الفصل الثالث والأربعون (سؤال)

5 2 0
                                    

لم تستطع مادي نطق أي كلمة، وبقي إكليو صامتاً بغير عادته، أما دان قال 'من أين لك بهذه القصة؟'.

تابع الحاكم كلامه قائلا 'هذه القصة أسطورة توارثها بني السحرة، كل جد قصها على حفيده، وكل أب على طفله، نُحِتت القصة على صخرة عظيمة، عند الموقع الذي أبرم شعب السحرة مع الشيطان عقدهم، وكل من حاول إتلافها ما أستطاع الاقتراب منها، يمكنني أن أدلكم على مكانها لو رغبتم' قالت مادي موجهة كلامها الى ليڤ 'وما علاقتك بهذه القصة؟ ما هو العقد الذي أبرمته مع الشيطان؟' لقد كانت غاضبة، وخائفة، فقد أقسمت على حماية إكليو من مصيرهؤ وها هم الأن يسيرون نحو النهاية المؤلمة.

لم ينظر لها حينما أجاب عن سؤالها، أراد أن يجيب ولكنها صرخت في وجهه 'أنظر الي، أجب على سؤالي وضع عينك في عيني، أريد أن أعرف لماذا؟ من أنت؟ ومن نحن؟ وما الذي يجري؟ ما هو مصيرنا؟' خبأت وجهها بيديها في محاولة للهروب من الواقع، واهتزت كتفاها كاتمة صوت أنينها، أشفق الحاكم على حالها فأشار الى ليڤ بأن يتكلم، فقال بعد أن وضع يده على كتفها 'أنا من قوم السحرة، وقد أُعطيت عمرا مديدا، قد أبدوا شابا ولكني عجوز غابر، استخدمت قوتي لأحافظ على شبابي' أزاحت يديها عن وجهها ونظرت له بتعجب فتابع كلامه قائلا 'لكل منا هدف يختلف عن الأخر، ولكنا لا نعلم الحقيقة، هل حقا إكليو من نسل الشيطان؟' وجه نظره نحو إكليو وسأله 'من قام بتسميتك؟' فقال 'كاهن قرية المرجان، وحدد عمري كاهن قرية أرجان!' فقال ليڤ 'كلهم ينتمون الى بحر إغريق سايلين، وقد يكونون جنودها' عاد ليجلس مكانه ويشير للملك بأن يكمل الكلام، فقال الملك 'نحن نعتقد أن غضب الشيطان مختلف عن غضب سايلين وجوان، الشيطان يرغب بدمار العالم، و سايلين ترغب بقوة البحر السابع، كلهم سيظهرون في النهاية، وحينها ستبدأ الحرب من حيث توقفت، حرب البحار السبعة' صمت الملك معلنا نهاية قصته البائسة، نهضت مادي من مقعدها بحماس قائلة 'لن أسمح لهم بتحقيق هدفهم، أنا سأحمي أكليو وسأغير مصيره' كل ما كانت تفكر فيه هي دموع صغيرها إكليو، حينما أدرك أنه سيدمر العالم، خوفه من مصيره، ومن المستقبل، ومن ماضيه الذي دمر أهله بسببه.

نظر إكليو بحزن نحو مادي الغاضبة فقال بصوت مكسور 'هرب والدي بي من قريتنا، وقد كان يلاحقه أشخاص يرتدون السواد، مثل ذلك الرجل، ومثل الشخص الذي ساعدنا، وقد يكونون نفس الشخص، ربما… ربما… هو من قتل والدي' شعر ان كل شيء متصل والده، معلمه، كاهن قرية المرجان، المرأة العجوز، قريه أرجان، جوان، كلهم كانوا يتشاركون نفس الشيء، نفس الرائحة، نفس الهالة، وكأنهم شخص واحد.

قال الحاكم 'لابد أنكم متعبون، ومع هذه الحقائق، ارتاحوا قليلا بعدها نكمل حديثنا، جمعوا الاسئلة في عقولكم، ولنا حديث أخر'

طرق طاولته طرقتان فدخل الخادم وانحنا لسيده ثم قال له الحاكم 'خذ ضيوفنا الى غرفهم ليرتاحوا' أشار لهم الخادم بأن يتبعوه، نهضوا من كراسيهم بثقل، وكأنهم يحملون سلسلة جبال رياح البحر فوق ظهورهم،  خرج الثلاثة عدا ليڤ، توجه كل شخص الى سريره، رموا بثقل همومهم على أفرشتهم، لم يغمضوا عيونهم، لأن الظلام يأتي بأشياء نهرب منها، يأتينا بالماضي…

البحر السابع Where stories live. Discover now