الفصل الثامن والعشرون(بكاء مرير)

55.8K 3.5K 353
                                    

تلك اللحظة التي تندمج فيها العيون لتنطق القلوب بما عجز اللسان عن التعبير عنه....ذلك الأمان الذي نحصل عليه بنظرة من أحبتنا بعد خوف دام طويلا، تلك الضمة التي تساوي الدنيا بما فيها، والهمسة التي تُخبر أن الأمل موجود... أنت الأمل... عيناك هي تلك النبتة التي زرعتها في قلبك، سيظل القلب يراك أميرا حتى لو أنكر الجميع، وسيظل العقل يرفض شوكك ويأمر بالإبتعاد... وسأبقى أنا مشتتة بين هذا وذاك.... أدور هنا وهناك لأجد أن موطني في النهاية هو انت.
وملجأك في النهاية ليس إلا قلبي.

اضطراب... قلق... توتر، كل ما يقبض الفؤاد كان سائد هنا في هذه السيارة... بسنت في الأمام وجوارها عائشة وخلفهم ذلك الذي فقط صوابه.... كان يطمئن عائشة هاتفها فكانت تقبض على الحقيبة جيدا ولكن تنحى الأمل جانبا حين انتشل الحقيبة منها بعنف فصرخت به: سيب الشنطة.

أخرج هاتفها منها وألقاه من النافذة جواره فسقط فؤاد عائشة أرضا واتجه ناحية بسنت ناطقا بحدة: تليفونك.

حاولت استجماع ثباتها لتردف بحدة: هو البعيد أعمى... انت شايف معايا شنط ولا تليفونات.

ابتسم بمكر وهو يقول بتحذير: طلعيه بالأدب بدل ما يطلع بقلة الأدب.

التقطت "بسنت" هاتف صغير موضوع أمامها وألقته من النافذة بعنف قائلة: ادي الزفت اهو.... احنا رايحين فين الطريق اللي انت مخلينا نمشي منه ده مقطوع.

أردفت "عائشة" بتصنع الثبات: متخافيش يا بسنت اللي قاعد ورا ده جبان والجبان آخره يهوش ويوم ما يكبر اووي ويحب يعمل حاجة بيعملها في الضلمة.

أمر "بسنت" بإيقاف السيارة أمام بيت قديم في مكان خال تماما من كل شيء.... تستطيع سماع تكرار صوتك هنا.

نزل من السيارة وأمرهما بالنزول قائلا: هنشوف دلوقتي.

وقف في الخارج ينتظر نزولهما أمامه لتهمس بسنت خفية: أنا معايا تليفون.

عادت الدماء لوجه عائشة وهي ترمقها بأمل ثم استجابت ونزلت من السيارة لتتبعها بسنت وعلى حين غرة دفع بسنت ناطقا بحدة: قدامي.

صرخت عائشه في وجهه بحدة مماثلة: متمدش ايدك ياحيوان انت.... أنا لحد دلوقتي ماشية معاك بمبدأ ليس على المريض حرج انما والله العظيم هخرج من هنا يا عدنان وهوديك في ستين داهية.

لم يستمع لكلماتها بل دفعهما أمامه حتى وصل إلى غرفة ضيقة في هذا المكان المقبض وألقا الاثنان فيها ودلفا ورائهما... مد كفه لينتشل السوار المحاوط لكف عائشة والذي يحوي اسمها واسم زوجها ووليدها.

هبت عائشة من مكانها وصاحت بشراسة: هات الانسيال.

ضحك بإستفزاز وهو يحركه أمامها ناطقا بتهكم: ايه الزعل ده كله... هو الباشا هو اللي جايبه ولا ايه.

#لاتؤذوني_في_عائشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن