الفصل الثاني والعشرون (حفلة تنكرية)

60.9K 3.8K 410
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

هل هجز الزمان أقوى أم فراق الأحبة أشد؟!
هل وحشة الظلام أقوى أم برودة هجرك أشد؟!
هل هذه لعنة أبدية أم حب تخللنا حتى صرنا واحدا وياويلتي إن كان عذاب على ذنب اقترفته وضاع في طيات النسيان.
يا مالك الظلام ومالك قلب الضياء قل لي متى النهاية والبداية.
دل أسيرتك فلقد شتتها الطرق ومزقتها الحياة وصار دوائها الوحيد هو....
أنت.

انقبض فؤادها مع وابل الرصاص هذا وكأنه اخترق روحها...وخصوصا وهي تراه قد أخرج سلاحه يطلق الرصاص بمهارة من النافذة المجاورة له ويحاوطها بيده الآخرى ضامنا أمانها.

أدرك من حركات المهاجمين له أنها ليست سوى حركات عشوائية... أحدهم يريد إيصال رسالة مغزاها أنا قادر على إلحاق الأذى حتى في وجودك.

لاحظت هي أن الصوت يقل تدريجيا فا ارتفعت قليلا لتجدهم يهرولون بسياراتهم بعد أن أتموا مهمتهم ولكنه لم يترك هذا بل بتصويبة ماهرة اخترقت الرصاصة إحدى العجلات لسيارة تابعة لهم فتوقفت السيارة ولم تستطع إكمال هروبها مثلما فعل البقية... وجد صاحبها ينزل منها ويهرول فنزل من السيارة وأغلق الباب خلفه وجرى بمهارة حتى يلحق بذلك الهارب.... أصبح على بعد خطوة منه فسرع خطواته ليتمكن منه جاذبا إياه من خصلاته بعنف صارخا به : مين اللي باعتكوا ياروح امك.

كانت عائشة تتابع كل ما يحدث حمدت ربها أنه تمكن من الرجل ولحق به قبل أن يلحق الأذى بأحد.

لفت نظرها ذلك الكتيب الصغير الواقع في أرضية السيارة شكت أنه وقع سهوا من "حامي" فاالتقطته ووضعته في حقيبتها لحين عودته لتكمل متابعة ما يحدث

ارتعد من بين يديه ذعرا من الفتك به فمن أمامه ليس سوى نار مدمرة ولكنه امتلك بعض الشجاعة الوهمية وهو يجيب : أنا معرفش حاجه أنا بنفذ أوامر بس.

جذبه "حامي" وتوجه به ناحية هذا الجسر ودفع رأسه يريه منظر المياه ناطقا : شايف الماية دي هتبقى قبرك كمان دقيقتين لو منطقتش مين باعتك.

ابتلع الرجل ريقه ورمق المياه بفزع فزاد حامي وأردف : هرميك هنا ومحدش هيقولي انت بتعمل ايه.

ركله في ظهره تبعها نبرته الغاضبة : انطق .

رفع الرجل يديه مستسلما وهو يترجاه : خلاص هتكلم بس ابوس ايدك سيبني.

لم يترك خصلاته بل ظل قابضا عليها وكأنه لم يسمع رجائه حتى أردف الرجل بألم : واحد اللي بعتنا وقال نهوش بس ... نضرب كام طلقة ونطلع نجري استنينا لحد مالقيناك من غير الحرس وعملنا اللي طلبه.

#لاتؤذوني_في_عائشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن