الفصل الثامن والثلاثون(أقسم أن لا مأوى)

ابدأ من البداية
                                    

نطق ويده تمسح على خصلاتها: قريب هيحصل يا وحش.

ابتسمت برضا وهي تطالع زيتونيتيه فبادلها الابتسامة وتحرك مغادرا وهو يشعر براحة نفسية كبيرة فهو منذ ذلك اليوم الذي طلب فيه من والدته أن يصلي معها وهو يداوم على الصلاة في المسجد ويبذل كل استطاعته حتى لا ينتكس مرة ثانية... مشاعر كثيرة تخالطه بين يدي الرحمن ولكن ما يطمئن قلبه أن أول هذه المشاعر هو الأمان.

بعد مدة من الوقت

كان يقف في ساحة الصلاة... خلف الإمام يأخذ نفسا عميقا ويخرجه بهدوء.... هنا يشعر بالأمان ولكن أيضا تلك الرجفة التي تسير في جسده وكأنها تخبره أنه ليس أهل لهذا المكان ولكنه يتغلب عليها بمجرد إقامة الصلاة... بمجرد الوقوف بين يدي الرحمن والانحناء له.

أقام الإمام الصلاة.... كان يستمع لآيات الرحيم بحب وكأنها تمسح على فؤاده فتخرج منه كل هم وحزن... حل الركوع الأول فركع وهو يتذكر كل ما أنعم به الله عليه... فرت دموعه فنزلت على سجادة الصلاة ... ارتفع من الركوع ليستمع إلى قول الإمام: سمع الله لمن حمده.

رددها بحب مصدقا لكل حرف بها شاكرا الله على عطاياه التي لا تنفذ: ربنا ولك الحمد.

سجد خلف الإمام.... حان وقت الدعاء أشد الأوقات قربا لله وضعفا له... قلبه به الكثير والكثير لم يعلم ماذا يقول... يقينه الوحيد أن الله يعلم كل شيء... همس بماحمل ما لم يستطع البوح به: يارب... كنت شريدا فأرشدتني... وكنت ضالا فهديتني... وكنت ممزقا فجمعتني... ويقيني أنك لن تضيعني يا أكرم الأكرمين.

تابع صلاته بنفس الأمان الذي احتله حتى انتهى منها وهو يسلم خلف الإمام.... بمجرد الإنتهاء واختتام الصلاة...استدار الشيخ يبحث عنه بعينيه حتى وجده قابع خلفه فابتسم براحة قائلا: حرما.

أردف حامي براحة: جمعا إن شاء الله.

ربت الشيخ على كتفه ناطقا بتأكيد: شوفت بقى انك هترتاح... مش انت أول يوم جيت هنا كنت عايز تمشي وانا قولتلك كمل هترتاح... وشك بيقول انك ارتاحت.

تنهد "حامي" وابتسم دون حديث... قام من مكانه متوجها إلى الخارج وقبل الرحيل استدار للشيخ يقول بصدق: مرتاح.

تابع طريقه وهو يسمع دعاء الرجل له والذي اخترق قلبه حين نطق: ربنا يجبر قلبك... ويريح بالك يابن الناس.

تابع طريق خروجه وابتسامة مطمئنة ارتسمت على وجهه وأمل بحجم الكون يخبره أن القادم ليس إلا الخير.

*****★****★*****★*****★*****★****★

كانت "سمية" تجلس أمام التلفاز تقلب بين محطاته بملل فبديع لم يعد حتى الآن.... و "ميرال" أيضا خرجت ولم ترجع.

#لاتؤذوني_في_عائشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن