.......

272 30 0
                                    

لا شيء كبير برز في وجوه ثلاثتهم.. ورابعهم تمّام الذي شهد على عشرات من هذهِ الرحلات الفاشلة من قبل، كل رحلة تعض امل هَدَل بأنيابها، وتُخلف وراءها أثرًا كريهًا في نفس الرجل الذي لا يرتدي الا الاسود.. علت السخرية وجه تمّام هامسًا بالنوبية وهو يرمق هَدَل بنظراته:
- ألي ألي ليلنا.
(( ألي ألي ليلنا، مثل نوبي ترجمته الحرفية علي هو علي، ومعناه ان هذا الشخص لن يتغير ابدًا)).
صاح يونس متشفيًا:
- أفلح ان صدق! ولأنك لم تكن صادقًا قط لم تفلح.
التفت اليه الرجل الذي تسكن النار في مقلتيه، يرميه من شررها، لكن يونس تلقفها بالبَرَد، واخمدها في مهدها، قال:
- كل شيء من البداية كان مجرد خطة دنيئة لأبقائنا بعيدًا عن كفر الشيخ، اليس كذلك.
رنت اليه حواء بدهشة تقول:
- ماذا تقصد يا يونس؟
لكن يونس ثبت أنظاره على هَدَل وهو يقول بغضب متصاعد:
- هذهِ الرحلة من البداية كان مخططًا لها بدقة، استيقاظنا فجأة في وسط الكهف، سيرنا في الصحراء، الغريب وخيمته، إرغامنا على العمل عنده في التنقيب عن الذهب.. حتى نستنجد بأول شخص يعترض طريقنا.. الشيخ إنسان.. الذي يعمل لصالح الشركة المنافسة لمصنع جدي، ولعله هو نفسه صاحب الشركة، والذي على استعداد ليفعل اي شيء مقابل الحصول على هذهِ الصفقة بعدما فشلت محاولته في ابتزاز حواء، اليس كذلك؟
اندفعت حواء تقول ذاهلة:
- يونس أنتَ مخطئ بالتأكيد!
لكن يونس أكمل من حيث توقف:
- ثم يستخرج لنا تصاريح مزورة لنخرج من وادي العلاقي ونأتي الى الجزيرة، فنلتقي بشخص مريض مثلك، ينسج حولنا الاساطير والخرافات، وما لا يصدقه عقل انسان، فتعرقل عودتنا الى كفر الشيخ، وتصرف عقولنا عن الحقيقة الوحيدة المنطقية وسط كل هذا الجنون.
ثم استطرد يقول:
- شيء واحد لا أفهمه.. لماذا كل هذهِ التفاصيل المجهدة؟ كان بأمكان صاحب الشركة المنافسة ان يختطفنا في مكان مغلق حتى يحصل على صفقته، ثم يطلق سراحنا.. لماذا اجهد نفسه في احاكة هذهِ الخطة المعقدة؟ بالتأكيد هناك سبب، وانتَ تعرف هذا السبب لأنك أحد أطراف هذهِ الخطة، هيا أخبرني، لماذا يا هَدَل؟
عاد القارب بحمله الى مرسى هيسا، تحلق فوقه ذوات الاجنحة، تصول وتجول، تصطاد وتحوم، يتقدمهم طير النيل المعروف بأبي خنجر، يرقب حمولة المركب بعين السخط؛ يخشى ان تعكر المشاحنات مياه النيل الرقراقة.. لم تتوقف المحادثة الرباعية المجهدة لحظة واحدة، يونس يلقي بالكلمات، فيجيبه وجوم قسمات هَدَل، وحيرة تمّام، وصدمة تطل من عيني حواء.
نشر ضباب الفجر رداءه فوق النيل؛ تجلى منظر بديع يأخذ بمجامع القلوب، بدا لتماوج الضباب فوق المياه زُرقة حريرية، وكأنها قطعة من السماء يتخللها السحاب، سماء فوق الرؤوس، وسماء تحت الأقدام، وبينهما كون عظيم عقدت معه حواء معاهدة سلام.
لكن هذهِ المعاهدة نُقضت عندما دنا يونس منها، رآها واقفة قُرب النيل، تبوح له بمكنوناتها، تتدلل عليه بالأقتراب تارة وبالابتعاد تارات، يغازلها بمس قدميها العاريتين برقة، فتسري بجسدها دفقات منعشة تجدد طاقاتها.
- يجب ان نتحدث.
قالها يونس فأنتفض جسدها مأخوذًا بمفاجأة ظهوره، كانت تظن ان الكون في هذهِ اللحظات يسعها وحدها.. شعرت انها مثل آثار النوبة القديمة، واقفة تنتظر الطوفان بغير حول منها ولا قوة..
عندما يفقد الأخطبوط أحدى اذرعه فأنه يعوضها بأذرع بديلة، حواء تعد علاقاتها بالآخرين كأذرع مثبتة بجسدها، لكنها عندما تفقد احداها لا تعوضها بأخرى مثل الاخطبوط، بل تقطع كل الاذرع المتبقية، وقف عاجزة عن الحركة، وعن الحياة!
لذلك يعلم يونس مدى صعوبة تصديقها ان الرابط الذي نشأ بينها وبين الشيخ وزوجته خلال الأيام الماضية كان هشًا، نسيجه الكذب والغش والخداع، تمامًا كصعوبة قطع ذراعها بنفسها، هذا ما دفعه ليكون أكثر حلمًا في الحديث معها.
التفتت صوبه تقول بضيق:
- يونس ان كنت ستعيد نفس حديثك عن خطة الشيخ إنسان وتحالفه مع الشركة المنافسة فلا داعي لذلك لأنني لا أصدق كلمة واحدة مما تقول.
تطلع الى وجهها الذي أودعت فوقه شمس الجنوب قبلاتها، ثم قال بصبر صياد يلقي بسنارته ويجعل خيطه مرتخيًا، حتى يتحين الفرصة المناسبة ليشده بقوة:
- أعلم انه يصعب عليكِ هدم الصورة الجميلة التي رسمتِها للشيخ إنسان، لكن يجب ان تصدقيني لأننا في خطر حقيقي.
حركت الرياح الجرجار بقوة كسارية علم، أمسكته بيديها مخافة ان تسرقه منها ولا تعيده اليها ثانية، قال:
- لا استطيع ان اصدق يا يونس، الا ترى كيف كان الشيخ كريمًا معنا، فتح لنا غرفته في المنجم وأطعمنا من طعامه، وسقانا من شرابه، وفتح لنا بيته هنا في الجزيرة، أنظر كيف تعاملنا زوجته كما لو كان بيننا رابطة دم.. كيف أصدق أنهما شريكان في جريمة أختطافنا؟
- أنتِ تتحدثين بالعاطفة، لكنني أتحدث بالمنطق.
- أي منطق؟
- التفكير بشكل معكوس يدعنا نتسائل كيف علم هَدَل بالكلمات المكتوبة فوق الجدار في بيتنا في كفر الشيخ.. وهذا ما دعاكِ الى تصديقه.. لكن التفكير بشكل سليم يقول انه لا يمكن لأحد أن يعرف الكلمات المكتوبة فوق جدار البيت سوى كاتبها بنفسه، أو أحد شركائه، وهذا يوصلنا للشيخ إنسان.
لماذا يملك الشيخ في غرفته بالمنجم ثلاثة أسرّة.. وثلاثة صحون وثلاث ملاعق، بل وثلاثة أكواب كذلك؟ كما لو ان ثلاثة أشخاص يقيمون في الغرفة وليس شخصًا واحدًا.. لأن الغرفة كانت مُعدة مُسبقًا لأستقبالنا.. لماذا كان الشيخ قادمًا بأتجاه خيمة الغريب رغم بعدها عن قرية وادي العلاقي؟ لأنه كان يعرف اننا هناك، كان الغريب مجرد محطة على الطريق، رفض أخبارنا بالتاريخ ليصيبنا بالتشتت، ثم عمل الشيخ على تزوير التصاريح مخافة ان يتم القبض علينا بدونها، فنصبح بذلك أسرى لتعليمات الشيخ طيلة الوقت، يقول امكثوا في الصحراء فنمكُث، يقول اذهبوا الى الجزيرة فنذهب.
أوقفته حواء عن الأسترسال في شرحه وهي تقول:
- نسيت شيئًا مهمًا لا يتوافق معَ تلك القصة، الجد سُلطان أخبرك بالفعل على الهاتف ان الشرطة تبحث عنا.
طنت حواء انها قذفته بحجة لا سبيل لردعها، تقدم منها خطوة وقال بجدية بالغة:
- حواء.. اتعتقدين ان من يدبر مثل هذهِ الخطة المعقدة لا يستطيع ان يرسل الى جدي عدة اشخاص يدعون أنهم افراد من الشرطة، ويوهمونه بنفس ما اوهمنا به لنبقى بعيدًا عن كفر الشيخ؟
- صاحت وهي تشيح بيديها:
- لكن لماذا.. لماذا يفعل كل ذلك.. فالجد سُلطان يملك بنفسه سلطة التوقيع على العقود.
كان هذا الامر قد طرق ذهن يونس من قبل لذلك اعد له الجواب المناسب، قال:
- نعم جدي يستطيع ان يوقع العقود، لكنه لا يستطيع ان يسيّر العمل بدوني، لا يستطيع جدي ان يوقع العقود الا اذا اخبرته ان يفعل، تعرفين جدي جيدًا يا حواء، تعرفين انه لا يثق بالآخرين بسهولة فيما يخص العمل، خاصة بعد الخسارة الكبيرة التي لحقت به هو وشريكه، تعرفين انه لا يأخذ خطوة واحدة تخص العمل ان لم اؤكد له انها خطوة جيدة، تعرفين ذلك.
كان محقًا، فهي اكثر من يعرف ان الجد لا يخطو خطوة واحدة بدون يونس، وغياب يونس معناه توقف العمل كله، ولا تتعجب ان عادت الى كفر الشيخ لتجد الجد قد أغلق مصنعه حتى عودة يونس اليه.
ورغم ذلك لا تستطيع التصديق ان الشيخ وزوجته ضلع في هذهِ المؤامرة، رفض قلبها ان يفعل، قالت له بعناد:
- لا اصدق ما تقول.
- حواء لا يمكن ان تكون الاسطورة حقيقية لسبب بسيط.. الأسطورة لا تفسر كيف انتقلنا الى الكهف فجأة..
فشل هَدَل نفسه في ان يفسر لما معنى انتقالنا المفاجئ.. الشيء الوحيد الذي يفسره هو تدخل بشري.. خطة محكمة.
قاطعته فجأة بقولها:
- أو سحر.
تجعد جبينه قائلًا:
- ماذا تقصدين؟
فكر معي.. لماذا نتصور ان حدثًا واحدًا وقع لنا.. اما الاسطورة او اشتراك الشيخ إنسان مع الشركة المنافسة لأختطافنا والهائنا، لماذا لا نكون ضحية حدثين مختلفين اجتمعا في الوقت نفسه؟!
