٣٢| ملاك.. بجنَاحٍ واحد.

Start from the beginning
                                    

توجهنا إلى مركز إجراء الإختبار والذي لم يكن الثانوية التي ندرس فيها بل في واحدة أكبر وأرقى وتقع في مكان بعيد قليلاً عن البيت. بالطّبع رافقتنا أمي كما يفعل جميع الأولياء في هذا اليوم المهم بالنسبة لأبنائهم أما السيدة سومين فقالت أنها لا تستطيع مغادرة البيت في عدم وجود السيدة ولم يبدو آيزك مهتما بالأمر أصلا.

إنه حتى لا يبدو متوترًا أبدًا بل يعبث بهاتفه بكل راحة ويبتسم من حين لأخر، بينما أنا كنتُ أعض أصابعي بتوتر وأنا أحدق من خلال النافذة، حتى تفاجأتُ بيد دافئة تسللت لتقبض يدي.

نظرتُ إلى أمي التي تبتسم نحوي بدفء جعل من راحة طفيفة تسلك طريقها إلي، وجهها الجميل والرقيق الذي يبدو لإمرأة في الثلاثين يجعلني أطمئن. همست بهدوء: "كل شيء سيكون بخير، لقد درستِ بجد واجتهدتِ لذا ستنالين ما تستحقينه في النهاية. فقط ثقي بنفسك يا صغيرتي."

كلماتها لعبت دورها في تهديء أعصابي فأومأت بلطف في نفس اللحظة زاغت عيناي إلى آيزك الذي يجلس بجانبها وكان يرمقها بنظرة صقيعية من طرف جفنه وعندما انتبه لتحديقي به أعاد انتباهه للهاتف متجاهلا إيانا.

ما خطبه؟ هذه ليست أول مرة يفتعل هذا التعبير البارد على محياه ويرمق أمي هكذا وكأنه ينفر منها. هل هكذا يعاملُ سيدة تكرمت بجعلِه هو ووالدتَه يسكنان بيتها؟ أم أن هناكَ أمورًا لا أعرفها حول علاقتهم؟

عندما وصلنا اضطربت نبضات قلبي مجددًا حين رأيت مخرج الثانوية يعج بالطلاب وأوليائهم، حتى أننا لم نجد مكانا قريبا لركن السيارة فيه واضطررنا لركنها بعيدا والسير حتى باب الثانوية. حشد كثيف وضجة كبيرة تجعل مني أشد على حقيبتي تلقائيا وابتلع ريقي بوئيدة.

بحثتُ بعيناي عن إيـما وجايدن ووصلتُ إلى البوابة هناك حيث رأيتُ ما أثار استغرابي. جايدن وإيـما كان يمسكان بكتاب ما وكل واحد منهما يسحبه إلى نفسه وتعتلي ملامح الغضب كلا وجهيهما. المفاجئ في الأمر أيضا هو أن آركيت ولوكاس كانا هنا أيضًا ويراقبانهما بملامح متململة.

"أتركيه يا عنيدة." صاح جايدن بصخب لتصيح في المقابل: "مستحيل، اتركه أنت وإلا أقسم بأني سأعضك."

اقترب ثلاثتنا منهم وصاح آيزك من جانبي بسخرية: "ما هذا؟ عرض مسلٍ ينسينا التوتر قبل أن ندخل للامتحان؟ ثم هل انتقلَ داء الكلَب من عائلة وانغ إلى ميلر بهذه السرعَة؟" دفعتُ جسده بخاصتي. "سترى داء الكلب على أصوله بعد الإختبار. انتظر فقط."

"آه ليس أنتما أيضًا." لوكاس ضرب جبينه.

ما إن استرعينا انتباه جايدن لنا ترك الكتاب متنهدًا عندها ارتدت إيما للخلف ووقعت على مؤخرتها ليصعد الفستان الصيفي الذي ترتديه إلى فوق ركبتيها قليلاً.

جميعهم إلتفتوا لنا وحيوا أمي أولاً وإيما ذهبت بعدها إلى مكان قريب قليلاً تعاود الإستذكار وهي تدور في دائرة صغيرة. مهووسة الدّراسة هذه.

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]Where stories live. Discover now