حتى هذا السلاح لم ينجح في هزيمتها، ظلت تُبارز في صبر جندي يسكن الأيمان قلبه، ويلهج بالدعاء لسانه؛ فكيف يُهزم من أعتصم من الناس برب الناس؟
- لن أتزوج ثانية.
هُزم العدو وولى الدُبر، سكتت أمها مرهَقة ومرهِقة، غاضبة على إبنتها التي أفسدت حياتها بنفسها، سألتها أمها كمن يبحث عن ضوء في جوف الظلام ليهتدي به:-ماذا حدث في المصعد؟
سكتت حواء عن الجواب، لأنه أبدًا لن يروق لأمها.. أبدًا.أرض المعركة الثانية بدت أكثر هدوءًا، لكنه هدوء يحمل الصواعق في أدباره.
عليها تقديم أستقالتها من عملها في مصنع جد طليقها، لا يصح أن تظل في عملها بعد الطلاق، حتى أن كان المصعد تعود أصوله إلى جد طليقها، وليس إلى طليقها نفسه.
تخيفها مواجهة الجد《سلطان》أكثر مما فعلت مواجهتها لأمها، للجد سُلطان مكانة خاصة في قلبها لم يصل إليها رجل قط، ترى فيه تجسيدًا لمعاني الأبوة التي حُرمت منها!
رجل قوي لا يخشى في الله لومة لائم، يحمل في قلبه حنانًا يسبغه على كل العاملين في مصنع حفظ وتمليح الأسماك الذي يمتلكه، حنان مشرط لا يهديه إلا لمن أستحقه، لذلك يحمل له الجميع مزيجًا عجيبًا بين الحُب والرهبة.
YOU ARE READING
ثاني أكسيد الحب
ChickLitأقتربت من الصخرة، كان منحنيًا وكأنه يبحث عن شيء مفقود.. اقتربت منه اكثر، وأكثر فأكثر.. نظرت الى الرمال اولًا، الى موضع نظراته، لم اجد شيئًا، رفعت عيني ببطء الى وجهه، عيناه مفتوحتان لكنهما لا تريان عالمنا هذا، هززته بفزع فمال الى احد جانبيه لا حول له...