اعجبه منطقها، فسألها:
- هل تظنين ان هناك سحرًا يمارس علينا جعلنا ننتقل فجأة الى الكهف؟ اومأت برأسها تقول بحماس:
- وفي الوقت نفسه تعارض معه حادث آخر وهو الاسطورة التي استدعتنا لنحظى بفرصة حبس الشتاء للأبد.. اي ان الشيخ إنسان بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
دار يونس حول نفسه مفكرًا لدقائق.. لا يسمح فيها سوى صوت افكاره، ثم بادرها بقوله:
- قد تكونين على حق لكنه حتى الآن مجرد احتمال وأنا لن اترك حياتنا تحت رحمة الاحتمالات.. علينا ان نهرب من هنا قبل ان يحدث ما هو اسوأ، معي القليل من المال وفرته من العمل في بيت ذاك الهَدَل.. واتفقتُ معَ تمّام صاحب القارب ان اؤجر اسبوعًا للصيد، وما سأجنيه من المال مع ما ادخره سيكون كافيًا من أجل تذكرتي قطار الى القاهرة ومنها الى كفر الشيخ.
هزت رأسها نفيًا بقوة وهي تقول بعناد:
- كلا، لن نهرب، هذا هو عين الخطر، ان كان ما في رأسك مجرد اوهام فسنجد الشرطة في انتظارنا للقبض علينا ما ان نصل الى كفر الشيخ.
أجابها حازمًا:
- لن يحدث ذلك، لا تخافي.. أرجوكِ ثقي بي.
هزت رأسها نفيًا مرة أخرى، فظنها ترفض الثقة به فصاح مغاضبًا:
- مهما فعلتُ لن احوز ثقتكِ ابدًا، اليس كذلك؟
- كلا، انت لا تفهم.. أنا....
انطلق غضبه محررًا من عقاله، هتف:
- بل أفهم.. أفهم كل شيء يا حواء.. افهم انكِ تعاقبينني على ذنب لم ارتكبه، افهم انكِ ترين كل الرجال اباكِ الذي طلق امك ثم هجركِ.. عقلك لا يستطيع ان يفرق بين صورته وصورتي، تؤمنين انني نسخة ثانية عنه دون ادلة او براهين.
احتشدت العبرات في عينيها، تجمدت انفاسها، ثم حررتها لتقول بصوت اجش:
- اصمت.
لكن غضبه صار جامحًا لا سلطان عليه، اردف قائلًا:
- عندما تزوجنا ظننتُ اننا سنعيش انا وانتِ بدون اشباح الماضي.. كذبتِ عليَّ يوم قلتِ ان علاقتنا هي تجربتك الاولى.
اتسعت مقلتاها، وارتعش صوتها وهي تقول:
- انها الاولى.
- ليست الاولى.. نعم اثق انكِ لم تعرفي رجلًا قبلي، لكنك عشتِ الف تجربة من خلال تجارب الآخرين من حولك.. ابوكِ الذي تجرد من كل معاني الأبوة.. وغيره من عشرات التجارب السوداء التي سمعتِ بها من صديقاتك وزميلاتك، من خيانة الى ضرب الى طلاق الى علاقات غير سوية.. كل تجربة سمعتِ بها تركت بقلبك نكتة سوداء، كأنكِ بطلتها التي عاشتها بكل جوارحها، تراكمت بداخلك يومًا بعد يوم وعامًا بعد عام حتى صار قلبكِ اعمى لا يفرق بين النور والظلام..
تجمعت كل هذهِ التجارب في عقلكِ وقررتِ ان تعاقبيني عليها قبل حتى ان اذنب في حقكِ، عاملتني كما لو انني كل من سمعتِ بهم من الرجال، كما لو انني الخائن، والزاني، والنذل، والديوث، والمتخاذل، والكاذب، والسافل.
كانت تعلم انه محق في كل كلمة نطق بها، لكنه مخطئ في شيء واحد، لم تفعل ذلك لتعاقبه على ذنب اقترفه غيره، بل لأنها خافت ان يذنب مثل غيره، ان يطعمها مر الخذلان، خافت من ان تنكسر فلا تستقيم الحياة بعدها ابدًا، ليست بقوة امها، اذا انكسرت مرة فلن تستطيع لملمة أشلائها من جديد.
