الفصل الثامن والثلاثين (ماذا فعلنا)

6 2 0
                                    

بعد أن أصبحت القلادة في يد مادي، بدأت بمخاطبة البحر قائلة 'مرحبا هل تسمعينني؟' أجابت البحر بصوتها الرقيق الهادئ 'وما الفائدة من سماعك؟' قالت مادي 'لدي بعض الأسئلة هل أجد جوابها عندك؟' لم تجب البحر فأكملت مادي قائلة 'ما هو سر البحر؟' لم تجب أعادت مادي السؤال مرة تلو الاخرى، لكن البحر لم تجب، حتى غضبت مادي وقالت 'أجيبِ قولي اي شيء' فقالت 'لكل شيء ثمن' ازداد غضب مادي وقالت 'ألم تكتفي بالأرواح التي سُلبت لأجلك؟' فقالت 'أحب النجوم كثيرا ولا أمل من جمعها' لم تعرف مادي ماذا تقول، بقيت صامتة، جامدة، غاضبة، حانقة، حاقدة، قذفت بالحجر الى إكليو قائلة 'لا فائدة منها، فهي مختلة أيضا' أمسك إكليو يد مادي ونظر الى عينيها مباشرة، ثم قال 'لا بأس سأحادثها بنفسي' نظر ليڤ الى دان الجامد في مكانه،وثم تابع تأمل مادي و إكليو وهما مقابلان بعضهما، والفارق بينهم خطوة واحدة فقط، خاطب إكليو البحر قائلا 'نعطيك الحرية وتعطينا المعلومات' فقالت البحر 'عن اي حرية تتحدث؟ مات كل من اعرف فما فائدة الخروج الان' فقال 'أليس أفضل من البقاء مسجونة للأبد؟ ما زال هناك الكثير من الجان في الخارج يمكنك البدء من جديد' صمتت قليلا ثم قالت 'وما هو الثمن الذي ستدفعه لخروجي؟ انت تعلم جيدا ما الذي يحدث عند خروجنا' فقال ليڤ 'لم يبقى أحد يرغب بالحياة هنا بعد وفاة الملك… لم يعد هناك داعي للبقاء' تعجب الجميع من كون ليڤ يستطيع سماع صوت البحر بدون أمساك يد مادي، لكنه لم يبالي لتعجبهم ولم يبرر موقفه، بل تابع صمته وعيناه مركزة على الحجر فقال إكليو 'سمعتي الرجل' لم تستطع مادي تقبل الامر لكنها لا تستطيع فعل شيء، فصمتت على مضض، قالت البحر 'سأخبركم ما اعرفه' صمتت قليلا لشد انتباه الجميع، فأشارت مادي لدان ان يمسك يدها ليسمع معهم ففعل، ثم تابعت كلامها 'بعد أن أُسرت هنا، قابلت ذلك الرجل، لكنه كان مختلفا عن الرجل الذي سبب في سجني، كلا الشخصان يرتديان السواد ولا يظهر شيء منهم، ولكن احدهم كان تجسيدا للشر، والاخر للخير، اخبرني انه يوجد ست بحار كل بحر عبارة عن بعد، فقط أشخاص مختارون من يستطيعون دخوله، وبحر سابع فقط شخص واحد يستطيع دخوله، ومن يجمع البحار الستة، سيجد البحر السابع، حقيقة لم أفهم ما يقصد، أخبرني أن أنتظر قدوم مفتاح البحر السابع، وانه هو من سيحررني من هذا المكان، هو ايضا لم يعرف متى لكنه عرف انه قادم يوما ما، اخبرني ان البحر السابع سيكون فيه الخلاص والامان، ولكنه ان وقع بيد الشخص الخطأ سيكون الدمار، فقوة البحر السابع قادرة على التحكم بالكون، والحياة، والموت… بعدها لم يظهر مرة اخرى امامي، وهذا كل ما اعرفه' فقالت مادي 'هل وجودكِ داخل البحر، او البعد الذي انتِ فيه، يعطيك قوة لا يملكها أحد أخر؟' أجابت 'أجل وإذا استطعتِ فتح البحر، ستملكين هذه القوة ولكني لا أنصحك بفعل ذلك' تذكرت مادي نهي مختار لها باستخدام قوة البحر، وهذه المرة الثانية، نظرت الى إكليو الهادئ المركز في حديث البحر ثم سألت 'ولماذا؟' أجابت البحر بملل قائلة 'حينها يجب عليك دفع الثمن، نفس الثمن الذي يُدفع لنا' تقصد ارواح البشر، فكان الملوك يدفعون ثمن طلباتهم بأرواح بني جنسهم، الى أي مدى يمكن أن يصل طمع البشر بالقوة؟

سألها إكليو 'كيف عرفتي الرجل الاول أقصد الشخص الذي سجنك؟' فأجابت 'لأني قابلته وهو من أخبرني بكوني سأسجن في الحجر' فقال 'متى؟ ولماذا؟' أجابت 'لماذا! لا أعرف حقا، لقد كان قبل أن أسجن في الحجر بيوم او يومين، زارني في غرفتي وأخبرني أني الخلاص لأهلي، وبتضحيتي سيعيش الجميع بسلام، وفوقها سأستطيع رؤية النجوم، اي شيء أجمل من أن تحقق حلمك!! لقد خدعني، والان أنا سبب هلاك قبيلتي' صمتت بحزن وكأنها ضحية غُصبت على ما جرى، ولكي يبين إكليو لها أنها لا تختلف عن البشر سألها 'هل كنتِ مجبرة بتنفيذ طلبات البشر؟' فقالت بدون ان تبدي بأي مشاعر 'كلا' فقال بهدوء كما يخاطب الطفل المخطئ 'إذا لماذا وافقتي على طلباتهم وسلب ارواح البشر؟' صمتت قليلا وكأنها أدركت امرا ثم قالت مخاطبة نفسها 'كل ما أردته هو تجميع النجوم' صمت إكليو، لقد شعر بالشفقة والغضب بنفس الوقت، ثم قال 'أنا أسف' رفع يده الممسكة بالحجر الى أقصى ارتفاع، ثم بحركة قوية انزل يده بسرعة، ورما الحجر على الارض حتى تكسر الى عدة قطع، تعجب الجميع من فعله ثم قال إكليو 'إذا ما تحطم الحجر تدمر البحر، وهكذا هي تتدمر معه' قالت مادي بتوتر 'لكنك وعدتها أنك ستحررها' فقال وهو يدير نظره للملك 'هناك عدة طرق للتحرر' حاولت مادي متابعة الكلام ولكن دان اوقفها، ولم يبدي ليڤ اي اهتمام بما جرى.

تجمع ما بقي من بشر في مملكة بحر النار حملوا نعش الملك ودفنوه مع حجره للأبد، وهكذا أنتهت لعنة البحر ومات الجميع بسلام…  

البحر السابع Where stories live. Discover now