٥٧| الحَمقى فقَط من يندفِعون.

Start from the beginning
                                    

"اقفزي." صرخ وقد رمى جسدي على الأرض لأسقط على ظهري بسبب سرعة الموقف الذي لم أتداركه، قفز من بعدي ونهض مسرعا إلى حيث الجثث التي تسبب بها منذ ثانية ليأخذ مسدسات ثلاثتهم.

رمى واحدا لي بعد أن تفحص عدّته ثم أخذ يتفحص الأخران وقد بدأ بالركض لأركض خلفه بدوري. وجدنا إحدى الأنابيب الحجرية فاستقرينا خلفها وأخذ آركيت بذلك وقته وهو يعبئ المسدسين بالرصاص دون أن ينسى إلقاء نظرات مراقبة وحذرة من حولنا.

حدقت فيه بتمعن حيث كان يخفض رأسه منهمكا في عمله وخصلاته المختلطة هبطت تخفي عينيه الحادتين، العرق الذي أخذ مجراه على وجهه حتى رقبته إلى ساعديه البارزين.. وعدد الجروح الهائل التي تطبعت بل وشوهت وجهه.

يبدو أنه دخل في اشتباك جسدي كما هو متوقع..

"هل يعجبك ما ترين؟" نبرته كانت جد عادية نسبة إلى جملته وقد رفع رماديتيه أخيرا إلي وهو يرفع المسدس بيده مصوبا نحو الأعلى.

زميت شفتي بتفكير قبل أن استرسل بخفوت: "كنتُ فقط أتساءل عن كيفية حدوث هذا." اختفت الابتسامة الخافتة التي كانت تعتلي شفتيه وقد أمال رأسه بدرجة طفيفة وكأنه يتساءل عن مقصدي.

قلبت عيني على المكان وقد استمعت بحرص إلى الأصوات والضجيج من حولنا قبل أن أعيد بصري إليه: "كيف تمّ الغدر بك؟"

لا أدري إن كان يخيل إلي حقا أم أن ملامح وجهه اكتسبت جفاء شديدا وبرودا كان نادرا ما أراه بوجهه، يده اليسرى تسللت تمسح على بطنه بترابت وقد أشاح ببصره عني.

"لستُ من ألدغ من الجحر مرتين، وذلك الفاسق قد أنهيت حياته بكلتا يدي." شخرة هازئة تركت ثغره وهو ينظر إلى الأسفل. "لم يأتي اليوم الذي قد يطيح بي أحدهم بعد."

نبرة الصوت، النظرة، الكلمات.. مؤشرات كانت لتجعل من أوصالي ترتعد ومن كياني يرتجف وأنا أرى هذا الشخص.

لكنَ الخوفَ لم يعانقنِي هذه المرّة كالعادة.

فجأة رفع رأسه ويده صعدت تمسك أذنه ليأتي صوته مستخفا كعادته: "ماذا تظن؟" حاول ابتلاع ضحكته وقد نظر إلي بطرف جفنه ببطء مردفا: "حسنا حسنا، سأحاول ألا أفعل ذلك ثانية لكني لا أعدك." رفع رأسه إلى الأعلى وكأنه ينظر إلى السقف ثم همهم بفمه وهو يهز رأسه مومئا. "سنكون هناك."

استقام فاستقمت بدوري معه، أخرج بطاقة من جيبه يهزها بين سبابته ووسطاه وهو يريها لي غامزا. "تمّ إنقاذ الملكة."

كانَت بطاقَة الملكَة حقًا.

بدى وكأنه سيدسها في جيب بنطالي الأمامي إلا أنه توقف وعيناه عاينتني من الأسفل إلى الأعلى يصفر بخفوت، راقص حاجبيه يلطم باطن وجنته. "تطور ملحوظ."

ثيابِي!! اتسَعت عينايَ في حرجٍ وذراعي إلتفت حولَ معدتِي تلقائيًا في محاولَة بائسَة لتغطيَة جلدي العارِي، لكن فاتَ الأوان وحركتِي هذه فقط جعلت صوتَه يشتعلُ بقهقهَة خافتَة يهز رأسَه. نزعتُ ذراعي، فاتَ الأوان.

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]Where stories live. Discover now