الفصل السادس والاربعون (بحر مملكة رياح البحر)

3 1 0
                                    

نتمنى في بعض الاحيان الجهل بعد المعرفة، ونتمنى المعرفة في موقع الجهل، يبقى الانسان يتمنى حتى توافيه المنية، فيتمنى العودة للحياة.

غادرت المجموعة القصر متوجهة الى موقع البحر، تم تجهيز شجرة كاملة لإنشاء معبد كامل للبحر، متكون من أعمدة من نور تحيط بمذبح مجهز للتضحية.

حينما وصلوا، دخل الملك أولا ثم قال لهم 'هدوء فهناك من سيضحي'، دخلوا بصمت يتأملون المكان وما يجري.

انعدمت الغرفة من الاثاث عدا المذبح الذي توسط الغرفة، محاطا بأعمدة منيرة أضاءت المكان كله، يجلس عليه رجل جرد الجزء العلوي منه من الملابس، واضعا يده على أضحية قدمها للبحر، وهي عبارة عن دجاجة كاملة النمو، وفي يده الاخرى سكينة حادة، وجلست زوجته أمامه على كرسي من الصخر هُيئ للنساء لتجلس فيه، و وضع أمامها طاولة من رخام أبيض مزين بالأزرق البلوري، وضع فوقه حجر البحر الذي يشابه بشكله الغيوم وبلون الغيوم الماطرة، صرخ الرجل قبل أن يذبح الدجاجة 'هذه أضحيتي لأحصل على طفل من دمي' قطع نحرها بضربة واحدة، وتطايرت الدماء على جسم زوجته، مما جعلها تفزع وتبكي وهي تترجى البحر أن يقبل بأضحيتهم.

تعجب الثلاثة من تقديسهم للبحر، بينما كانوا يروه سبب الدمار.

بعد أن غادر الزوجان المكان دخل مجموعة من الرجال وقاموا بتنظيف المكان من الدماء وتطهير المكان، وقبل أن يغادروا أشعلوا البخور ورشوا العطور.

قالت مادي منزعجة 'أنتم حقا تحبون بحركم' فقال الملك بدون مشاعر 'بالنسبة لنا هو الحياة'.

تابعوا سيرهم إلى أن وصلوا لموقع البحر، فسمعوا صوتا مَرِحاً قادم من الحجر 'مرحبا بكم، يمكنني الشعور بها بقوة سايلين' تعجب الثلاثة من سماع صوتها، فقال الملك 'يمكن للجميع سماع صوت بحرنا' فقالت مادي بعجب 'كيف فعلتي ذلك، في العادة' قاطعتها الجنية وقالت 'في العادة نحتاج الى قوة أبنة سايلين، ولكن ليس أنا' فقالت متعجبة 'أبنة سايلين؟! انتِ تقصديني في كلامك؟ هل سايلين حقا أمي؟' تضاربت الحقائق في رأسها، إذا ماذا كان ذلك الخيال، أمي، أبي، مايا، والحارس، والخدم؟ فقالت لها البحر مهدأ 'كل ما رأيته حقيقة، فأمك سايلين كانت حاملا بكِ قبل أن تدخل البحر' قاطعتها مادي قائلة 'ولكن لا يمكن للبشر أن تحمل من الجن، وأليس سايلين تكره البشر؟ وجنية شريرة معزولة؟ فكيف فعلت ذلك؟ أصبحت ملكة عليهم وحملت بي؟ أخبرتني بحر مملكة عشير أنه لا تدخل البحر إلا عذراء، وايضا' قاطعتها البحر بانزعاج قائلة 'دعيني أكمل حديثي' اعتذرت مادي عن اندفاعها ثم تابعت البحر قائلة 'حسنا، ما تعرفه حسناء عشير مختلف، فكل المعرفة حصلتها من جوان نفسه أو بالأحرى من سايلين، فهما وجهان لعملة واحدة' صمتت قليلا وكأنها تعدل من جلستها لجدية الكلام الذي ستقوله ' حسنا دعينا نستعيد بعض الحقائق، سايلين هي من فتحت البحار وعبرت الابعاد المختلفة، لذلك استخدام قوته ليس بالشيء الكبير، هي استغلت إغريق فقط وجذبته لها، كل ما جرى كان خطة بسيطة من تخطيطها، احتاجت الى دمه، الى قوته، لم يكن إغريق رجل عادي طفلها الاول لم يرث منه سوى قوته وطفلها الثاني لم يرث منه سوى ذكائه وطفلها الثالث ورث منه لطفه، أختارته لمعرفتها بطمع أبنائها، أما طفلتها الرابعة فجمعت كل صفات أبيها وأمها، أنتِ، عندما حملت بكِ لم تخبر زوجها بذلك، فهي علمت أنكِ المختارة، دخلت البحر حتى تنتظر الوقت المناسب لإنجابك، وحينما حان الوقت وضعتك بقوتها داخل رحم تلك المرأة، بعد أن قضت على طفلها، وأنجبتك أمرأه ليست أمك من رجل ليس بأبيكِ' تابعت كلامها بصوتها الجاد 'كل ما أرادته هو أن تلتقي بالمفتاح، لا أعرف ماذا سيحدث بعدها، ما هو الثمن للحصول على البحر السابع' كان صوتها جادا لم يهتز رغم قسوة كلامها، نظرت مادي الى إكليو بخوف، كانت ترتجف وهي تمد يدها نحوه، لقد كان بعيدا بالرغم انه قريب. أما إكليو فقد كان سارحا في مكانه يفكر في شيء بعيد ربما بحلم، او بالواقع.

