الفصل السابع عشر (الشهم يقتل)

63.1K 4.2K 626
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

القلب

ذلك العضو الذي يتحكم بنا... يظن الحمقى أنه ليس إلا جهاز يضخ الدم ولكنه في حقيقة الأمر يضخ مشاعرنا... قرارتنا... خوفنا... اضطرابتنا

يتحكم في كل شيء عندما تصبه السعاده نصبح كأطفال صغار امتلكوا قطعة حلوى في التو...وعندما تدق الخيبه بابه نشعر بتلك الانقباضة التي تخطف أنفاسك وكأنها تخبرك أن موتك ليس أمامه سور ثوان معدوده .

تلك الانقباضة التي نعتقد أن بعدها ستنتهي الحياه بنا..ذلك الخوف الذي يغلفها.... وتلك الأمنيه أن ينتشلنا أحدهم من خوفنا هذا ويخبرنا أن كل شيء حتما سيكون بخير.

اليوم أنتظرك أنت.... اتنفس ببطيء خوفا من القادم ولكن قلبي أعلن حربه علي لينطق كل ثانيه قائلا :

سيأتي الآن.... كل شيء سيكون بخير.

أنتظرك لأني مؤمنه أشد الإيمان أن المسافات لاتمنعنا من الاستغاثات... ربما بعد ساعه ستستجيب... بعد دقيقه أو ثانيه... ربما الآن لتعلن أن كل شيء بخير.

حالة من الهرج والمرج سادت المشفى وخاصة في ذلك الطابق وبعد أن قطع اتصال عائشة صوت البغيض يقول بسخرية :

مش عيب برضو يابنت اخويا ابقى اخر من يعلم انك في المستشفى.

ثم تصنع نبرة الحزن وهو يقول بشماته : أنا قولت اجي اعزيكي هنا .

التفتت له بعدما سمعت توعد حامي له في الهاتف وتنبيهه لها : عائشة مهما اتكلم او جاب سيرة آمن مترديش عليه.

أنزلت الهاتف واتجه وجهها نحوه لتسمع شقيقها يقول بعنف : انت ياحقير جاي عايز ايه!

ضحك رضوان وهو ينبهه بعينيه : عيب.... عيب ياابن ال

وصمت ثوان متابعا : الٱصول... تكلم عمك كده برضو!

رفعت عائشة حاجبها وعلا وجهها ابتسامه مستنكرة حينما دار إليها رضوان فسددت له كلماتها وعينها تحرقه بسهامها الحادة : العم ياحبيبي هو اللي بيربي ويرعى ولاد أخوه... مش يقتل اخوه ومراته ويبلع فلوسهم..... العم ده مكانة انت يا رضوان مش هتوصلها عمرك عارف ليه؟!

ثم مطت شفتيها وتابعت بضحك استفزه : علشان انت مش انسان... ومش حيوان برضو علشان منبقاش بنظلم الحيوان حتى الزبالة خساره فيك اني اشبهك بيها.... انت ملكش شبه مش علشان حاجه نادرة لسمح الله لا.... بس انت وساختك وصلت ليڤل أعلى من اننا نشبهها بأي حاجه.

أشعلته... أهانته بكل ماامتلكت من اسلحه فاقترب منها حتى أصبح مقابل لها يقول بإلتواء : مهما عملتي ومهما قولتي هيفضل برضو الدم اللي بيجري في عروقك هو نفسه اللي بيجري في عروقي.

#لاتؤذوني_في_عائشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن