.......

475 29 0
                                    

تقول الأسطورة إن المرأة التي لا تحتاج إلى رجل، فرض عليها أن تتحول إلى رجل، تصبح مُحصنة ضد الهجمات العاطفية، تنبذ من قاموسها المفردات الأنثوية، وتستعيض عنها بقانون النِدِّية.

بعد زواجها لم يكن الحصول على عضوية جمعية 《شوارب المرأة العربية》 ليتم بسهولة لولا إيمان راسخ بالمساواة، جرى على قلبها ولسانها وهي تجيب على أسئلة إستمارة التقديم للجمعية.
كان السؤال الأخير هو الأصعب، وغالبًا تُرفض مئات الطلبات بسبب إجاباته المنقوصة، أو المشوهة.

- ما رأيك في دعوتنا لأن تُطلق المرأة شواربها، أو ترتدي واحدًا مستعارًا؟.

الأجابات المضحكة، والساخرة، والساذجة، والسطحية.. تُستبعد، وحدها تُقبل الأجابات الأستثنائية، وكان جوابها كذلك.

تخلَّفت للمرة الأولى عن أحد أجتماعات الجمعية، وركبت سيارة أجرة إلى أرض المعركة، وصلت بيت والدتها الذي تُقيم فيه بمفردها،  أحتفالها بالطلاق الذي تُعده أمها《كارثة》بالتأكيد أيقظ بداخلها وحشًا عليها الأن مواجهته.
كانت حربًا ضروسًا، شنتها الأم ببراعة فائقة تثير الحسد، ثالوثها المقدسهو كلام الناس، والعيب، والطلاق أبغض الحلال.. لم ينجح أي ضلع في الثالوث في أن ينتقص من عزيمة《حواء》كلام الناس لا يساوي ثمن نعالها، والغيب لا يخرج سوى من أهل الغيب وهي ليست من أهله، أما الطلاق مشروع حتى إن كرهه جميع أهل الأرض، أين المُشكلة إذن؟

- ستقل فرصك قي الزواج الثاني، ستضطرين بالقبول بأي رجل يطرق بابك!

عن أي زواج ثانٍ تتحدث أمها! شبح الوحدة لا يثير مخاوف إمرأة تحررت من قيدها للتو، وتنعم بأولى نسمات الحرية.

ثاني أكسيد الحب Where stories live. Discover now