الفصل الخامس والثلاثين (الطريق)

5 2 0
                                    

مضى شهر كامل على رحلتهم وبقي ثلاث أشهر…

لاحظت مادي طول قامة إكليو فأصبح أطول منها بعدما كان أقصر منها بقليل، قالت مادي مخاطبة إكليو وهي تقف أمامه مشيرة إلى طوله 'لقد أصبحت أطول مني هل كبرت بهذه السرعة؟' فقال دان ساخرا بينما كان يشعل النار 'ربما وصل لمرحلة البلوغ' فقالت مادي 'مستحيل كان في الحادية عشر عندما وصل الى قريتنا ربما هو الان في الثانية عشر من عمره' فقال دان 'لا أظن ذلك يبدوا أكبر من ذلك ألم تفحص قضيبه' شعرت مادي بالخجل وقالت صارخة 'ولماذا أفعل ذلك' تابع دان كلامه الذي يبدوا جادا 'يمكنك تميز عمر الفتى من حجم قضيبه' ضربت مادي رأس دان بقدرها الأسود المتفحم 'من أين جلبت هذا الكلام' تحسس دان رأسه وقال 'لا يهم لا تصدق كلامي ولكن أأكد لك هذا الفتى أكبر من ذلك وهو في السن البلوغ' شعرت مادي بالخوف من كلمة سن البلوغ لطالما اعتبرته طفلا والان هو يصبح رجلا بالغ ثم قالت 'أنت كيف فحصت قضيبه؟' قال دان بينما كان إكليو يحاول اسكاته 'طلبت منه' لم يكمل دان كلامه لأن مادي انهالت عليهم بالضرب بقدرها المتفحم مرة تضرب دان ومرة إكليو الجالس بجانبه قائلة 'يا…منحرفان…وسخان…عاهران…ويلكم مني…ماذا تفعلون…بينما…أترككم…لوحدكم…لا أظن…أني ربيتكم…لتكونوا هكذا' بعد أن فرغت جام غضبها عليهم وهدأت عاقبتهما بأن يجلسا القرفصاء الى أن ينتهي العشاء وأيديهم للأعلى بينما كانت تحرك الحساء قالت لهم 'هل تعلمتما درسكما جيداً؟ من الخطأ اظهار مناطقكم السرية للأخرين' همس دان لإكليو قائلا 'هل نحن أطفال' بينما إكليو قال له 'أصمت يكفيني ما نلته بسببك' قال دان 'بسببي!! وما ذنبي أنا' شعر دان أن وحشا يرمقه بعينيه التي تريد سلب روحه من جسده وعندما أستدار أدرك أن الوحش هو مادي أبتسم لها ثم قالت له بصوتها المخيف 'ولا كلمة' هز رأسه موافقا أنه لن ينطق بشيء ثم قال في خلده "لم أكن أعرف حقيقة هذا الوحش" ثم تابعت مادي محاضرتها عن المناطق المحرم إظهارها للأخرين طوال الليل بالكاد استطاعوا النوم ليلتها…

مر شهران على رحلتهم بقي شهران للوصول…

أصبحت علاقتهم أكثر ود فشخصية دان المرحة أضافة للمجموعة الكثير من الضحكات والمشاكل.

ما زالت مادي غير مصدقة أن إكليو في سن البلوغ، فكانت تراقبه ليلا بينما كان نائم وهو يشخر بصوت عالي، يجافيها النوم كثيرا، وحينما تنام تستيقظ في أوقات متفرقة، مفزوعة تبكي لبعض الوقت ثم تعاود النوم مجددا، لاحظ دان تصرفاتها لكنه كتم الأمر خوفا من مادي، في أحد الليالي تزينت السماء بالنجوم حتى أضاءت المكان، جلست مادي بعيدا عن المخيم تراقب النجوم، فالنوم ركض هاربا بعيدا عنها، شعرت بقدوم دان لكنها لم تستدر واستمرت بمراقبة النجوم، قال دان 'ما بال الطفل الباكي مؤخرا، أنت لا تنام جيدا هل علي غناء لك حتى تنام' بقيت مادي على حالها ولم تعره أي أنتباه فقال دان ' أنت تعرف أنك لست وحيد، إذا كان هناك ما يؤرقك فأنا و إكليو هنا' ابتسمت مادي ثم قالت 'لماذا تخاطبني بصيغة المذكر؟' قال دان 'شعرت أنه يعجبك أكثر' قالت مادي 'أعتدت منذ أن كنت طفلة على ذلك، قال الكاهن انه لحمايتي فالجنود يبحثون عن فتاة لا فتى' فقال دان 'و ما الذي تغير الان لتصبحي فتاة؟' ضمت مادي ساقيها وقالت 'لا شيء، حقا لا يهمني الأمر فتاة كنت او فتى' ثم قالت بعد أن أغمضت عينيها 'ربما كوني فتا أفضل، هذا سيحميني من الكلاب البشرية' فهم دان نصف القصة فقال 'من قال لك أننا مرتاحون من الكلاب البشرية' نظرت مادي الى دان بتعجب ثم تابع كلامه 'هناك نوع من البشر لا ليسوا ببشر بل شياطين، وربما ألعن لا يهمهم فتاة كنتي او فتى، لهذا عليك أن تكون حريص لتحمي نفسك منهم' نظر دان للسماء ثم قال 'طالما الحياة تذب في، لن يمسكما أحد بسوء' رفعت مادي رأسها للسماء كانت النجوم شاهدا على قسمه، اقتربت حتى وضعت رأسها على كتفه شعرت بالدفء والأمان في حجره، هذه المشاعر لم تعرفها منذ نعومة أظافرها أغمضت عينيها عندما أحاطها بيده حتى خلدت للنوم.

البحر السابع Where stories live. Discover now