الفصل الثلاثون (الجزء الأول) (مذبحة القلعه)

78.8K 4.5K 106
                                    


الفصل الثلاثون (الجزء الاول) (مذبحة القلعه)

بسم الله الرحمن الرحيم
يوما ما
ما أجمل البدايات... ولكن هل دائما ماتكون البدايات جميله؟! ... ليست كل بدايه رائعه ولا كل نهايه تعيسه.
دائما ماتجبرنا الطرق على السير رغما عنا... نسير للمجهول الذي تفجعنا بدايته نيأس ونحزن ولكن سرعان ما تأتي البداية الحقيقية ... اول لحظه... اول كلمه... اول دقه صادقه..... اول نظرة ناطقة من صاحب القلب المظلم .
شعور مختلف وحياة آخرى... البحر يفتح يديه لنا هل تعطني يدك لنغرق به معا!
أم ستجبرني على طريقك ياوحشي.

في داخل غرفة المصحة
اتسعت عيناها بصدمه... وعلت الضحكه وجهها وهي تحاول استيعاب هل ما سمعته حقيقه أم خيال كاذب
هل عبر عن مشاعره!

استدارت سريعا تهرول نحو الفراش وهي تقول بعدم تصديق : قلت متضايق صح؟!
افترشت الأرضية لتجلس عليها مستنده بظهرها على الحائط وهي تشير له : يلا انزل.
رمقها بإستغراب لتفك هي شفرة اندهاشه قائله : انا مبعرفش اسمع حد غير وانا قاعدة على الأرض كده.
_ومين قال عايزك تسمعيني؟!
رمقته قائله : انزل بس انزل.
تنهد عاليا بتعب ثم تحرك من جلسته ليجلس جوارها على الأرضية مستندا بظهره هو الآخر على الحائط.... رفع رأسه عاليا ينظر بشرود بينما قطعته هي : متضايق ليه بقى؟!
استدار لها تحاوطها عيناه بادلته نظراته ليردف بتعب جلي : مش هحكي.
لاحظ حركة يدها إذ أنها تقبض عليها هامسه بشيء مجهول فسألها مستفسرا : بتعملي ايه؟!
_أصل انا لما ببدأ ازهق بعد من واحد لعشره لو خلصوا بضرب اللي قدامي.
ابتسم من زاوية فمه فقالت هي بإقتراح وقد اعتلى الحماس وجهها من جديد : طيب اقولك احنا نلعب لعبة صراحه.... انت تسألني وانا اسألك بس تجاوب بصراحه.
رفع حاجبه وكأنه يفكر في عرضها فقالت بغيظ : متجاوبش السؤال اللي ميعجبكش.
_موافق بس هسأل انا الاول.
أومأت مسرعه قائله : اسأل.
كانت نظراته غامضه وهو يبدأ في لعبتهم قائلا : اكتر حاجه بتخافي منها .
نطقت سريعا وبدون أي تفكير : بخاف من حجات كتير.. بخاف من الحجات اللي بتسحب النفس وتقتل الروح بالبطيء بس لو هنتكلم عن حاجه محدده بخاف من البحر والمايه.
حرك رأسه علامه على الاستفهام وهو يقول : ليه؟!
أشارت بإصبعها نافيه وهي تقول : لا لا لا متفقناش على كده انت سألت مره هسأل انا بقى... تصنعت التفكير ثم سريعا ماتابعت وعيناها تشع صدق خالص : فين حامي؟!
أشار على ذاته قائلا : قدامك اهو.
_انت عارف انا اقصد ايه
أظلمت نظراته وابتلع ريقه بألم وهو يقول : مات ... صاحبك مات.
كان قد حرك رأسه للجهه الآخرى فأعادته بيدها قائله : ليه حكمت عليه بالموت؟!
قلدها في حركتها السابقه وهو يقول : ده دوري انا... بتخافي من البحر ليه؟!
_البحر ده عامل زي واحده جميله اووي بس مليانه سم اللي يستحمل السم ده هيحبها لكن لو اللي مش هيستحمل وينجرف ورا الجمال هيموت مسموم ... انا بخاف من البحر علشان مبلاقيش فيه الأمان ومع ذلك بحب جدا القاعده قدام المايه وجمالها... احب من بعيد لكن ترميني ليها تبقى بتموتني.
ابتسمت بحماس متابعه : اسأل انا بقى... انت ليه اعتبرت ان صاحبي مات... ليه منقولش انه عايش... وانت اللي بتحاول تموته ومش عارف.
أجابها بتعابير مبهمه ولكن الألم بدى على طياتها : صاحبك لو عاش مكانش هيقدر حتى يحمي نفسه... مش احنا اللي بنختار الطريق... الطريق هو اللي بيفرض نفسه.
_بس احنا اللي بنختار نكمل ولا لا.
ابتسم على حديثها مردفا : في طرق بتبقى ذهاب بس ملهاش عوده.
ترك قلادة المفاتيح التي أشغل نفسه بها وتابع بحماس : دوري.....ايه اكتر حاجه نفسك تعمليها؟؟
اتسعت ابتسامتها وصفقت عاليا هاتفه بمرح : انا نفسي في حجات كتير اووي بس اكتر حاجه نفسي اعملها دلوقتي اكل ايس كريم توت واشرب ليمون بالنعناع.
ابتسم بسخريه وهو يردف : دي اقصي طموحك.
تحدثت بفخر وتمثيل الغرور : أنا قنوعه... وانت ايه اكتر حاجه نفسك تعملها دلوقتي.
استدار لها لتواجه عيناه عيناها وهو يردف بعبث : اكتر حاجه نفسي اعملها دلوقتي هي....
تصنع التفكير ثم على حين غره وضع يده خلف رأسها لتقترب منه... شهقت هي عاليا بينما قطع هو شهقتها حينما مال عليها، وفجأة دوى صوت الباب الذي فتحه أحدهم عاليا لتصرخ "نيره" ب "لينا" : انا هوريكي
ابتعدت عائشة سريعا بعدما فرت من أسفل يده المحكمه عليها بصعوبة بينما رمق هو "نيره" بغيظ ... التي قالت بدهشه : انتوا قاعدين ع الأرض كده ليه؟!
جاورتها "لينا" تقول : مالك ياعيوش؟!...ليه مخضوضة ؟

#لاتؤذوني_في_عائشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن