.......

407 38 0
                                    


- وأين ستقيمين، هل تعودين للعيش مع أمكِ؟

سألت صديقة، وتطوعت أخرى بالأجابة وكأنها أدرى بحواء من نفسها:
- حواء لن ترتاح في العيش مع أمها، بعد الزواج أعتادت على أن تكون سيدة أمرها.
- لكن أمها تعيش بمفردها، فهي الأخرى مُطلقة كما تعلمون، و.....

رفعت حواء كفيها تقاطعهن، وقالت مُتعبة:
- كل شيء حدث بسرعة، وما زلت أحتاج وقتًا للتفكير، وحتى أصل إلى قرار يجب أن اترك بيتي اليوم وأقيم مع أمي.
هرب لفظ بيتي دون رقابة من شفتيها، فبدأ غريبًا على أذنيها، أو لعلها أجبرتهما ليستشعرا غرابته.

في طلاق المرأة.. كسرها، وفي طلاق إبنتها أنهيار الحياة بأسرها! هكذا فكرت أم حواء أبلة عفت معلمة الأجيال، مديرة المدرسة التي تعد نفسها قدوة للجميع، فشلت في حماية زواجها، بل وزواج أبنتها كذلك، أي فضيحة تلك! ستصبح مُضغة في الأفواه، إذا تقاربت الرؤوس في حضورها ستعرف أنهم يشمتون فيها، وإذا حادثتها إحداهن ستكون على ثقة من أنها تلمزها وأبنتها بما تكره، سيصبح طلاق أبنتها وجبة دسمة فوق مائدة المعلمات والطالبات في الممرات وزوايا الفصول، وجبة شهية يسيل لها لعاب كل مُغتاب.. وابلة عفت قررت ألا تسمح بهذا أبدًا مهما كلفها ذلك!

ثاني أكسيد الحب Where stories live. Discover now