الفصل الحادي عشر (اختبار النفق)

8 3 0
                                    

اسفل النفق كان المكان مظلم ورطب وقف مكانه ينتظر عينيه حتى تعتاد على الظلام لكنه سمع القزم يقول 'ماذا تنتظر تحرك' فأجابه 'انا لا يمكنني رؤية شيء' فقال له القزم 'لا تستخدم عينيك اعمى هو من يعتمد على عينيه' لم يفهم إكليو قصده لكنه قرر ان يتبع صوت خطوات قزم الانفاق.

بعد فترة ليست ببسيطة لاحت علامة ضوء في الافق وكأنه وصل الى اخر النفق لكنه وصل الى غرفة مضيئة تتشعب منها انفاق كثيرة فقال العجوز 'كل الطرق تؤدي الى حجرة قزم الانفاق' تساءل إكليو بصوت مسموع 'إذا من السهل العثور على حجرتك' ضحك العجوز القزم بصوت مرتفع وقال 'هذه الانفاق مثل المتاهة صنعتها لعميان امثالك' تابع ضحكه وهو يتجه الى كرسي بجانب طاولة توسطت الحجرة الفارغة قال إكليو وهو يتفحص المكان 'اين تنام لا يوجد سرير هنا' قال القزم 'نحن لا ننام' إكليو 'من انتم؟' صمت القزم قليلا ثم قال 'ماذا تريد مني يا فتى ولماذا تبحث عني' قال إكليو بحسم 'اريد ان اعرف عن البحر السابع وعن البحار الستة واين يمكنني ان اجدهم؟'

قال القزم 'ومن اخبرك اني اعرف عنه' إكليو 'جنية في الغابة تدعى ساناوي'

القزم 'اه تلك الثرثارة وقد قامت بوسمك ايضا ظننت انها ماتت مع شعبها إذا هي قد نجت يا لها من محظوظة'

إكليو 'هل تعرفها' قال القزم 'بكل تأكيد فنحن جميعا متصلون ببعض وانت جزء منا لابأس انت الان لا تعرف كل شيء لكنك ستفعل' قال إكليو بتوجس 'عن ماذا تتكلم انا لا افهمك' شعر إكليو بالدوار فجأة وغاب كل شيء عنه سمع صوتاً يبدوا مألوف له 'المكان مظلم وجاف ويشعرك بالاختناق انه اعمق مكان قد تصل إليه داخلك، انه المكان حيث تفقد فيه روحك، واملك، وقوتك، لذا قاتل حتى لا تصل الى هذا المكان'

استيقظ إكليو على صوت الفتى وهو يناديه 'إكليو إكليو' فتح عينيه بثقل وبدأ ينظر حوله متسائلا عن مكانه تعجب الفتى منه ثم قال له 'ما بك لقد تأخرت في النوم نحن بالفعل في الظهيرة هيا انهض وغادر قبل ان يأتي احد الفرسان' ما زال إكليو ينظر للفتى بتعجب ثم قال ' انا.... هل كنت نائما هنا.... طوال الوقت؟' قال الفتى بتعصب 'اجل واين ستكون هيا انهض وغادر' نهض إكليو وجمع اغراضه وهم بالمغادرة توقف قليلا ثم قال للفتى 'هل كان كل ذلك حلم؟'

الفتى 'لا اعلم ماذا جرى لك لكن ارجوك غادر' قرر إكليو التأكد مما جرى له لذلك توجه مجددا للغابة هو مازال يتذكر موقع مدخل النفق اراد ان يتأكد بنفسه انه لم يكن حلماً إضافة لذلك هو لم يعرف شيء بعد من علم ذلك القزم عن البحار الستة.

وصل إكليو الى بوابة النفق شعر بالراحة عندما وجدها في مكانها تذكر الظلمة والرطوبة اسفل النفق واشعره ذلك ببعض الخوف والتردد مفكرا في نفسه كيف سيصل الى الغرفة إذا كان لا يرى شيئا ماذا إذا كان القزم محقا والانفاق كالمتاهة ومات داخلها مع ذلك ان تسقط في الهاوية افضل من ان تعيش متسائلا طوال عمرك قفز الى داخل النفق وخلال ثواني انزلق جسده وارتطم بالأرض. رائحة التراب الرطبة والظلام الحالك كان كافيا لجعل الانسان لا يعرف موقعه الان عليه ان يتذكر الاتجاه هل كان يمين ام يسار 'اعمى هو من يعتمد على عينيه' تذكر هذه الجملة التي لم يفهم مغزاها لكنه قرر تجربتها لذلك اغمض عينيه مجددا كما فعل مع القزم عليه ان يستمع لكل حفيف ونفس ولكل خطوة أين هو الطريق الصحيح تذكر الشعور والصوت تذكر الاتجاهات إكليو اشعر بها ولا تراها بعينيك استمر بالتأمل حتى بدأ يسمع صوت خطوات قادمة من جانبه تبع ذلك الصوت دون فتح عينيه لم يكن يعرف إذا كان يتجه نحو الصواب لكنه قرر الوثوق بشعوره الذي دائما ما انقذه. بعد مضي وقت طويل في السير بدأ إكليو يشعر بالتعب هو ليس شخصا سريع التعب لكن بسبب الاجواء اسفل النفق وجد صعوبة بالتنفس لكنه عرف انه إذا وقع سيجد نفسه خارج النفق 'ابقى مستيقظا إكليو لا تسقط الان ليس بعد علي ان اعرف ان اعرف كل شيء' رغم اصراره على البقاء سقط إكليو مغشياً عليه "هل تعرف ما هو أكثر ألماً من الخسارة؟.... هي ان تعتاد عليها" افاق إكليو وهو يلهث بقوة وكأنه كان يختنق اثناء نومه اعدل من جلسته وشرب بعض الماء وغسل وجهه وبينما كان يحاول السيطرة على انفاسه كان يفكر بالصوت الذي سمعه وكيف كان مألوفاً لديه واتاه شعور بالحنين لم يكن يعرف مصدره. بعد ان ارتاح لبضع دقائق تابع سيره مجددا نحو المجهول هو فقط يتبع صوتاً لا يعرف مصدره كل ما كان لديه هو الإيمان بنفسه وذلك الإيمان كان كافياً لينتصر به استشعرت عيناه المغمضتان بعض الضوء فتح عينيه ليجد نفسه في تلك الغرفة وامامه ذلك القزم جالساً على كرسي في وسطها اشبه بالعرش وهو يبتسم لإكليو وقال 'حسنا ليس وكأنيي لم اتوقع هذا'…

البحر السابع Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt