١٢| وليمَة عزاء (١).

Start from the beginning
                                    

"أهذه صاحبة النظارات التي كانت برفقتكِ في الصورة؟!" خاطبني وقطبتُ حاجبي لسؤاله، أي صورة؟ رفع جذعه فجأة واستدار نحوهما "بالمناسبة ماذا سنفعل بشأنها؟!"

بلعتُ ريقي بوئيدة وتمسكتُ بكف إيما أحاول طمأنتها بنظراتي. لن أسمح لهم بأذيتها مهما كلّفني الثمن. رين لم يؤذني عندما اكتشفتُ أمره أول مرّة، وحينها لم أكن أخته أو شخصًا أعني له شيئا.. لذا قد يعفوا عنها أيضا كما فعل معي.

أليكساندر الذي كان يتحدث في الهاتف رفع كفه إلى الشاب وكأنه يخبره أن ينتظر إلى أن ينهي المكالمة بينما رين أفاق من أفكاره وتقدم إلينا، رمق إيما بنظرة متفحصة قبل أن يُنبِر بما كنتُ أخشاه.

"لا شيء سيضمن لنا أنها لن تفضح أمرنا لاحقا، لذا أظن أن علينا التّخلص منها!!"

شعرتُ بقلبي يسقط بين قدماي وبتجمد جسد ايما بجانبي. هو يمزح أليس كذلك؟! عندما نظرتُ إليه لم يبدو كذلك أبدًا، الإتقاد الذي يبرقُ في لوزتيه لم يكن يدل إلا على أنه جاد كل الجد فيما يقوله.

أسرعتُ بالوقوف مواجهة إياه وهو رفع حاجبًا نحوي باستغراب. "يستحيل ذلك، ايما لن تخبر أحدا بما حدث. ليس عليكَ فعل شيء لها." نظر إلي بهدوء وبدا وكأنه يقول 'هل أنتِ جادة؟' إلا أنني أبقيتُ على نظرتي الحازمة ووقفتي الثابتة بالرّغم من أنني أرتجف داخليا.

"وما أدراكِ أنتِ أنها ستفعل؟ أي شخص في مكانها كان ليبلغ الشرطة اليوم قبل الغّد!!" يا إلـٰهي!! إنه يبدو جادًا في أمر التخلّص منها حقا!! ثمّ مالذي يقصده بما أدراني؟ إنها صديقتي وأعرفها ككفي يدي. هل يجب أن أخبره أنها تعلم من الأساس؟

قبل أن أنطق بأي حرف تقدّم أليكساندر الذي يبدو أنه أنهى حديثه. "آركيت، خذ هذه الفتاة إلى بيتها في الحال." تلفتنا جميعنا نحوه في صدمة وخيط أمل انغرس داخلي. أظن أن الأدوار انعكست بينهما، فقد كنتُ أظن أن أليكساندر من سيطلب التّخلص منها بينما رين من سيعفوا عنها.

المدعو آركيت أومأ واقترب من إيما يأمرها بالوقوف بينما رين تكتف يرمق شقيقه باستخفاف تغلّب عليه السّخط: "مالذي تفعله؟ ألم تفكر في عواقب تركها حرّة هكذا؟"

كل ما فعله أليكساندر هو رميُ نظرة نحو إيما من طرف جفنه بحدّة واستصغار وأحسستُ بالقشعريرة مكانها، لأنه أعطاني مئات النظرات مثلها. تحدّث بنبرة خافتة مهددة: "لن تفعل، وإن فكرّت في ذلك حتى سأحرصُ على أن أجعلها ترى رأس شقيقها معلقًا في باب غرفتها."

_____

غريب!! غريب جدًا أن يومين مرّا هكذا بكل هدوء وسلاسة. منذ حادثة محاولة اختطفانا والأشخاص من حولنا يتصرفون بهدوء وكأنما شيئًا لم يحدث. بينما احساسي يخبرني أنهم يحيكون لشيء كبير خلف ظهورنا.

حتى إيما كانت تتصرف بغرابة شديدة منذ تهديد أليكساندر لها بشقيقها. بدت وكأنها تأخذ كلماته على محمل الجد بشكل مبالغ، لم تعُد تتحدث معي في أمر العصابة وتلك الأمور وكلما حاولتُ جذبها للحديث تقطعه قبل أن يبدأ حتى.

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]Where stories live. Discover now