انا اغمض عينيه وجمع كفيه ونادى 'إكليو، إكليو، ارجوك فلتجدني أنا أحتاجك' سمع صوتا دافئ يقول 'أنت تنادي وهو يلبي' تعجب من الصوت هو واثق انه يعرف صاحبه لكن من هو؟

لم يمضي وقت طويل حتى سمع مادي صوت إكليو يناديه فنهض مسرعا تجاه الصوت وعندما وصل له قال غاضبا 'تأخرت يا أحمق ماذا لو حدث شيء لي' قال إكليو 'أنت من هربت راكضا كالأحمق' ضرب مادي رأس إكليو وقال غاضبا 'من هو الأحمق إيها الغبي التافه' كتم إكليو غضبه ثم قال 'هيا لنعد لابد أنك متعب' صمت مادي ونظر للقلادة التي توقف لمعانها كان مترددا من قول ما جرى الى إكليو لكنه علم انه سيصدقه مهما قال فأخبره بالذي حدث معه. قال إكليو معلقا على ما حدث 'يبدوا أنك حقا وريث العرش، الارواح تحدثت معك وهي لا تتحدث مع أي شخص' قال مادي 'هل تقصد ان القلادة كانت تشير الى مكان روح البحر؟' قال إكليو بنوع من التفاخر 'نحن الاثنان مميزان لهذا نحن أصدقاء' غضب مادي وقال 'هل هذا كل ما يفكر به دماغك العطبان' قال إكليو بعد أن عاد للواقع 'هل تريد تذهب الى وجهة الضوء' قال مادي حائرا 'لا أعلم حقا ماذا أريد ما زلت لا أصدق أني وريث العرش' اخذ إكليو نفسا عميقا ثم قال 'ليس عليك أن تصدق الأن الشك هو ما سيجعلك تبحث عن الاجوبة لكن التصديق سيجعلك ثابتا في مكانك قابل بما لديك من معرفة، الشك، التكذيب، هو دافع الانسان للبحث' قال مادي 'بين الحين والاخر تقول كلام أكبر منك' ضحك إكليو ثم قال 'هذا بكل تأكيد كلام معلمي وعقلي الباطن يستنسخه' ضحك مادي وقال 'بكل تأكيد فعقلك لا يمكنه التفكير هكذا' لم يهتم إكليو بسخرية مادي فهو كان سعيدا أنه خفف عن قلقه شد مادي على قبضته وقال 'دعنا نذهب معا إكليو الى وجهة الضوء'…

البحر السابع Where stories live. Discover now