الفصل الخامس عشر (الإذن)

10 3 0
                                    

هيئ الاثنان انفسهما للرحلة بقي أخذ الإذن من جوان فكر إكليو انه سيكون الفراق صعبا على الاثنان فمادي بقي هنا لمدة طويلة ربما عليه المغادرة لوحده، هز رأسه نافيا كلا هو يحتاج مادي معه بدونه هو لن يستطيع الاستمرار. في المساء بينما كان جوان يراقب تراقص النار اقترب الاثنان منه وكل واحد يحفز الاخر على الكلام قاطع جوان نقاشهم الحاد وقال 'حان وقت الرحيل إذا' صمت الاثنان نظر إكليو الى مادي لأن الكلام كان موجها له اما مادي كان حزينا مطأطأ رأسه، قال إكليو 'اتينا لنطلب الإذن منك اريد العودة الى قريتي ومادي سيرافقني نحن لن نطيل الغياب وسوف نعود بعد فترة اليس كذلك مادي' رفع مادي رأسه سريعا بسعادة وقال بحماس 'اجل انه محق نحن فقط سنذهب الى قرية إكليو ثم بعدها..' قاطعه جوان قائلا 'انتما لن تعودا' صمت الاثنان بتعجب وتابع جوان كلامه 'هذا هو الوداع الاخير' لم يفهما قصده وماذا يعني بكلامه قال إكليو 'ماذا تعني يا عم' قال جوان 'سأسمح لكما بالرحيل لكن بشرط' قال مادي بتوجس 'ما هو هذا الشرط يا سيدي' جوان 'ان يهزمني إكليو' شهق الاثنان من هول ما سمعاه هل يطلب معجزة؟ طفل ذو الحادية عشر ضد رجل بالغ قرابة الثلاثين من عمره.
انعزل الاثنان في غرفة مادي يفكران ماذا سيفعلان مادي مستلقي على سريره و إكليو جالس على كرسي بجانب السرير بين الحين والاخر يتنهد احد الاثنان بعد مدة طويلة من الصمت قال إكليو 'سأهزمه' نهض مادي بغضب وقال صارخا 'كيف ستفعل ذلك؟' قال إكليو بعناد 'لا اعرف ولكن هل لديك حل اخر؟' صمت مادي قليلا ثم قال بصوت هادئ 'قبل عدة اسابيع كنت مثل الدجاجة التي تواجه سبع ما الذي تغير الان' قال إكليو ' لا اعلم ربما اصبحت اقوى بعد الرحلة التي خضتها' نهض مادي وضرب إكليو على رأسه ثم قال 'احمق اي رحلة هذه ستجعل منك اقوى من محارب' وضع إكليو يده على رأسه وقال وهو يتألم 'لا اعلم' انزل يديه ونظر الى مادي بكل جدية ثم قال وعينيه تلمع كالنجوم 'لا اعلم لكن سنخرج نحن الاثنان من هنا، سأخذك في رحلة عبر العالم وستعرف حقيقتك بكل تأكيد اعدك بذلك' لم يستطع مادي هزيمة تلك العيون الجادة فقال وهو يتجه لفراشه 'لا يهم اذهب للنوم يا احمق' غادر إكليو الى غرفته استلقى على سريره وهو مؤمن بكل ثقة انه سيفوز غدا. في اليوم التالي تجمع جميع سكان القرية في الساحة يراقبون التحدي العظيم بين إكليو و جوان قال قائل منهم 'مضى وقت طويل منذ ان تحدى احد جوان' اجاب اخر 'يا له من فتى احمق ليتحدى جوان النمر' كل هذه الكلمات وصلت الى مادي كصاعقة ادوت به، شعوره بالقلق ازداد مع بداية المعركة. استل إكليو سيفه بينما وقف جوان صامدا شعر إكليو بالإهانة فأغضبه ذلك وقال 'استل سيفك ولا تهن خصمك فقط لأنه اصغر منك' قال جوان 'تقدم يا إكليو' زاد هذا من غضب إكليو فركض بكل سرعته تجاه جوان رغم سرعته الفائقة الى ان جوان عرف من اين سيهاجم استل سيفه قبل ان يصل اليه وصد ضربته الاولى مما جعل إكليو يتراجع للخلف بقفزة عالية صرخ مادي 'اهدئ يا إكليو ستجد فرصة للهجوم تابع ولا تتوقف' اخذ إكليو بنصيحة مادي وهاجم مرة اخرى وثانية وثالثة لكن لا فائدة كل هجماته كان جوان يصدها قال جوان ساخرا 'هل هذا كل شيء اظن ان دوري قد حان' تجمدت الدماء في عروق إكليو هذه المرة الاولى التي يهاجمه فيها هو لا يعرف قوته، ثبت اقدامه في الارض وتمسك بسيفه ما هي إلا ثواني ووجد نفسه طائرا ارتطم بالأرض بقوة جعلت الدماء تخرج من فمه صرخ مادي باسمه لكن السمع اصبح ثقيل لديه، ما كاد ينهض حتى وجه جوان ضربة اخرى وكلما يسقط وينهض يضربه بأخرى حتى صرخ مادي 'يكفي جوان هل تريد قتله' توقف جوان ونظر الى مادي الذي كان على وشك البكاء لكن إكليو امسك رجل جوان وقال 'انا… مماززلت…استتيع… الكتال' رفسه جوان حتى طار الى جدار اصطدم به و وقع مغشيا عليه، هكذا اعلن الجميع نهاية المباراة هتف الجميع بصوت عالي الى جوان لكن جوان بقي واقفا ينظر الى إكليو وهو مازال متهيئ للقتال صمت الجميع بعد ان لاحظوا ذلك وقال احدهم 'ما الذي ترجيه من جثة يا جوان' صرخ مادي غاضبا 'انت هو الجثة إكليو سينهض وسيقاتل وينتصر هو وعدني بذلك انهض إكليو' صرخ مادي بأعلى صوته عم الهدوء المكان رياح قوية من اتجاه إكليو تحمله الرياح حتى يقف على قدميه ملامح وجهه غير واضحة لكن جوان شعر بالأمر وكل مقاتل هناك شعر بها ايضا نية القتل الواضحة عزيمة لا يمكن إيقافها هجم بسرعة البرق على جوان ضربة تليها ضربة لا يوجد فاصل بينهم بدا على جوان الجدية والقلق 'انه يهزم' هتف مادي بسعادة لكن سعادته سرعان ما تحولت الى قلق ذلك الشيء ليس إكليو. ضربة تليها ضربة جرح خلف جرح اصابات جوان اصبحت كثيرة بالكاد يقف على قدميه استمر الهجوم حتى تحطم سيف جوان واصبح سيف إكليو على رقبة جوان صرخ مادي 'هذا يكفي إكليو انت الفائز ارجوك توقف' همس إكليو الى جوان ببعض الكلمات قبل ان يسقط مغشيا عليه وهكذا انتهت المعركة التي جعلت من اهل القرية خائفين لا متحمسين…

البحر السابع Where stories live. Discover now