الفصل الاربعون (مملكة رياح البحر)

4 2 0
                                    

ارتفعت السفينة بسرعة البرق، شعروا فيها بضغط الهواء وهو ينزلهم للأرض بفعل الجاذبية، ولو أن الرحلة طالت لثانية أخرى، للقوا مصرعهم بفعل الضغط الشديد.

التقطوا أنفاسهم بسرعة وحاولوا جاهدين السيطرة على قلوبهم الخائفة، بينما بقي ليڤ محافظا على هدوء أعصابه، وكأن شيء لم يكن، أشار لهم البحار بالنهوض للنزول، وقف ليڤ بكل صرامة وساعد إكليو على النهوض، بينما ساعد دان الذي وقف بصعوبة مادي. كان المنظر خلابا جدا لدرجة أنهم تجمدوا مكانهم عجبا لجماله، وقفوا أمام ثلاث قمم من الجبال المزينة بالأشجار الملونة بالأخضر، والأصفر، والأحمر، اخترقتها غيوم بيضاء كالقطن، بينما كانت القمة التي نزلوا عليها مزينة بالزهور، والأشجار الضخام، فسأل إكليو 'إين يسكن الناس؟' فأجابه صوت قادم من جانبه الأيسر 'نسكن الأشجار'، ألتفت الجمع له فإذا به رجل ضعيف البنية، طويل القامة، يرتدي ملابسا غطت جسمه بالكامل، ما عدا رأسه ذو الشعر الكستنائي الطويل الناعم، تزين ثوبه ذو اللون الأخضر بزهور بلون الشمس، تعجب الثلاثة من جمال لبسه وأناقة وقفته، فبدا وكأنه رجل نبيل قادم من القصص الخرافية، تابع كلامه قائلا 'حللتم أهلا و وطئتم سهلا' أبتسم بلطف يعطيك طابع بالراحة والسكينة، قال ليڤ 'مرحبا، أتيت برفقة هؤلاء الصبية، هل لك أن تدخلنا الى الحاكم' قال الرجل 'بكل تأكيد سيد ليڤ، ولكن علينا أتباع الإجراءات أولا' وافق ليڤ على كلامه، ثم أشار للفتية أن يتبعوه، سألت مادي 'هل تعرفه؟' فقال ليڤ 'أجل' انتظرت مادي تكملة الكلام، لكنه لم يكمل، فأكمل عنه مرشدهم قائلا 'دعوني أعرفكم عن نفسي، أدعى مانا وأنا مسجل البيانات في الحدود، والسيد ليڤ ضيف دائم عندنا، وهو صديق للحاكم' تعجب الثلاثة من الأمر فقال دان 'ألست من سكان مملكة بحر النار؟' أما إكليو قال 'كم عمرك أنت؟' لم يجب عن سؤال إكليو وقال 'كلا، لم أقل أني من سكانهم' فقال دان مخاطبا نفسه 'مثير للريبة' كيف لشخص ليس من سكان المملكة أن يصبح جندي عندهم؟ وكيف عاش بينهم؟ ومن يكون هذا الشخص؟ لم يهتم إكليو ومادي الى أمر ليڤ بقدر اهتمام دان له.

توقف الجمع عند أحد الأشجار الضخام، توسطت الشجرة باب خشبي، بجانبه لحوة مكتوب عليها (مكتب الحدود)، دخل مانا وتبعه البقية، كانت الغرفة متسعة وتكفي للجميع وأكثر، كما أنها امتدت للأعلى، تكونت الغرفة من مكتب صغير الحجم، يكفي لجلوس شخص واحد فيه، وبجانبه وحدة أدراج، وضع أمام المكتب كرسيان للضيوف، و أريكة تتسع لأربعة أشخاص أمامها طاولة خشيبه صغيرة، تزين المكان بالأشجار الخضراء فوضعت شجيرة في كل زاوية، أما الطابق الثاني تكون من مكتبة مليئة بالكتب، أحاطت جدار الشجرة بالكامل مما جعلت عينا إكليو ترقصان فرحا، فقال متعجبا 'هل أنا في الجنة' ضربت مادي رأسه وقالت 'ركز أيها الاحمق'، ابتسم مانا وقال 'هذه الكتب لا شيء مقارنة بمكتبة الملك، فهو يملك ثلاث شجرات مليئة بالكتب' تهلهل وجه إكليو وقال 'هل يُسمح لي بقراءتهم؟' قال مانا بوجه حائر 'أسأل الملك' قالت مادي منزعجة 'لن نخرج من هذه المملكة'، أخذ مانا معلوماتهم الشخصية، رغم معرفته بكون بطاقاتهم مزورة، ولكنه تجاوز الأمر لأنهم رفقة ليڤ. تم إعطائهم بطاقة تثبت أنهم زوار وكل ما عليهم إبرازها للجنود ليسمحوا لهم بالعبور.

توجهوا الى الميناء الذي سينقلهم نحو القمة المتواجد فيها قصر الملك، حجزوا لهم مقاعد وجلسوا في انتظار وصول السفينة، قالت مادي 'لا يوجد مباني هنا فأين قصر الملك؟' أشار ليڤ بيده الى شجرة ضخمة تتوسط عدة شجرات ضخام، وكانت الابرز بينهم لا لضخامتها فقط بل للون أوراقها المزرق كلون البحر، قائلا 'هناك'.

تملك هذه المملكة جانبا جميلا، ولكنهم يدركون أن لكل جانب جميل ثمن ثقيل… ماذا دفع حاكم هذه المملكة ليحصل على هذا الجمال؟…

البحر السابع Where stories live. Discover now