بحيرة البُرُلّس لم تكن مقدسة، عقل يونس هو ما اضفى عليها هذا التقديس، مثلما فعل قدماء المصريين مع النيل وأسموه (الإله نون رب المياه).. وكذلك كل الافكار والاراء التي نعظمها، لا لشيء الا لأنها توافق اهواءنا، او لعلو منزلة قائلها في نفوسنا، فنصنع منها صنمًا نتعبد له، وندين له بالولاء والبراء، هذا ما فعلته مع آراء امها عن الرجال خاصة، والحياة عامة، آراء استخلصتها من تجربة مريرة مرت بها، حاولت ان تسقيها لأبنتها قسرًا.. علمتها ان العفة هي وأد لأنوثتها.
ادركت انها عظّمت من آراء زميلاتها بجمعية نسائية تبني مفاهيمها على تعميم التجارب الفاشلة لعضواتها..
أفسد فطرتها السوية مجتمع جاهلي يخلط بين الضعف والأنوثة!
تفجرت الدموع من عينيها كشلال لا تقوى عل  التصدي لقوته، شلال تحرر من صخور تراكمت عند المصب، كان تمنعه من السريان.. لم يسمح لها بالهرب، طوق ذراعيها بكفيه، اعتادت منذ بداية الرحلة على تعامله معها بعناد متى ارادت الهرب، في الماضي كان يتركها تغادر المكان بصخب، لكنه الآن لا يسمح لها بأن تفعل، بل يبقيها بجانبه حتى تهدأ العاصفة.. ناشدها بحنان:
- ارجوكِ لا تختبئي مني.
لم تود الأحتباء، بل ودّت لو تكشف عن نفسها أكثر، اردف:
- اريد ان اسمع منكِ كل الأحاديث التي حجبتها عني.. اريد ان اعرف ادق فكرة تطرق عقلك، وأصغر احساس يمر بقلبك.. اريد ان اعرف اجابات كيف ومتى وماذا ولماذا.. اريد ان افهمكِ أكثر.. ثقي بي.. استطيع ان اعتني بكِ، وان احميكِ.. قوتي تكفي لكلينا.. سأقولها لكِ مرة أخرى.. انا موجود.. هلا ترينني؟
نيران الحب التي تشعلها عيني امرأة، لا تكفي الدموع لأطفائها.. ارجعت بصرها كرتين الى وجهه، وثبتته بعينيه في الثالثة، قرأ في قسماتها شكًا ينازع سكرات الموت الأخيرة؛ فأخرج بوصة سنارته، واغمدها في قلب الشك بطعنة نافذة، ثم همس برفق:
- بيننا شيء ناقص أريد ان أُكمله، الا تريدين ذلك؟ الصباح الذي يزفر انفاسه في وجهها، فتح في عروقها أخاديد جديدة، وكلماته التي تمسح على قلبها جعلت من هذهِ الاخاديد مسارات جديدة للدماء، سار فيها الدم حتى وصل لأماكن لم يبلغها قط.
تسرب الى وجهها بعض الحُمرة، تشي بما يعتمل اسفلها من فوران الدم الفائر، توردت كزهرة في بستان، فاح عبيرها حتى التقطته حواس البستاني، قربها منه حتى سقط بينهما قانون المسافات، هذهِ المرة لم يحاول ان ينزعها من ارضها، ولم يتعجل انضاجها، بل احاطها بكفوف الحنان مخافة ان يفقد عبيرها ثانية.
في زماننا ما اسهل ان تشتعل شرارات الحب، توافق الابراج، مزحة مكررة، كلمات مستهلكة.. او حتى تطابق ماركة حذاء! لكنه حب هش لا يدوم.. اشلاء حب مجهولة النسب.. اما ما يشعران به الآن ولِد من رحم حقيقي؛ فالحب الصادق يحتاج وقتًا لينمو، وفهمًا لينظج.

ثاني أكسيد الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن