الفصل السابع (العائلة)

13 4 0
                                    

عند اول إشراقة للصباح سمع إكليو صوت صراخ في الاسفل لذلك نهض واتجه للأسفل لكي يرى ما يحدث هناك. كان الفتية يجهزون الافطار بصخب عندما لمح احدهم إكليو المصدوم من ازعاجهم قال 'تعال وساعد هل تظن نفسك ضيفا هنا؟' ضرب رأسه أحد الفتية الاكبر سنا ثم قال 'اعتذر على تصرفه انه اول يوم لك لذلك لابد انك تائه لا تقلق ستعتاد الامر قريبا'

فُتِحَ باب المنزل وإذا به جوان قد دخل وعم المكان الهدوء لرؤيته بدأ الفتية يتحركون كالجنود ويضعون الطعام على الطاولة اشار احدهم الى إكليو لكي يأتي ويأكل معهم. اعتاد إكليو على ان يقوم بتلاوة الصلاة مع الكاهن قبل الاكل لكن لم يفعل جوان او احد الفتية ذلك لذلك بدأ الاكل بدون صلاة فهي لا تعنيه من الاساس هي مجرد عادة اكتسبها من بقائه مع الكاهن. بعد ان انتهى الجميع من الاكل وتنظيف الطاولة تجمع الجميع امام جوان الذي كان يجلس على كرسيه الهزاز امام المدفأة قال بنبرته الهادئة وصوته الغليظ 'هذا الفتى الجديد سيبقى معنا لفترة ثم سيغادر، تعال عرف عن نفسك' تقدم إكليو الصف ثم قال بصوت مليء بالثقة 'مرحبا جميعا انا اتيت من احد القرى المهجورة لم يكن لدي اسم اعطاني اسمي كاهن قرية المرجان وهو إكليو، عمري أحد عشر عاما عرفته من كاهن قرية ارجان انا في رحلة البحث عن البحر السابع' انهى كلامه على ضحكات الفتية المكتومة خشية العقاب من جوان قاطع جوان ضحكاتهم قائلا 'سديم انت المسؤول عنه' تقدم فتى بان على شكله انه الاكبر بينهم وقال 'حاضر سيدي' اشار لهم بالتفرق وانطلق كل فتاً في طريقه اشار سديم الى إكليو لكي يتبعه، تبعه إكليو الى خارج المنزل حينها بدأ سديم بشرح قواعد المنزل 'اعلم انك جديد لكن عليك اتباع القواعد من الغد كل شخص في هذا المنزل يساعد في صنع الوجبات وتنظيف المنزل إضافة الى الاعتناء بالحيوانات وجلب الحطب من الغابة ناهيك عن التدريبات القاسية التي نقوم بها كل يوم' قال إكليو مطمئنا سديم 'لا تقلق لدي بنية جسدية قوية وانا سريع ايضا وهذه المهام قمت بها مع كاهن المرجان لكن لست جيدا في الطبخ' سديم مبتسما 'لا تقلق انا ايضا لا اجيد الطبخ لكن لدي مهام اخرى دعني اعرفك على الجميع وعلى مهامهم ثم نقرر اين سيكون موقعك' إكليو 'حسنا' سديم 'اولا انت تعرف اسمي وهو سديم انا اساعد في الاعتناء بالحيوانات فهي تحبني ويساعدني على هذا العمل رامي فهو جيد مع الحيوانات نحن لا نحتاج للمساعدة' لوح سديم الى فتى يقوم بملاعبة كلب ضخم ثم تابع كلامه 'هذا هو رامي' تابع الاثنان طريقهم حتى عثروا على اثنين يقومان بجز العشب عند مدخل المنزل ثم قال 'هذا الاثنان مسؤولان عن نظافة المنزل من الخارج الى الداخل، ذاك الفتى ذو الشعر الابيض اسمه سنو والذي بجانبه ذو الشعر الاحمر اسمه لايت' صمت قليلا ثم قال 'نحن ايضا تم تسميتنا من قبل الكاهن لكنه لم يتعب نفسه كثيرا في تسميتنا' انها كلامه بضحكات خفيفة الى ان وصل الى فتى هزيل البنية يحمل سلة على ظهره ثم قال له 'ذاهب للسوق؟' اجاب الفتى بتجهم 'كلا ذاهب في رحلة ميدانية' خاطب سيدم إكليو قائلا 'هذا هو اميرنا الغضبان وصاحب الانامل الذهبية بدونه كنا لنموت تسمما اسمه مادي وهو يذهب ثلاث مرات لشراء المكونات المحلات قليلا بعيدة وهو ضعيف كما ترا لذلك انا قلق عليه' قال إكليو بحماس 'استطيع المساعدة' اجاب مادي بغضب 'ومن طلب المساعدة منكم؟ انا بخير مع نفسي' قال كلمته ثم غادر متوجها للسوق سديم بابتسامة خبيثة 'انه عنيد لكن لا مشكلة اذا قرر القائد امرا هو سيمتثل له' إكليو 'انا لا اريد ان يجبر مادي على شيء هو لا يريده' سديم 'لا تقلق بشأنه هو دائما غاضب فعلت ما يريد او لم تفعل' تابع سديم ضحكاته الغريبة حتى ضهر فتى ضخم البنية وهو يحمل سلة على ظهره وقال مخاطبا سديم 'انت حقا تحب اغضاب مادي' سديم 'جاينت ذاهب للغابة؟ هل تحتاج لرفقة؟' جاينت 'انا بخير' قالها وهو يتجه للغابة ثم قال سديم بخيبة امل 'الجميع مكتفي ولا يوجد مكان لك ماذا علينا ان نفعل' صمت قليلا وبدأ يفكر ثم قال 'لا بأس سنترك الامر بين يدي القائد' قال إكليو متسائلا 'القائد هو جوان؟' سديم 'إما انك احمق او شجاع لا تهاب شيء' إكليو بعجب 'لماذا؟' سديم 'ستعرف في المستقبل، اما الان دعني اخبرك بالجدول اولا نستيقظ قبل شروق الشمس بساعة نجري حتى قمة الجمل ذهابا وإيابا بعدها نعود لصنع الافطار بالطبع علينا ان ننتظر مادي حتى يعود بالمكونات بعد الافطار كما ترا يذهب مادي لشراء مكونات الغداء اما البقية يقومون بأعمالهم حتى تشتد الشمس بعدها نأكل الغداء وبعد نصف ساعة يبدأ التدرب على الفروسية والرماية والسيافة يستمر حتى غروب الشمس يذهب الجميع للراحة بعدها تكون وجبة العشاء بعدها وقت النوم وهكذا كل يوم هل لديك سؤال؟' إكليو 'اجل في الامس لمحت مكتبة هل لا بأس بقراءة الكتب التي فيها؟' سديم 'اجل اذا وجدت وقت فراغ يمكنك ذلك' ابتسم إكليو بسعادة وتمنا في داخله ان يجد كتب جديدة لم يقرأها من قبل. بعد هذه الجولة القصيرة عاد إكليو الى المنزل وبما انه لا يملك شيئا يفعله كان الهدوء يعم المنزل وكأن لا ساكن فيه أخذته قدميه الى المكتبة الصغيرة بزاوية المنزل، كانت المكتبة تحتوي على عشرين كتاب فقط ولم يجد الكثير من الكتب الجديدة عليه استطاع العثور على ثلاث كتب جديدة وكانوا عبارة عن قصص الاساطير الخاصة بالمنطقة في البداية لم تجذبه فكرة قراءتهم لكن فراغه اجبره على ذلك.

الكتاب الاول تكلم عن اسطورة الوحش ذو الوجه الباكي تقول الاسطورة ان في غابة ما قريبة او بعيدة سكنها وحش ذو وجه باكي لم يصف الكتاب بنية الوحش وكل ما ذكره هو وجهه يتابع الكتاب رحلات المسافرين عبر الغابة وخروج الوحش لهم وهروبهم منه لم يذكر الكتاب ان الوحش تعرض لأحد لهذا اعتقد الكثير ان الوحش عبارة عن خيال المسافرين او انهم التبس عليهم شكل الشجر في الظلام الحالك فذاك الوحش لم يكن يخرج إلا في الليالي الغير مقمرة، كان الكتاب يصف كيف ان المسافرين يعيشون الخوف والرهبة من شيء لم يكن احد يدرك ما هو.

صوت الجرس يعلن عن وجبة الغداء عند اجتماع الجميع على سفرة المائدة وقبل ان يبدأ الجميع في الاكل استأذن سديم بالكلام 'اخوتي و أعزاءي اليوم انضم إلينا فرد جديد في هذه العائلة الصغيرة حتى ولو كانت إقامته مؤقتة إلا أنه سيكون جزء منا وأرغب من الجميع ان يعتني به كما نعتني ببعض' مادي 'هل انهيت كلامك؟ نستطيع ان نأكل الان؟' لايت 'اطلت الكلام يا اخي' جاينت 'ثرثار كعادتك' اشار جوان للجميع لكي يبدئوا بالأكل ولكي ينهي صراعهم. بعد الانتهاء من وجبة الغداء خرج الجميع بمن فيهم إكليو الى ساحة التدريب والتي تقع خلف منزل جوان امسك كل واحد من الفتية بسلاح مختلف عن الاخر سديم حمل سيفان صغيران وبدأ بالتلويح به في الهواء اما سنو فأخذ قوساً وسهماً وبدأ برمي الاهداف، لايت رمحاً طويلا، رامي ومادي كانا يتقاتلان مع بعض بالسيوف الا ان سيف رامي كان عريض و سيف مادي كان دبيب أخر واحد وكان جاينت كان يلوك بفأس ضخم كضخامة بنيته. قال جوان الى إكليو الذي كان مندمجا في مراقبة الفتية 'سوف ادربك على كل هذه الاسلحة الى ان تجد سلاحك' إكليو 'ومتى سنبدأ؟' جوان وهو يرمي سيفاً خشبياً الى إكليو 'الان'.

البحر السابع Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz