٥٠| حقيقَة مزيّفة.

ابدأ من البداية
                                    

من قال أنني أنهار؟ بربهم إنها مجرّد خلوَة مع نفسي للتفكير.. والنّوم.

خفت نبرتها لكن لا زال الغضب يتخللها: "على الأقل كان عليك الغضب، كان عليكِ صفعه أو حتى لكمه لإشفاء غليلك.. ألا يستحق ذلك؟"

لا، لا يفعَل. لكمَة؟! إنها شيء سخِيفٌ بالنّسبة لي، أنا لا أرّد شيئًا عظيمًا كهذا بلكمَة واحدَة.

إنّه يستحقُ سلخًا بذلك الخنجَر الذي رَهبنِي به ذاتَ مرّة. 

"ماذا عنه؟"

صمتت ما إن أعقبت بجملتي، فوجدتني أتقلب لأصبح مقابلة لها وأنزع الملاءة التي تدثر وجهي لأنظر لها: "ماذا عنه هو؟"

لعقت شفتيها ببطء وهي تشيح بعينيها عني قبل أن تقول بتفكير وهي تزفر: "هو كما هو، لا يُحَدث أحدا إلا نادرا، يعتكف غرفته أغلب الوقت وإذا خرج لا أحد يراه."

هكذا إذا!!

يتصرف وكأنه لم يفعل شيئا، مرحلَة متقدّمة من اللّامبالاة، بينمَا أنا أحشرُ أنفي داخلَ الملاءات في مرحلَة أشبَه بالإكتئَاب!! هذا ليسَ عادلاً.

بدت أنها مترددة في الحديث لكنها استجمعت شتاتها وقالت أخيرا: "سنذهب إلى الشاطئ هذا المساء كآخر محطة قبل أن نعود غدا إلى الديار.. السيدة جيوڤانا أكدت على حضور الجميع بلا استثناء لذا عليك تجهيز نفسك."

عندما لم أقل شيئا بل عدتُ لأعطيها ظهري سمعتها تتنهد للمرة الألف قبل أن تتمتم بأنها ستتركني وحدي وتعود لاحقا لتتأكد من تجهيزي.

أشعر بالذّنب لإرهاقها معي، خصوصا وأن هذا السيناريو تكرر طيلة الثلاثة أيام السابقة.

لكني لا أستطيع أن أتحكم في مشاعري الفياضة.. لو كنت بذلك الوقت من الشهر لألقيت اللوم عليها لكني واللعنة كنت غارقة في فيض من المشاعر وهذا ما لم أعتده من نفسي!!

لا أزال أتذكر جملته التي ترن على مسامعي.

'ستعودين وانغ الأن.. لا رباط بينكِ وبيننا الأن. كل إلى حياته واستقلاليته.'

ماذا عن وعدِه؟ أين كلمَة الرّجل؟ كيف يسرّحني من العائلة هكذا دون الأخذ برأيِي أو مشورتِي؟ ظننتُ أنني أعني له الكثير بعدَ كشفِه عن ماضينَا!! بعد هفواتِ أفعالِه التي تصدمِني ومن حولي.

لكنّه فقط.. غيرُ متوقَع!! هذا الشّخص مصابٌ بالإنفصام، هذا مؤكَد.

أريد فقط الوصول إليه وصدمَ رأسِه في الجدارِ حتى تتناثَر دماؤه على وجهِي.. ربّما حينها ستعود حبالُ عقله إلى مكانِها.

_____

"هل سنتوقف هنا؟ أرجوك أخبريني بذلك لأني اختنقتُ من هذا الجو الكئيب."

كل ما تلقاه آيزك هو التجاهل من قِبلِ الجميع، حتى أمي التي ظننتها ستجيبه هي فقط رمقته بحدة عندما التفتت نصف التفاتة، فزفر بقهر يعيد السماعات إلى أذنه كل هذا بعد محاولاته طيلة الطريق في استفزازي واستدراجي للشجار معه.

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن