٣١| عِتاب منفصِم.

Start from the beginning
                                    

"ما رأيكَ أن نذهب إلى الحانة اليوم؟" لمعت الفكرة في رأس آيزك فسأل جايدن بتلهف والذي رمقه بإستخفاف وهو يبتعد عنه: "هل تريد الموت؟ آسف، لكن مت وحدكَ فلدي إمتحان لأتممه وجامعة لأدخلها."

مالذي يقصده بهل تريد الموت؟ رمقتهما باستفسار فتجاهلني كلاهما وأكملا طريقهما، إيما كانت صامتة كالعادة لكنها بدت شاردة الذّهن وتفكر كثيرًا. لففتُ يدي على كتفها أسخر: "ما بالها دودة الكتب خاصتي؟ هل هي خائفة من أن يسرق أحدهم مرتبتها الأولى؟"

لم تجبني أو حتى تبعد ذراعي عنها بل تجاهلتني تكمل تفكيرها، زممتُ شفتي أخفض رأسي لأراها عن قرب. "ما رأيكِ أن نذهب لشرب شيء بارد ثم نعود إلى بيتك."

أجل نعود، فالفترة الماضية كلها قضيناها في بيتها ندرس بما أنها رفضت العودة إلى منزلنا منذ ذلك اليوم الذي هاجمنا فيه من نسيتُ اسمه.

لا أزال استنكرُ سبب فقداني لوعيي بتلكَ الطريقة فأنا عادة لا أفقده كثيرًا، بل إنني لم أفقده ولا مرة في حياتي -ان استثنينا يوم انقاذي وإنفجار قنبلة- لكني لا أعلم كيف حدث ذلك وكيف كان وجه رين آخر ما رأيته.

آيزك لم يكفَ عن السخرية مني قائلاً إني لستُ كفوءة لأنضم للعصابة وبأني قد أفقد الوعي مجددًا إذا رأيتُ جثةً مشوهة أو انفجارًا ما. ذلكَ الوغد النذل.

لمحتُ ديلين قادمًا من آخر الرّواق يبتسم نحونا أو نحو إيما بالأصح. وعندما اقترب نظر نحوه آيزك بعدم إعجاب وهو يرمي بكلماته الهازئة: "هيه! يا دودة الكتب تبدو سعيدًا لابدّ وأنكَ ابتلعتَ الأسئلة كالعادة."

ديلين رمقه بطرف عينيه ولأول مرة أرى نظرة باردة كهذه من طرَفه، ظننتُ أن هذه الملامح اللّطيفة لا تعرف معنى البرود، ثم تجاهله وتجاوزه وقد اتسعت ابتسامته عندما وصل إلينا.

"كيف كان الإختبار؟ هل أبليتما حسنًا؟" تساءل بحماسٍ شديد فدحرجتُ عيناي بقرف قبل أن أزفر بسخط وهذا جعل ديلين يضحك باستمتاع وهو يرفع سبابته نحوي: "حصلتُ على الإجابة بالفعل. لابأس، لا زالت لديكِ فرصة امتحان القبول، إنه الأهم بعد كل شيء."

"ليس لكَ الحق في الكلام لأنكَ ضمنتكَ مكانكَ في الجامعة وفي التخصص الذي تريده." رمقته ببرود فأعطاني ابتسامة متأسفة وهو يحكُ شعره البنفسجي قبل أن تعود عيناه إلى إيما.

"هل يمكنني استعاراتها قليلاً؟" سألني بلطف ليس وكأنني سأستطيع منعها إن أرادت هي الذهاب ثم انسحبتُ نحو آيزك وجايدن اللذان كانت نظراتهما علينا: "لا تتحدثا عن الدراسة فقط أثناء موعدكما."

اتسعت عينا إيما وهي ترمقني بنظرة 'اصمتي، بحق خالق الجحيم!!' لكني أعطيتهما غمزة قبل أن يسحبها ديلين معه ويتوجها إلى البوابة.

"هل هما في علاقة؟" اقترب آيزك مني سائلاً وهو يضيق عينيه على ظهريهما المبتعدين فرفعتُ كتفي بلا مبالاة وأنا أشبك أصابعي خلف رأسي في نفس وضعية آيزك. "على الأغلب، لكنها لم تعترف بالأمر بعد."

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]Where stories live. Discover now