عاد إكليو للحياة بعد أن أمسكته مادي من كتفه ونظرت له بوجهها الخائف، أبتسم لها ثم قال 'لا بأس فنحن نستطيع هزيمتهما، نحن أقوى الان' أمسك بيديها وضمهما الى كفيه ثم قال بثقة 'إضافة، لقد وعدتني أنك ستغيرين مستقبلي' هدئت مادي وابتسمت له قائلة 'أجل'، تابعت البحر كلامها قائلة 'قبل أن تسألني المحققة مادي عن سبب معرفتي بكل هذه الأمور سأخبركم' أحمرت وجنتي مادي وانزعجت لكلامها لكن البحر لم تبالي وتابعت كلامها قائلة 'البحار الستة متصلة بالبحر السابع، وكلها متصلة ببعض، فيمكننا معرفة الكثير إذ أستخدمنا قوتها بالشكل الصحيح، ولكن كل ما زادت القوة تطلب تضحية أقوى، ولمعرفة كل هذا كان علينا التضحية بالبشر' ما زال صوتها جامدا غير مهتم بما تقول، وكأن المشاعر سُلبت منها.

صمت الجميع من الحقائق التي عرفوها، لكن كان هناك سؤال يطرق صدر مادي حتى كاد أن يكسره، سألت مادي بصوتها الراجف 'هل تعرفين عمر إكليو؟' نظر إكليو لها بحزن فهو يعلم سبب سؤالها، منذ أن عرف خوفها من الرجال، وهو يحاول بكل جد أشعارها بالأمان، ولكن إن عرفت أنه رجل، هل ستبقى بجانبه كما السابق؟ هل ستعانقه عندما يبكي؟ أم ستربت على رأسه عندما تكون سعيدة بعمله؟ هل ستنام بجانبه عندما تشعر بالبرد؟ هل سيعود أمانها أم سيصبح مصدر خوفها؟. تعجب دان من سؤالها ولكنه لم يبدي اهتمام مما جعل ليڤ يدقق النظر فيه حتى أزعجه بنظراته، لم يهتم الملك بنزاع العشاق، قالت البحر 'آه… الأمر معقد قليلا فهو خليط بين شيطان وأنسية' قاطعها إكليو قائلا 'ذكرياتي تختلف عما تقولينه، فأنا أذكر أمي وأبي وكيف هرب بي من مصيري، رغم ذلك لحق به جوان وخدعنا' أزعج كلامه مادي فهي للأن لم تقبل كون جوان هو الرجل ذو الرداء الاسود، تابعت البحر كلامها قائلة 'من رأيت كانت أمك، لكن هل ذلك الرجل أباك؟' فقال إكليو 'أجل لقد كان مع أمي، وقد بكي على موتها' لقد حائراً يتساءل عن الحقيقة، ضائعا في بحر أفكاره، قالت البحر بملل 'هل نسيت القصة يا فتى؟ الشيطان ضحى بروحه ليفتح البحار، فمن أعتنى بأمك؟ وأين ذهبت أنت؟ ولماذا أفقت الأن؟' لم يعرف الاجابة وبقي حائرا في أمره وازداد قلق مادي من كلامها، فإلى أي عصر ينتمي هذان الاثنان؟…

البحر السابع Onde as histórias ganham vida. Descobre agora