الفصل الأخير {الجزء الثاني} {محمد الدرة}

50.9K 3.4K 365
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
صباح الفل ❤
زي النهاردة استشهد بطل، طفل صغير لكنه مقاتل قوي إسمه {محمد جمال الدرة}
الفصل ده إهداء ليه ولكل الفلسطينيين اللي بيتابعوني، بفتخر والله كونكم جزء من هنا... يا أهالي الأبية كلماتي لكم ✨
مقدمة الفصل عبارة عن كلمات أو نقول تخيل كتبته من سنة للبطل ده اللي حابب يقرأه يتفضل ، واللي شايف إنه طويل يمر عليه مرور الكرام العادي لكن أتمنى تقرأوه وتحكوا لأولادكم عن الشجاع ده 💙

ليس لدي سوى الكلمات لأخبرك بها أني مازالت أتذكرك 🌸
22 نوڤمبر / تشرين الثاني ، 1988
"مخيم البريج " _"قطاع غزة "
#بداية_الحكاية.
كنت أسير بين الطرقات بلا هوية.....لا أعلم أين نهاية السير ولكن هذه البلاد مجرد استنشاق هوائها بمثابة جنة فوق الأرض
التقطتْ مسامعي صوت ضجة صدرت من أحد البيوت في هذه الزاوية القريبة.... أخذت أسرع في خطواتي نحوه لأري مايجرى في هذا البيت؟!
وقفت خلف بابه وتلصصت السمع........ ياالله إنه مولود جديد
ربة المنزل "أمل" جلبت الأمل للبيت وقاطنيه
إنه منزل ذلك الرجل السخي الذى أسقاني اليوم عندما انتابني العطش، لقد أهداه الله مولود جديد.
كانت دقات قلب ذلك الصغير تخترق قلبي قبل مسامعي بالرغم من بعد المسافة بيننا ولكني شعرت به.
أسماه والده "محمد" ، اتسعت ابتسامتي عندما علمت بإسمه... شرف كبير لمن يحمل هذا الإسم
تنحيت بعيدا عن البيت وأكملت سيري في الطرقات...... لقد فارقت المنزل ولكن هذا الطفل لم يفارقني حتى هذه اللحظة!!!!

عاودت إلى منزلي الصغير...... تمددت على فراشي ولكن صوت أول صرخة صدرت عن هذا الرضيع مازالت تؤرقني.
أخذت أتساأل لما كل هذا التأثر إنه طفل مثل أي طفل...... ولكن قلبي كان يرفض هذه الإجابة

ومرت الأيام كقول السيدة أم كلثوم التي لطالما أثرت في بصوتها العذب وكلماتها الساحرة
وبدأت مراحل نمو هذا الرضيع ، أصبح أمر طبيعي بالنسبة لي أن أراقبه كل يوم حتى أرضي شغفي ناحيته.
أول مرة نطق فيها وقال "أمي" ، أول خطوة خطاها عندما علمه والده السير، خروجه للحي واللعب مع أطفاله.
كل هذه لحظات لم أتركه فيها كان قلبي بجانبه وعيناي تراقبه من بعيد
لاأعلم ماسر هذا الخوف الذي كان يتولد بداخلي كل يوم......... كانت دقات قلبي كدقات الناقوس ، لقد كان القلب يدمي خوفًا من إبتعاد هذا الطفل عنه
ومرت مرحلة آخرى وآتي أول يوم دراسة في أول مرحلة له لقد بدأ صغيري يشق طريقه يالها من فرحة عارمة انتابتني وأنا أراه يحمل حقيبته ودفاتره ويسير واثقًا...... لقد كنت مختلف من يومك صغيري
كنت أنتظر أمام مدرسته أتلهف شوقًا لرؤيته وهو عائد إلى منزله... كنت أتمنى أن يراني ، كنت أتمنى تقبيله أو سلام صغير يخرج من بين شفتي هذا الصغير الذي أثر قلبي ويكون موجهًا لي.
ومرت أعوام كان صغيري فيها يشتد عوده ويكبر وتتغير طباعه أصبح يحب هذا ويكره هذا.... كنت أقف دائما خلف الطرقات لأراقبه وهو يلعب مع أبناء الحي وكم كنت أتمنى أن أشاركهم اللهو.
لم أعد أستطيع التحمل في ذلك اليوم قررت أن أذهب إلى هذا الطفل وأعترف له كم أنا أحبه وكم أتمني أن أنجب بطلًا مثله.
بينما كان بطلي يسير مع والده في شارع صلاح الدين بقطاع غزة تتبعتهم أنا بخطواتي أنتظر الوقت المناسب حتى أناديه وأخبره
كنت أسير خلفهم وألاحقهم قي خطواتهم حتى انتفض قلبي بقوة وهتفت بإسمه "محمد"...... التفت لي الصغير لم يكد يمنحني إبتسامة حتى وجدنا وابل من الرصاص يحيط بنا..... انتفض والده وأخذه وهرول به مختبئا خلف إحدى البراميل الإسمنتية.
لقد نزل على الأمر كالصاعقة وهرولت ناحيته كنت أود حمايته ولكن والده لم يترك لي فرصة لقد كان يحميه بكل مافيه من قوة.... يصارع من أجل بقاؤه.
توقف الزمن بي عندما اخترقت إحدى الرصاصات يد الوالد اليمنى ثم آخرى غادرة اخترقت قدم الصغير..... تمزق نياط قلبي عندما سمعته يقول بنبرة باكية "أصابوني" ... إنها نفسها تلك النبرة التي سمعتها يوم ميلاده، نفس الخوف الذي أصابني في هذا اليوم ولكني الآن أراه يتجسد أمامي في مشهد حقيقي.
قطع انفصالي عن الواقع صوت بطلي وهو يقول لوالده "اطمئن ياأبي أنا بخير... لاتخف منهم "
هتف بهذه الجملة بعد أن اخترقت الرصاصات جسده ثم رقد شهيدا على ساق أبيه
لاااااا لم أقولها له حتى الآن..... ياربي أعطني فرصة واحدة مازلت لم أخبره بحبي له واعتزازي به لقد كنت سأخبره الآن.... ماالذي حدث لماذا سُلِب مني.
لو كانت الأرواح تُهدي لأهديتك روحي..... روحي التى تعلقت بك من يوم ميلادك ولم تغب عنها لحظة واحدة.
لقد قتلك العدو بقلب جامد خالي من الحياة هذا العدو الذي ليس لديه ذرة رحمة واحدة ومن أين يأتي بالرحمة وهم أهل العذاب.
لقد توقف قلبي في تلك اللحظة التى لفظت فيها آخر أنفاسك.... كانت نهايتي أنا ولكنها بداية جديدة لك بطلي في دار منصفة وعادلة يحكمها ويحميها رب السماء .

#لاتؤذوني_في_عائشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن