١٥| والجة العرين.

Start from the beginning
                                    

"يجب أن تُرّوض." هذا الصوت!! الشاب.. آركيت!! لا يعقل.

نزع كمامته ليكشف عن تقاسيم وجهه الحادة واللعوبة التي لا تتغير، سواء كنا نرقص أم نتقاتل تعابيره البليدة هذه لا تموت. أشار للذي خلفي بالإبتعاد قبل أن يأخذ وضعية القتال نحوي متحدثًا بخفوت: "لنرى إلى أي مدى ستصمدين قطّتي."

نبرته وكلماته هذه تشعرني بالإشمئزاز، ليس وكأنني سأضطر لمجاملته الأن فبالكاد تحملتُ الرقص معه ذلك اليوم. أما الأن فأستطيع التنفيس عن غضبي ومشاعري الحقيقية نحوه وذلك بإعطائه لكمة في وجهه.

"إلى المدى الذي لن تتوقعه." أعطيته نظرة حازمة وأنا أنزع حقيبتي أبادله الوضعية، أنتظره أن يقدم على أول حركة. خلال ذلك طرفتُ بعيني للجانب ووجدتُ الرجل الذي ضربته يسد مخرج الزّقاق ومسدسه في يده يلعب به وكأنه ينتظر فقط الدقيقة التي ستأذن له ليثقب رأسي. لم أكن أود الخوض في هذه المهزلة لكن سبيل الهرب الوحيد كان مقطوعا.

مالحل؟!

فجأة أرخى وضعيته الهجومية وبسطَ كفيه إلى جانبيه قبل أن يخطوا نحوي ويقف على بعد حوالي نصف متر أمامي يجعلني أتأهبُ أكثر وأنا أخطوا خطوة للخلف. مالذي ينوي فعله؟

أشار لنفسه بكلتا ذراعيه: "البداية ستكون لك، أنا لطيف مع الفتيات بطبعي." غمز وهو يعض سفلى شفته بتلاعب: "خصوصًا من أراقصهن." إنه يقلل من شأني كثيرًا هذا الخطِل. سأريه أن سليلة ميلر لا يتم العبث معها بهذه السّهولة.

لا أدرِ إن كانت لا تزال هناك كلمات عبثية سيلقيها علي لأني إلتففتُ حولي نفسي لفة قبل أن أرفع ساقي أضربُ بها وجهه وأجعله يرتد إلى الخلف ووجهه إلى جانبه، عدتُ إلى مكاني متأهبة أكثر وفي انتظاره ليعود إلى وضعيته أو يفاجئني بضربة في أي مكان. لكنه أطال في وضعيته المشبوهة هذه قبل أن يستدير نحوي محدقا في باستخفاف وهو يضع يده مكان الضربة في وجنته.

"مثير!!" همس وهو يلطم لسانه بداخل وجنته، ثم عقد كفيه معا وسمعتُ صوت طرطقة أصابعه قبل أن يتقدم نحوي، ملامحه العابثة اختفت وحلت محلها أخرى غير مقروءة.

وجه قبضته سريعا نحو وجهي وتجنبتها أرسل واحدة مثلها نحوه إلا أنه أمسك بها، ركلتُ بطنه بقدمي ليتركني، تراجع بضع خطوات للخلف قبل أن يعاود هجومه السريع نحوي، قبل أن أتدارك الوقت وجه قبضته إلى بطني يجعلني ألتوي حول نفسي في ألم، عندما لاحظتُ اقترابه مني استقمتُ بجسدي ودفعتُ رأسي ليصطدم بخاصته، وقبل أن يتداركَ ألمه رميتُ بقدمي نحو ركبته وجعلته يجثوا لثانيتين فوق الأرض.

ابتعدتُ قليلاً أتنفس بإهتياج. ولاحظتُ أن الرجل الذي كان يسد الزقاق يتقدم نحوي بملامح غاضبة، هل أكله قلبه لرؤية سيده يجثوا أرضا؟ تشه!!

"مكانك." صاح آركيت بصرامة.

"لكن سيدي.." شهقة فرت من ثغري حين سقط الرجل صريعا خلفي، وآركيت أمامي أعاد مسدسه إلى جيبه بملامح هادئة وكأنه لم يقتل شخصًا للتو. هل قتله لأنه حاول حمايته؟ أي مخبول هذا الذي أتعامل معه الأن؟

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]Where stories live. Discover now