الفصل الثامن والعشرين (مملكة بحر عشير)

10 3 2
                                    

اشتهرت مملكة بحر عشير بمبانيها العظيمة والطويلة، فأقصر مبنى بُني بارتفاع عشرة أمتار وهذا بسبب صغر مساحة المملكة مقارنة بباقي الممالك، أثناء الحرب العظيمة مملكة بحر عشير قررت الدفاع لا الهجوم لم تستطع توسيع أرضها مثل باقي الممالك، وتنازلت عن الكثير من المساحات حفظاً لدماء شعبها.

عشير هو أسم روح البحر وهو مؤسس هذه المملكة، وبالطبع هذا ليس أسمه الحقيقي بل أسم أطلقه عليه أحد ما، تقول الأسطورة أن في زمن ما وقبل أن تكون هناك ممالك، وحينما كان البشر والجان متفرقون في البلاد، وساد الظلم والقتل الارجاء، قرر رجل من الجان أن يصنع نظام يحمي الناس، هل كانت هذه فكرته الخاصة أم أنها فكرة شخص أخر لا أحد يعرف، حدث هذا التغيير بعد أن قُتل أخاه الأكبر في حرب بين قبيلتين لسبب تافه، هل كان بسبب دابة ام فتاة؟ لا أحد يتذكر فالحروب عندما تبدأ لا تهم الأسباب وسرعان ما تُنسى ويصبح السبب للحرب هو الانتقام لتلك الدماء المسكوبة، غضب عشير عندما رأى جثمان أخيه ليس من الذي قتله بل من الجميع، كان صغيرا لكن ذو عقل كبير لم يرد قتل أحد بقدر ما رغب بقتل هذا النظام القبلي، فتدرب وشد على نفسه حتى ظن الجميع انه يتجهز لقتل قاتل أخيه، وعندما أشتد عوده وبلغ سن الرشد تحدى زعيم القرية ليكون الزعيم نيابة عنه قائلا في وجهه "ليست الزعامة في سكب الدماء بل بحفظها وأنت لست أهلا بالزعامة" غضب زعيم القرية وأعوانه من كلام عشير فقبل تحديه، و يا الهول هزم عشير زعيم قريته بسهولة أخافت الجميع، فخطب فيهم قائلا "يا معشر قبيلتي ما أنا قادم عليه أكبر وأعظم مما تظنون، فإن كنتم مستعدين للقتال بجانبي فإني أقسم قسماً عظيماً لأحفظن دمائكم وأعراضكم وأطفالكم من كل أعدائنا، ولكن إن كنتم تخافون الحروب وتخشون من السقوط فأنا لا ألومكم لخوفكم، ولكن إن قررتم القتال معي وشعرت بخيانة أحدكم فلا تلومن إلا أنفسكم، فدمكم ودم أهلكم حُل لي، وإن قررتم المغادرة فسلام عليكم، ولكن إن وقفتم مع أعدائي فلا أضمن سلامتكم" هتف الجميع بعد هذا الخطاب باسم عشير، كلماته التي خرجت منه أعطت الجميع قوة لم يغادر من أثرها أحدا القرية ولم يخنه أحد، ليس خوفاً منه بل لأنه كان أهل للثقة، ولأنه وفا بكل وعوده فمنذ أن حكم الناس لم يُقتل نفر من أتباعه، وحتى هذا اليوم رغم تغير الحاكم بعد أن سلم الحكم الى ابنه قبل أن يختفي، وسلم الابن الحكم الى أخيه قبل أن يموت، وسلم الحكم الى أخر أخوته قبل أن يموت، مازال النظام كما هو يتبعه الجميع فلا يُظلم أحد ولا يُقتل بلد أمنة تعيش بهناء وود.

لدخول مملكة اخرى عليك أن تمر بالحدود وتسجل خروجك من المملكة التي أنت فيها ولكن بسبب اختفاء الناس في مملكة بحر إغريق غادر الاثنان بعد أن طبعا على بطاقتهما تسجيل خروجهم من المملكة، سيكون من الصعب أن يشرحوا لجنود مملكة بحر عشير أن الناس اختفت فجأة من مملكة كاملة وسيأخذ الأمر وقتاً وجهداً لا يرغبان به. عند وصولهم الى حدود مملكة بحر عشير أستقبلهم جندي من البشر قال مبتسما لهم 'بطاقتكما من فظلكما' أخرج إكليو ومادي بطاقتهما وأعطياها للجندي، قال الجندي وهو يدقق في البطاقات 'ما هي سبب زيارتكم الى مملكة عشير؟' قالت مادي 'للترحال' ابتسم الجندي لهم وقال 'أنتم زوجين من الرحالة إذا' قالت مادي بابتسامة مصطنعة 'كلا ليس بالضبط، يمكنك القول اننا أخوة' تعجب الجندي ثم نظر لبطاقتهما ثم قال 'لقد فهمت' طبع على بطاقيتهما للدخول الى المملكة ثم مد يده ليسلمهما البطاقة وقال بلطف 'اتمنى لكم إقامة لطيفة' قال إكليو للجندي وهو يأخذ بطاقته 'هل هناك شيء علينا أن نحذر منه' توتر الجندي قليلا ثم قال وهو يحاول اخفاء توتره 'لا شيء بالتحديد' نظر إكليو الى مادي وبادلته مادي النظرات، تابع الاثنان سيرهم بدون ابداء أي اهتمام بتوتر الجندي فهم يعرفون مسبقا أن كل ما يعرفونه قطرة من بحر…

البحر السابع Where stories live. Discover now