ثاني أكسيد الحب

.......

ما أصعب أن تقوم بكل هذه المواجهات في اليوم التالي للطلاق، لكنها أرادت أن تقطع كل صلة تربطها بحياتها السابقة، حياة إنتهت بالأمس واليوم تقف على أعتاب حياة جديدة خالية من القيود.

فكرت《حواء》إن أنفصالها عن العمل لن يسبب أي مشكلة في سريان العمل داخل المصنع، بأمكان الجد سلطان أن يحصل خلال ساعات قليلة عن مدير لمكتبه بديل عنها، يحمل نفس مؤهلها، بكالوريوس خدمة اجتماعية ، بل بأمكانه الحصول على الأفضل.
بالضبط كما إن خروجها من حياة يونس لن يشكل أي مشكلة في سريان حياته، كان ينظر اليها كعقبة في طريقه، هو أسعد الناس الآن بأزاحتها عن حياته.

أرجأت مواجهة الجد،لم تملك القوة الكافية لتفعل، متعطة إلى الدعم النفسي توجهت من فورها إلى نادي جمعية《شوارب المرأة العربية》 ما بين مندهشات لقدومها بعد حفل الطلاق بالأمس وما آل اليه، وقلقات عليها، استقبلنها صديقاتها بالترحاب.

- حواء ماذا فعلتِ مع أمكِ؟ كان حال المرأة مزريًا بالأمس.

- حواء إياكِ أن يكون إلحاحها بالعودة إليهِ قد اضعفكِ، كل الأمهات يفعلن ذلك لكن يصيبهن اليأس بعد حين.
- أتركنها لتأخذ أنفاسها..حواء عليكِ أن تكوني قوية، سيحاول الجميع الضغط عليكِ بأساليب قذرة، واولهم طليقكِ.

كانت هذه هي البذرة التي أنبتت في صدر حواء سخرية مريرة:
- يونس!لا أظن ذلك هو سعيد بالتخلص من قيد زواجنا مثلما انا سعيدة بالخلاص منه.