١٤| تهديدات صريحة.

Comenzar desde el principio
                                    

تجاهلتُ التفكير في أمره إلى وقتٍ لاحق واصطففتُ بجانب الثلاثة الذين لا يزالون يتخذون شبيه القردة مَضحكَة لهم وقد رحبوا بوجودي حين انتبهوا لي، لم تفتني النظرة الغريبة التي رمقني بها جايدن وهو يمرر بصره بيني وبين كريس الذي كان بجانبنا قبل أن يغادر مجال نظري.

آيزك كشّر عن تعابير باكية وبدا أنه يحاول كبح نفسه عن الصراخ بألم حين داست الفتاة قدمه بالخطأ، أو ربّما دهستها. وبعد ثوانٍ قليلة استطاع التملّص منها حين قرر جايدن أخيرا -بعد أن اكتفى من سخريته- مناداته والإعتذار للفتاة القصيرة قائلاً أنه يحتاجه.

"يا إلـٰهي!! لا أصدق أنني سأقول هذا لكنني أفضل مراقصة شبيهة الذّكور الحمقاء على كرة الشحم هذه.." لم ينهِ جملته لأنه رفع رأسه وتجمدت تعابير وجهه الممتعضة على وجهي الشامت. لنتجاهل وصفه لي بـ'شبيهة الذّكور الحمقاء' لأني حقيقة معتادة على هذه الصفات ولن أنتظر غيرها منه، لكن لنسلّط الضوء على تفضيله للرقص معي.

"سأكون مسرورة بذلك سيد التعري." رفعتُ كأس عصير التوت نحوه كحركة صنع النّخب وهو امتعض أكثر يمسد على قدمه المدهوسة متمتمًا بتهكم: "أسحب كلامي." قبل أن يهمس لجايدن بتهكم شديد وعيناه تخترقانني: "مالذي تفعله هنا؟ لا تخبرني أنكم دعوتموها لتشارككم هذه المهزلة؟"

مضحك!! هو لم ينتبه أني كنتُ بجانبه من الضّفة الأخرى.

على كل حال، كان العارض ذو الشعر الأحمر لطيفًا وقبِل حقا بإرسال الفيديو لي لاحقا لأني لم أحضر هاتفي الأن. أتساءل إن كان حقًا فردًا منهم مع لطافته هذه وسمعته التي من المفترض أن يعمل جاهدًا ليبقيها ناصعة أمام معجبيه!! لو فقط تعلمُ ماريان أني أتكلم معه الأن.

تحركتُ بعدها بحثًا عن ايما ووجدتها عند إحدى الطّاولات تجلس فوق كرسي وتنظر نحو الفراغ شاردة الذّهن، بدت غائصة جدًا بين أفكارها حتى أنها لم تنتبه لوقوفي أمامها، أم أنها فعلت لكنها تتجاهلني؟!

"أرى أن الملل قد نال منك." أخذتُ كرسيًا إلى جانبها أخلع حذائي براحة وقد كنتُ محقة في أنها انتبهت لي من البداية لأنها أجابت هامسة ولا تزال تحدق في نفس المكان: "لا أحبذ هذه الأجواء من الأصل."

دلكتُ كعب قدمي وأصابعي بألم وحدقتُ بلؤم في الحذاء، يستحيل أن أرتديه ثانية، لقد اكتفيتُ من الألم. "ما الخطب؟!" سألتُ بعد قليل باستنكار شديد حين طال صمتها وشرودها هذا وخمنتُ أن الشاب آركيت له علاقة بمزاجها هذا. "هل حدث شيء م المدعو آركيت؟ هل هددك؟"

طرفت بعينيها الخضرواتين لثانية قبل أن تزم شفتها نافية ثم تدحرج عينيها على المكان من حولنا. إنها تكذب!! لكني لن أضغط عليها حاليا، لكن لنرى إلى أي مدى يمكنني الصبر على صمتها الغريب هذا منذ حادثة محاولة اختطافنا.

استقمتُ فجأة وحدقت فيّا باستغراب. "ما رأيكِ أن نذهب إلى غرفتي؟ لقد مللتُ أيضا من هذه الأجواء التراجيدية وأرغبُ في دخول الحمام وتغيير هذا الشيء الضّيق." أومأت بصمتٍ ووقفت تتبعني بنظرات مستنكرة حين رأت أني حملتُ الكعب بين يدي ومشيتُ بقدمين حافيتين. ليس وكأن العشب ملوث.

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]Donde viven las historias. Descúbrelo ahora