٥٢| المتطرّفون.

ابدأ من البداية
                                    

شعرتُ بتصلب جسده بين ذراعاي لكنه عاد يمسح فوق شعري بقوة غريبة ولا زال يتمتم بلا بأس، حتى اختلط صوته مع صوت طرق عالٍ وبدت الأصوات مزعجة لوهلة.

فتحتُ عيناي بصعوبة بسبب الضوء الذي اخترق محيطي لكن ذلك الصوت لا يزال يطن ويكاد يثقب طبلة أذني.. لا لحظة، إنه صوت قرع على الباب.

"قادمة." ترنحتُ في مشيتي ولم أكن أدرك أين أضع أي خطوة حتى اصطدمت قدمي برجل الكرسي فعلَت صيحتي وترددت في الأرجاء ولم أكبت لعناتي عن تلويث مسامعي ومسامع الطّارق اللعين.

قفزتُ بقدم حتى وصلتُ للباب وكدتُ أسدد لكمة لأكسر وجهها لولا أنها أزاحت رأسها في آخر لحظة تحدق في مكان قبضتي بذهول قبل أن تعود نظراتها إلي.

"نجوتِ هذه المرّة."

ابتلعت ريقها تنظر إلي باستغراب طفيف وهي تنتظر بصبر أن أبتعد عن مدخل الباب ولوهلة أردتُ صفعه في وجهها لكني لم أفعل. دخلتُ لتدخل خلفي وتغلق الباب قبل أن أسمع صوتها: "هل كنتِ تبكين؟"

رميتُ بثقل جسدي فوق الأريكة أنظر إليها مع حاجب مرفوع: "أبكي؟ أظن أن النظارة لم تعد مفيدة لعينيك، ربما عليكِ تغييرها حقا." وضعتُ قدمي المسكينة فوق الطاولة وحدقتُ فيها باستشفاء، هي لم تكن ترتديها حتى بل ترتدي العدسات.

زمّت شفتيها بشيء من الإرتياب لكنها تنهدت متمتمة: "إنها جديدة بالفعل." جسدها تصلب فجأة واعتدلت في جلستها بعد أن كانت تريح ظهرها على ظهر الأريكة وأسرعت تخرج هاتفها.

"مالأمر؟" تساءلتُ بريبة وأنا أطرف بعيني نحوها لأجدها تنهض لتجلس بجانبي وتضع شاشة هاتفها أمام وجهي.

'مجزرة مصنع ستوكلاند أصبحت قضيةً تهز الرأي العام وتخرِجه عن صمته: أدان وزير الدفاع البريطاني برانت شابس واستنكر بشّدة المذبحة التي حدثت يوم أمس بمصنع ستوكلاند للزجاج جنوبي شرق مقاطعة مانشستر وقد تم_'

أبعدت الهاتف عن مرمى بصري فسبحت عيناي في الفراغ لثوانٍ أحاول تدارك ما قرأته للتو. مجزرة في مصنع للزجاج؟

هل يعقل أنه_؟

إلتفتُ بسرعة نحوها لأجدها تعطيني تلك النظرة، النظرة التي توحي بأننا نفكر في نفس الأمر.

"هل تظنين أن_" خرج صوتي مترددا.

"لستُ أظن بل موقنة." أجابت بلا تردد فقطبتُ جبيني بتشوش: "ولما أنتِ متأكدة؟ هناك الكثير من العصابات في البلد وأي واحدة لها فرصة لأن تكون الفاعلة."

كتفت ذراعيها وعضت شفتها السفلية تُمعن النظر بتفكير وصوتها يخرج: "تذكري معي." استجمعتُ كل حواسي أركز معها في كل حرف. بصرها عاد إلي لتعقب: "الاتصال الذي تلقاه أليكساندر ذلك اليوم في جزيرة وايت، اختفاءهم المريب بعد وصولنا تماما، لوكاس ورين المختفيان عن الساحة تماما، وأخيرا وكما رأينا جايدن البارحة والذي حسب ظني كان يستجوب أحد الناجيين من تلك المجزرة أم أنهم هم من تعمدوا تركه يعيش، لستُ متأكدَة بالضبط."

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن