الفصل الواحد والاربعون (صديق أم)

4 2 0
                                    

شجرة ضخمة بأوراق زرقاء محاطة بخمس أشجار مخضرة الأوراق، وعند كل شجرة تموضع ثلاث حرس حول الشجرة.

تميزت أجساد سكان هذه المملكة بالنحف وطول القامة، وبالملامح الهادئة والجذابة، وشعورهم الكستنائية الطويلة، وعيونهم الواسعة، لا تستطيع تمييز نسائهم من رجالهم إلا بمعالم أجسادهم، فتميزت النساء بقوامهم الانثوي الجذاب.

فُتح باب قصر الملك للضيوف وتم الترحيب بهم أشد ترحيب، وايوائهم في أفضل الغرف، لم يستطع الخدم تمييز مادي كأنثى، لذلك وضعوها في نفس الغرفة مع الفتية، لم تشتكي في بادئ الأمر، ولكن زاد عندما أحظروا لها صبية ليساعدوها على التنظف قبل الدخول للملك، أعتذر الخادم بشدة لقلة أنتباهه، حتى كاد أن يسجد تعبيرا عن اعتذاره، فقال إكليو ساخرا 'لا ألومك' مما جعل مادي تغضب وتبدأ حرب الأيدي بينهم، ولم تنتهي إلا بعد أن فرقهم دان.

بعد أن تم تنظيفهم وتلبيسهم أجمل الملابس والحلي، قدموا لهم وجبة من الطعام، فقال دان متذمرا 'متى سنقابل الحاكم؟' فقال ليڤ موضحاً 'إنها من كرم الضيافة، فلا يقابل الملك شخص جائع أو متسخ' فقال إكليو وفمه مليء بالطعام 'لا أشعر في هذا كرم' قالت له مادي منزعجة 'أبلع طعامك أولا' شرب الماء ليساعده على التخلص من كتلة الطعام في فمه، ثم قال 'إذ لم يدخل للملك إلا الشبعان والنظيف فكيف سيعرف حال ضيفه؟ سيضن أنه في أحسن حال ولن يزعج حاله في مساعدته! ايضا هو فقط لا يريد أن يزعج حاله بشخص متسخ دميم المنظر' تابع أكله وكأنه لم يقل شيء، فقال ليڤ 'حكمت على الرجل دون أن تقابله' قالت مادي 'لا أعرف بشأن صديقك هذا، ولكن إكليو لم يسيء الظن بأحد قط' قال ليڤ بينما كان يحمل كوب الماء في يده 'لم أقل إنه صديقي'.

أكل الأربعة ما يقارب مأكل عشرة أشخاص، فهم لم يأكلوا حسن الطعام منذ زمن طويل، فرغم أن مادي طباخة ماهرة، إلا أنها لا تستطيع صنع المعجزات بكمية المكونات القليلة. أرشدهم الخادم إلى غرفة مليئة بالأثاث الخشبي المعتق، سمح حجم الشجرة الضخم ببناء حجر كثيرة لذلك سميت بالقصر.

جلس كل شخص في مكان، جلس ليڤ على كرسي بجانب النافذة واضع سيفه بين قدميه، لقد كان له أَذِنَ خاص بالاحتفاظ بسلاحه عكس البقية، أما مادي فجلست على أريكة تكفي لشخص واحد بقرب ليڤ، جلس دان و إكليو على الكراسي الموضوعة عند الطاولة المترأسة الغرفة.

بعد عدة وقت من الزمن، وبينما كان دان يتذمر و إكليو يتفحص المكان ومادي تعزف الموسيقى بفمها فُتِح الباب ودخل رجل طويل القامة نحيف الجسد، ذو شعر أشقر طويل يصل الى ركبتيه، وعينين عسليتين لامعتين، وقف الجميع لمعرفتهم أنه الحاكم ترحيبا به، أبتسم الملك بلطف وحياهم بشكل رسمي، ثم ألتفت الى ليڤ وتغيرت ملامح وجهه للجدية، ثم قال 'وفيت بوعدك' أشار له ليڤ بالموافقة، ثم سار الملك ناحية الطاولة الخشبية الضخمة، وجلس على كرسيه الخشبي البسيط.

قال الحاكم بعد ان أشار لهم بالجلوس 'دعوني أحكي لكم قصة، قصة من سالف الزمان، بطلها طفل ضائع، وجنية شريرة'…  

البحر السابع Where stories live. Discover now