الفصل الأربعون (فظلما يكتم)

77.2K 4.3K 581
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

حدثني كما شئت عن انكسارك، آلمك، خيبتك... قص لي كل مره رفرف قلبك فيها أملا وأهانته الحياه بقص أجنحته.

اسرد لي مرات ضياعك وانهيارك... مرات تحطمك واتبعها بتلك الذكري التي انتفض فؤادك لها فرحا.... تلك الخطوه التي بثت بداخلك بصيص أمل جديد وكأنها تقول لك مازال هناك ما نحيا لأجله.

الفرحه او ربما الانتفاضة التي تتيقن بعدها أن الله يراقبك... يسمع همساتك، أنينك ويرسل لك رساله خفيه تنعش نفسك وتطرح الورود فيها.

متواجده معك بروحي وجسدي تستطيع بثي كل ما يدور في قلبك ولكن لا تترك نفسك للظلام بيحبك لعمق أكبر مما انت عليه الآن.... عندما وجد الوحش من يحبه سار مبتعدا عن الظلام.... وعندما امتدت أذرع السموم له وجد ذاته تهرول للظلام من جديد .

اتوسل إلى من أسرني ألا يستجيب لذاته ويبقى معي هنا حيث شعاع الضوء في وسط الظلام... ولكن إذا تحكمت انت وصدر امرك ستجدني في قاع بئر عميق أعاني وحيده هاتفه : ياصاحب القلب المظلم هل من خلاص؟؟

تكومت عائشة على الأرضية بملامحها الباهته وقد سكن صراخها تماما وكأنها استعاضت عن الصراخ بهذا الخيط من الدماء الذي يسيل أمامها.... سكنت هي وتمرد طفلها... انتفضت نيره تصرخ عاليا مستغيثه وهي تحتضنها..... قلبها لا يتحمل كل هذا... تستدير يمينا ويسارا وتدفع الباب بمحاوله لاتجدي نفعا وهي تصرخ ببكاء : ياحامي الحق عائشة بتنزف .

ادخل سلاحه متجاهلا "نهله" التي ارتطمت بالأرضيه حينما تركها.... وهرول هو نحو الخارج يفتح الباب بجنون..... اندفع للخارج وبمجرد أن رأي بقعة من الدماء على الأرضية مر أمامه مجموعة مشاهد منها انتحار والدته.... الاعتداء عليها.. قتل والده... وغيرها وغيرها

فاق من كل ذلك على صوت نيره الباكي فأسرع نحو عائشة يحملها بخوف جلي وقد ضاع ثباته الانفعالي وحل محله كل ذعر العال.... هرول بها إلى الأسفل وتتبعه نيره التي تتابع ببكاء محاوله تجميع كلماتها : عمر يا حامي... عمر كان معانا تحت... ضربوا نار ... خدوه.

شقيقته لاتستطيع قول جملة مفيده من وسط شهقاتها... اسرع هو إلى باب السياره يفتحه ليضع عائشة داخلها بعنايه.....ثم سريعا ما اتجه إلى مقعد القياده وهو يقول سريعا بنبرة عاليه مانعا نيره من الدلوف للسياره : اطلعي بسرعه ل "يحيي" احكيله اللي حصل.

لم تستطع حتى الاعتراض إذ قاد هو السياره بسرعه جنونيه تجاه أقرب مشفى لهم.

بعد قليل من الوقت

توقفت السياره أمام المشفي الخاص وخرج "حامي" مسرعا وقد بان على وجهه كل علامات القلق و الارتياب.... حملها سريعا واتجه بها نحو الداخل لتهرول ناحيته سريعا واحده من طاقم التمريض ليسرع : بسرعه دي حامل وبتنزف.

#لاتؤذوني_في_عائشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن