.......

280 28 1
                                    

أجبرها عقلها على استرجاع الشريط السينمائي الخاص بيوم طلاقها.
عندما احتواهما المصعد، تلك الليلة كانا يحتفلان بذكرى زواجهما الأولى، حاولا طوال السهرة نبذ الخلافات، والتشبث بفتات ود قد تكون قبلة حياة لزواجهما المحتضر، حاولا اذابة جبال الثلج التي تكونت  بينهما يومًا بعد يوم..
بالتظاهر بأن كل شيء على ما يرام، فلربما تحدث المعجزة وتتحول الامنيات الى حقائق تلك الليلة.
لكن عندما توقف المصعد عند الطابق السادس، وانفتح الباب، وقعت انظارهما في نهاية الرواق على زوجين انتقلا جديثًا الى البناية، يقفان على مقربة من بعضهما، يربت الرجل فوق بطن زوجته المتكور، وقد ظنا انهما بمعزل عن الجميع.. وقتها شعرت ببرودة اصابع يونس حول كفها، كل شيء بدا زائفًا جدًا، رديئًا جدًا، بائسًا جدًا، محاولاتهما المستمرة للتظاهر بأنهما يحظيان بزواج ناجح لم تعد تجدي نفعًا.
نظرة الشغف التي احتوى بها الرجل وجه حبيبته، وظفله في أحشائها.. كانت كافية لتجعلها تطلق تنهيدة حارة عرّت ما بقلبها من حسرات، وقذفت عيناها بالعبرات، فكرت ان الشيء الوحيد الصحيح هو ان يتحول طلاقهما النفسي الى طلاق حقيقي على الورق، لم يعد هناك جدوى من استمرار التمثيل في هذا الفيلم البائس، كانت كالغريق الذي يحتاج الى اشارة واحدة ترشده الى اتجاه بر الامان، وكانت تلك هي اشارتها.
رأى هو في وجهها الآف الخيبات، وهي تتطلع بحزن دفين الى الزوجين، لم تعد تملك من الحياء ما يكفي لتخفي عنه عدم رغبتها فيه، وكان هو ايضًا قد اكتفى من التظاهر امام الجد بغير ما يُبطن، كان قد اكتفى من علاقة أجهدته، لم يجنِ منها سوى استنزاف روحه.
رآها تنظر الى الرجل كما لو كانت تتمنى لو كانت زوجته هو، أصاب ذلك كبرياءه في مقتل، لم يغفر لها هذهِ النظرة، لم ينجح في ان يكون فارسها، ولن ينجح يومًا.
لكنها لم تكتفِ بتلك النظرة فحسب؛ قالت دون ان يرف لها جفن:
- لا داعي لذهابنا الى موعد الطبيبة في الغد، الحمل لا يحدث لأنني أمنعه بالدواء.
وكانت تلك هي الاشارة التي دفعته للضغط على زر الخلاص، وصل المصعد الى الطابق العاشر، عرفا بغير اتفاق مسبق ان ساعة الصفر قد حانت، وانهما استنفدا كل الدقائق والساعات.
ارادت التحرر من قيد زواج زائف؛ فحررها، وحرر نفسه كذلك.
توحش الندم عليها، وخز قلبها بأشواك دقيقة، غزيرة، قاسية، ومؤلمة، لا قِبل لها على محاربتها، لماذا الندم الآن وقد كانت تبغض هذا الرجل قبل ان تستيقظ في الكهف، ما الذي غيرته هذه الايام القلائل، وجعلت الحنين يباغت قلبها ويرميها بسهامه الطائشة؟
لم يكن الجواب بحوزتها، بل في جعبته هو، فتش عنه وهو يمضي ليلته وحيدًا في حجرة التماسيح الصغيرة، لقد تغير في هذهِ الرحلة العجيبة بقدر ما تغيرت هي، بات قادرًا على مزج منطق أفكاره بعشوائية مشاعرها، لم يعد يرى في تقلباتها مسًا من جنون، بل فطرة جُبلت عليها، فالطبيعة ذاتها متقلبة غير مستقرة، تجمع بين منطق وعشوائية، بين يقين وشك، بين ماء وتراب، بين رجل وامرأة.. وهنا يكمن سر روعتها.
الحب الحقيقي لا يطفو على السطح، بل الزبد يفعل! إذا اراد الحب فعليه الغوص في الاعماق، عليه ان يستعين بمهارة الأسماك العمياء ليعرف الاتجاهات، ان يتقن فن الانصات، يلاحظ التفاصيل، يمنحها عطاء رجل لامرأة، لا عطاء رجل لرجل! فالأنسان يخطئ حين يمنح نوع الحب الذي يحتاجه هو، لا ما يحتاجه الطرف الآخر.
أما ان يكون رجلًا يسهم في تحقيق ذات انثاه، أو يساعد في تشويهها.
وعندما يشتاق الى الشمس فبأمكانه الأقتراب من السطح، اما هي فعليها ان تحترم عزلته من حين لآخر.
واذا ارادت الحب عليها ان تمنحه القاب الفرسان، واوسمة الشجعان، تلوذ بأكنافه، وتلجأ الى أحضانه وقت الخطر، تشعره بنبضها الانثوي، ولا تتحول الى آلة نصح.
اما ان تكون امرأة تسهم في تحقيق رجولة رجل، او تساعد في الانتقاص منها.
الحب ليس قيدًا يربط العاشقين به طوال الوقت الذي يكونان فيه معًا.
في الحب عليه ان يترك لها فسحة التنفيس عن دواخلها، يشاركها الجنون، ان يفهم تقلبها بين مد وجزر كما البحر.. في الحب عليها ان تترك له حرية الاقتراب من الشمس متى اشتاق اليها، والا تعيق دورته الطبيعية في الأقتراب والابتعاد.
عندها فقط يبدأ فصل الصيف، كما أخبرهما الشيخ إنسان.
قررنا حبس الشتاء في الصندوق المسحور، وجىنا لنطلب منك المساعدة.
لم يكن رداء خادم التماسيح وحده ذا لون اسود، بل رائحته كذلك، رائحة قاتمة كأبخرة تتصاعد من فوهة مدفاة عتيقة، في ليلة شتوية تعوي فيها ثلاثة ذئاب في وجه القمر.
وقف الشيخ انسان عند المرسى يودعهما بحركة بطيئة من يده، يبحر بالقارب الشاب النوبي تمّام وهو يتوجس خيفة، بينما يتأمل هَدَل الذي يحتل مقدمة قاربه، يعرفه كرجل تحوم حوله الاساطير، سمع من البعض انه يمارس سحرًا اسود يجلب به التماسيح الى بيته، والا من اين يعثر في النيل على تماسيح بعد بناء السد العالي!
يقول آخرون ان التماسيح نفسها انما هي عفاريت من الجان في هيئة متنكرة، واما قليل من سكان الجزيرة يمصمصون شفاههم في حسرة ويقولون انه رجل بعقله لوثه اصابته منذ ان ابتلع النيل كل ابنائه أمام ناظريه عندما غرق قاربه قبل خمسة واربعين عامًا.. لا يعرف تمّام أيًا من هذهِ الحكايات أقرب الى الحقيقة، لذا يبقي نفسه بعيدًا عن بيت الرجل الذي يعلوه جماجم تماسيح بشعة المنظر.
حتى أوقفه اليوم عند الممر المؤدي الى المرسى، وطلب منه أصطحابه مع زوجين شابين يحلان ضيوفًا على بيت الشيخ إنسان الى الموقع القديم لجزيرة فيلة، كان طلبًا غريبًا، لكنه اعتاد على ان يصاحبه في مثل هذهِ الرحلات العجيبة، والتي عدّها تمّام أشد غرابة مما يطلبه منه السياح عند زيارتهم للجزيرة.. كان عليهم الوصول الى الضفة ثم الانتقال الى بحيرة ناصر والأبحار بمركب آخر، يرافقهم تمّام من بداية الرحلة الى نهايتها بأصرار من هَدَل.. فتمّام من اولئك الذين يعرفون الموضع القديم لجزيرة فيلة.
في ميمنة القارب جلس يونس برفقة حواء وعيناه لا تفارقان موضع الشيخ انسان عند المرسى أسفل شجرة الصفصاف الراكعة صول النيل، تقلص حجمه شيئًا فشيئًا، ثم اختفى فجأة مثل فقاعة في فنجان.
مالت حواء نحو يونس، ثم قالت متعجبة:
- لم اظن قط انك ستصدق حكاية صندوق الشتاءات، فاجأتني.
راودتها الدهشة في الصباح الباكر، عندما أصر عليها يونس لخوض غمار تلك التجربة المثيرة، والسير وراء مزاعم خادم التماسيح وأسطورته المنسية.. لم تفهم أسبابه لأنه لم يفصح عنها صراحة، لكن التجربة كانت مثيرة الى الحد الذي لم يدع لها مجالًا للرفض.
- لماذا؟ الم تقولي أنكِ تميلين الى تصديقها؟
راقبت للحظات سربًا من اليمام مر فوقها، ثم التفتت اليه تقول:
- أميل الى التصديق لأن كل الشواهد لو جمعناها معًا ستؤدي بنا الى صندوق الشتاءات.. انتقالنا الآني الى كهف في وادي العلاقي، الشعر الأبيض، بطاقة الرجل المبتز، العبارة التي ظهرت فوق جدار البيت، كيف عرف خادم التماسيح كل ذلك ان لم يكن على حق؟ ببساطة لقد جمعتُ الخيوط معًا فتكون هذا الاستنتاج.
كان يثق انها على خطأ، فمنطقها مغلوط، تفكر في الأحداث بشكل عكسي، هذا ما توصل اليه بالأمس قبل عودة خادم التماسيح الى بيته بعد ثلاثة ايام أمضاها خارج الجزيرة، قضى فيها يونس أغلب أوقاته وحيدًا في البيت، لم يكن له رفيق سوى الصمت، وفرّ له الصمت كل السُبل الممكنة ليعمل عقله بطاقاته القصوى، ويعيد التفكير في كل ما مر به من أحداث.
وأخيرًا توصل الى سبب معرفة خادم التماسيح بالكلمات، والأهم سبب أحتواء غرفة الشيخ بالمنجم على ثلاثة أسرة بدلًا من واحد، وعلاقته بغريب الصحراء!
كان كل شيء واضحًا منذ البداية، لكن الملهيات التي برزت في طريقه أدت واجبها على النحو الأكمل؛ فحاد عن الحقيقة، حتى عثر عليها أخيرًا عندما اعتصم في كهفه الذهني دون عوامل تشتيت.
- ربما تكونين على حق.
هكذا قال لها ولم يضف شيئًا آخر، يعرفها جيدًا، ستدافع عن منطقها المغلوط حتى آخر أنفاسها، لا سبيل لأقناعها يوى ان يجعلها ترى بنفسها ما سيحدث خلال الدقائق القادمة، عندها ستصدقه، وستثق به.
أطال يونس النظر صوب لون ازرق يغلف عالمه من جهاته الست، بنيل وسماء.. وعينين واسعتين زجاجيتين تقولان الكثير!
فيلة جزيرة صغيرة تتوسط مجرى النيل، لا تبعد كثيرًا عن جزيرة هيسا، عرفت في النصوص القديمة بأسم بر إي لق، بمعنى الحد الفاصل إشارة الى انها تقع كحد فاصل بين شمال وجنوب وادي النيل.
أصبح اسمها في القبطية بيلاك، وسماها اليونانيون فيلة او فيلاي بمعنى الحبيبة أو الحبيبات، اما في الادب العربي عُرفت بجزيرة أنس الوجود.
تتابعت المعلومات على لسان الشاب النوبي تمّام وكأنه يعمل بالفطرة مرشدًا لزوار قاربه دون ان يسألوه أن يكون.
بعد بناء السد العالي أصبحت جزيرة فيلة واقعة في المنتصف بين السد الجديد، والسد القديم، مما سيعرضها لخطر الغرق والأختفاء للأبد؛
فتعاونت منظمة اليونسكو مع مصر وأطلقت حملة انقاذ دولية لحماية آثار النوبة المهددة بالغرق، وكان آخر الآثار على لائحة الأنقاذ هي معابد فيلة، بنى المهندسون سدًا عازلًا حول الموقع للسيطرة على مياه النيل.. السد لم يكن كبيرًا بما يكفي لتطويق كل المعالم الآثرية فوق جزيرة فيلة، فغرقت البوابات الرومانية المؤدية الى الجزيرة تحت بحيرة ناصر وطمرها الطمي، لكن تمت عملية انقاذها من تحت الماء.. وتم نقل معابد فيلة الى جزيرة أخرى تُدعى اجيليكا.. أما جزيرة فيلة فقد بلعتها مياه النيل مع قرى النوبة القديمة كأن لم تكن!
هنا توقف تمّام عن الاسترسال في المعلومات، إذ ان هذا مبلغه من العلم، أما هَدَل  فقد دنا من يونس وحواء ليسكب في اسماعهما ما خفي عنهما.
قال وفي عينيه بريق الشغف:
- في هذا الوقت وصل الى مسامع أبي ما حدث، فعلم ان الصندوق بات في خطر، فالعلماء النهمون لبقايا القدماء سينقضون على الصندوق المسحور الذي يدور حول الجزيرة تحت الماء، كما ينقض التمساح الجائع على فرائسه.. كان عليه ان يدبر حملة انقاذ لصندوق توارثه منذ قديم الازمان.. وأمتاز عن أجداده بأنه كان أول من يمس الصندوق بيديه، ويحتفظ به في عقر داره.
سعل كثيرًا حتى شعرت حواء ان روحه ذاتها ستندفع من جسده، تحشرجت انفاسه، استطرد قائلًا:
- كان دور كل واحد من اجدادي هو ان يقود الزوجين المختارين الى موقع الصندوق، فيغادر الصندوق مداره حول الموقع القديم لجزيرة فيلة ويطفو نحو السطح، وما ان يبرز لهما حتى يفتحانه ويحبسان بداخله شتاءهما، ثم يلقيان به مرة أخرى في النيل.. ان صدقت رغبتهما فسيبلع النيل الصندوق كمحارة تغوص بدررها، ثم يدور مرة أخرى في مداره حول الجزيرة..
وان لم تصدق رغبتهما فسيظل طافيًا عند السطح كسمكة ميتة عفنة لفظتها المياه.
سأله يونس ساخرًا:
- وكيف يعرف الزوجان المختاران انهما مختاران، وأن عليهما القدوم الى هنا؟ أم أنك تمارس السحر لجلبهما الى بيتك؟
أجاب هَدَل ببساطة:
- إذا توصلا الى ان بر إي لق عبارة نوبية الاصل وأنها تشير الى جزيرة فيلة، فأن كل شيء يمر تباعًا.. وشعر ابيض يغزو رؤوس الشباب هو العلامة والدليل.
سأله يونس معاندًا:
- وان لم يفهما؟
هز هَدَل كتفيه بعدم اكتراث ثم قال:
- تضيع فرصتهما اذن.
جاراه يونس، وفي نفسه منه شيء، قال:
- وطوال هذهِ السنوات لماذا احتفظت بالصندوق، لماذا لم تحذُ حذو أجدادك ويأتيك زوجان يحبسان فيه شتاءهما ثم يلقيان به النيل؟
- فعلت، لسنوات طويلة منحت عشرات، بل مئات الأزواج هذهِ الفرصة الثمينة.
سألته حواء بدهشة:
- ولماذا لا يزال الصندوق معك؟
نظر في عمق عينيها قائلًا بغضب:
- لم يصدقُ زوجان قط!
أخافتها عينه، بأكثر مما فعلت يوم التقته في بيته، لا تزال زرقاء لكنها تشع نارًا تكاد تحرق كل شيء.
شعر يونس بخوفها، فطوّق بكفه ذراعها، وابتعد بها عن مرمى نيران الرجل، همس في أذنها:
-  هذا كذب، وسأثبتُ لكِ بعد قليل.
الصندوق خشبي، صغير الحجم، بشع الشكل، طالته عدة محاولات للترميم، لا يوجد ما يميزه سوى نقوش دقيقة على جانبيه، بحروف لغة قديمة، ومن أعلاه نحت بارز لتمساح يلتف حول نفسه، يلتف حول نفسه، يفتح فمًا كبيرًا يكاد يلتهم به ذيله!
خابت خيالات حواء، هل هذا هو الصندوق المسحور!
نبتت ابتسامة ساخرة فوق شفتي يونس وهو يتأمل الصندوق الذي يطوقه هَدَل بكفيه بقوة، ككنز ثمين.. فكّر يونس، اما استطاع هذا الهَدَل ان يأتي بصندوق أكثر اقناعًا؟! الصندوق الذي عكف على صناعته بيديه من ركام مركب قديم وجده عن أطراف بحيرة البُرُلّس كان أكثر قيمة من صندوق خشبي عتيق لا يميزه اي شيء سوى اسطورة خرافية نُسجت حوله.
جائت اللحظة الحاسمة تخطر، وتمنح يونس الفرصة كاملة لفضح المستور أمام حواء.. منحهما هَدَل وعيناه تحومان حوله، تتأهب فرائصه للأنقضاض على اي من تسول له نفسه ان يلحق بصندوقه الثمين ادنى اذى، كما يحمي ذكور الكواسر صغارهم.
فتح يونس الصندوق، ليجد بداخل أحشائه الهواء فحسب، دنت منه حواء تكتنفها الرهبة، تلمست الصندوق بأناملها، كان خشنًا أكثر مما يبدو، لكن لملمسه وقعًا محببًا، تمنت لو كان بإمكانها الأحتفاظ به كذكرى عن تلك التجربة المثيرة.
لم تدرِ حواء ما عليها أن تفعل، كيف تحبس ويونس الشتاء في الداخل، هل تهمس بداخل الصندوق برغبتها، ام يهمسان معًا؟ هل تكتب ما يجيش به صدرها في ورقة ثم تطويها بداخل الصندوق، ام يكتبانها معًا؟ هل يكفي ان تغمض عينيها وتتمنى بقلبها، أم يتمنيان معًا؟ وهل من الأساس ترغب في ان تجمعها بيونس حياة هادئة بغير عواصف هوجاء، أم تفعل ذلك فحسب من اجل تجربة جديدة ومثيرة؟
لم يقدم لها هَدَل الجواب الشافي الذي تنتظر، اذ انه هو نفسه يجهل بالجواب، كانت هذهِ هي أكثر لحظات حياته أثارة، الآن سيعرف سر الصندوق، الآن سيعرف كيف كان أجداده يحبسون الشتاء بالداخل، هذا هو السر الذي لا يبوح به الاب لأبنه، والجد لحفيده، عليه ان يكتشف بنفسه كيف حبست زهرة الورد الشتاء بالداخل.. عاش عمره كله حبيس هذهِ اللحظة، والآن بات قاب قوسين منها أو أدنى، يثق ان هذين هما الزوجان المثاليان لأحياء الأسطورة من جديد.
ارتأت حواء ان يفعلا كل ذلك معًا، الهمس، والكتابة، ونية محلها القلب.. استجتب لها يونس فقط لأنه كان واثقًا من النتيجة.. انتهيا؛ فأنقض هَدَل على الصندوق يحمله بعناية فائقة، ثم يقترب  من حافة القارب، يغمض عينيه كأنه يستدعي كل أرواح أجداده ليكونوا شواهد على تلك اللحظة المقدسة، ثم القى به في النيل.. تتعلق به أربعة ازواج من العيون.

ثاني أكسيد الحب Where stories live. Discover now