الفصل السادس عشر (الرحلة)

14 3 0
                                    

تهيئ الاثنان للمغادرة وجهزوا الحقائب هذه اخر ليلة لهم معا…

جلس جوان في مكانه المعتاد بجانب المدفأة بينما كان الجميع متجمع على طاولة الطعام يتبادلون اطراف الحديث كيف اهتاج إكليو وهزم جوان القصة تكررت اكثر من خمسين مرة وكلما قصوها عاد حماسهم كأنهم يروونها لأول مرة. تركهم مادي و وتوجه الى جانب جوان يراقب النار ثم قال 'ما الذي حدث هناك في ارض المعركة' قال جوان 'لا علم لي' صمت مادي لدقائق ثم قال بتردد 'قبل ان يسقط مغشيا عليه هو قال شيئا ما لك ماذا كان؟' لم يجب جوان على سؤاله بقي صامتا يراقب تراقص النار ثم قال 'اذهب للنوم غدا سيكون متعبا' لم تعجب مادي اجابة جوان لكنه اسرها في قلبه وعاد ليخبر الجميع انه وقت النوم. في الصباح الباكر وقبل ان تشرق الشمس نهض إكليو وحمل حقائبه وجهز نفسه للرحيل طرق باب مادي لكنه لم يسمع رد ففتحه ولم يجد احد في الغرفة نزل اسفل السلالم و وجده جالسا منتظرا فقال إكليو 'هل نمت؟' اجاب مادي 'كلا ربما لساعات قليلة' قال إكليو 'هل ستكون بخير الرحلة ستكون طويلة بالنسبة لك' قال مادي 'اعلم ذلك لن اكون عبئا ثقيلا عليك' تعجب إكليو وقال 'انا لم اكن اعني ذلك' قال مادي بنفاذ صبر 'لا يهم دعنا نغادر الان' توجه الاثنان للخارج، المكان هادئ الجميع نيام هكذا على المرء ان يغادر بهدوء دون افعال اي ضجيج لا داعي منه. بدأت رحلتهم الى الجنوب ناحية الجبال العظيمة حيث لا يتجرأ احد على الاقتراب منها ستكون مسيرة اسبوع كامل بسرعة مادي البطيئة. مر يومان على رحيلهم ساعات الراحة اطول من ساعات المشي جسد مادي غير معتاد على الترحال مثل إكليو مع ذلك جاهد نفسه على الاستمرار وحاول إكليو اظهار عدم الانزعاج من بطئه ففي كل مرة يخرج كلمة من فمه هاجمه مادي بلسانه السليط وشتائمه. اشعل إكليو النار و وضع قدرا فوقها لصنع العشاء بينما كان مادي مستلقيا على ظهره متعبا من المشي قال إكليو 'كيف تحب الحساء باللحم ام بالدجاج او السمك؟' قال مادي 'ولا واحد لا تضع يدك القذرة على مكوناتي الثمينة' قال إكليو بانزعاج 'لقد غسلتها جيدا' قال مادي وهو يعدل من جلسته 'القذر قذر مهما اغتسل' قال إكليو 'انت غاضب فقط لأنك لا تستطيع مجاراة مهاراتي العالية في الترحال' قال مادي وهو يقطع الخضار في القدر 'هل تريد ان يكون لسانك على العشاء' ضحك إكليو بتوتر وقال 'كنت امزح معك ايها الغاضب' بينما كان مادي يحرك المكونات شعر إكليو ببعض الاشخاص يقتربون منهم فأشار الى مادي ليتهيأ للقتال، امسك كل واحد بسيفه منتظرين خروج من يقترب منهم، اقترب ما يقارب عشرين رجل يضحكون بشكل مقزز قال احدهم 'يا الخيبة انهما ذكران' فقال اخر 'لا بأس انهما صغيران وجميلان سيشتريهما احد الاغنياء المرضى' استمر ضحكهم الاشبه بضحك الضباع اخرج إكليو ومادي سيفيهما وقال إكليو 'هذا إن استطعتم هزيمتنا' همس مادي الى إكليو 'نحن اثنان وهم قراب العشرين كيف سنهزمهم' قال إكليو 'بسيطة انا اقضي على عشرة وانت عشرة' قال مادي 'القول اسهل من الكلام' هم في مواجهة مع قطاع طرق محترفين مجرد فتيان صغيران ماذا يمكنهم ان يفعلوا. المعركة بدأت بهجوم بعض قطاع الطرق الذين سخروا من محاولتهم للدفاع عن انفسهم خرج اثنان ضخمين كالبغال هاجم الاول على إكليو والثاني على مادي تحركا بسرعة وخفا بالنسبة الى إكليو فقد هاجم بنية القتل اما مادي اللطيف قطع رأسه من اول هجوم. سقوط اول اثنين بسهولة جعل من العصابة غاضبة جدا فصرخ زعيمهم 'اطفال ام رجال لا يهمني هاجموهم جميعا' هجم السبعة عشر رجلا هجمة رجل واحد على إكليو ومادي وبقي زعيمهم يراقبهم من الخلف استطاع إكليو قتل ما يقارب الخمسة اشخاص الى ان سمع صراخ مادي التفت إكليو و وجد انهم قد قبضوا عليه صرخ إكليو 'اتركوه' فناداه الزعيم 'ارمي سيفك او يموت' غضب إكليو فرمى سيفه ثم انهالوا عليه بالضرب ومادي يصرخ باسمه. بينما كان يتحمل الضرب ويغطي رأسه سمع بعض افراد العصبة يتحدثون 'كم نحن محظوظون تعال يا زعيم وانظر الى غنيمتنا' قال الزعيم 'ما بك يا مجنون' قال الرجل 'هذا الفتى انه فتاة' تشقق وجه الزعيم من السعادة 'فتاة؟' فقال الرجل بسعادة مفرطة 'اجل يا زعيم مر وقت طويل لم نحصل به على فتاة' انزعج الزعيم من كلامه وقال 'اصمت يا احمق احظرها لي بعد ان انتهي منها يمكنك ان تتسلى بها' قال الرجل بحزن 'لا كنك لا تترك ضحاياك الا موتى' ضحك الزعيم فقال 'هذا لأنه لا يوجد فتاة تستطيع ان تتحمل قوتي' تابع ضحكه بشكل مقزز واما مادي كان يصرخ 'اتركوني ايها المجانين اللعنة عليكم إكليو إكليو' لقد كان يبكي مستنجدا بصديقه رغم انه يعلم بعجزه لكن قد يتكرر الامر مرة اخرى تلك القوى الغامضة، لم يكن يفهم إكليو مقصدهم ينتهي منها يتسلى بها من هي؟ لكن كل ما يهمه ان صديقه بخطر وهو ينادي عليه قال هامسا 'ايتها الجان تسمعينني اني اناديك طالبا المعونة اعرينني قوتك بموجب القسم الذي بيننا' قوى عجيبة سرت في انحاء جسمه صرخ بأعلى صوته جعلت من الرجال الذين كانوا يضربونه يسقطون صرعا بقي اللائك الذين يمسكون مادي بسرعة كالبرق اسقط رؤوسهم جميعا سقط مادي ضاما نفسه باكيا توجه له إكليو مسرعا لكن ما ان حاول لمسه حتى صرخ فيه مبتعدا عنه 'لا تلمسني ارجوك ابتعد عني لا تؤذني' تعجب إكليو ولم يعرف ماذا يفعل رؤية صديقه بهذه الحالة حطمت قلبه فبدأ هو الاخر بالبكاء قائلا 'هذا انا إكليو صديقك لن اؤذيك' تابع بكائه كطفل مما جعل من مادي ان يهدأ قليلا ثم قال له 'لماذا تبكي يا احمق' قال إكليو 'لأنك تبكي' قال مادي منزعجا 'حتى البكاء تشاركني فيه هل ستشاركني قبري ايضا' قال إكليو 'اجل' رما مادي حجرا على إكليو ثم قال 'دعنا نغادر هذه البقعة النجسة' جمع الاثنان اغراضهم وغادروا الى بقعة اخرى بعيدة عن مكان الحادث وبينما هما يحاولان النوم قال إكليو 'مادي هل تعرف من هي الفتاة التي كانوا يتكلمون عنها؟' شعر مادي بالغيض للوهلة لكنه شعر بالراحة ايضا وقال 'لا، لا اعلم' ثم تابع إكليو كلامه 'غريب امرهم، وماذا كانوا يقصدون بالتسلية بها؟' غضب مادي وقال 'نم قبل ان ارسلك الى حتفك' قال إكليو متذمرا 'دائما غاضب' نام إكليو تلك الليلة لكن بالنسبة الى مادي بقي يقلب قلادته ويتذكر احداث الحادث كان طفلا لكنه لم ينسى ما حدث لتمتعه بذاكرة لا تنسى شيء حتى ابسط الاشياء كيف تم قتل اباه واغتصاب امه حتى الموت…   

البحر السابع Where stories live. Discover now